ما قبل العصور...شعر نجاة نايف سلطان
بقلم :جواد عبد الكاظم محسن *
بقلم :جواد عبد الكاظم محسن *
في الولايات المتحدة الأمريكية صدر حديثاً للأديبة والشاعرة
العراقية الرائدة نجاة نايف سلطان ديوانها الشعري الثاني الذي حمل عنوان
(ما قبل العصور) ، وقد تضمّن إثنتين وأربعين قصيدة في مائة وثماني وخمسين
صفحة ، وتصدرته كلمة إهداء إلى زوجها الراحل : " أبي مهند الصادق الحقيقة
الحلم فقد مشينا معاً في دروب الحياة ، فما كانت الأحلام وردية ، ولا كل
الحقائق مرة ، وما صعودنا إلى ربوة النبي يونس عليه السلام في مدينتي
الموصل إلا إحدى الحقائق الحلم في دنيا الطوفان".
في القصيدة التي حملت إسم الديوان (ما قبل العصور) قالت الشاعرة :
في قرانا
حيث كان الله
من قبل العصور
عرفتْ أمي مزاراً
توضعُ الأقفالُ
في شباكه
وعلى الجدران حناءُ النذور
كان داراً وفناءً
حوله الشمسُ
ودنيانا تدورْ
كان قبراً فوق تلْ
إنما كانَ خلفَ التل
ممنوعُ العبورْ
إن رأتْ أمي مناماً
أو يكنْ
أثقلها همّ أبي
أيقظتني مِن منامي
جمعتْ لي بعضَ زاد
لملمتْ لي كتبي
أخذتني
في زيارات النبي
كنتُ لا أعرفُ غيرَ اللهو
في ذاك الفناءْ
وأنا أرقبُ أمي
تمسكُ الشباكَ في خوفٍ
وفي شفتيها
تمتمة ُ الدعاءْ
أنت مَن تدعين يا أمي ؟
أما كنتِ تقولين
بإن الله حي
إنه سكنَ السماءْ
فتقولُ في غضبْ
تعالي قبلَ أن يأتي
أبوكِ والمساءْ
والأديبة
نجاة نايف سلطان من مواليد مدينة الموصل الحدباء عملت في التعليم ،
وتقاعدت عن العمل وهي مشرفة تربوية سنة 1984 ، وكانت قد بدأت الكتابة منذ
أواخر الخمسينيات ، ونشرت نتاجاتها الأدبية في عدد من المجلات العربية
والعراقية ، وقد ذكرها الأديبان الراحلان عبد الرزاق حسين وتركي كاظم جودة
في كتابهما الشهير (الحركة الشعرية - النجف 1958) ضمن جيل شعراء تلك الفترة
، وسبق لها إصدار مجموعتها الشعرية الأولى (نجوى والنهر) في بغداد سنة
1988 ، وروايتها الأولى (سلاما يا وفاء) في بغداد أيضاً سنة 2002 ، ولها
حالياً تحت الطبع رواية (زرقاء اليمامة ومخالب الثور المجنح) ، وأغان ٍ للصغار بعنوان (همسات الناي) .
من
الجدير بالذكر إن الأديبة امتهنت التعليم في مطلع حياتها العملية سنة 1955
، وكانت بدايتها من مدينة الحلة الفيحاء حيث استقرت فيها مع أسرتها لمدة
أربع سنوات ، ودونت ذكرياتها الجميلة آنذاك ، ونشرت فصولاً منها في العددين
الأول والثاني من مجلة (اوراق فراتية) سنة 2010 ، ونالت بها الأعجاب
والإهتمام .
* http://www.alnoor.se/article.asp?id=104519
* http://www.alnoor.se/article.asp?id=104519
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق