صالح اليوسفي ..سيرته ونضاله وشعره
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث –العراق
جميل جدا تتصدى الاخت زوزان صالح
اليوسفي السياسي، والوزير والمناضل الكردي المعروف 1918-1981 رحمه الله ، للكتابة
عن والدها واخراج كتاب مهم لايقف عند سيرته وانما يتضمن جانبا من ذكرياته وشعره
..صالح اليوسفي رمز عراقي بأمتياز ، ترك بصمة في جدار هذا الوطن .. كان عراقيا
وطنيا قبل ان يكون كرديا ، وكان شاعرا مرهف الحس قبل ان يكون وزيرا ، وسياسيا ، وحزبيا
.. من من العراقيين لايعرفه ولايضعه في
مكانه الذي يستحقه في الخارطة السياسية العراقية المعاصرة .
هو صالح عبد الله نجم الدين طه اليوسفي ولد في بامرني بمحافظة دهوك سنة 1918 .. وكمجايليه فقد عاش ودرس في
بغداد لذلك كانت له - عبر سني حياته - علاقات واسعة مع اهل بغداد وسياسييها
وادباءها وفنانيها ومثقفيها .اكمل دراسته في كلية الشريعة سنة 1942 ، وبعد تخرجه
عين كاتبا في محاكم الموصل ثم مديرا لاموال القاصرين . وقد ساعده ذلك على الاحتكاك
بالموصليين فأحبهم وأحبوه خاصة بعد ان تلمسوا شاعريته، ووطنيته ، واعتزازه بقوميته
الكردية .
كان من الوطنيين الذين تأثروا بكل الاحداث السياسية في العراق وسعى لانشاء
عدد من المنظمات الكردية السرية التي صار لها نشاط ملحوظ منها : " منظمة
بروسك" 1939 اي الصاعقة و" منظمة
داركه ر" أي الحطاب في اربيل ومن بعد
ذلك" هيوا " أي الامل ثم" رزكاري
كردستان" اي تحررالكرد وكان ينتقل
بين اربيل ودهوك والموصل لنشر الفكرة
القومية الكردية . في اب سنة 1946 اسهم
اسهاما فاعلا مع الملا مصطفى البارزاني ،وحمزة عبد الله ،والشيخ لطيف الشيخ محمود
البرزنجي ، وطه محي الدين معروف وغيرهم في
تأسيس الحزب الديموقراطي الكردستاني .
تعرض للسجن عدة مرات منها اعتقاله سنة 1961 وبعد اطلاق سراحه تولى مسؤولية
فرع بغداد للحزب ، وكان له فيما بعد دور
في التوصل لاتفاق الحكم الذاتي لكردستان العراق سنة 1970 .وحين صدرت مجلة
"شمس كردستان " في بغداد
باللغتين العربية والكردية صار رئيسا لتحريرها وكان يكتب مقالها الافتتاحي .كما شغل منصبا
وزاريا في الحكومة العراقية .
انشغل الاستاذ صالح اليوسفي بقضية شعبه ، وكتب الكثير من المقالات
والمذكرات الى المسؤولين بهدف حقن الدماء بين العراقيين.. وفي ايار سنة 1975 أسس "
الحركة الاشتراكية الديموقراطية الكردستانية" مع عدد من زملائه وانتخب
سكرتيرا لهذه الحركة .كما أسس " جمعية
الثقافة الكردية " في بغداد وكان لها نشاط ثقافي ملحوظ وعنها صدرت مجلة "
روز كردستان " اي شمس كردستان وقد كتبت مرة عنها وعن عددها الاول وقلت
:" صدرت ببغداد بأسم : "شمس كردستان " وبالكردية "روزي كوردستان ". وبالغتين العربية والكردية
.وجاء في ترويستها انها : " مجلة ثقافية عامة تصدرها جمعية الثقافة
الكردية " .وقد صدر العدد الاول في حزيران -يونيو سنة 1971 وترأس تحريرها
الاستاذ صالح اليوسفي وكان سعيد ناكام سكرتيرها ومدير ادارتها الصديق الاستاذ جمال خزنه دار وكان مقر
مكتبها في بغداد - شارع السعدون مجاور مستشفى اراتون ، وثمن النسخة 100 فلسا وطبعت
بمطبعة الزمان .وقد كتب الاستاذ صالح اليوسفي افتتاحية العدد الاول ومما
قاله انه يريد من المجلة " ان تكون شمسا دافئة متدفقة بغزير من الثقافة
الكردية العريقة..." .ومن الذين نشرت لهم المجلة في عددها الاول الاستاذ علي
حيدر سليمان ومقالته : " بعد كرة الطاولة بين الصين الشعبية والولايات المتحدة
الاميركية " .كما كتب الدكتور مكرم الطالباني مقالا بعنوان : " الثروة
الزراعية في كردستان " وقدم الدكتور شاكر خصباك " آراء المستشرق درافر
في اصل تسمية الاكراد " وكتب الاستاذ الدكتور احمد عثمان ابو بكر مقالة
بعنوان : " الثورة الكردية 1880 " وحول التطور الاقتصادي في كردستان
العراق " كتب الاستاذ اسماعيل رسول بحثا . وثمة مقال مهم للاستاذ حسين الجاف بعنوان : " مراجع
مختارة عن الثورة الكردية " ومقال اخر للاستاذ زبير بلال اسماعيل
بعنوان :" من أعلام المؤرخين .. ابن خلكان ".
كانت المجلة تتألف من قسمين : الاول باللغة العربية ويقع في 32 صفحة .أما القسم الثاني ففي اللغة الكردية ويقع في 32 صفحة كذلك ويضم مقالات باللغة الكردية للدكتور معروف خزنه دار والاستاذ صادق بهاء الدين والاستاذ محمد الملا كريم وشعر لشيركو بيكه س ومقالات اخرى للاستاذ شكر مصطفى والاستاذ مسعود عمادي والاستاذ حافظ مصطفى قاضي . من الموضوعات التي ضمها القسم الكردي مقال عن" الاملاء الكردي " واخر عن الشاعر احمد خاني وثالث عن " تأثير العائلة على حياة الطفل " وقصيدة الهم الاحمر لشيركو بيكه س .
وقد وضعت على الغلاف كليشة العدد الاول من جريدة "شمس كردستان " التي كانت تصدر في السليمانية سنة 1922 .في العدد متابعات لنشاطات ثقافية كردية .
لااكتمكم سرا في انني كنت معجبا بالموضوعات التي تنشرها المجلة لذلك حرصت على ان تكون اعدادها جميعا في حوزتي وقد اهداني الاستاذ الصديق جمال خزنه دار عندما زرته في مكتبه في " جمعية الثقافة الكردية" سنة 1973 مجموعة كاملة منها جزاه الله خير الجزاء .وكما هو معروف فأن جمعية الثقافة الكردية أٌجيزت في 19 تموز -يوليو سنة 1970 بقصد تشجيع الثقافة الكردية ، ونشر التعليم ، وفتح المدارس والمعاهد العلمية لتعيم اللغة الكردية ،واصدار الكتب ومساعدة الطلبة الاكراد وضمت في هيئتها الادارية الاولى الاستاذ صالح اليوسفي والدكتور مكرم الطالباني و الاستاذ سامال مجيد والدكتورة نسرين فخري والدكتور معروف خزنه دار والاستاذ كريم دولت والدكتور احسن فؤاد والسيدة ناهدة رفيق حلمي والاستاذ يوسف جميل ميران والاستاذ رفيق جالاك والاستاذ عبد الرحمن عزيز .."
كانت المجلة تتألف من قسمين : الاول باللغة العربية ويقع في 32 صفحة .أما القسم الثاني ففي اللغة الكردية ويقع في 32 صفحة كذلك ويضم مقالات باللغة الكردية للدكتور معروف خزنه دار والاستاذ صادق بهاء الدين والاستاذ محمد الملا كريم وشعر لشيركو بيكه س ومقالات اخرى للاستاذ شكر مصطفى والاستاذ مسعود عمادي والاستاذ حافظ مصطفى قاضي . من الموضوعات التي ضمها القسم الكردي مقال عن" الاملاء الكردي " واخر عن الشاعر احمد خاني وثالث عن " تأثير العائلة على حياة الطفل " وقصيدة الهم الاحمر لشيركو بيكه س .
وقد وضعت على الغلاف كليشة العدد الاول من جريدة "شمس كردستان " التي كانت تصدر في السليمانية سنة 1922 .في العدد متابعات لنشاطات ثقافية كردية .
لااكتمكم سرا في انني كنت معجبا بالموضوعات التي تنشرها المجلة لذلك حرصت على ان تكون اعدادها جميعا في حوزتي وقد اهداني الاستاذ الصديق جمال خزنه دار عندما زرته في مكتبه في " جمعية الثقافة الكردية" سنة 1973 مجموعة كاملة منها جزاه الله خير الجزاء .وكما هو معروف فأن جمعية الثقافة الكردية أٌجيزت في 19 تموز -يوليو سنة 1970 بقصد تشجيع الثقافة الكردية ، ونشر التعليم ، وفتح المدارس والمعاهد العلمية لتعيم اللغة الكردية ،واصدار الكتب ومساعدة الطلبة الاكراد وضمت في هيئتها الادارية الاولى الاستاذ صالح اليوسفي والدكتور مكرم الطالباني و الاستاذ سامال مجيد والدكتورة نسرين فخري والدكتور معروف خزنه دار والاستاذ كريم دولت والدكتور احسن فؤاد والسيدة ناهدة رفيق حلمي والاستاذ يوسف جميل ميران والاستاذ رفيق جالاك والاستاذ عبد الرحمن عزيز .."
في 8 اب سنة 1979 اندمجت حركته : " الحركة الاشتراكية الديموقراطية
الكردستانية" بالحزب الديموقرطي
الكردستاني بزعامة الدكتور محمود عثمان وانبثق عن الدمج " الحزب الاشتراكي
الكردستاني الموحد" ، وأصبح اليوسفي سكرتيرا للحزب..توفي يوم 25 حزيران سنة 1981 اثر انفجار طرد بريدي
عليه في منزله وقد توفي ودفن في زاخو التي اقامت له تمثالا ينتصب اليوم على ارضها ..
كان الاستاذ صالح اليوسفي، رحمه الله ،من المؤمنين بمبدأ الاخوة العربية –الكردية
وهذا ما جعله يطلق اسم " التاخي " على الجريدة التي صدرت في بغداد سنة
1967 لتكون لسان حال الحزب الديموقراطي الكردستاني والتي لاتزال تصدر حتى يومنا
هذا وكان ، لفترة عند صدورها الاول ، رئيسا
لتحريرها .
كان اليوسفي اديبا وشاعرا وله ديوان نشرته ابنته السيدة زوزان في كتابها . وكان
مؤمنا بالتقدم والحرية . وكان انسانا بسيطا لايوجد اي شيء ينتقص من اخلاقه وسمعته ..
وقد ادرك –تقول ابنته زوزان – منذ نعومة اظفاره عمق التلاحم بين العرب والاكراد
وكان جريئا في كتاباته وقد وصفه أحدالكتاب بأنه كان يضع الله والوطن نصب عينيه ..
اشكر السيدة زوزان صالح اليوسفي التي ارسلت لي نسخة من كتابها والذي اتاح
لي الفرصة لكي اجول في سيرة هذا الرجل الذي خدم شعبه ووطنه العراق وناضل من اجل
السلام والحرية والمحبة فأستشهد وهو واقف على قدميه محاطا بالناس الذين أحبوه
لتواضعه ، ونزاهته، وحكمته ، ومعارضته للعنف ، وايمانه الدائم بالحوار ..
في الكتاب وثائق ومراسلات وصور نادرة توثق لمحطات مهمة من حياته ويقينا
انها مادة دسمة للباحثين والمؤرخين المهتمين بتاريخ العراق المعاصر .
لقد استغرق ديوانه الشعري الصفحات 105-177 وكل قصائده باللغة الكردية ، وحبذا لو قدمت لنا المؤلفة
ترجمة للديوان باللغة العربية .ونأمل في ان يتم ذلك قريبا ،أو ان يتصدى احد
المترجمين البارزين باللغتين العربية والكردية لترجمة القصائد ووضعها لاهميتها بين ايدي المهتمين .من الطريف
ان الدكتور جاسم الياس نظم قصيدة في الاستاذ اليوسفي نشرت في جريدة التاخي في 25
حزيران سنة 2007 قال فيها :
ياواحة الطهر النبيل نزاهة
ونقاء ماء باللائي مفعم
ياصالح الاعمال والغايات يا
صور الفداء الى الفداء تسلم
ياقصة الالم الكبير نزفته
وحملته ضمان لاتستسلم
وضممته ضم النخيل لسعفه
حتى استراح اليك منه الميسم
اما الاستاذ هارون محمد فقد وصفه ب"
الرجل الصوفي" . وقال المؤرخ الاستاذ الدكتور كمال مظهر احمد بأن اليوسفي كان
" حسن النيات مع الجميع "رحمه الله وجزاه خيرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق