هذا العصر لا يتسع لحبي
شعر : ا.د. بشرى البستاني
حرائقه ابتلعت أنهاري
لصوصه داهمت أيامي
مستلة ً آخر قطرات الضوء منها..
هذا العصر ناعور صدئ…
في كل اتجاه يتأرجح..
في كفه خنجرٌ مسمّم ْ.
كلما هممت بالابتسام وخَزَني..
تركني مخنوقة في ممر ضيق….
أخاف الدخول إلي بيتي
وأُمنَع من المغادرة هربا للفضاء
حتي أيقنت ألا فضاء في هذا العصر …
فالخليل بن أحمد وابن منظوروباختين
كلهم كذبوا علينا….
لا فضاء في هذا الكون …
بل دهليز يؤدي إلى دهليز تلو دهليز .
…………………..
داخل البيت رجل ٌ يكمم فمي…
يلقي بقبعته الحديدية فوق وجهي …
يمتشق حزامه النحاسيّ ويجلد ظهري
أفتح أزرارَ حزني لأغريه بعبير القرنفل ْ..
لكنه يزداد عنفا حتى يتدفق دمي …
يجزّ بأصابعه الشوكية حرير شعري
يدفع رأسي إلى بركة ماء كبريتي
أختنق …أصرخ ،
يكوي بلفافة تبغه لساني
ويقول لا مفرّ مني…
في الخارج يقف جنرالات ٌحاملون بنادق ْ
على أوجههم أقنعةٌ سوداءُ وصفراء ْ
في أحزمتهم تتكدس صفوف الرصاصِ ِ
ورمانات العلقم ْ …
أتلقت مذعورة فلا أجد غير الرجال ِ
مدججين بخرائط الحروب ِ ..
وأصابع اللبلاب ْ…
أغمض عينيّ فأبصر الأطفال مكدسين على الأرصفة ِ
وتحت الأنقاضْ..
جثثا من ورود بيضاءَ….بنفسجية ْ….
مفتحةً عيونهم ومفردي السواعدْ…
لا نعوشَ تحملهمْ…
لا قبورَ تواريهم ْ…
وتحت أنقاض البيوت حجرٌ يصرخ ْ
تحت أنقاض البيوت أنينٌ يتدلي
وعلى أجنحة الريح عالقٌ دمع ُالنساء بتراب الأماني
أخضرَ، مخضبا بالحكمة ْ…
لكن من يقطف الحكمة َ من شجر امرأة ٍ
في عصر الرجال ْ….
يا الهي..
أما من عمل للرجال غير إشعال الحروبْ
وهل من عاقل يعطي امرأة ً واحدة ً دفة حكم العالم ْ
كي تضم إلى صدرها أنهاره وأشجانه وروابيه ْ
وتمسح بأصابع الحنان أوزاره ْ
يوما ً واحدا…يكفي
نهارا ً واحدا…
أو حتى ساعةًَ حب واحدة …
تكفي وحدها لإنعاش العالم..
ولإبادة أزرار الصواريخ التي شحنها بالقسوة الرجال ْ …
شعر : ا.د. بشرى البستاني
حرائقه ابتلعت أنهاري
لصوصه داهمت أيامي
مستلة ً آخر قطرات الضوء منها..
هذا العصر ناعور صدئ…
في كل اتجاه يتأرجح..
في كفه خنجرٌ مسمّم ْ.
كلما هممت بالابتسام وخَزَني..
تركني مخنوقة في ممر ضيق….
أخاف الدخول إلي بيتي
وأُمنَع من المغادرة هربا للفضاء
حتي أيقنت ألا فضاء في هذا العصر …
فالخليل بن أحمد وابن منظوروباختين
كلهم كذبوا علينا….
لا فضاء في هذا الكون …
بل دهليز يؤدي إلى دهليز تلو دهليز .
…………………..
داخل البيت رجل ٌ يكمم فمي…
يلقي بقبعته الحديدية فوق وجهي …
يمتشق حزامه النحاسيّ ويجلد ظهري
أفتح أزرارَ حزني لأغريه بعبير القرنفل ْ..
لكنه يزداد عنفا حتى يتدفق دمي …
يجزّ بأصابعه الشوكية حرير شعري
يدفع رأسي إلى بركة ماء كبريتي
أختنق …أصرخ ،
يكوي بلفافة تبغه لساني
ويقول لا مفرّ مني…
في الخارج يقف جنرالات ٌحاملون بنادق ْ
على أوجههم أقنعةٌ سوداءُ وصفراء ْ
في أحزمتهم تتكدس صفوف الرصاصِ ِ
ورمانات العلقم ْ …
أتلقت مذعورة فلا أجد غير الرجال ِ
مدججين بخرائط الحروب ِ ..
وأصابع اللبلاب ْ…
أغمض عينيّ فأبصر الأطفال مكدسين على الأرصفة ِ
وتحت الأنقاضْ..
جثثا من ورود بيضاءَ….بنفسجية ْ….
مفتحةً عيونهم ومفردي السواعدْ…
لا نعوشَ تحملهمْ…
لا قبورَ تواريهم ْ…
وتحت أنقاض البيوت حجرٌ يصرخ ْ
تحت أنقاض البيوت أنينٌ يتدلي
وعلى أجنحة الريح عالقٌ دمع ُالنساء بتراب الأماني
أخضرَ، مخضبا بالحكمة ْ…
لكن من يقطف الحكمة َ من شجر امرأة ٍ
في عصر الرجال ْ….
يا الهي..
أما من عمل للرجال غير إشعال الحروبْ
وهل من عاقل يعطي امرأة ً واحدة ً دفة حكم العالم ْ
كي تضم إلى صدرها أنهاره وأشجانه وروابيه ْ
وتمسح بأصابع الحنان أوزاره ْ
يوما ً واحدا…يكفي
نهارا ً واحدا…
أو حتى ساعةًَ حب واحدة …
تكفي وحدها لإنعاش العالم..
ولإبادة أزرار الصواريخ التي شحنها بالقسوة الرجال ْ …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق