الثلاثاء، 23 أبريل 2013

حسام الدين الالوسي والفلسفة في العراق

حسام الدين الالوسي والفلسفة في العراق
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-العراق
قبل سنوات وعندما تأسس قسم للفلسفة في كلية الاداب -جامعة الموصل طٌلب مني تدريس مادة" الفكر الفلسفي العربي المعاصر" . وقد وضعت منهجا لذلك درست فيه الجذور التاريخية للفكر الفلسفي العربي منذ العصور القديمة حتى العصور الحديثة مرورا بالعصور الاسلامية ووقفت عن الفلسفة الوجودية والفلسفة الماركسية والفلسفة الشخصانية والفلسفة الوضعية المنطقية وجلت بين المفكرين والفلاسفة العرب المعاصرين ومنهم الدكتور عبد الرحمن بدوي والدكتور زكي نجيب محمود وحسين مروة وهادي العلوي ورينيه حبشي ومن قبلهم العقاد والبير نصري مؤسس فسم الفلسفة في كلية الاداب -جامعة بغداد ووقفت عن فلاسفة العراق ووجدت ان اكثرهم مؤرخين للفلسفة اكثر مما هم منتجين لها باستثناء عدد قليل منهم الاستاذ مدني صالح رحمه الله والاستاذ الدكتور حسام الدين محي الالوسي .
وحسنا فعل مجلس المخزومي الثقافي عندما استضافه واشاد بجهوده وكرمه وقدره حق قدره ...الاستاذ الالوسي علم من اعلام الفلسفة العربية المعاصرة وصاحب منهج سماه صديقنا الاستاذ الدكتور عبد الستار الراوي ب " المنهج العقلاني التكاملي" ...... فالدكتور الالوسي أنتج فلسفة واكد في كتاباته على مبدأ العدالة فمتى حققنا العدالة للانسان يصبح له موقف ازاء واقعه ..ما اجمل وما اصح هذا الكلام اذا الانسان اذا لم يشعر بالعدالة لايكون له موقف من الحياة والكون والمجتمع انه ضائع لايشعر بأنسانيته .والالوسي يؤمن بالجدل ويؤكد على العقل فلا حياة للفكر والثقافة من دون عقل ولاعقل بدون حرية وهذا كلام واقعي فالحرية اثمن شيء في الوجود وبدونها لايستطيع الانسان ان يفكر .ومما كنت اقوله في محاضراتي عن الالوسي انه تصدى لكل تيارات الفكر الفلسفي العربية ومنها التيار المادي والتيار العقلي والتيار الروحي والتيار التكاملي والتيار الوجودي ونقد الالوسي كل تلك التيارات وذهب الى اننا للاسف الشديد لازلنا في مرحلة ما قبل العقل .
ومن كتب الالوسي :" الفلسفة والانسان " و"الزمان في الفكر الديني والفلسفي القديم " و" من الميثولوجيا الى الفلسفة " و"حوار بين الفلاسفة والمتكلمين " و"فلسفة الكندي " و" محاضرات في الفلسفة الاسلامية " و "التطور والنسبية في الاخلاق " .
مرة كتب الاستاذ خضير ميري عن الالوسي وعده فيلسوف العراق وقال :"ولعلني لن اكون مغاليا اذا ما تبرعت قائلا بان الالوسي واحد من افضل العقول العراقية التي مازالت تمن علينا بحياتها وعطائها وحسن انتمائها الوطني، الاصالة في فكر الآلوسي تتمثل بمجموع اعماله وطروحاته الفلسفية المهمة بداية من مشكلة الخلق مرورا باعماله التي تدور حول الفلاسفة والمتكلمين والتكاملية والعقلانية النقدية والزمان في الفكر الديني والفلسفي وفلسفة العلم ومدخل إلى الفلسفة وغيرها .. وللالوسي اسلوب خاص في كتابة الفلسفة تجمع بين البساطة والعمق كما انها تنحو نحو النزعة التاريخية الوصفية منها والنقدية وهو دائم التجدد في منهجه البحثي " .واضاف :"كان حسام الالوسي ومازال معينا لاينضب في التفكير والتحليل والمراجعة البحثية وله نظرات مهمة في مشكلات الحرية والزمان والاخلاق وفلسفة العلم والطبيعة وربما يكون لفكره الشامل الاثر المهم في تربية اجيال من الطلبة والمهتمين والباحثين في الفلسفة " .
قيم الالوسي التيار المادي في الفكر الفلسفي العربي المعاصر واخذ شبلي شميل انموذجا وقال ان لشبلي شميل فضل تجهيز الوطن العربي برؤيا علمية وليست فلسفية فقط كما انه نقد المنهج السلفي والرجوعي ومواد الدراسة في زمانه .
ووقف عند التيار العقلي المتمثل في كتابات الشيخ محمد عبده ويوسف كرم وشارل مالك وقال ان الشيخ محمد عبده يجمع بين الاسلام كفلسفة وموقف وبين نظرات العلم اما يوسف كرم فيجمع بين توما الاكويني ومنظور الكنيسة الكاثوليكية من جهة وارسطو من جهة اخرى وقال ان التيار الروحي يتوزع في ثلاث اتجاهات وهي الوجدانية كما يمثلها عباس محمود العقاد والجوانية التي يمثلها عثمان امين والرحمانية التي يمثلها زكي الارسوزي وكلا الاتجاهات غير عقلانية .
ويعجب الالوسي لبعض الباحثين بذكر التيار التكاملي كتيار فلسفي ويقول ان ممثله الدكتور يوسف مراد كان عالما نفسيا وليس فيلسوفا .ويرى الالوسي ان التيار الوجودي يتمثل في عبد الرحمن بدوي الذي يرى ان الشعور بالوجود يكون عن طريق الوجدان لاعن طريق الفكر المجرد ..
بقي ان نقول بأن الاستاذ الدكتور حسام الالوسي من مواليد مدينة تكريت سنة 1936 وهو حسام محيي الدين عبد الله الالوسي درس في مدينة تكريت وسافر الى بغداد بعد اكمال الدراسة الثانوية ليدخل قسم الفلسفة في كلية الاداب ويتخرج في سنة 1956 وبعدها رشح الى بعثة في جامعة كمبردج بالمملكة المتحدة وحصل على شهادة الدكتوراه سنة 1965 ..عمل استاذا في قسم الفلسفة -كلية الاداب -جامعة بغداد ورئيسا للقسم .عده الباحث المصري الكبير محمود امين العالم أحد عشرة مشتغلين بالفلسفة في الوطن العربي يؤمل منهم منهج وابتكارات عقلانية وكتب عن منهجه الاستاذ الموسوعي الكبير حميد المطبعي يقول انه يعتمد المنهج التالي : التفسير السببي الطبيعي للظاهر والثقة بالعقل والتجربة والقول بالتقدم على اسس الجهد الانساني والتراكم وحذف الاخطاء بعيدا عن فكرة مركزية الانسان والاخذ بنسبية القيم والمعرفة والاعتماد على المنهج الجدلي التاريخي المنفتح على العلوم الطبيعية والنفسية والاجتماعية " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...