الأحد، 21 أبريل 2013

خانات الموصل

 خانات الموصل
بقلم :ابراهيم فائق 
أختلف الباحثون في أصل كلمة (خان) ومعناها، فمنهم من يرجعها إلى أصول بابلية ومنهم من يرجعها إلى أصول فارسية بمعنى البيت أو الموضع، وقسم أخر يعدها تحريفا لكلمة حانوت الآرامية التي تعني النزول أو الإقامة، وقسم يعدها مرادفة لكلمة Caravanserai التركية التي تعني النزل الفندق. ويكون معنى الخان، هو منزل المسافرين حسب هذا المفهوم.
تكون الخانات عادةً على نوعين، الأول يقع ضمن المراكز الحضرية، والثاني يقع على امتداد الطرق التجارية الرئيسة التي تربط بين المدن. الوظيفة الأساسية للخانات في المراكز التجارية الحضرية تتمثل في كونها مقراً لإقامة التجار والمسافرين.

تتألف الخانات عادةً من طابقين أو ثلاثة طوابق والمخطط النموذجي للخان يكون بشكل مربع أو مستطيل مع مدخل بشكل دهليز، وهذا يفضي إلى فناء داخلي محاط بمجموعة من الغرف وفي الطوابق العلوية تتقدم الغرف أروقة مطلة على الفناء. تستخدم الغرف العلوية لمبيت النزلاء، أما غرف الطابق الأرضي فتستخدم كإسطبلات أو مخازن أو مكاناً لممارسة بعض الحرف وتتخذ الخانات مواقعها غالباً عند أطراف منطقة السوق مبتعدةً عن المركز.

توجد مجموعة من الخانات في سوق الموصل قسم منها كان مخصصاًُ لمبيت التجار والمسافرين، والآخر مثل مقراً لممارسة بعض الحرف، أو الاتجار ببعض السلع، مثل خان القلاوين وخان السواد. ومن النماذج المتبقية هو خان الكمرك (الخان الكبير) وهو يعود إلى أوائل القرن الثامن عش . يشغل الخان مساحة ( 2229,76) متراً مربعاً ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من منطقة السوق. للخان مدخلان مقنطران يؤديان إلى فناء وسطي. يتألف الخان من طابقين ويضم (68) غرفةً، (45) خزانةً، إسطبلين، ثلاثة أروقة، أربعة أواوين وسبعة سلالم، كما يوجد ثمانية عشر دكاناً في قنطرتي المدخل. 

من الخانات الأخرى هو خان حمو القدو، الذي يعود إلى سنة 1882، ويقع في مدخل السوق من جهة باب السراي، وتبلغ مساحته( 3792,35) متراً مربعاً، ويعد من أكبر الخانات مساحةً في سوق الموصل. للخان ثلاثة مداخل من الأزقة المحيطة به وهي تفضي إلى فناء وسطي. يتألف الخان من طابقين، الأرضي ويضم 45 غرفةً، 19 خزانةً، و31 دكاناً مع أربعة سلالم تصعد إلى الطابق العلوي الذي يضم 52 غرفةً، أربع خزانات، خمسة أواوين وفسحة واحدة.

أما خان الحجيات، فيعتقد أن تسميته جاءت من المالكات له وهن سبع حاجات، أو انه كان مكاناً لتجمع الحجاج في السابق، من الموصل وما يجاورها، قبل ذهابهم لأداء فريضة الحج. موقع هذا الخان محصور بين ساحة باب الطوب، وزقاقي سوق الملاحين، وسوق السمكرية. ومن الجنوب تحده حمام الحبالين، وقد أقتصرت وظيفة هذا الخان في السنوات الأخيرة على خزن ودبغ وبيع الجلود. وكان يتألف من طابقين مع فناء وسطي، وقد هدم عام 1985 وتحول موقعه إلى ساحة لوقوف السيارات.

خان المفتي، سمي بهذا الاسم نسبة إلى بانيه ياسين بن محمود المفتي رئيس علماء الموصل ومفتيها، الذي توفي سنة 1135هـ -1722م، ويقع الخان قريباً من مركز السوق، وهو محاط بالأزقة من جهتيه الغربية والجنوبية. أما جهته الشمالية فتلاصق الدكاكين المطلة على زقاق سوق السراي وجهته الشرقية ملاصقة لدكاكين سوق الصفارين. والخان الحاضر مجدد في أوائل الستينات بعد أن تداعى الخان القديم، وهو مبني من الخرسانة المسلحة ولكن على نفس النظام التصميمي للخان القديم فهو يضم فناءاً وسطيا واسعاً، تحيط به مجموعة من الغرف مستغلة كمحلات تجارية. وللخان الحاضر أربعة مداخل ثلاثة منها تفتح على زقاق حمام الصالحية من الجهة الجنوبية للخان، أما المدخل الرابع فيفتح على الجهة الغربية للخان. يتألف الخان من طابقين ويغلب على الطابق الأرضي الآن التخصص بتجارة الأسرة الحديدية والفرش والسجاد، أما الطابق العلوي فمعظمه مستغل كمخازن أو ورش. 
 * http://www.free-pens.org/index.php?show=news&action=article&id=4515

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...