الأربعاء، 3 يونيو 2020

اسكي موصل ...........ا.د. ابراهيم خليل العلاف

                                                               جانب من قرية أسكي موصل
                                                              الشيخ محمد حمود العبد ربه                                         
                                                                 خرائب في اسكي موصل
                                                                  جسر في اسكي موصل
                                                                       قرية أسكي موصل

أسكي موصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

واسكي موصل تسمى ايضا بلد او بلط وهي قرية تقع شمال غرب الموصل على بعد (40) كيلو مترا عن مدينة الموصل وتقع على ضفة نهر دجلة اليمنى وبجانبها اثار وخرائب كتب عنها الاستاذ عبد الله امين اغا الاثاري الموصلي كتابا بعنوان : (اسكي موصل تاريخها وآثارها ) طبع في مطبعة الجمهور في الموصل سنة 1974 .واسكي موصل هي بقايا مدينة (بلط ) الاشورية التي ورد اسمها في كتابات الملك الاشوري سنحاريب الذي حكم من 705 الى 681 قبل الميلاد .
وقد قامت عند (بلط ) اي اسكي موصل مدينة خلال العصر العباسي ذكرها الجغرافيون والبلدانيون العرب ومنهم ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان ) وكلمة اسكي بلد كلمة تركية تعني بلد القديمة أو العتيقة وهي غير مدينة بلد على الطريق بين تكريت وبغداد .
كتب عنها الاستاذ جلال بابان في كتابه (اصول اسماء المدن والمواقع العراقية ) واشار الى ان بلد وردت في كتب السالنامات العثمانية او الكتب السنوية العثمانية ومن الطريف ان المنقبين عثروا في بلد على مسكوكات تعود الى العهد الاتابكي في الموصل منها مسكوكات تعود الى قطب الدين مودود .
ايضا في قرية اسكي موصل توجد رابية واسعة عليها بقايا (خان ) مشيد بالجص والحجر يعود الى العصر العثماني وقد عثر المنقبون على قطع فخارية كثيرة .كما عثروا على احجار الصوان تعود الى العصور الحجرية .
ايضا هناك وعلى مسافة كيلومترين الى الشمال الغربي من اسكي موصل بقايا لجسر من الحجر يقع على وادي يسمى ( وادي المر ) وللاسف لم يبق من هذا الجسر سوى ( العكادة ) الوسطى . وهناك بعض الاشارات المعمارية تشيه ما هو موجود في اثار الحضر واغلب الظن ان العثمانيين الذين حكموا الموصل بين 1916-1918 هم من بنى الجسر .
ذكرها المؤرخ الموصلي ياسين العمري في كتابه (منية الادباء في تاريخ الموصل الحدباء ) 1235هجرية -1820 ميلادية فقال :
" أنها قرية كبيرة غربي الموصل (تبعد) عنها مرحلة، قيل أن الموصل اعتراها الزلزال، (فرحل) أهلها وسكنوا في أسكي موصل إلى أن سكنت، وقيل أن الجان استولوا على الموصل، فهرب أهلها وسكنوا في أسكي موصل ألى أن ظهر الشيخ فتحي الموصلي فطردهم ورصدهم وعاد الناس، وقيل اسمها بلط لأن الحوت بلطت يونس عليه السلام هناك والله أعلم " .
في إحصاء سنة 1957 كان عدد سكانها ( 651) نسمة وفي اسكي موصل اليوم مدارس ابتدائية وهي اليوم تتبع ناحية الحميدات – قضاء الموصل . وفيها ثانوية اسكي موصل للبنين وللثانوية صفحة على الفيسبوك .
معظم سكان اسكي موصل من الجبور وهم عشيرة عربية كبيرة منتشرة في كل انحاء العراق مشهورون بالكرم والشجاعة واغاثة الملهوف وبالذكاء نبغت منهم شخصيات كان لها دورها في تاريخ الموصل والعراق ومعظم سكانها يعملون في الزراعة وتربية الحيوان وقسم منهم بالتجارة والتهريب مع سوريا واسواقها بسيطة فيها المواد الزراعية ومنها الخضراوات .
وهناك بعض الاسر من طي وكان الشيخ محمد حمود العبد ربه ( رحمه الله ) من شيوخ الجبور واولاده الشيخ محمد شيت والشيخ عبد القادر وكان الشيخ محمد حمود العبد ربه من أعارفة الجبور توفي في السبعينات من القرن الماضي .
كتب عنه الاستاذ بلادوي فتحي الحمدوني في مجلة (صدى الريف) مقالا جميلا بعنوان ( أسكي موصل اقدم قرية في ريف الموصل انمذجا وتسمى قديما مدينة بلط ) قال فيه :" ومدينة اسكي موصل سميت بلط وهي كلمة اشورية تعني الحياة ومن معالم اسكي موصل (جامع قصر اللقلق ) وهناك خارجها (مسجد الحوت ) .ومن معالمها (دير مار جرجيس ) و(دير النمل ) ويمر بوسطها الطريق السلطاني العثماني الذي يربط اسطنبول بالموصل ويمتد الى كركوك وطوزخرماتو وفيها عين ماء عذب نصب عليه سنة 1950 ناعورا لسقي اراضي منطقة الحود الزراعية .وهذه صورة الشيخ محمد حمود العبد ربه.
واضاف مدينة اسكي موصل كانت من اهم مدن العراق من الناحية الزراعية .وكانت منطقة الاوسل الواقعة في القسم الشمالي الغربي من المدينة تكثر فيها البساتين واشجار الفاكهة والكروم والخضر وزراعة الحبوب حيث كانت : ( حنطة بلط ) مضرب الامثال من حيث الجودة وكانت بلط وما يجاورها تزود العراق كله خلال العصور الاسلامية بما يحتاجه من الحبوب ويقال انه كان يؤخذ من خراج بلط 856000 درهما سنويا .

