الأربعاء، 28 مايو 2025

الدكتور إياد علاوي رئيسا للحكومة الانتقالية 2004


 


الدكتور إياد علاوي رئيسا للحكومة الانتقالية 2004
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
والسجلات التاريخية ، تشير الى انه في مثل هذا اليوم 28-5-2025 ، أي قبل (21) سنة ، وبالتحديد يوم 28 ايار - مايو سنة 2004 ، إختار ماسمي ب(مجلس الحكم) والذي أسسه الحاكم المدني الامريكي السفير بول بريمر رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة ، الدكتور اياد علاوي ليكون رئيسا للحكومة الانتقالية ريثما يتم إجراء انتخابات عامة في بداية سنة 2005 .
بقي كذلك من 28 حزيران - يونيو 2004 إلى 6 نيسان - أبريل 2005 .
وكما هو معروف ؛ فإن الدكتور إياد هاشم حسين علاوي الربيعي ، وهو من مواليد سنة 1945 ويقال 1944 سياسي وطبيب عراقي كان منتميا لحزب البعث السابق ثم انشق عنه واصبح معارضا وعاش في لندن وأسهم مع ما سمي ب(المعارضة العراقية) في التعاون مع الامريكان والانكليز لاحتلال العراق واسقاط النظام السابق في 9 من نيسان 2003 .
هو خريج ثانوية كلية بغداد في العراق وخريج كلية الطب في جامعة بغداد سنة 1970، حصل بعدها على شهادة الماجستير من جامعة لندن سنة 1975 والدكتوراه من الجامعة ذاتها سنة 1979. وعمل خبيرا استشاريا في علم الوبائيات والصحة البيئية لدى منظمة اليونيسف التابعة للامم المتحدة بين سنتي 1979-1981.
فيما يتعلق بوضعه في حزب البعث فقد عمل في التنظيم الطلابي ومن خلال الاتحاد الوطني لطلبة العراق وفي سنة 1973 انتخب مسؤولاً للتنظيم القومي لحزب البعث في أوروبا الغربية ، إلا أنه ترك الحزب رسمياً سنة 1975 .
بعد الاحتلال الامريكي للعراق ، شكل المحتلون الامريكان ومعهم الانكليز مجلس الحكم الذي كلف الدكتور اياد علاوي بتشكيل الحكومة الانتقالية التي واجهت الكثير من التحديات الداخلية ، والمواجهات العسكرية في النجف والانبار .
كان الدكتور اياد علاوي يقود قبل الاحتلال تنظيما سريا معارضا اسمه (حركة الوفاق الوطني ) أسسه سنة 1974 مع بعض العراقيين منهم الدكتور تحسين معله ، وهاني الفكيكي ، واللواء الركن حسن مصطفى النقيب والعقيد سليم شاكر الامامي والمقدم الطبيب صلاح شبيب ، وعبد الغفار الصائغ .
كان الدكتور اياد علاوي أحد أعضاء لجنة المتابعة والتنسيق، التي أقرها مؤتمر لندن للمعارضة العراقية سنة 2002، وهدف هذه اللجنة التحضير لحكم العراق لما بعد النظام السابق ، حيث كانت الولايات المتحدة الامريكية قد قررت احتلال العراق بحجة امتلالكه لاسلحة الدمار الشامل .
وفي سنة 1990 تم الاعلان رسميا عن التنظيم الذي يقوده الدكتور ايادعلاوي وبشكل علني ، وذلك في بيروت، وسميت الحركة حركة الوفاق الوطني العراقي، وانتخب الدكتور اياد علاوي أميناً عاماً لها سنة 1991، وجدد انتخابه سنة 1993.وقد سبق ان تعرض لمحاولة اغتيال في لندن في شباط -فبراير سنة 1978 أصيب خلالها وبقي في المستشفى لأكثر من سنة للعلاج.
تعاون الدكتور اياد علاوي والدكتور احمد الجلبي ومعهم عدد من المعارضين للنظام السابق مع المخابرات الامريكية لاسقاط النظام السابق ، وجاء مع المحتلين واصبح عضوا في مجلس الحكم الذي اسسه السفير بول بريمر رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة ثم صار رئيسا دوريا له وبعدها شكل وزارته وفازت قائمته الانتخابية (القائمة العراقية ) في انتخابات مجلس النواب العراقي والتي أجريت في 7 آذار - مارس 2010 على 91 مقعداً من أصل مقاعد البرلمان، واحتلت القائمة بذلك على المركز الأول من بين الكيانات المتنافسة. لكن الخلاف على من يمتلك الكتلة الاكبر حرمه من حقل تشكيل الحكومة وعين نائبا لرئيس الجمهورية لكن هذا المنصب الغاه الدكتور حيدر العبادي في 9 آب - أغسطس سنة 2015.
قبل ايام فقد ولده حمزة ، وكان قد اصدر كتابا بعنوان (بين النيران) وصحته اليوم ، وقد بلغ الثمانين سنة ، ليست على مايرام وهو بين يدي التاريخ والمؤرخين يحكمون عليه بما يرونه ثابتا وعلميا ..28-5-2025

أُسامة أنور عكاشة 1941-2010 الكاتب والروائي المصري الكبير في ذكرى وفاته ال ( 15)


 


أُسامة أنور عكاشة 1941-2010 الكاتب والروائي المصري الكبير في ذكرى وفاته ال ( 15)
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
من منا لايتذكر اعماله التلفزيونية والسينمائية والمسرحية التي شدتنا سنينا طويلة .. ليالي الحلمية - الشهد والدموع - الراية البيضاء - ابو العلا البشري - المشربية - لما التعلب فات - ارابيسك - زيزينيا وغير ذلك من الاعمال الجميلة والرائعة ومنها (ضمير ابلة حكمت) .وقد قالت ابنته نسرين كما ذكر الصحفي محمود الرفاعي في الموقع التالي ورابطه :https://aawsat.com/
"ان والدها كان يحرص على تقديم اعمال جيدة تليق بإسمه " وان لديه الكثير من الاعمال المخطوطة التي ربما ترى النور وقسم منها صدر واعلنت عن قرب ظهور اربعة أعمال أخرى لوالدها وفي مقدمتها فيلم (الإسكندراني) : وهو عمل كان يعشقه وكان يمني نفسه بأن يراه على الشاشة قبل وفاته. أما بقية الأفلام التي من المنتظر ظهورها قريباً فهي «قلب الفيل» و«سالمة يا سلامة»، و«في عين الشمس»، كما يوجد كذلك بعض المسلسلات غير المكتملة.
أُسامة أنور عُكاشة كاتب مسرحي له اعمال مسرحية وله اعمال درامية تحولت الكثير من اعماله الى افلام سينمائية احبها الجمهور وتابعها لذلك كان معروفا على طول الوطن العربي وعرضه في يوم 28 من ايار -مايو سنة 2010 توفي واليوم ذكرى وفاته ال(12) وقمين بنا ان نتذكره ونذكره للجيل الحاضر وللاجيال القادمة .يكتب الرواية ويكتب السيناريو وقد كُتب عنه الكثير وتناولته الموسوعات والانسكلوبيديات وكتب النقد والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية وانا شخصياقرأت عنه الكثير وكنت اتابع اللقاءات التلفزيونية معه ومن الطريف انني وجدت جانبا من اقواله وآرائه عبر شبكة المعلومات العالمية -الانترنت وقسما منها يتعلق بسيرته ودراسته واعماله وهو خريج قسم العلوم النفسية بجامعة عين شمس سنة 1962 عاش في عصر عبد الناصر وتأثر بما وقع فيه من احداث وما قدمت فيه من منجزات سياسية واقتصادية واجتماعية .عمل في التدريس لفترة لكنه انصرف منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي للكتابة للسينما والمسرح والتلفزيون .وقد كنت اتابع مقالاته النقدية في جريدة ( الاهرام) .من خلال متابعة سيرته نجد انه ابتدأ الكتابة في الستينات من القرن الماضي وظهرت له اول مجموعة قصصية بعنوان ( خارج الدنيا ) سنة 1967 وفي سنة 1973 اصدر روايته الاولى ( احلام برج بابل ) .
اسامة انور عكاشة غاص في المجتمع المصري واستخرج اللالئ والجواهر وعرف بصدق وحرص محركات هذا الواقع واحاسيسه وآلآمه وطموحاته لذلك نجح في كسب رضى المشاهدين وجعلهم يحسون وكأنهم داخل العمل .كان كاتبا وروائيا ملتزما وفوق هذا وذاك كان يحمل رسالة التنوير ويقينا ان من عمل معه في الاخراج والتصوير والموسيقى والديكورات كان متمكنا لذلك جاءت اعماله محبوكة وقوية وصادقة .

الدكتور إبراهيم خليل العلاف: أستاذا ومؤرخا وإنسانا.. بقلم أ.د. احمد فكاك البدراني


 

الدكتور إبراهيم خليل العلاف: أستاذا ومؤرخا وإنسانا..

             بقلم أ.د. احمد فكاك البدراني*

يُعد الدكتور إبراهيم خليل العّلاف استاذاً كبيرا، ومن أبرز المؤرخين العراقيين والعرب المعاصرين، الذين ساهموا بشكل فاعل في صياغة الوعي التاريخي الوطني، والعربي الحديث والمعاصر، وأثروا المكتبة العراقية والعربية بمئات المؤلفات والدراسات والبحوث التي تناولت قضايا التاريخ السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي الحديث والمعاصر أيضاً.

لم يكن العلاف مجرد أستاذا جامعيا، أو باحثا أكاديميا فحسب، بل كان شخصية فاعلة ومؤثرة في الوسط الثقافي والإنساني، عُرف بسعة أفقه مع طلبته وزملائه، وغزارة إنتاجه الرصين، وعمق تحليله الواعي، وحرصه على ترسيخ القيم العلمية والوطنية الهادفة. وكم كانت سعادتي غامرة وانا اعمل معه فهو من أشرف على رسالتي للماجستير واطروحتي للدكتوراه في التاريخ الحديث.

واقول وانا اقف عند سيرته الذاتية والعلمية انه من مواليد مدينة الموصل، عاصمة نينوى الآشورية ، مهد الحضارة والعلوم، وتخرج في جامعة بغداد  قبل ان تفتح جامعة الموصل وقد درس تاريخ تطور التعليم  الوطني في العراق 1914-1932 بموضوعية وشفافية ، ولهذا تعد دراسته مصدرا مهما من مصادر دراسة  التأريخ المعاصر في العراق .

حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، وجعل جزء من اهتمامه الرئيس هو دراسة الحركات السياسية والفكرية في العراق والعالم العربي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، فضلا عن التاريخ الاجتماعي والتاريخ الثقافي  .

عمل أستاذًا للتاريخ في جامعة الموصل لعدة عقود، وترأس قسم التاريخ بكلية التربية -جامعة الموصل (15) سنة من 1980 الى 1995، وأشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه، وخرّج أجيالًا من الباحثين الذين تتلمذوا على يديه، وأصبح البعض منهم مؤرخين بارزين ورجال دولة معروفين يشار اليهم بالبنان.

إنتاجه العلمي

ألّف الدكتور العلاف أكثر من 70 كتابًا في التاريخ والفكر السياسي، ونشر مئات المقالات والبحوث في الصحف والمجلات العلمية المحكمة.

