جدوى الملتقيات والفعاليات والندوات الثقافية والفنية في الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
أثار الاخ الاستاذ نجيب الرمضاني ابا كرم مسألة مهمة وهي ما يمكنني تسميته ب( جدوى الملتقيات والفعاليات والندوات الثقافية والفنية ) التي تقام في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى منذ سنوات وماذا حققت للمدينة واهلها خاصة وان من يحضرونها هم انفسهم يتكررون في الملتقى او الندوة او الورشة او المؤتمر نفسه .
طبعا من حقه ان يسأل ، ومن حقنا ان نجيب واقول جوابا على التساؤل انه في كل العالم توجد روابط ، وملتقيات ، وجمعيات ، ومنتديات ، ومؤسسات ، وكليات ، ومعاهد ، وجامعات ، ومراكز بحثية ، ومجالس ، واتحادات ، ونقابات ، تقيم ندوات ، ومؤتمرات ، ومعارض فنية ، ومهرجانات أدبية ، وثقافية القصد منها اولا : نشر الثقافة ، وثانيا : تعميق الوعي ، وثالثا : إثارة قضايا فكرية ، وفلسفية ورابعا : القاء الضوء على مشكلات سياسية واجتماعية ونفسية وتربوية وعلمية واقتصادية وخامسا : تحفيز الاذهان لوضع حلول او تفسيرات او على الاقل تقديم اجتهادات .
وعادة في الجامعات ومراكز البحوث نخرج بتوصيات عامة وخاصة القصد منها دراسة وتقديم جدوى لما يمكننا حله او تفسيره او معالجته .
وطبيعي عادة ما تكون هناك دعوة لمتخصصين ، واساتذة ، وخبراء ومفكرين ، يدلون بدلوهم وضمن تخصصاتهم ويكون للجمعية او المركز او المنظمة او الرابطة او الاتحاد او النقابة ( جمهور) خاص وعام .
اقول منذ 50 سنة وانا احضر ندوات ومؤتمرات وفعاليات ومهرجانات ليس في الموصل وانما في بغداد وغير بغدادوفي العراق وخارجه وقسم منها كنت انظمه انا في قسم التاريخ بكلية التربية -جامعة الموصل حيث كنت رئسا للقسم او في مركز الدراسات التركية -الاقليمية حيث كنت مديرا او في جمعية المؤرخين والاثاريين حيث كنت رئيسا للجمعية .
اقول كثيرون حضروا ، واستفادوا ، وتعمق وعيهم ، وتوسعت قاعدتهم المعرفية من خلال المحاضرة او النقاش .
وليس عيبا ان يكونوا نفس الجمهور لان لكل ملتقى جمهور .لو تحسس أحدنا عقله قبل 50 سنة والان او قبل وبعد حضوره النشاط ، لوجد فيه زيادة من حيث لايشعر .اتسعت الرؤية ، وتعاظم الوعي، وقويت ملكة النقد ، وازدادت الروابط الاجتماعية والثقافية والانسانية ، واصبح هناك انطباع بأن الموصل مدينة حية ، وديناميكية تزخر بالنشاطات والمهرجانات والمعارض التشكيلية ومعارض الكتب والمحاضرات والفعاليات الفكرية والثقافيةوالدينية والاجتماعية والعلمية والادبية فماذا بعد هذا من نشاط .
أبارك لمن هم وراء كل هذه النشاطات سعيهم ، ومزيدا من هذه النشاطات ؛ فما تقدمونه كبير وكبير وكبير بكل المقاييس .........ابراهيم العلاف كاتب ومؤرخ 19-5-2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق