الخميس، 12 أغسطس 2010

كنت في سوريا صيف 2010 ..متابعة للنشاطات الثقافية






كنت في سوريا صيف 2010 ..متابعة للنشاطات الثقافية


ا. د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل


في صيف 2010قصدت سوريا للاستجمام، ووضعت أنا وزوجتي الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي، برنامجا موسعا نستطيع بموجبه الاستفادة من كل دقيقة وساعة في مدن هذا البلد الحبيب .وكم كانت أيامنا حلوة ومفيدة..فلقد وجدنا أن الصيف في سوريا ..هذا البلد العربي الشقيق ،مناسبة جادة لإقامة العديد من الفعاليات الفنية والثقافية التي حضرنا بعضها، وقرأنا عن بعضها الآخر في الصحف والمجلات . وقد دهشت عندما اطلعت على إحدى الإحصائيات التي تقول بأن في سوريا 6 فضائيات و16 إذاعة و164 صحيفة تنطق بلسان أحزاب وتيارات سياسية وفكرية مختلفة منها الحزب القومي الاجتماعي السوري، والحزب العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي السوري والناصريين،وحزب الاتحاد الاشتراكي العربي واتحاد الاشتراكيين العرب وغيرها ، فبعد أن كانت الصحف مقتصرة على الدولة أصبحت هناك صحفا يصدرها الأهالي. وكما قال وزير الإعلام الدكتور محسن بلال في ندوة له في جامعة الحواش في تموز 2010 فأن سوريا تتباهى اليوم بأن فيها 700 دار للطباعة والنشر .
ويبدو أن شهري الصيف.. تموز وآب مناسبة كبيرة لتنظيم المهرجانات والفعاليات الأدبية والفنية فعلى سبيل المثال انطلقت في حلب الشهباء مساء الأحد الأول من آب 2010 فعاليات "الملتقى الثامن للقصة القصيرة جدا" ، والذي يقيمه مجلس مدينة حلب بالتعاون مع" جمعية من اجل حلب الثقافية" و"لجنة الملتقى" على مدار ثلاثة أيام بمشاركة أدباء ونقاد من 11 دولة عربية فضلا عن سوريا .والغاية من هذا الملتقى تطوير القصة القصيرة جدا، وإبرازها كنوع أدبي مهم إلى جانب الأنواع الأدبية الأخرى .
وفي اللاذقية، افتتحت في اليوم نفسه ،وفي دار الأسد للثقافة ، الدورة الحادية والعشرين لمهرجان مهم يدعى بمهرجان المحبة الذي تقيمه محافظة اللاذقية مابين 1-10 آب ويتضمن المهرجان فقرات فنية، وتشكيلات بانورامية ،وعروضا إبداعية قدمتها فرقة اينانا مع 500 شاب وشابة. وثمة أنشطة ثقافية في المهرجان تتم بمشاركة مجموعة من الأدباء والشعراء والكتاب. ومن ذلك إلقاء محاضرات منها محاضرة يوم 4 آب بعنوان : "الجولان طريق الحرب.. طريق السلام" .كما انعقدت ندوة بعنوان: " الأغنية بين الأصالة والتحديث ". وكان هناك حوار مع الباحث والمفكر العربي الأستاذ أمين حطيط : "بعنوان المقاومة والتحرير" . هذا فضلا عن أمسية شعرية لعدد من الشعراء العرب والسوريين .
وفي طرطوس، انطلقت مهرجانات صيف 2010 مساء 1اب 2010 ومنها " مهرجان حصين البحر الثقافي السنوي" وفيه تنظم معارض للكتاب ومعارض فنية . وقد ألقى المفكر العربي اللبناني أنيس النقاش محاضرة بعنوان: " التحولات الإستراتيجية الإقليمية والدولية " . كما ألقى بعض الشعراء منهم عمر الفرا ،ووهيب العجمي من لبنان، وبهيجة ادلبي ،واحمد محمود حسن، وسرحان الشعار بعضا من قصائدهم . وقد قدمت فرقة الفنون الشعبية بالحصين عروضها .
وكان في أدلب الخضراء مهرجان استمر ثمانية أيام في تموز عرف ب : "مهرجان ادلب الخضراء للفنون الشعبية الرابع" ،وأسهمت فيه ثلاث عشر فرقة فنون شعبية صعدت على المسرح في حديقة الباسل تمثل إحدى عشر محافظة سورية ،وهي متزينة بتطريزات الثياب الفولوكلورية البهيجة وبالدبكات والرقصات الشعبية . وقد عقدت على هامش المهرجان ندوات مهمة منها ندوة بعنوان : "الموسيقى والرقص " وتناولت الندوة جانبا من الرقص الذي يرافق بعض نشاطات المولويين .كما افتتحت معارض للفنون التشيلية و للصور التاريخية لكنائس وأديرة مابين القرنين الرابع والسادس الميلادي لمحافظتي ادلب وحلب " وكما قالت الكاتبة السورية عفراء بيزوك فأن هذه المهرجانات لم تكن إضافة على خارطة الأنشطة الفنية والسياحية فقط ،وإنما إضافة لخارطة الفنون الشعبية الوطنية والعربية كذلك .
أما في دمشق ،فقد بدأت فعاليات الملتقى الثاني للشباب السوري المغترب تحت شعار: " سوريا وطني وجذوري" ، وذلك في مجمع صحارى، وتقيمه وزارة المغتربين بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة . كما نظم ملتقى النحت الدولي الواقعي في قلعة دمشق وهو الملتقى الثاني حيث أن الأول نظم سنة 2008 .ومما أكد عليه الملتقى "اللون الواقعي في النحت "و"المرأة كعنوان اشتهر به هذا الفن تاريخيا" ، بدأ من المرأة الأولى عشتار الحاضرة بقوة في النحت السوري القديم وصولا إلى مثيلاتها في الثقافات العالمية الأخرى . ويقول الكاتب زيد قطريب أن الملتقى يشكل إضافة مهمة على صعيد النحت السوري ومفهوم التواصل مع الآخر عبر الفن ،وكذلك الارتقاء بالذائقة البصرية ومن الفنانين الذين أسهموا في هذا الملتقى أكثم عبد الحميد ومحمد بعجانو .وهوانغ فان هوينة من فيتنام وميخائيل ليفشنكو من اوكرانيا .
ولم تكن حلب بعيدة عن هذه النشاطات، فقد انعقدت فيها شأنها شأن المحافظات الأخرى، مهرجانات فنية وثقافية فضلا عن ما قدمنا ،وكانت صدفة جميلة أن ينعقد "مهرجان ليالي حلب " في أوائل آب 2010 واستمر أربعة أيام والجميل أن هذا المهرجان أقيم أمام قلعة حلب، وتضمن العديد من الأنشطة الفنية والاجتماعية والثقافية .وكما هو معروف فأن إخواننا الحلبيون محبون للفن الأصيل،وهم يسعون من اجل أن تظهر مدينتهم ذات الماضي المجيد بأحسن حلة .ومن الطريف القول أن المطربة اللبنانية الين خلف هي التي أحيت الحفل الافتتاحي للمهرجان .كما قدمت فرقا مشهورة للرقص التعبيري رقصاتها الجميلة في هذا المهرجان الكبير .


كما افتتح في دمشق كذلك ، معرض للزهور في حديقة الجلاء بريف دمشق وضم 62 جناحا ،وتحت شعار : " كلنا شركاء للحفاظ على البيئة" وبمشاركة مشاتل للمواطنين ، وشركات زراعية عديدة.
وفي أدلب بدأت فعاليات المخيم البيئي العربي السادس عشر بمشاركة 150 شابا وشابة والذي تنظمه وزارة البيئة ومنظمة اليونيسيف وتشارك فيه دول عربية عديدة . كما أقيم" الملتقى الفني التشكيلي الدولي الثالث" بين 18-23 تموز 2010 في مدينة معرة النعمان وبمشاركة عربية وعالمية من 18 فنانا .وعلى هامش الملتقى قدمت ندوة حول: " أهمية الحوار الثقافي في الفن التشكيلي" ،وقد أقامت الملتقى مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة .وكان الملتقي –بحق -فرصة لتلاقح تجارب فنية متنوعة ومختلفة سورية وعربية وعالمية وأقيم الملتقى في متحف المعرة وهو مكان جميل يضم مجموعة رائعة من الفسيفساء تنشط الذاكرة،وتخلق حافزا للإبداع وتلا قح التجارب .
أما في حمص فكانت ثمة نشاطات ثقافية أسبوعية، ومنها ذلك النشاط الذي نظم في "المركز الثقافي العربي" وفي قاعة الدكتور سامي الدروبي .وكان النشاط عبارة عن عرض فيلم لوليتا للمخرج الأميركي ستانكي كوبريك عن رواية بالاسم ذاته للكاتب الروسي فلاديمير نابوكوف .وكثيرا ما تنعقد النشاطات الثقافية بالتعاون مع مديرية الثقافة في حمص . وتقام في حمص كذلك فعاليات مهرجان شعبي سياحي بأسم مهرجان القلعة والوادي. وفي تموز 2010 عقد المهرجان السادس. وفي حمص صالات جيدة للسينما. كما أن فيها قاعات للمسرح .وقد أدهشني" معرض الكتاب العربي" في شارع شكري القوتلي الذي ضم الآلاف من الكتب والمصادر و"لدار طلاس للنشر والطباعة" حصة كبيرة في هذا المعرض الذي رأيت فيه كتبا تعود لفكر تيارات متنوعة منها تيارات اسلامية وقومية ،وماركسية، وليبرالية، . وفي مقر اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين فرع حمص كان هناك معرض للفنان التشكيلي محمد دياب مصري وقد تميز بتنويعات جميلة ركزت على لوحات مختلفة أبرزت المرأة كإنسانة مثقفة وعاملة ومساهمة في كل نشاطات المجتمع .
وكان هناك في بصرى مهرجان شعري يعرف" بمهرجان بصرى الشعري" وفيه أعلنت نتائج مسابقة المهرجان الشعرية للعام الفائت .وقد شارك في هذا المهرجان شعراء عديد ون منهم الشعراء عمران مقداد، ومحمد خير الزعبي ، وإبراهيم ياسين .
كما نظمت مكتبة الأسد بدمشق معرضها الدولي السادس والعشرين بين الأول والثامن من آب 2010 وضمن برنامج هذا المعرض كانت هناك محاضرات منها محاضرة الدكتور كلثم جبر الكواري من قطر بعنوان : "المشهد الثقافي في دولة قطر " .كما أقيم عرض راقص لفرقة ألوان .وقد واصل معرض الكتاب في المركز الثقافي الروسي بدمشق فعالياته والذي تشارك فيه دور نشر عديدة منها : دار المدى، ودار التكوين، ودار علاء الدين .أما ملتقى النحت الدولي الواقعي بدمشق فقد استمر في آب بنشاطاته في باحة قلعة دمشق بمشاركة فنانين من تسع دول عربية وأجنبية . والمعروف بان هذا الملتقى ينظم من قبل معهد الفنون التطبيقية .
وثمة نشاط ثقافي في محافظة السويداء وهو مهرجان المزرعة للإبداع الفني والأدبي وتضمن أماس شعرية، وعروض مسرحية . ومن الشعراء المشاركين في هذا المهرجان زاهي وهبة من لبنان، وعلاء الدين عبد المولى ،وليندا إبراهيم ،وتوفيق احمد، وشكيب أبو سعده من سوريا .كما كرم في المهرجان الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب، وتحدث في حفل التكريم الدكتور حسين جمعة والدكتور غسان غنيم والأستاذ إسماعيل ملحم والأستاذ محمد طربية وأعقب التكريم حفل موسيقي للفنانة الروسية كاترينا كوفريكوفا . كما القى الروائي الجزائري أمين الزاوي محاضرة ضمن نشاطات المهرجان بعنوان : "عودة الانتلجنسيا –المثقف في الرواية المغاربية " .وفي المركز الثقافي بالسويداء نظمت محاضرة القاها الدكتور فندي ابو فخر بعنوان : "الثورة السورية الكبرى من منظور مختلف " .وفي جناح الساقي في مدينة المعارض كثيرا ما يتم حفل توقيع لكتاب ومن ذلك قيام الكاتب حسين العودات بتوقيع كتابه الجديد الموسوم : "الآخر في الثقافة العربية من القرن السادس حتى مطلع القرن العشرين " .
ومن النشاطات الأكاديمية المهمة التي نظمت في دمشق بين 1-2 آب 2010 ،"مؤتمر العرب والأتراك ..مسيرة تاريخ وحضارة " ،الذي أقيم في مكتبة الأسد بالتعاون بين وزارة الثقافة السورية ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا ) في اسطنبول . وقد استعرض الدكتور نعسان أغا وزير الثقافة العلاقات العربية –التركية عبر التاريخ في كلمته وقال أن سوء التفاهم بين العرب والأتراك والذي بدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر سببه الصهيونية العالمية التي فتكت بتلك العلاقات بدأ من زيارة تيودور هرتزل زعيمها، للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني 1867-1909 .ومن جانبه قال السيد عمر أونهون السفير التركي بدمشق أن العلاقات العربية –التركية مهمة جدا وقد تطورت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ .وأضاف أن العلاقات بين العرب والأتراك أشبه بالثروة الدفينة التي قد نجهل بعض ملامحها .وبين أهمية انعقاد هذا المؤتمر العلمي في قراءة التاريخ ،وتوضيح الصورة الحقيقية للعلاقات بين الطرفين .وألقى الدكتور عفيف بهنسي الباحث المعروف في قضايا التراث والآثار كلمة المشاركين في المؤتمر. وقال أن المؤتمر سيساعد في إثبات حضور العرب والأتراك في نظام عالمي جديد أخذ بالتشكل مع السنوات الأولى للألفية الثالثة .أما الدكتور نزيه معروف نائب مدير ارسيكا فألقى كلمة أكد فيها أهمية زيادة أواصر العلاقة بين الشعبين السوري والتركي واتجاههما نحو رسم أسس المحبة والصداقة وضمان المصالح المشتركة .وقد عقدت جلسات المؤتمر وقدمت بحوث عديدة منها بحث الدكتور وليد رضوان(سوريا ) : "العرب والسلاجقة والدفاع ضد الغزو الأجنبي " وبحث الدكتور جنكيز تومان(تركيا ) الموسومة : " العلاقات التركية –العربية قبل الإمبراطورية العثمانية " ، وبحث الدكتور نذير العظمة(سوريا )حول : "العرب والأتراك والدفاع عن الدولة العثمانية "، وبحث الدكتور توفال بوزبنار (تركيا )عن : "العلاقات التركية –العربية خلال الفترة العثمانية "، وبحث الدكتور عفيف بهنسي حول "تحول عمارة بلاد الشام منذ القرن السادس عشر "، وبحث الدكتور بغداد عبد المنعم "أوهام الاستشراق عن المدينة العربية في العصر العثماني " ،وبحث الدكتور محمود زين العابدين "رؤية معمارية حول مساجد سوريا في العصر العثماني " ،وبحث الدكتور يوسف نعيسة : ملامح من فن العمارة عند العثمانيين وآثارها في دمشق " ،وبحث الدكتور محمد فاتح الزغل (دولة الإمارات العربية المتحدة ) حول "رحلة مطراقي زادة وما قاله حول بغداد وحلب " تحدث فيه عن المؤرخ الشهير مطراقي في رحلته التي صحب فيها الحملة الكبرى التي قادها السلطان سليمان القانوني لفتح العراق سنة 1534 م .ويبدو أن الدكتور الزغل اعتد على مخطوطة مطراقي زادة دون ان يعرف بأن المؤرخ العراقي الكبير الأستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف الأستاذ حاليا في جامعة صلاح الدين بأربيل قد حققها مؤخرا ونشرها في كتاب حصلت على نسخة منه أثناء زيارتي الأخيرة لبيروت في نيسان 2010 .
وثمة ملاحظة مهمة على النشاط الثقافي في سوريا .إذ لايكاد يمر يوم إلا وفيه محاضرة أو أمسية ثقافية في مكان ما . وخلال وجودي هناك اطلعت على فهرس بأهم تلك المحاضرات ومنها على سبيل المثال لا الحصر تلك الأمسية الثقافية التي نظمت في مكتبة الأسد الوطنية بعنوان : " سوريا بين التحولات الإقليمية والدولية " ،وأمسية بعنوان : "حقوق المؤلف في ظل ثورتي المعلومات والاتصالات " في مدينة المعارض الجديدة بدمشق، ومحاضرة حول : "اللغة العربية وحرب التطبيع " ألقاها الأستاذ عبد العزيز الخضراء في المركز الثقافي بالمزة
.وندوة أدبية بعنوان : " مبدعان وناقد " شارك فيها يوسف الابطح وبشرى البشوات ، والناقد الدكتور عاطف بطرس في مركز اليرموك الثقافي بدمشق ،ومحاضرة بعنوان : "اين المخطوطات العربية ؟" ألقاها الأستاذ محمد عيد الخربوطلي في مركز جوير الثقافي، ومحاضرة بعنوان : " اضطرابات الشباب السلوكية " ألقاها الأستاذ عبد الحميد سويس في ريف دمشق .وفي صالة الفن –المزة افتتح معرض للفنانة التشكيلية سعاد مردم بيك ويستمر حتى نهاية آب 2010 . أما في المركز الثقافي الاسباني فقد ألقى الكاتب الاسباني الفريدو غوميت ثردا ،محاضرة حول أدب الأطفال، ويعد ثريدا من رواد أدباء الأطفال في العالم فقد اصدر أكثر من 80 كتابا من بينها العديد من الكتب الموجهة للأطفال والشباب . وفي محاضرته دعا إلى أن يكون أدب الأطفال جزءا من الأدب بشكل عام .
وقد يكون من المناسب الإشارة إلى أن جريدة تشرين ( السورية ) ،أصدرت ضمن مشروع كتاب في جريدة (العدد144في 4 آب 2010 )، الذي تصدره مؤسسة محمد بن عيسى الجابر وتدعمه اليونسكو كتاب : " بستان الحكايات " للدكتور عبد السلام العجيلي (1918-2006 ) وهو قاص وروائي وشاعر سوري معروف والذي ترجمت أعماله إلى لغات عديدة . والعجيلي عمل طبيبا وهو من مواليد الرقة وقد انتخب نائبا عنها سنة 1947 وتولى مناصب عديدة منها وزارة الثقافة ووزارة الخارجية .وتعتمد مجموعته القصصية:" بستان الحكايات" كما يقول الأستاذ خليل صويلح على مخزون تراثي عربي بدأ من ألف ليلة وليلة،والجاحظ ،وأبو حيان التوحيدي، وبديع الزمان الهمداني إلى تجربة حياة الأديب نفسها بوصفها بئرا لا تنضب أسراره " . قال عنه الشاعر نزار قباني مرة : "انه حقا أجمل بدوي عرفته المدينة ،وأروع حضري عرفته الصحراء " .من قصصه: اللوزة ،وحبة الملبس، والشباك، وجيران العيادة، والنهر سلطان، والعراف، والخيل والنساء ،والرؤيا ،ونبوءات الشيخ سلمان، وعلى فم البئر ،وكفن حمود ،والطراد .