من بين أبرز مؤلفاته: “نشأة الصحافة العربية في الموصل "و"تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916) و"تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر" و"تاريخ العراق الثقافي المعاصر في العراق " و" تاريخ تركيا المعاصر " و" العراق والولايات المتحدة الامريكية" و"التاريخ في طبيعته ومدارسه " و"تاريخ العراق المعاصر" و" تطور الفكر العربي المعاصر " و"تاريخ الفكر القومي العربي" و"نحن وتركيا " .

تتميّز أعماله بالرصانة والدقة والموضوعية، كما أنها تستند إلى مصادر أرشيفية نادرة وشهادات حية، ما جعلها مرجعًا لا غنى عنه للباحثين والدارسين  والمهتمين.

 

الدور الثقافي والإعلامي:

لم يقتصر دور العلاف على التدريس والإشراف على الطلبة في الجامعة، بل كان له حضور متميز في الصحافة والإعلام والثقافة المتخصصة والعامة، إذ كتب مقالات أسبوعية في عدد من الصحف العراقية والعربية، تناول فيها قضايا التاريخ والهوية والسياسة والتعليم.

كان حريصًا على التفاعل مع القرّاء، وكان يُعرف بتواضعه وسعة صدره، لا يتوانى عن الرد على استفسارات الباحثين الشباب والاخذ بأيديهم وتوجيههم، وتشجيعهم ومساندتهم.

في كتاباته ومداخلاته، لطالما عبّر العلاف عن انحيازه للوطن، ودفاعه عن وحدة العراق وهويته التاريخية.

رفض الطائفية بجميع أشكالها، وعدها تهديدًا خطيرًا للنسيج الوطني العراقي، ودعا باستمرار إلى التعايش والمواطنة والتعددية الثقافية.

 

مواقفه السياسية:

يملك وعيٌا وطنيا والتزاما أخلاقيا سامياً.

انتقد بشجاعة الكثير من مظاهر الفساد والانحدار في الأداء الحكومي والثقافي، دون أن يتورط في خطاب شعبوي أو تحريضي.

وكانت له دائمًا رؤية إصلاحية تنطلق من إيمانه بقدرة الإنسان العراقي على النهوض، وبأهمية دور النخبة الأكاديمية والثقافية في قيادة عملية التغيير ، من خلال عمق معرفته بالتاريخ الاجتماعي والفكري لأبناء جلدته.

ومع كل ما مر به العراق من أزمات، ظل العلاف مدافعًا عن الحقيقة، ومتمسكًا بقيم النزاهة والاعتدال والكرامة، وهي مواقف لم تكن سهلة في مناخ مضطرب ومشحون، لكنها كانت نابعة من رجل آمن بأن التاريخ لا يُكتب فقط في الكتب، بل في المواقف النبيلة ايضا.

 

الجانب الإنساني :

عرف الناس في الدكتور العلاف وجهًا إنسانيًا نادرًا، فهو لم يفصل بين دوره الأكاديمي ومسؤوليته الأخلاقية تجاه المجتمع.

تميّز الدكتور إبراهيم خليل العلاف بمواقف سياسية متزنة وواعية، انطلقت من إحساسه العميق بالمسؤولية الوطنية والتاريخية.

لم يكن من المنتمين إلى حزب سياسي معين ، بل كان مثقفًا مستقلاً حرّ الرأي ، يستند في مواقفه إلى ما يراه حقًا وعدلًا ، بعيدًا عن الانتماءات الضيقة أو الحسابات الآنية.

كان نصيرًا للعلم والثقافة والمعرفة، ومدافعًا عن الحقيقة التأريخية بموضوعية وأدلة دامغة غير ارتجالية ، وكان مثقفًا ملتزمًا بقضايا وطنه وأمّته ، كما كان يُعرف بدماثة خلقه ، واحترامه لتعدد الآراء ، وحرصه على الحوار البناء.

بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، كان للعّلاف موقف واضح من التدخلات الخارجية، حيث عدّها سببًا في تمزيق الدولة العراقية، وتحطيم مؤسساتها، وإضعاف هويتها الجامعة. لكنه، في الوقت ذاته، لم يغرق في جلد الذات أو الخطاب العدمي، بل دافع عن أهمية بناء الدولة الحديثة، عبر الحوار، واحترام القانون، وتغليب المصلحة الوطنية.

 

وخلاصة القول إن الحديث عن الاستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف، هو حديث عن جيل من العلماء الذين جمعوا بين المعرفة والضمير، بين الحرفية والرسالة ، وبين الإبداع والالتزام. سيظل اسمه حاضرًا في ضمير الثقافة العراقية والعربية، علَمًا من أعلامها، ومثالًا يُحتذى به في البحث والتدريس والموقف.

ولعل المعاصرة لها اثر وتأثير، فقد زامل علماء كبار لا يسعني المقال إلا لذكر من حفظت الذاكرة اسمه، مثل الدكتور. فاضل حسين والدكتور كمال مظهر احمد والدكتور عبد القادر احمد اليوسف والدكتور عماد عبد السلام رؤوف والدكتور خليل علي مراد والدكتور غانم محمد الحفو والدكتور جاسم محمد حسن العدول. ثم تلاهم جيل آخر تشكل على نهجهم منهم من تلاميذه امثال   الدكتور مزاحم علاوي والدكتور نمير طه ياسين الصائغ والدكتور عدنان سامي نذير والدكتور عوني السبعاوي والدكتور خيري شيت .

 

شهادة ..

عرفته منذ اربعة عقود مضت ، وتتلمذت على يديه في المراحل العليا من الدراسة ، فقد أشرف على رسالتي في الماجستير وأطروحته في الدكتوراه ، لم يكن استاذاً بقدر ما احسني بأنه صديق ..

كان عفيف النفس عالي الهمة ، نزيه العلاقات وأمين المعشر ، يمسك عصا اللين ولا يضرب بها ، تحس بالأمان وانت معه ، طيب السريرة ولا يحمل احقاد ، وكان اداريا عادلا في علاقاته ومتزنا في التعامل ، خبرته بالإدارة كبيرة جدا ، لم يترج بالمناصب العليا لعدم منح ولائه لجهة سياسية ، قلما غزير العطاء .

 

·       وزير الثقافة والسياحة والآثار

 


عمو بابا في عيون الصحفي المخضرم الاستاذ محسن حسين




 



عمو بابا في عيون الصحفي المخضرم الاستاذ محسن حسين
علق الصحفي المخضرم الكبير الاستاذ محسن حسين على هذه الصورة بالقول :" هذه صورة نادرة لأشهر رياضي عرفه العراق هو عمو بابا الصورة وجدتها في الارشيف العراقي. عمو بابا جدير بان نتذكره بين الحين والاخر. وللمعلومات عمو بابا ولد في 27 تشرين الاول نوفمبر 1934 وتوفي في 27 ايار مايو 2009).
ولد وترعرع في مدينة الحبانية بمحافظة الأنبار وبدا حياته الرياضية بعيدا عن كرة القدم فكان بطل العراق في 400 موانع (ألعاب قوى)، وبطل الرصافة بكرة المضرب ، وكان أول من اكتشف موهبته الكروية المدرب والمعلق الرياضي المشهور إسماعيل محمد، ففي عام 1950م ، وأثناء بطولة مدارس العراق في ملعب الكشافة، شاهد إسماعيل محمد لاعبا في فريق مدرسة الحبانية الابتدائية فأستدعاه ليسأله عن اسمه فقال: عمانؤيل! وجريا على العادة الإنكليزية في إطلاق أسماء مختصرة فقد قرر إسماعيل محمد ان يكون اسم اللاعب عمو بابا اعتبارا من ذلك اليوم،
وفي عام 1951 م، شارك العراق في الدورة العربية المدرسية في القاهرة، وفي مباراة العراق ومصر منح المدرب إسماعيل محمد الفرصة لعمو بابا للمشاركة لأول مرة، وبعد انتهاء الدورة قال له : ستصبح ناراً على علم في يوم ما ! ظل عمو بابا يدرب لاعبين صغار السن في أكاديمية أسسها في بغداد، بينما تقيم عائلته في شيكاغو في الولايات المتحدة وذلك حتى وفاته في السابع والعشرين من آيار/ مايو 2009. كان عراقيا مخلصا لوطنه حمل اسم العراق ورفعه في الميادين الرياضية..............ابراهيم العلاف

الخميس، 22 مايو 2025

( شعارات فوق حائط الاحتلال ) إدانة علنية لجرائم الاحتلال ...........كتاب محسن الجبوري


                                                                            ( شعارات فوق حائط الاحتلال )


كتب الصحفي الصحفي الصديق الاستاذ محسن الجبوري ايار 2025 عن كتابه هذا :"قبل ١٥ سنة من الآن ....كان هذا التحدي

( شعارات فوق حائط الاحتلال )
إدانة علنية لجرائم الاحتلال
وجيش الاحتلال الأميركي يتجول في شوارع الموصل قبل الانسحاب الهزيمة .
شكرا للمرواتي الكريم عمار احمد على تحمله كلفة الطبع ...
شكرا كبيرة للاخ الفنان الشمولي بيات مرعي على تصميم غلاف الكتاب ...
شكرا للاخ د خيري شيت شكر على كتابة مقدمة الكتاب ..
شكرا للاخ مهند.داؤد.صاحب مكتبة الضحى حين كانت بالدواسة على عرض الكتاب في مكتبته وبيعه ...
شكرا لكل لحظة تجاوزنا فيها الخوف آنذاك ..
شكرا لكل هذا التحدي المقدس ... الذي حملتموه معي .. !!!
إخوة اعزاء وأصدقاء كرماء

الأربعاء، 21 مايو 2025

غرفة صناعة نينوى ..التاريخ والواقع



 


