الثلاثاء، 20 مايو 2025

رواية (ناي) للكاتب والقاص والروائي فخري أمين ا.د.ابراهيم خليل العلاف


 



رواية (ناي) للكاتب والقاص والروائي فخري أمين
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وتربطني بالكاتب ، والقاص، والروائي الاستاذ فخري أمين كثيرا من الروابط العائلية ، والعلاقات منذ زمن بعيد ، واعرفه انسانا رقيقا ، ومحبا ،وهادئا ، وتقدميا وصاحب قلم وصاحب فكر وسبق ان كتبت عن بعض اعماله ومنها روايته ( أجنحة الفراشات) 2019 ، ورواية (حارس المنارة ) 2023 .
وقبل ايام فضضت بريدي الشخصي ، فوجدته قد ارسل لي مشكورا نسخة من روايته الجديدة ( ناي) .وقد صدرت الرواية ضمن منشورات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ببغداد 2025 وكما قالت الروائية ميسلون هادي فالروائي لكي يكتب روايته يحتاج الى سنتين او ثلاثة او اكثر وهو قد انتهى من روايته في الموصل يوم 1-11-2021 ورأيناها تبصر النور سنة 2024 .
على العموم ، فخري امين يقف عند شخصية الملا حيدر السواس .. كان يجلد الكتب في شارع النجفي في الموصل عند مدخل زقاق السوق الصغير مقابل محل زهير الحطاط وبعدها صار يبيع السوس وعندما كان يجلد الكتب كان قد تعهد بتجليد كتب الكنيسة بالقرب من جامع الرابعية في الموصل ، وكان بينه وبين الراهبة ام الاحزان تناغم ، والتناغم هو من جعله يحب الموسيقى .
وفكرة الرواية تنبع من ان الموسيقى غذاء الروح ، وبوسع الموسيقى ان تعيد خلق العالم من جديد ، وفي جامع الرابعية رأوه يصلى ثم اختفى وكانت له مشاكل مع المتشددين دينيا (الشيخ النهماني) قالوا عنه الكثير ومما قالوه انه تنصر وان له حكاية مع احدى ( ماسيرات) كنيسة الساعة نتيجة ترددها على محله وحصرها تجليد وترميم كتب مكتبة الكنيسة عنده كان بيته القديم في محلة جامع خزام وكان بوده لو حمل ناي القسيسة ماريا واسمع العالم كله، اسمع صوت امه السماوية كما كان يسميها ، وينصت لروحها.
وتمضي الرواية ويمضي الراوي ويستدعي الراوي الماضي بطريقة جميلة وفريدة تجعلك تلتصق بالكتاب ولاتريد ان تحيد عنه لتعرف مصير حيدر السواس . والسارد فخري امين يستعيد احداثا وقعت في الثلاثينات من القرن الماضي لابل يستعيد احداثا وقعت قبلها ووقعت بعدها مما رآه هو وقرأ عنه من تاريخ الموصل الحديث .من خلال القسيسة ماريا وما حدث لحبيبها مراد في وادي سميل ومن ثم تحولها الى راهبة .
ويحاول فخري امين ان يكتشف سر التناغم بين حيدر السواس و(الماسيره) ماريا وما يتصل بذلك من بحث عن الجذور واكاد اعيش اجواء الموصل في محلة جامع خزام ، وامام عون الدين ، والسوق الصغير ، وجامع الرابعية ، وقنطرة بيت اغوان ، والمدرسة الفيصلية ، وحمام قره علي ، وجامع الجويجاتي ، وسوق العطارين وشهر سوق.
وفي بغداد يصبح الملا حيدر قارئ للقرأن في اذاعةبغداد ، وتتكون لديه علاقات وتكون الاخت المسيحية ماريا العازفة الساحرة حاضرة في وجوده وكيانه وتمتزج الارواح وتعبر كل الحدود وتتوحد في فكرة واحدة وهي ان للموسيقى ، كما للكلمة سطوة وسلطة وتأثير .
رواية (ناي) رواية نقرأ فيها بحث الانسان عن التناسق ، والانسجام ، والتواصل ، والموسيقى هي الاداة ؛ فموسيقى الارض ، وحلاوة السوس تجتمع مع حلاوة الموسيقى ، وخصوصا مع انغام الناي ناي ماريا . وحيدر السواس في كل تحولاته ومراسلاته مع ماريا قدم درسا انسانيا لايمكن لغيره ان يقدمه .
تحياتي للاخ الاستاذ فخري امين ، واهنئه على هذه الرواية الجميلة ، واتمنى لك التقدم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل

  في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل اقول تعليقا على ما كتبه اخي وصديقي العزيز الناقد والكاتب الاستاذ صباح سليم علي عن اولئك المنتقدين لجلسات...