الأحد، 7 يونيو 2020

أحمد حسن الزيات وسعيد الديوه جي



أحمد حسن الزيات وسعيد الديوه جي

احمد حسن الزيات 1885-1968 كاتب واديب وصحفي مصري صاحب مجلة (الرسالة ) الشهيرة التي اصدرها عندما عاد من بغداد سنة 1933 وكان منذ سنة 1929 يدرس في دار المعلمين العالية ببغداد وكانت بنايتها تلاصق الثانوية المركزية ومدة الدراسة فيها سنتان دخل فيها سعيد الديوه جي 1912-2000 المؤرخ الموصلي الكبير لابل شيخ المؤرخين في الموصل وكانت الدار تتألف من صفين العلمي والادبي والتقى الديوه جي الاتي من الموصل سنة 1930 بأُستاذه أحمد حسن الزيات الذي سأله وهو تلميذ عنده : ياسعيد من أي بيئة انت ؟ اجابه من مجلس في جامع قديم في الموصل ، حيث أبي أحمد الديوه جي وعمي الشيخ عثمان الديوه جي .
وإبتهج الزيات - حسبما يروي ذلك الاستاذ حميد المطبعي - في كتابه عن (سعيد الديوه جي )1988 ، وطلب منه ان يكتب له عن عقائد وأديان أهل الموصل وكتب بعد شهر تقريرا ، وقال له من أين جئت بالمعلومات أجاب : من جذاذاتي التي اكتب فيها يومياتي ، وخواطري .
وتكونت بين الاستاذ والتلميذ علاقة علمية طيبة . وسأله مرة عن الموصل يقول ياسعيد أنا قرأت عن الموصل كثيرا .. هل صحيح انها حقل ربيعين فيها أزهار بمئة صنف وأشجار بمئة فسيل ، وطير بمئة لون ، ولغة ؟
أجاب الديوه جي : يا استاذي هذا صحيح ..الاشوريون هنا كانت (جنتهم ) ، وسموا ارض نينوى ( لبت* عشتار ) اي جنة عشتار ، والمسلمون قالوا :الموصل أرض خصب أو (بستان ربيعة ) .
وهنا سأل الاستاذ الزيات تلميذه الموصلي النجيب .فما (الخزامى ) ياسعيد حيث وردت في (مقصورة ابن دريد ؟ ) أجاب التلميذ أُستاذه الزيات : هو زهر جميل ، رائحته زكية ، وهو يكثر في حقول الموصل في الربيع .نجمعه ، ونتخذ منه طاقات نعطر بها غرفنا [ونحن نسميه في الموصل (خُزام ) ولدينا جامع خُزام والمدرسة الخُزامية ومحلة جامع خزام ] .
وفي سفرة الى الموصل جاء سعيد لأُستاذه هدية هي باقة من الخُزامى . وهنا سأل الاستاذ الزيات تلميذه سعيد الديوه جي . والقطاة ياسعيد ..لم أر القطاة ، فقط كنت اقرأ عنها في شعر ابن الدمينية :
ودفعتها فتدافعت *** مشي القطاة الى الغدير
أجاب التلميذ استاذه : هذا طير جميل يا استاذي ، إنه عندما يرد الى الغدير يُسرع في مشيه ، ويتمايل الى اليمين والشمال ...!
وهنا يعلق الاستاذ سعيد الديوه جي بعد كل تلك السنوات فيقول عن استاذه الزيات : " كنا نأنس بدرسه ، وما يدور فيه من ابحاث شيقة ، وطُرف ادبية ، ومناقشات بناءة ...كان الزيات علما من من ابرز أعلام الادب العربي ..." .
رحم الله الاستاذ احمد حسن الزيات ورحم الله شيخنا سعيد الديوه جي ورحم الله الاستاذ حميد المطبعي ورحمنا معهم كانوا رجالا أفذاذا ما جاد الزمان بمثلهم أبدا ................................... ابراهيم خليل العلاف
*وردت نمت عشتار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق