الاثنين، 8 فبراير 2010

حسين علي النوح وترصين الركائز السليمة للحركة الرياضية في العراق


حسين علي النوح وترصين الركائز السليمة
للحركة الرياضية في العراق
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث _جامعة الموصل

قبل أيام كنا نتحاور، أنا وطالب الدكتوراه ،الذي أشرف عليه وهو السيد رعد أحمد أمين حول موضوعه"الحركة الرياضية والكشفية في الموصل 1958_1968".وقد تذكرت في تلك الجلسة، وكان الحديث حول الرياضية العسكرية في الموصل، أحد الرياضيين الموصليين الذين عملوا في الجيش وكنا معجبين به في طفولتنا ولم يكن هذا سوى ابن محلتي، رأس الكور، حسين علي النوح وأكدت عليه ضرورة أن يكون لرواد الرياضة والكشافة في الموصل حيز مناسب في أطروحته. كما طلبت منه أن يفرد للرياضة العسكرية حيزا مناسبا،فلقد كان في الجيش مدرسة خاصة للتربية البدنية دعمت الرياضة بين كافة قطاعات الجيش ووحداته، وأصبحت اللعبات المختلفة ككرة القدم وكرة السلة والملاكمة والعاب الساحة والميدان منتشرة وتمارس فعليا .وشعبة الألعاب إحدى شعب مديرية التدريب العسكري ويديرها ضباط العاب مختصون وواجبها إدارة الحركة الرياضية والسباقات وتنظيمها وتهيئة الفرق وإعدادها. كما أن الجيش العراقي كان مشتركا في المجلس الدولي الرياضي العسكري الذي يضم معظم جيوش العالم.
ولاانكر أنني عدت إلى البيت وبدأت بتقليب أوراقي ووثائقي وسجلاتي، وبعد قليل عثرت على ضالتي ، حيث بعض المعلومات مع صورة شخصية للرياضي الموصلي الرائد حسين علي النوح.. وأتذكر مرة أنني قرأت شيئا عنه في مجلة العاملون بالنفط العدد 100، السنة (10)، تشرين الأول-اكتوبر 1970 ،وعدت إلى المجلة فوجدت أن السيد فاروق شكيب يعقوب قد أجرى حوارا معه ومن خلال هذا الحوار تبين أن حسين علي النوح من مواليد مدينة الموصل وبالتحديد في 19 تشرين الثاني / نوفمبر سنة 1934 وقد درس في مدارس الموصل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وذهب إلى بغداد ليدخل كلية التربية الرياضية وتخرج فيها سنة 1958، والنوح يتمتع بشخصية قوية، وبثقافة عالية، ويجيد اللغة الانكليزية وشيئا من الألمانية والتركية فضلا عن لغته ألام : العربية.
كنا في المحلة نعجب به، وبملابسه العسكرية حيث انه كان أكبر منا وقد دخل الجيش واشغل منصب الضابط الإداري لألعاب الجيش حتى سنة 1964 ثم تولى منصب ضابط العاب كلية الاحتياط سنة 1965 فأمرا لجناح الرياضة سنة 1966 وخلال المدة من 1967 وحتى 1969 كان يشغل منصب الضابط الفني لألعاب الجيش. وفي 1969 أصبح مديرا للشعبة الثالثة في مديرية العاب الجيش.
كان لحسين علي النوح نشاط رياضي واسع ليس في مؤسسات الجيش وصنوفه ودوائره وحسب بل وفي الاتحادات الرياضية كذلك، فقد تولى أمانة سر الاتحاد العراقي المركزي للساحة والميدان لمدة ثلاث سنوات، وأصبح بعد ذلك رئيسا للاتحاد كما عهدت إليه وللمدة من 1961_1962 مهمة تدريب منتخب الجيش لكرة السلة والساحة والميدان لبطولات العالم العسكرية وكان ضمن الوفد العراقي الدائم لدى المجلس الدولي للرياضة العسكرية منذ سنة 1962 وشارك في معظم المؤتمرات الدولية ممثلا للقوات المسلحة العراقية ولتميزه في تلك المؤتمرات، فقد منح عضوية الشرف الفخرية من المجلس الدولي للرياضة العسكرية وهو ثاني شخص في العراق منح تلك العضوية آنذاك.
