الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

أنات الفراق ..قصيدة للشاعر الكبير الشيخ الاستاذ محمد عبد الله الحسو






أنات الفراق

قصيدة للشيخ الأستاذ محمد عبد الله الحسو"رحمه الله "

محمد عبد الله الحسو ،الشيخ، والأستاذ، والشاعر الموصلي الراحل والذي لم ينل حظه من الاهتمام ،مع انه كان علما، ورائدا من رواد الشعر العربي- الإسلامي الملتزم خاصة إبان سنوات الخمسينيات من القرن الماضي . تصدى بشعره لكل من حاول إيذاء الوطن، والأمة، وجهر بآرائه الوطنية، وانتقد من لايسعى للبناء وتقدم العراق .له ديوان مخطوط يحترز عليه شقيقه الأصغر الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله الحسو أستاذ التاريخ الإسلامي، والأمين العام للمكتبة المركزية، ومساعد رئيس جامعة الموصل الأسبق .كتب عن شعر الشيخ محمد عبد الله الحسو الأستاذ الدكتور ذو النون الاطرقجي في موسوعة الموصل الحضارية، الجزء الخامس 1992 . كان محمد عبد الله الحسو أحد أعضاء البعثة العلمية التي أرسلها الوجيه الموصلي الكبير المرحوم مصطفى محمد الصابونجي سنة 1943، وكان زملائه في البعثة الطلبة آنذاك والشيوخ بعدئذ : محمد محمود الصواف ، صالح احمد المتيوتي ، عبد الله عمر والشيخ محمد علي الياس العدواني ، عبد الرزاق مصطفى الكمالي وقد أكملت البعثة مهمتها ونال أعضاؤها( شهادة العالمية من الأزهر) وأشاد شيوخ الأزهر بأعضاء البعثة وبحبهم للعلم وللوطن وللأمة وتبؤاوا مواقع مهمة في المشهد العلمي والديني والثقافي والسياسي العراقي فيما بعد . تفضل الأخ الأستاذ احمد الحسو فأرسل لي بعض قصائده مخطوطة ويسعدني اليوم أن أشارك قراء ملتقانا بالاطلاع على رائعة الشيخ محمد الحسو رحمه الله الموسومة : أنات الفراق !! مع التقدير .ا.د.إبراهيم خليل العلاف الموصل وتقول القصيدة :
شَوْق تَأَجَّج فِي الْفُؤَاد لَهِيبه
فَأَتَاه صَبر ، صَارَع الأشوَاقَا
شَوْق وَصَبْر فِي فُؤَاد لَاهِف
وَسَكِيْنَة قَد لَامَسَت أَعْمَاقَا
إِن كُنْت تَشْكُو مِن زَمَان كَالِح
أَو كُنْت تَشْكُو لَوْعَة وَفرَاقا
فَالْجَأ إِلَى الْآمَال يَنْدَى حُلْمهَا
نَهَرا تَسَلْسل مَوجه رَقْرَاقَا
بِجَنَاح دَهْرك فَرحَة وَبَشَائِر
لَا تَعْبَأنّ بِأَمْرِه إِن ضَاقَا
يَا أَيُّهَا الْمُشْتَاق انَّك لَاهِف
وَغَدَا يفتح دَهْرك الافَاقَا
قُل لِلْمَشُوق وَقَد بَكَى أَحْبَابه*
لاتَشُكُونّ تَبَاعُدا وَفرَاقا
وَيْح الْغَرْيِب ..وَقَد هَفَا لرُبُوعُه
وَغَدَا الْفُؤَاد بِصَدْرِه خَفَّاقَا**
تَبْكِي الْحَمَامَة مِن فِرَاق الِيفهَا
وَيَزِيْدُهَا رَجْع الْصَّدَى إِحْرَاقا
وَيْح الْغَرْيِب ..إِذَا هَفَا نَحْو الْحمَى
وَالْدَّمْع سَال بِعَيْنِه رَقْرَاقَا
لَكِنَّه صَبر الْرِّجَال وَهِمَّة
وَالْدَّهْر يَخْلُق (بَأْسُه ) "العِملاقا

وقد أخبرني الاخ الاستاذ الدكتور احمد الحسو لاحقا وفي رسالة خاصة ،ان القصيدة موجهة الَى اخْوَتِه الارْبَعَة الَّذِيْن كَان لَه – بِاعْتِبَارِه الْاخ الْاكْبَر - فَضْل رِعَايَتِهِم وَتَوْجِيْهِهِم ابان طفُوْلَتَهم وَشَبَابِهِم ، ثُم غَيَّبَهُم الْزَّمَن فِي بِلَاد الْمهجر بَعِيْدَا عَنْه مِمَّا اضْرَم الْشَّوْق فِي نَفْسِه وَانْعَكَس ذَلِك فِي مَجْمُوْعَة مِن الْقَصَائِد ، وَيُلَاحَظ انَّه عِنْد قَوْلِه : (تَبْكِي الْحَمَامَة مِن فِرَاق الِيفهَا ) تَوَقَّف فَلَم يَسْتَطِع اكْمَال الشَّطْر الْثَّانِي الَّذِي يَقُوْل فِيْه :( قُل لِلْمَشُوق وَقَد بَكَى احْبَابَه) فَجَعَلَه فَرَاغَا ثُم كَتَب مَحلَّه مُخَاطِبا لَهُم : ( لَابُد مِن صَنْعَا ... وَان طَال الْسَّفَر ) وَكَانَّه ارَاد بِقَوْلِه هَذَا ان يَمْسَح عَن نَفْسِه دُمُوْع احْزَان الْفِرَاق وَيُؤَكِّد انَّه مُصَمم عَلَى لِقَائِهِم الَا ان الْزَّمَن لَم يَمْنَحُهُم جميعا تِلْك الْفُرْصَة مَع الاسَف .
** قَال ابْن زَيْدُون فِي قَصِيْدَتِه، ( انّي ذَكَرْتُك بِالْزَّهْرَاء مُشْتَاقَا ) :
لَا سَكَن الْلَّه قَلْبِا عَن ذْكُرْكُمو فَلَم يَطِر بِجَنَاح الْشَّوْق خَفَّاقَا
***الْمُرَاد: - ان الْشَّدَائِد تَخْلُق الْابْطَال.

هناك تعليقان (2):

  1. رحم الله استاذنا وشاعرنا مربي الأجيال الاديب محمد عبد الله الحسو , الذي كان مثالا للتواضع والبساطه والعلم والتحضر فلم يستحب الشهرة يوما بالرغم ما تنضح به قريحته من شعر وعلم وأدب رحمه الله . ,اذكره حينما كان يقرأ الشعر علينا في ليالي بغداد الساحرة عندما كنا صغارا فلم نكن نفهم معاني شعره فيقوم بشرحها بكل عفوية وبساطه وتواضع وهذه سمات الأدباء الالمعيين والعلماء الصادقين . رحمك الله يا أستاذنا الكبير محمد الحسو لقد كنت ومازلت أحد منابر العلم والشعر والادب فلن ننساك أبدا ولن ننسئ أخلاقك وتواضعك وعلمك . غيث الدباغ

    ردحذف
  2. اشكرك اخي الاستاذ غيث الدباغ على تعليقك الجميل الوافي وانا ممنون منك ......ابراهيم العلاف

    ردحذف

ومساؤكم خير وعز

  ومساؤكم خير وعز والصورة في الشارع المؤدي الى دورة البكر وجامع محمد طاهر زيناوة-الجانب الايسر من مدينة الموصل التقطتها لكم ظهر اليوم الاثن...