الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

عمي جميل (1930-1977) رحمه الله



عمي جميل(1930-1977 ) رحمه الله
ا.د. إبراهيم خليل العلاف


عمي جميل (1930-1977 ) رحمه الله لم يعقب فهو جميل بن احمد الحامد الحمو الجمعة العبد الله العنزي العلاف ..وقد احببته منذ كنت طفلا صغيرا ..وقد تعلمت منه الكثير كما انه رعاني واهتم بي ولدي صورة لي وانا طفل وهو يحملني وتاريخها سنة 1946 وقد التقطها المصور الفوتوغرافي الكبير الاستاذ الرائد مراد الداغستاني . وقد كتبت في مذكراتي الموسومة : "جني العمر :سيرة وذكريات " وهي غير منشورة " ...ومما تعلمته من عمي جميل الذي كنت أحبه وأحب زوجته نظيرة (ابنة بشير عبد الله الحمو الجمعة وهو ابن عم جدي )، واعدها كأمي تماما ،قراءة الصحف فكان يرسلني إلى شارع ألنجفي لأجلب له الصحف التي كان مشتركا بها عند مجيد صاحب المكتبة المجاورة للمكتبة العربية لصاحبها عبد الرحمن الكركجي ومن تلك الصحف جريدة الزمان لتوفيق السمعاني، وجريدة البلاد لروفائيل بطي ،وجريدة الشعب ليحيى قاسم .فضلا عن المجلات المصرية كالهلال والمصور وآخر ساعة ،واللبنانية كالموعد وطبيبك وكان يقرا كذلك مجلة المختار (من ريدرز دايجست ) والعالم وأهل النفط والوادي والكشكول وقر ندل . لكن ما كان يؤلمني انه لايسمح لي بقراءة تلك الصحف والمجلات إلا بعد أن يخلص هو منها .وكان عمي جميل مولعا بما كان يسمى آنذاك مسك الدفاتر (البلانجو ) وقد حصل على شهادة من معهد متخصص بالمحاسبة في القاهرة .زار عمي بلدانا كثيرة وكان يحب سوريا ولبنان ويسافر الى لبنان بأستمرار ... ويعد عمي من أوائل الذين أدخلوا دفاتر البلانجو الى الموصل، خاصة بعد ارتبط بالعمل مع شركة سابا اللبنانية للمحاسبة ومسك الدفاتر .ومما أعجبت به في عمي جميل أناقته ونظافته وحرصه على الاتيكيت في الأكل والشرب والكتابة وسياقة السيارة حيث كان يضع قطعة قماش على فخذه عندما يجلس وراء مقود سيارته (موريس الانكليزية ) . وكان قلمه الحبر (باركر 51 ) مثار إعجابي حتى أنني حرصت بعد سنوات على أن يكون لي مثل هذا القلم الذي لم أجده في العراق، فبحثت عنه في مكتبات دمشق وحصلت على واحد منه ب100 دولار ومن مكتبة بركات التي يحرص صاحبها على بيع أقلام الحبر القديمة والفاخرة، ولازلت اكتب بهذا القلم واعتز باقتنائي له والتحدث لمن حولي عن قصة قلم الحبر باركر 51 الذي لم تصنع منه الشركة الأميركية سنة 1951 إلا عددا قليلا ويمتاز القلم بأناقته وانسيابية الكتابة به .
تعرفت ،وأنا ،في السنوات الأولى من عمري على صوت المطرب الكبير عبد الحليم حافظ من خلال ماكان يردده عمي جميل ،وهو يحلق ذقنه صباحا من أغان لعبد الحليم حافظ في أوائل الخمسينات من القرن الماضي وقد ظهر هذا الفنان الأصيل وشاعت أغانيه بين الشباب وأبرزها-ما كنت اسمعه من عمي جميل- أغنية : "على قد الشوق " ، و"صافيني مرة " و"اسمر يااسمراني " .كان عبد الحليم حافظ –بحق – فنانا أصيلا ذو حس وطني، وعواطف جياشة، وصدق في التعبير ،لذلك احببناه ،وتعلقنا به .وحتى اليوم ،فأن أغانيه تحظى بأعجاب الشباب، بالرغم من مضي فترة طويلة على وفاته رحم الله عبد الحليم ورحم الله عمي جميل .. . ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومساؤكم خير وعز

  ومساؤكم خير وعز والصورة في الشارع المؤدي الى دورة البكر وجامع محمد طاهر زيناوة-الجانب الايسر من مدينة الموصل التقطتها لكم ظهر اليوم الاثن...