غرفة صناعة نينوى ..التاريخ والواقع
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وغرفة صناعة نينوى ، تنظيم ليس حكوميا ، بل هو تنظيم مهني، تنموي اقتصادي مستقل . تأسست غرفة صناعة نينوى ىسنة 1956 ، وتعد من المنظمات الاقتصادية المهمة في العراق .وتعمل غرفة صناعة نينوى ، وهي تابعة لإتحاد الصناعات العراقي من اجل النهوض بواقع الحركة الصناعية في الموصل كما تعمل غرفة تجارة الموصل من اجل النهوض بواقع الحركة التجارية في الموصل .
ولربما يعرف كثيرون انني اشرفت على رسالة ماجستير في التاريخ الحديث في جامعة الموصل عن (غرفة تجارة الموصل) التي يرجع تأسيسها الى سنة 1926. كما اشرفت على اطروحة دكتوراه عن (غرفة تجارة بغداد) والان اوجه وادعو الى ان تدرس غرفة صناعة نينوى في رسالة ماجستير في اقرب فرصة .
غرفة صناعة نينوى لها مقر في شارع المصارف الرئيسي فرع صيدلية الفرقان ثم اول فرع يسارا . ولها صفحة على الفيسبوك رابطها التالي :
وللغرفة نشاطات فعالة ،ومهمة في الجانب الصناعي في محافظة نينوى .وتقيم الان ( مهرجان صناعتنا هويتنا ) بنسخته الثالثة ، وتهتم برعاية اصحاب الشركات الرائدة في الصناعات المحلية .واليوم يرأس غرفة صناعة نينوى الاستاذ محمد علي حازم المشهداني .أما الاستاذ أنمار عبد الغني فتحي العبادي فيشغل منصب نائب رئيس مجلس ادارة الغرفة .
لا اريد ان اتحدث عن ( تاريخ الصناعة في الموصل) في هذا الحيز المقتضب ، ولكن اقول كما الموصل هي مدينة زراعية وتجارية فهي مدينة صناعية ومنذ قرون ، وصناعات الموصل لها سمعة وليس ادل من ذلك صناعة القماش المعروف بالموسلين .
ومنذ العهدالعثماني كانت الموصل مركزا لصناعات النسيج ، وقبل 2003 كانت الموصل تزخر بالمعامل والشركات والمصانع منها الشركة العامة للغزل والنسيج الصوفي ، والشركة العامة للسكر ، والشركة العامة للمواد البنائية ، والشركة العامة للغزل والنسيج في الموصل ، وشركة المعادن الوطنية فرع المشراق ، ومعمل الالبان ، ومعامل السمنت ، ومعمل صناعات الشمال ، وشركة الموصل للتعبئة والتعليب ، وشركة اخشاب الشمال ، وشركة الحاج يونس للنسيج ، ومعمل نسبج محمد نجيب الجادر وشركة الدباغة العصرية ، وشركة السمان للنسيج والخياطة والمنشأة العامة للغزل والنسيج والالبسة الجاهزة .
ويقينا ان ماجرى سنة 1964 من تأميم ترك اثرا سلبيا في ( تقزيم ) دور البرجوازية الوطنية والطبقة الوسطى والان لابد من ان ننهض بالصناعة واستطيع القول وانا اقرأ تقرير الاستاذ محمد علي حازم المشهداني رئيس غرفة صناعة نينوى ، شعرت بنوع من الفخر فواقع الصناعة في الموصل يبشر بالخير ولابد من ان تعود الموصل مركزا من مراكز الصناعات المتنوعة في العراق .
ومما اشره رئيس الغرفة ان الموصل تعد من مراكز الصناعة الوطنية العراقية ، وقال ان المصانع المسجلة فقط في غرفة صناعة نينوى (2500 ) معملا ومصنع علما ان هناك مئات المصانع غير مسجلة في الغرفة لان الانتماء لغرفة صناعة نينوى واتحاد الصناعات العراقي طوعيا وليس إجباريا وفق أحكام قانون الاتحاد .وطبعا الورش الخدمية (التورنة والحدادة والصباغين وورش تصليح وابدان السيارات) في الصناعة في جانبي المدينة الأيمن والايسر ، ليست ضمن الاحصائية . وايضا لانعرف عدد العاملين في كل هذه المنشآت .وتفاصيل المنشآت الصناعية كما يأتي :
650مصنع انشائي متخصص بصناعة البلوك وكاشي وحلان
450 معمل وورشة نجارة ومطابخ وأثاث منزلي
100 مصنع اكياس نايلون وسلع لدائنية ومنزلية
100 من المعامل العملاقة متخصصة بصناعة الاسفلت والاسفلت الموكسد ومعامل البرايم كوت وتصفية دهن المحركات
50 مصنع وشركة طحين برنامج البطاقة التموينية
65 مصنع وشركة راشي والحلاوة
100 معمل للحدادة والأثاث المعدني
40 معمل لإنتاج المنظف السائل والقاصر وملحقاته
400مصنع غذائي مشروبات غازية ومياه وحلويات والمعجنات وآلايس كريم والالبان والمخللات و التجهيزات الغذائية ...الخ
وقال : ان لدينا عشرات ( معامل الخياطة) موزعة على انحاء المحافظة
لدينا عشرات ( المطابع) منها القديمة ومنها الحديثة ومصانع مواد التعبئة والتغليف
واضاف : لدينا معامل الأصباغ الاهلية والوطنية و السراج ودبي وغيرها الكثير من العلامات المميزة ليس على مستوى السوق المحلي فقط بل بفضل الله اوصل عدد كبير من مصانعنا منتجاتهم الى دول أوربا وأستراليا وامريكا ودول الخليج . كما لدينا أكثر من مشاركة في معارض خليجية وأوربية
اليوم لدينا معامل الحديد تسد السوق المحلي وتقطيع الألمنيوم والبلاستك ولدينا الكثير من الاختصاصات الأخرى مثل البوردات الكهربائية والتبريد وأعمدة الكهرباء وشركات طاقة شمسية
علما أن وزارة الصناعة أصدرت 2834 اجازة تحت التاسيس منذ سنة 2017 ولحد الان ولم ينفذ بعدُ منها او يدخل سوق العمل سوى ( 25‎%‎ ) بسبب عدم وجود تخصيص اراضي مهيئة لهم .
و لو تتوفر لدينا اراضي صناعية مخدومة او مدن صناعية لاصبح العدد مضاعف ولو تم احتساب عدد العمال المباشرة التي تعمل في هذه المصانع وعدد العمال الغير مباشرين لاستطعنا ان نقيم ونهتم وندعم القطاع الصناعي الخاص .
تمنياتي لغرفة صناعة نينوى بالتقدم والازدهار ، ومعا من اجل النهوض بنينوى والموصل والعراق كله .

