الجمعة، 22 مايو 2015

شهادة الاستاذ عبد اللطيف السعدون عن بدايات اصدار مجلة "ألف باء "

شهادة الاستاذ عبد اللطيف السعدون عن بدايات اصدار مجلة "ألف باء "
تحباتي الأستاذ الدكتور العلاف رعاه الله / ادناه ما كنت نشرته عن (ألفاء باء):ألف باء: ذكرى البدايات
عندما أنشأت المؤسسة العامة للصحافة بعد قرار تأميم الصحف عام 1967 ، عين غربي الحاج احمد رئيسا للمؤسسة وهو مناضل قومي وصحفي معروف وقد عمل رئيسا لتحرير أكثر من صحيفة من صحف (حزب الاستقلال) في خمسينيات القرن الراحل، وكان من ضمن المشاريع المقترحة في اطار عمل المؤسسة اصدار مجلة سياسية رصينة وذات مستوى متقدم، وأوكلت مهمة التحصير للمجلة الى الصحفي المصري علي منير الذي كان يعمل في مجلة (روز اليوسف) وانتدب للعمل بصفة مستشار في المؤسسة العامة للصحافة.
وقد رسم علي منير خطة المجلة وعقدت عدة اجتماعات من قبل مجلس ادارة المؤسسة الذي يضم رؤساء تحرير الصحف وعددا من الخبراء ونوقشت الأفكار التي جاءت بها الخطة وكان راي علي منير أن تعتمد المجلة الصحفيين الشباب وأن تكون مجلة سياسية اجتماعية ثقافية جامعة وذات شخصية خاصة في شكلها ومصمونها وأن تتوجه الى القارئ العادي والمتخصص معا وتجمع بين الصورة الفوتوغرافية والكاريكاتير.
وعندما نوقش اسم المجلة طرحت عدة أسماء من بينها (الأسبوع) و(كل شيء) وتمت الموافقة على مقترح منير في أن تسمى (ألف باء) بعدما شرح أن الاسم جديد وملفت وسهل على السماع فضلا عن أنه يشكل الحرف الأول من كلمتين هما (ارادة بلدي) أي أن المجلة تهدف للتعبير عن الارادة الشعبية في تطلعات العراقيين وطموحاتهم.. وقد عهدت رئاسة التحرير وكالة لرئيس المؤسسة لحين تعيين رئيس للتحرير ونسب علي منبر المستشار في المؤسسة مشرفا على المجلة كما نسب عبداللطيف السعدون سكرتيرا للتحرير على أن يتولى كتابة المقال السياسي الأسبوعي الذي يتصدر المجلة الى جانب الصفحة الأخيرة و ضياء حسن سكرتيرا للتحرير على أن يتولى الشؤون الفنية، وبين من ساهم في تحرير الأعداد الأولى أوالكتابة الدورية فيها (مع حفظ الألقاب) ماجد السامرائي (التحقيقات) جليل العطية (باب أسرار والأخبار المحلية الخاصة) سامي مهدي (الثقافية) سجاد الغازي(الفنية) ابراهيم اسماعيل (الرياضة) خالد علي مصطفى(صفحة فلسطين) جمال سري (كان يكتب مقالا دوريا في شؤون المجتمع والحياة) وكذلك محسن الموسوي وموفق خضر ومحمد كامل عارف وكاميران قرداغي وسلوى زكو وفاضل العزاوي وعبدالوهاب النعيمي وزيد الفلاحي وموفق خضر وآخرون لا تحضرني أسماؤهم، الى جانب رسام الكاريكاتير بسام فرج والمصور جاسم الزبيدي.
وقد نظمت للمجلة قبل صدورها حملة اعلانية واسعة وشاهد الناس لأول مرة اعلانات صوتية ومصورة عن المجلة على باصات نقل الركاب الى جانب الصحف وجرى التأكيد على كادر المجلة من قبل المشرف علي منير بضرورة التقيد بمواعيد محددة لتقديم المواد وكذلك لطبع المجلة ولتوزيعها على أن تصل الى يد القاريء قبل الساعة السابعة صباحا من يوم صدورها وهو الأربعاء وكان منير يرى أن مجرد الاخلال ولو لمرة واحدة بموعد وصول المجلة سوى يضعف من ثقة الفاريء بها، وهكذا استعد الجميع للاحتفال باصدار العدد الأول ليلة الأربعاء 22 ايار 1968 ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان
حدث ما لم يكن في الحسبان اذ حمل علي منير بضع نسخ من العدد الأول فور خروج النسخ الأولى من المطبعة وقدمها لرئيس التحرير الذي نقلها بدوره الى وزير الثقافة والاعلام الدكتور مالك دوهان الحسن وكان الجميع مسرورين بصدور المجلة وبما تضمنته من موضوعات، وصادف أن كان الوزير على موعد مع رئيس الوزراء آنذاك الفريق طاهر يحى وقد حمل معه نسختين من (ألف باء) حيث أطلع رئيس الوزراء عليها والذي بارك الجهد الذي بذله العاملون في المجلة لكنه عندما قلب صفحاتها لاحظ وجود صورة لفتاة عراقية ترتدي مايوه سباحة في بحيرة الحبانية على الغلاف الداخلي الأخير وامتعض من ذلك وأوعز بوقف توزيع العدد لحين ابدال الغلاف، وكانت الصدمة كبيرة على العاملين في المجلة اذ أن قرار وقف توزيع المجلة صدر بحدود العاشرة مساءا وليس ثمة وقت لتدارك الأمر وتأخير صدور العدد يعني اخلالا بالموعد الذي تم الاعلان عنه مما قد يعكس رد فعل سلبيا لدى القاريء الذي كان ينتظر وصول المجلة اليه في الصباح الباكر من اليوم التالي وتفتق ذهن علي منير عن حل وهو أن يقوم الكادر الفني في المطبعة بتلوين المايوه باللون الأسود ومده الى القدمين بحيث يتحول الى بنطلون طويل وبذلك يتم تنفيذ أمر رئيس الوزراء من دون الاخلال بموعد التوزيع، وهكذا سهر الكادر الفني ومعهم كادر التحرير وتم بالفعل الباس الفتاة بنطلونا أسود بدلا من المايوه القصيرفي كافة نسخ المجلة ما عدا نسخ محدودة تم حفظها في ادارة التحرير كذكرى عن العدد الأول وكان أن وصلت المجلة الى القاريء في الموعد المقرر لها وظهرت على أكشاك الصحف وتلقفها القاريء دون أن يفطن أحد الى أصل الصورة.
هذا وقد حوى العدد الأول الى جانب ذلك سبقا صحفيا خاصا عن زيارة سرية قام بها ياسر عرفات الى بغداد الى جانب مقالات وأخبار وتحقيقا ت ملفته، كما كتب عبداللطيف السعدون على الصفحة الأخيرة تعريفا بالمجلة والمعنى الذي يرمز اليه اسمها الذي يحمل الحرفين الأولين من كلمتي (ارادة بلدي).
هذا بعض من صفحات بدايات (ألف باء) وآمل أن أوفق في توثيق صفحات أخرى من تلك البدايات التي كنت شاهدا عليها، منتهزا الفرصة لأحيي كل من خط حرفا في المجلة أو ساهم في رسم أو صورة لها وأخص بالعرفان أول رئيس تحرير لها وهو المناضل القومي الراحل غربي الحاج أحمد والصحفي المبدع علي منير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...