فقه الأئمة في ضوء الكتاب والسنة......................كتاب

 

فقه الأئمة في ضوء الكتاب والسنة......................كتاب
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
وكم كنت سعيدا أمس الاحد 4-5-2025 ، والاخ والصديق الاستاذ الدكتور رأفت آل فرج حفظه الله يضع بين يدي كتاب جميل ، وقيم للمرحوم الشيخ الدكتور فيضي الفيضي الموسو (فقه الأئمة في ضوء الكتاب والسنة ) ، وقد صدر عن دار واشرقت للطباعة والنشر -الموصل 2025 وبواقع (166) صفحة من القطع المتوسط وبإخراج جميل .
وقد قدم للكتاب فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور فواز اسماعيل محمد المشهداني .والكتاب مع انه صغير في حجمه ، لكنه كبير في فكرته ومضمونه
ورحم الله الشهيد المؤلف .. كنت اعرفه واعرف ما قدمه للمعرفة الاسلامية خلال سنوات عمره القصيرة فهو من مواليد سنة 1963 وعندما استشهد سنة 2004 لم يكن عمره يزيد عن ( 41) سنة ، استشهد في عز شبابه وعطائه رحمه الله كان موته خسارة كبيرة لكنه القدر يجعلنا نتقبل ذلك بصبر ، وجلد وحسنا يفعل زملاءه ومحبيه وهم يحيون ذكره وينشرون كتبه ومحاضراته وسيرته زاخرة بالعطاء .
ما يعجبني في سيرة وعطاء الشيخ الدكتور فيضي الفيضي انه كان عالما ، واستاذا متنورا .كان يؤمن بفكرة التقدم والتغيير وكما قال الاخ الاستاذ الدكتور فواز المشهداني انه كان يردد عبارة :" لابد للعالم ان يكون ابن عصره" .وهذا مما جعل الشيخ الدكتور فيضي قريبا من الناس يتكلم معهم ويحاول ان يغيرهم ليرتفعوا الى مستوى فهم زمانهم كان متصلا بعصره لكنه كان يهدف الى التغيير نحو الافضل ، وكان فاعلا لم يقف لينتظر الذي يأتي ولا يأتي بل كان يحث الخطى ويغذ السير ينشر ويكتب ويؤلف ويحاضر ويستمع وكان متنورا منفتحا على الاراء والافكار يناقشها بكل موضوعية وهو في هذا الكتاب كان مجتهدا وعقلانيا وحرا في الاستدلال والاستنباط في الفقه مما هو موجود في الكتاب والسنة .استطيع القول انه كان يغرد خارج سرب من هم في الساحة كان متفردا وكان عالما تقدميا وحاول ان يضع منهاجا للانسان المعاصر ليستعين به في فهم اساسيات القرآن والسنة فهو لم يكتف بعرض الاحكام وانما اجتهد ليجعل هذه الاحكام في متناول المسلم وهو يعيش حياته اولا ولكن لاينسى ما سوف يواجهه وكان يعرف قاعدة اختلاف امتي رحمة لهذا وجدناه يوظف هذه القاعدة من اجل جمع الامة ولم شمل الناس حول عقيدتها السمحة بعيدا عن ما لصق بها من شوائب خلال فترات الانكسار والتواكل والخمول .
والكتاب وقف عند الصلاة ، وللصلاة فوائد منها ضبط المواعيد ، والنظافة ، والرياضة ، والحركة ، والتواصل مع الخالق .
والعلم الحديث اكتشف كثيرا مما تقدمه الصلاة للانسان وهو يركع ، وهو يسجد ، والالتصاق بالارض ، وامتصاص الشحنات ، والتجرد ، والتمرن على الانضباط ، والاستقامة ، والحصول على الطمأنينة ، والامان و الاعتدال ، والجلوس ، والتشهد .
هكذا انا افهم ما كان يريده الشيخ العلامة الدكتور فيضي الفيضي من وراء تأليفه هذا الكتاب القيم واختم قولي انه استشهد في خاتمة الكتاب بما ذكره الامام الشافعي رضي الله عنه وهو ان الصلاة تحقق قيم الاستقامة والنظافة والاعتدال والايمان والتجرد عن كل ما يشغل الانسان عن ذكر الخالق .رحم الله الشهيد السعيد الدكتور فيضي الفيضي وانزله منزل صدق .