كان حسين علي النوح، واعتقد انه وصل إلى رتبة عقيد في الجيش حكما دوليا معروفاً، وقد حصل على شهادة التحكيم الدولية بكرة السلة بعد مشاركته في دورة الدراسات الأفريقية ونجاحه فيها بدرجة امتياز أهلته لان يكون ثامن حكم دولي عراقي في الستينات من القرن الماضي.. وفوق هذا فهو يحمل شهادة حكم اتحادي بالكرة الطائرة وحكم مأذون بكرة القدم. وفي أوائل السبعينات من القرن الماضي عمل ضابطاً لألعاب الفرقة الخامسة.
لحسين علي النوح أراء ومقالات وكتب، فهو لم يكتف بالجوانب العلمية في مجال الرياضة، وإنما كان يؤمن بان الجيش يصلح لان يكون مدرسة للرياضة في العراق، ويذهب إلى حد اعتبار المؤسسات العسكرية رائدة للحركة الرياضية في العراق .وكان يدعو إلى تطوير الرياضة العسكرية وإدخال جميع أنواع الالعاب في العالم وقد دفعته تلك الآراء إلى إنشاء ناد رياضي خاص به وإصدار جريدة رياضية بهدف نشر الوعي الرياضي وقد بذل جهودا كبيرة لتعزيز مراكز ضباط الألعاب وإيجاد ملاك مناسب لها، وخاصة وان مسؤوليات ضباط الألعاب كبيرة ومتشعبة فضابط الألعاب إداري، ومدرب، وحكم،ومنظم للفعاليات الرياضية داخل وحدته. كما شجع النوح على تعميم بعض السباقات الرياضية العسكرية البحتة (كالخماسي العسكري) الذي يعد المقياس الرئيسي لكفاءة الجندي.
وكثيرا ماكان يتألم لان الرياضة في العراق لم تصل إلى ما وصلت إليه الرياضة في بعض البلدان المجاورة والعربية والمتقدمة، ويرى أن لذلك أسباب أبرزها ضعف التخطيط الرياضي السليم، وعدم توفر المستلزمات والتجهيزات المناسبة والملاعب والقاعات والكوادر.
للنوح مقالات في مجال الرياضة ،كما ترجم عددا الكتب الرياضية التي كانت تدرس في العاب الجيش مثل (كتاب الركض السريع) و(كتاب الألعاب الرياضية) و (كتاب دليل التحكيم في كرة القدم) (ترجمة) مطبعة الأديب، "بغداد، 1977، 103 صفحة).
ومن الطريف الإشارة إلى أن حسين علي النوح كان مقدما لبرنامج رياضي كان يذاع من إذاعة القوات المسلحة ( العراقية ) ،كما عرف عنه بان معلق كروي متميز .
خدم النوح العراق في مجال الرياضة كثيرا، وصورته المرفقة أخذت سنة 1966 وبالمناسبة فانه كان صديقا حميما لزميله المرحوم العقيد المتقاعد طه حمو ضابط الألعاب المعروف وكثيرا ماكان الاثنان يتمازحان ،فطه حمو كان يرى في النوح الاصالة، والصدق، والصراحة، والشجاعة ومحبة الآخرين ويصفه بانه (زولية كاشان).في سنة 1989 كرم الاستاذ حسين علي النوح بنوط رياضة ذهبي من قبل اللجنة الاولمبية ولمناسبة اليوم الاولمبي . وفي تشرين الأول-اكتوبر 2009 نظم الاتحاد المركزي لكرة السلة احتفالية في بغداد لتكريم عدد من الرياضيين الرواد كان من أبرزهم أكرم فهمي رئيس الاتحاد العراقي لكرة السلة (1948) ،و حسين علي النوح الذي مضى على حصولة الشارة الدولية للتحكيم في كرة السلة أكثر من 25 عاماً وكان إلى جانبه عددا آخر من المحكمين أمثال علي الصفار، وإسماعيل حمودي، ومؤيد سامي، وخليل مجيد. توفي الاستاذ حسين علي النوح في 26 تموز-يوليو سنة 1980 رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدمه لمهنته ولوطنه ولامته ..
*راجع لطفا مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها التالي : wwwallafblogspotcom.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...