كما كان مرتادو قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق على موعد مع ندوة نظمت بعنوان : " الفنون في الكتابات العربية المعاصرة عصر يوم 3 من آب .شارك فيها الأستاذ الدكتور إياد حسين عبد الله الحسيني الفنان الموصلي المعروف ، وماهر ماضي من مصر ومحمود زين العابدين من سوريا وهم الفائزين بجائزة الشيخ زايد في مجالات ثقافية وأدبية وفنية . ومن النشاطات المهمة التي نظمت في المكتبة ذاتها : " الملتقى الثاني للتواصل بين مشرق الأمة ومغربها" ، وتشرف عليه وزارة الثقافة .وقد عقدت خلال الملتقى خمس جلسات لمناقشة ثلاثة محاور الأول يتضمن تقويم حالة التواصل الثقافي، والثاني حول تجليات قضية فلسطين، والثالث يناقش موضوع المثاقفة بين العرب والغرب ويشارك في الملتقى مفكرون وكتاب من سوريا والعراق ومصر ولبنان وتونس والمغرب وموريتانيا وقطر منهم الدكتور الطيب تيزيني والدكتور فاضل الربيعي والدكتور فيصل دراج والدكتور سلمان الازرعي والدكتور حسن رشيد والدكتور طاهر لبيب والدكتور محمد جمال باروت والدكتور محمد محفل والدكتور فائز ة الباشا والدكتور عبد الإله عبد القادر والدكتور سعيد بن سعيد العلوي والدكتور محمد قجة والدكتور خليل موسى والدكتور حسين جمعة والدكتور عبد الكريم الناعم. ومما ركز عليه المفكر الطيب تيزيني في الملتقى ضرورة التأسيس للبنية التحتية الثقافية في العالم العربي والتي تتمثل في طرح المنظومة السياسية الديمقراطية بحيث ينشأ حوار عميق يسهم في بلورة المشكلات القائمة ،ويعمل من اجل مشروع يؤسس للتقدم التاريخي للعرب .
وخلال وجودنا في سوريا تم تكريم الروائي الكبير حنا مينة الذي قارب عمره على ال87 سنة .وقد جاء التكريم بعد حصوله على جائزة محمد زفزاف للرواية العربية التي يمنحها منتدى أصيلة بالمملكة المغربية .
وأخيرا يمكنني القول أن ما من محافظة وقصبة وقرية في سوريا إلا وكان فيها محاضرة أو دورة تدريبية ،أو معرض فني أو أمسية شعرية أو ثقافية أو عرض فيلم ، أو معرض للزهور أو مهرجان للإبداع .ألم أقل لكم أن سوريا بلد الفن والثقافة والفكر ،وحبذا لو يتم الاقتداء بها لنعرف بأن الأمة لاتزال بخير ،وأنها تغذ السير في دروب التقدم والنجاح .
*الرجاء التفضل بزيارة مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها التالي :
http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=615586014365619665
**الصورة الاولى للدكتور ابراهيم ولزوجته الدكتورة سناء
***الصورة الثانية امام متحف حمص.
****الصورة الثالثة حفل تكريم الروائي والقاص حنا مينة
*****الصورة الرابعة امام جامع سيدنا الصحابي والقائد الجليل خالد بن الوليد .
******الصورة الخامسة امام جانب من القلعة الخسروفية بحمص -سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومساؤكم خير وعز

  ومساؤكم خير وعز والصورة في الشارع المؤدي الى دورة البكر وجامع محمد طاهر زيناوة-الجانب الايسر من مدينة الموصل التقطتها لكم ظهر اليوم الاثن...