الأحد، 10 مايو 2015

التركيب الداخلي للحمام الموصلي

التركيب الداخلي للحمام الموصلي*
*******************************
وبشأن التركيب الداخلي للحمام الموصلي ، فانه لايختلف عن ما كانت عليه الحمامات الاخرى، ومنها حمامات القاهرة، ودمشق، وحلب ، فالحمامات عادة ما تبنى في مكان منخفض من الارض ولعل من اسباب ذلك هو الرغبة في المحافظة على حرارة المياه عند تسخينها في مكان يسمى ( البيدر الحار)أو العنبار وهي كلمة تركية تعني الخزان. وقد اشار نيقولا سيوفي في كتابه مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل الى ان مسجد المعاضيد في الموصل كان يسمى كذلك جامع العنبار لانه يقابل عنبار الحمام التي كانت تسمى (حمام 
 الجويجاتي )) ولم يكن لها اثر في الخمسينات من القرن الماضي ومعنى هذا انها اندثرت وازيلت .والعنبار او البيدر الحار هو قدر كبير تنساب منه المياه الى الاحواض الموجودة داخل الحمام بواسطة الانابيب، وتسد الفتحات بقطع من الخشب اسطوانية الشكل ثم استبدلت هذه القطع بعد ذلك بالحنفيات. أما الماء البارد فيأتي من (البيدر البارد) ويوزع في الاحواض بالطريقة ذاتها . أما تصميم بناية الحمام فيكون مؤلفا من خمسة اقسام هي : (المدخل الرئيسي) , و (المشلح ويسمى في الشام بالقسم البراني)ثم ( منطقة ما بين البابين أي الوسطاني) و (الرواق (المستحم) أي (الجواني) ، وغرفة الدوا (غرفة الشعر) ، وهناك الى جانب ذلك الحجر الحارة والدائغ. ويجلس عند مقربة من المدخل الرئيسي صاحب الحمام ( الحمام جي) او وكيله ( الخلفة) . أما (المشلح) فهو المكان المخصص لنزع الملابس الخاصة بالزبون . 
أما منطقة ما بين البابين فهي عبارة عن حجرة تقع ما بين الباب الذي يؤدي الى الحمام والباب الذي يتصل بالمشلح. وفي داخل الحمام توجد مجموعة من الاروقة المتصلة من الاعلى بقبة، وتضم مواضع الاستحمام. وفي كل رواق حوض للماء فيه سبيلان أو حنفيتان احداهما للماء الحار والاخرى للبارد . ومعظم حمامات الموصل تحتوي على 4 ـ 5 اروقة . أما (غرفة الدوا) فهي غرفة صغيرة يقوم المستحم فيها بازالة الشعر من مناطق معينة من جسمه باستخدام مادتي النورة والزرنيخ .وهناك قطعة من الحجر الحارة وغالبا ما تكون من رخام الموصل المعروف بـ (الحلان) تتوسط الحمام وهي مبنية على انابيب الماء الحار لذلك فهي حارة جدا يجلس عليها المستحم ليتصبب عرقا ويتخلص مما يعانيه من اوجاع المفاصل والروماتيزم . وحول هذه الحجر الحارة، ثمة قطعة اخرى من المادة نفسها تأخذ شكل دائرة يجلس عليها المستحمون لاغراض التدليك وهي ،كما سبق ان اشرنا تسمى الدائغ . ويعمل في الحمامات الموصلية عدد من الاشخاص ، ففضلا عن (الحمامجي) وكان ال البكري في الموصل من ابرز الذين اداروا الحمامات سواء المخصصة للرجال او النساء ، هناك (الخلفة) أي المساعدوهو من يقوم بمساعدة صاحب الحمام ويحل مكانه في حالة غيابه و (الوقاد) ويسمى (الكرخان جي) وهو الذي يتولى ايقاد الحمام والدلاك(المدلك) و(الدوشم جي) أي الذي يجلب المناشف للزبائن بعد الانتهاء من الاستحمام .
* من بحثي عن الحمامات الموصلية وهو منشور ............ابراهيم العلاف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...