الثلاثاء، 20 مايو 2025

ابراهيم العلاف وغانم العكيدي







 ابراهيم العلاف وغانم العكيدي

بوركت اخي الحبيب الاستاذ نجيب الرمضاني وانت ترفدني بين الحين والحين بصور حية وجميلة منها هذه الصور التي تجمعني مع القاص والروائي والكاتب والمناضل العروبي الراحل الاستاذ غانم عزيز العكيدي (توفي مساء 8-3-2023) رحمه الله وطيب ثراه ولي عنه اكثر من مقال منشور .له المجد والرحمة ..........ابراهيم العلاف 20-5-2025

رواية (ناي) للكاتب والقاص والروائي فخري أمين ا.د.ابراهيم خليل العلاف


 



رواية (ناي) للكاتب والقاص والروائي فخري أمين
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وتربطني بالكاتب ، والقاص، والروائي الاستاذ فخري أمين كثيرا من الروابط العائلية ، والعلاقات منذ زمن بعيد ، واعرفه انسانا رقيقا ، ومحبا ،وهادئا ، وتقدميا وصاحب قلم وصاحب فكر وسبق ان كتبت عن بعض اعماله ومنها روايته ( أجنحة الفراشات) 2019 ، ورواية (حارس المنارة ) 2023 .
وقبل ايام فضضت بريدي الشخصي ، فوجدته قد ارسل لي مشكورا نسخة من روايته الجديدة ( ناي) .وقد صدرت الرواية ضمن منشورات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ببغداد 2025 وكما قالت الروائية ميسلون هادي فالروائي لكي يكتب روايته يحتاج الى سنتين او ثلاثة او اكثر وهو قد انتهى من روايته في الموصل يوم 1-11-2021 ورأيناها تبصر النور سنة 2024 .
على العموم ، فخري امين يقف عند شخصية الملا حيدر السواس .. كان يجلد الكتب في شارع النجفي في الموصل عند مدخل زقاق السوق الصغير مقابل محل زهير الحطاط وبعدها صار يبيع السوس وعندما كان يجلد الكتب كان قد تعهد بتجليد كتب الكنيسة بالقرب من جامع الرابعية في الموصل ، وكان بينه وبين الراهبة ام الاحزان تناغم ، والتناغم هو من جعله يحب الموسيقى .
وفكرة الرواية تنبع من ان الموسيقى غذاء الروح ، وبوسع الموسيقى ان تعيد خلق العالم من جديد ، وفي جامع الرابعية رأوه يصلى ثم اختفى وكانت له مشاكل مع المتشددين دينيا (الشيخ النهماني) قالوا عنه الكثير ومما قالوه انه تنصر وان له حكاية مع احدى ( ماسيرات) كنيسة الساعة نتيجة ترددها على محله وحصرها تجليد وترميم كتب مكتبة الكنيسة عنده كان بيته القديم في محلة جامع خزام وكان بوده لو حمل ناي القسيسة ماريا واسمع العالم كله، اسمع صوت امه السماوية كما كان يسميها ، وينصت لروحها.
وتمضي الرواية ويمضي الراوي ويستدعي الراوي الماضي بطريقة جميلة وفريدة تجعلك تلتصق بالكتاب ولاتريد ان تحيد عنه لتعرف مصير حيدر السواس . والسارد فخري امين يستعيد احداثا وقعت في الثلاثينات من القرن الماضي لابل يستعيد احداثا وقعت قبلها ووقعت بعدها مما رآه هو وقرأ عنه من تاريخ الموصل الحديث .من خلال القسيسة ماريا وما حدث لحبيبها مراد في وادي سميل ومن ثم تحولها الى راهبة .
ويحاول فخري امين ان يكتشف سر التناغم بين حيدر السواس و(الماسيره) ماريا وما يتصل بذلك من بحث عن الجذور واكاد اعيش اجواء الموصل في محلة جامع خزام ، وامام عون الدين ، والسوق الصغير ، وجامع الرابعية ، وقنطرة بيت اغوان ، والمدرسة الفيصلية ، وحمام قره علي ، وجامع الجويجاتي ، وسوق العطارين وشهر سوق.
وفي بغداد يصبح الملا حيدر قارئ للقرأن في اذاعةبغداد ، وتتكون لديه علاقات وتكون الاخت المسيحية ماريا العازفة الساحرة حاضرة في وجوده وكيانه وتمتزج الارواح وتعبر كل الحدود وتتوحد في فكرة واحدة وهي ان للموسيقى ، كما للكلمة سطوة وسلطة وتأثير .
رواية (ناي) رواية نقرأ فيها بحث الانسان عن التناسق ، والانسجام ، والتواصل ، والموسيقى هي الاداة ؛ فموسيقى الارض ، وحلاوة السوس تجتمع مع حلاوة الموسيقى ، وخصوصا مع انغام الناي ناي ماريا . وحيدر السواس في كل تحولاته ومراسلاته مع ماريا قدم درسا انسانيا لايمكن لغيره ان يقدمه .
تحياتي للاخ الاستاذ فخري امين ، واهنئه على هذه الرواية الجميلة ، واتمنى لك التقدم .

هكذا تحدث الشاعر العراقي الكبير سركون بولص 1944-2007

                                                        الشاعر العرقي سركون بولص 1944-2007



هكذا تحدث الشاعر العراقي الكبير سركون بولص 1944-2007 (1)
في العدد 29 (2006) من مجلة Parnassos الأمريكية الخاصة بالشعر تحدث الكاتب ريان الشواف مع الشاعر العراقي سركون بولص في حوار مطول حول حياته وشعره، والشعر عامة. اللحظة الشعرية وهي موقع الشاعر فوزي كريم تقتطف أجزاء تجدها مهمة من هذا الحوار، وتنشرها وفاءً للشاعر الذي غادرنا مبكراً:
جواب السؤال الاول ما الذي كانت بغداد تعني لك ؟ : أصبحت بغداد مركز أحلامي الواسعة بعد ثورة تموز 1958. فقد قتلت العائلة المالكة، الدمية البريطانية، وأُممت شركات النفط، وطُرد الإنكليز من البلاد. كان العراق في حالة اضطراب تامة، والشعراء يؤلفون قصائدهم بعجلة من أمرهم.
في هذا الوقت بالذات اكتشفت الشعر. كنت في الرايعة عشرة من العمر وقد بدأت قراءة الكتب. الثورة الحقيقية كانت قد حدثت في رأسي. صرت أكتب بحمية، وأرسل مقالات وقصائد الى جريدة البلاد، ابرز الصحف اليومية، وجريدة النصر. ولك أن تتخيل كم كنت في حالة اهتياج، إذ أني هاجرت إلى بغداد تاركاً بيت والدي، ولذت ببيت شقيقتي الكبيرة وزوجها في بغداد، وصرت أتعرف على كتابها الذين هاجروا مثلي إليها، ملتهمين كل شيء نفتقده في مدننا الضيقة الأفق.
كانت بغداد مدينة أحلام رائعة، حيث تزدحم ضفافها بالمقاهي التي يؤمها الناس للشرب والاحتفاء بالحياة. لعلها كانت المرحلة اليتيمة في التاريخ العراقي التي لا تتمتع فيها السلطة بقوة تقود فيها زمام الثقافة والمثقفين. وبتصميم على التغيير في حقل الأدب، كنا نحن الكتاب على معرفة تامة بفرصتنا هذه. حررت شخصياً عدداً من الصفحات الثقافية، وبثثت فيها الكثير من أفكاري حول الحرية والفوضى، مُستقاة بصورة رئيسية من أفكار سارتر، كامو، هنري ميلر. الوجودية والاشتراكية كانتا الموضة الطاغية، لا في العراق وحده، بل في العالم العربي أجمع..
كان الكاتب والقصصي نزار عباس دليلي في المدينة. كان من أذكى الذين التقيتهم. كان يعرف كل كتاب الجيل السابق, وقدمني لهم. ولك أن تتخيل ما الذي كان يعني لي، في عمري ذاك، أن أكون مع شعراء وكتاب كانت كلماتهم بالنسبة لي أكثر قداسة من الكتب المقدسة ذاتها. الكاتب الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا الذي كان ينشر كل كتاباتي التي أرسلها له من كركوك، في مجلة كان يحررها بعنوان ( العاملون في النفط) ، كان معلمي الأول. كنت كثيراً ما أزوره في مكتبه، خاصة في الأيام التي أذهب لإستلام بضعة دنانير مكافأة قصيدة أو قصة، أو ترجمة عن سارويان، جيسي ستيورت، شتاينبيك، أو بيراندلو. كنت عادة ما أستلم بين ثلاثة إلى خمسة دنانير، كافية آنذاك لإطعام أربعة أو خمسة شعراء جائعين، بعد ليلة خمر في واحدة من الخمارات المفضلة على النهر.
*اللحظة الشعرية صفحة الشاعر فوزي كريم

هكذا تحدث الشاعر العراقي الكبير سركون بولص 1944-2007 (2)
في العدد 29 (2006) من مجلة Parnassos الأمريكية الخاصة بالشعر تحدث الكاتب ريان الشواف مع الشاعر العراقي سركون بولص في حوار مطول حول حياته وشعره، والشعر عامة. اللحظة الشعرية تقتطف أجزاء تجدها هامة من هذا الحوار، وتنشرها وفاءً للشاعر الذي غادرنا مبكراً:
وسأله ريان الشواف السؤال التالي : ما الذي كانت بغداد تعني لك بعد سفرك عنها؟
واجاب الشاعر سركون بولص يقول :" ...رجعت إلى بغداد عام 1985، حين كانت الحرب العراقية - الإيرانية في ذروتها، بقيت شهراً فقط، كانت كافية لأن أرى كم غطت عتمة الحرب كل شبر من البلد. أخي الكبير كان قد أُرسل إلى الجبهة، وهو في الخمسين من العمر، وجُنّد ولداه أيضاً، وكذلك ابن أختي. في كركوك تستطيع أن ترى عدداً من السيارات قادمة من الجبهة، بأكفان مكدسة على سطوحها، مشدودة بالحبال. ضمنت كل هذا في قصائدي على امتداد السنوات اللاحقة. سيرة ذاتية نُشرت في ألمانيا تحت عنوان ( أساطير وغبار ) ، كتبتها بالاشتراك مع كاتبة من ( بوسنيا) أي البوسنة تُدعى ( سافيتا أوبهودياس) ، كانت برمتها عن الحرب. الكاتبة، وكانت مسلمة، هربت مع ابنتيها إلى المنفى.

هكذا تحدث الشاعر العراقي الكبير سركون بولص 1944-2007 (3)
في العدد 29 (2006) من مجلة Parnassos الأمريكية الخاصة بالشعر تحدث الكاتب ريان الشواف مع الشاعر العراقي سركون بولص في حوار مطول حول حياته وشعره، والشعر عامة. اللحظة الشعرية تقتطف أجزاء تجدها هامة من هذا الحوار، وتنشرها وفاءً للشاعر الذي غادرنا مبكراً:
وسأله ريان الشواف السؤال التالي :
من هم الأبرز في الشعر العراقي المعاصر؟ ومن هم، في رأيك، الذين بولغ في إعلاء شأنهم، والذين أُهملوا عن عمد.
أجاب الشاعر سركون بولص يقول : " بعد أكثر من نصف قرن، تغيرت المواقف بشأن حفنة ممن نسميهم الرواد بشكل متطرف لأنها كتبت بشكل مغاير عن البقية. بعضهم، مثل السياب، بقي متألقاً، في حين لم يبق آخرون، مثل نازك والحيدري.
في نهاية الأربعينيات، أصبح السياب من أوائل الشعراء العرب الذين حطموا القاعدة الصلبة في التزام البحر والتقفية التي اعتمدها الشعر العربي الكلاسيكي. كل الذي عمله هو محاكاة نظام التقفية في السونيت لدى الشاعر الإنكليزي، من ناحية شكلية، ولكن التأثير الأقوى فيه جاء من الشاعرة أديث سِتويل، بسبب رموزها المسيحية بشكل أساس. إن صلب المسيح أعطاه الصور التي يحتاجها لبناء رؤية التضحية، الملائمة للتوجه اليساري في رؤية العالم آنذاك. ومع أنه هوجم من قبل النقاد العرب، وخاصة إحسان عباس، لاستخدامه الصور المسيحية، بدا تخلصه من العرف الشعري الكلاسيكي ثورياً، وعلى الأثر أصبح السياب إسماً ريادياً للشكل الجديد، الذي أُطلق عليه خطأً بالشعر الحر.
الرائد الآخر كان ( نازك الملائكة) ، التي تعتبر الشاعر ( كيتس ) إنموذجها الأعلى. كانت تتعبد الرومانتيكيين الإنكليز، ولقد ترجمت بعض قصائدهم مستخدمة الوزن والقافية. ولكنها لم تغامر فيما وراء الرومانتيكيين. إلا أنها تنكرت ، فيما بعد، للشعر الجديد وعادت الى الشكل التقليدي.
.....
الشاعر (عبد الوهاب البياتي) ، متأثراً ببعض الشعراء الإنكليز مثل أودن وسبينسر، وآخرين مثل أراغون وأيلوار وناظم حكمت، دفع الشعر الجديد خطوة إلى الأمام، موظفاً قاموساً شعرياً أكثر واقعية وبساطة، وشكلاً مرسلاً على السجية، وغنائية مكثفة. كان أصغر سناً من السياب، وأصبح منافسه الأشد. كان البياتي معلمي في المدرسة الابتدائية، وفي كل لقاء لنا كان يقدمني للآخرين باعتزاز، باعتباري تلميذه الأذكى، الأمر الذي كان يحرجني على الدوام. أخر مرة التقيته كان في مدريد، حين كان ملحقاً ثقافياً عام 1988. كان يشعر بالوحدة حد التشبث بي، مصراً بأن نتعشى سوية في مطعم أرمني يعمل كباباً سماوياً.
بلند الحيدري بدأ حياته الشعرية في كتابة قصائد كلاسيكية متأثراً بالشاعر اللبناني ألياس أبو شبكة، المعروف بقصائده البودليرية "أفاعي الفردوس". في الخمسينيات قدم شكلاً شعرياً غير مألوف أطلق عليه النقاد اسم الشكل "الهرمي". كان كردياً، ولكن هذا الانتماء العرقي لم يؤثر في شعره، بالرغم من أنه كان يشير إلى ذلك أحياناً.
... بالرغم من أن البريكان كان من مجايلي السياب، ولكنه لم ينشر كتاباً أبداً. ولكن حين ظهرت مجموعته الشعرية بعد وفاته لاقت استحساناً جماعياً. فهنا شاعر قد أُهمل بشكل تام، رغم أنه قدم نوعاً شعرياً جديداً، فلسفياً مجرداً من كل زخرف لغوي ابتلي به معاصروه. مازال البريكان، ربما، أكثر الرياديين تعرضاً للغفلة" .


 هكذا تحدث الشاعر العراقي الكبير سركون بولص 1944-2007 (4)

في العدد 29 (2006) من مجلة Parnassos الأمريكية الخاصة بالشعر تحدث الكاتب ريان الشواف مع الشاعر العراقي سركون بولص في حوار مطول حول حياته وشعره، والشعر عامة. اللحظة الشعرية تقتطف أجزاء تجدها هامة من هذا الحوار، وتنشرها وفاءً للشاعر الذي غادرنا مبكراً:
وسأله ريان الشواف السؤال التالي : بعد موت الجواهري، آخر الكلاسيكيين العظام، سيطر الشعر الحر على الساحة الشعرية العربية، حيث لم يعد من مجال لتحرك مغير. هل تعتقد بأن عدداً من شعراء جيلك أو الجيل الريادي الذي سبقكم، ممن لعب دوراً كبيراً في تحرير الشعر العربي من قيود اللغة الخانقة، يسعون عبثاً اليوم؟
اجاب الشاعر سركون بولص بقوله :" شعراء قلة ،يحسنون التعامل مع الشكل الشعري الجديد. هناك وباء من المنشورات الفارغة لشعراء يدفعون من جيوبهم لطباعتها ونشرها ... ولا تغرك الكثرة من القصائد العربية التي تترجم إلى الإنكليزية... إنه سوق مزدهر قادر على الدفع في حالة شديدة الاضطراب في الشرق الأوسط، خاصة في العراق ـ لاحظ كم من العناوين تتضمن اسم بغداد أو العراق هذه الأيام. إنها تبدو، لعين الغريب المتفرج، مشهداً حياً، ولكنها حية، في الواقع، من حيث الكم، لا النوعية. والمواقع ألالكترونية كارثة بحق الشعر، هذه الأيام. كل واحد له الحق في أن ينشر الكم الذي يريده. شعراء كثر لهم مواقع تبدو فيها صورهم أكبر حجماً من نصوصهم " .
أعتقد أن الشعر العربي يحتاج إلى عقد من الزمان على الأقل لكي يتآلف مع صدمة الحداثة، أو ما بعدها، قبل أن يعرف توجهه الحقيقي" .

في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل

  في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل اقول تعليقا على ما كتبه اخي وصديقي العزيز الناقد والكاتب الاستاذ صباح سليم علي عن اولئك المنتقدين لجلسات...