من رموزها الذين كتبتُ عنهم  المؤرخ الشيخ الاستاذ احمد علي سلطان الجبوري 1951-2015  .ومما قلته عنه :"

وانا اكتب عن قرية تل الذهب في ناحية زمار تذكرت الكاتب والباحث والنسابة احمد علي سلطان الجبوري ....... الاستاذ أحمد بن علي بن سلطان بن علي بن حسين بن حسن العبد الله شويخ الجبوري وهذا هو اسمه الكامل وهو من مواليد قرية اسكي موصل ( بلط او بلد) سنة 1951 .واردت اليوم ان اقف عند جانب من سيرته ومؤلفاته فقد درس دراساته الاولى في مدرسة اسكي موصل الابتدائية والمتوسطة ثم تخرج من الاعدادية سنه 1973 وقد عين امينا لصندوق البيئة العامة لزراعة اسكي موصل سنة 1978 وبعدها عمل سنة 1978 محاسبا في محطة بستنة اسكي موصل سنة 1979م ثم التحق بالحملة الوطنية لمحو الامية محاضرا ومديرا لمدرسة لمحو الامية 17 تموز الشعبية للرجال في اسكي موصل سنة 1980. في سيرته محطات كثيرة منها انه أسهم في عدة لجان اجتماعية وزراعية في ناحية زمار و حميدات وقد احيل الى التقاعد بناء على طلبه سنة 1990.
كان الشيخ الاستاذ احمد بن علي الجبوري عضوا   في الهيئة الاستشارية لمجلس الشورى في قبيلة الجبور ومنسق اعمال مؤتمرات قبيلة الجبور
كما كان عضوا في جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين وقد حضر عدة مؤتمرات مركزية لعشائر العراق في بغداد والموصل فضلا عن ذلك كان
عضوا في ( مكتب عشائر العراق فرع نينوى) ،  وهو من مؤسسي ( الرابطة العربية للنسابة العرب والمؤرخين في محافظة نينوى) ،
كان ينشر في ( مجلة التراث الشعبي) وغالبا ما كانت موضوعاته تاريخية وريفية تخص قريته تل الذهب والقرى المجاورة وموضوعات تخص محافظة نينوى وقد وجدت له موضوعا طريفا عن قنطرة اسكي موصل وطبعا يقصد جانب او جزء من الجسر العباسي القائم  .
له عدة مؤلفات ومنشورات منها كتاب (قبيلة الجبور نسبها وتفرعاتها ودورها عبر التاريخ) ،  وقد صدر سنة 2004 ، وكتاب ( موسوعة الدر المنثور في نسب قبائل زبيد والجبور) وبواقع 2340 صفحة وبأربع اجزاء ويتضمن ذكر ثلاثين قبيلة والكتاب صدر سنة 2011 . قام بزيارة الكثير من البلدان منها سوريا وتركيا ، وقد توفي رحمة الله عليه وجزاه خيرا يوم 21 من كانون الثاني سنة 2015

 

 

 

 

 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....