الخميس، 12 أغسطس 2010

مع الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي


مع الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي
أ .د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
عرفت الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي الأستاذ الجامعي، والدبلوماسي المصري ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري إنسانا صريحا،محبا لمصر، وغيورا على مصالح الأمة العربية مهموما بالعراق يتمنى له الخير ويتابع أخباره يوما بيوم.
وقد سعدت كثيرا برؤيته آخر مرة في مؤتمر عقد في بيروت وكنت أنا وهو مدعوين إليه وسألني عن أوضاع العراق وتناقشنا ووجدت أن الرجل- مع انه دبلوماسيا سابقا إلا انه ظل محتفظا بألقه كأستاذ أكاديمي ينظر إلى الأحداث بعين محلل خبير - وعلى سبيل الطرفة - انه كان محتارا في اسم مجلة مصرية كانت تصدر في أواخر الستينات من القرن الماضي فذكرت له اسمها وقلت له إنني احتفظ بمجموعة منها .وعندما سمعني- وأنا القي مداخلتي في المؤتمر -توجه بالكلام لزوجتي الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي ،وكانت تحضر المؤتمر معي قائلا : "إن زوجك موسوعة " "انه بحق ظاهرة " و"أنا مطمئن على العراق طالما فيه من أمثال هذا الرجل !! " .وقد شكرته على هذا التقييم .
مصطفى الفقي من مواليد مركز المحمودية محافظة البحيرة في سبتمبر-أيلول سنة 1944. درس بمدارس دمنهور الإعدادية والثانوية.وحصل على بكالوريوس كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة عام 1966.كما نال الدكتوراه من جامعة لندن عام 1977. التحق بالسلك الدبوماسى فعمل في سفارتي مصر ببريطانيا والهند.وهو :
• عضو في الحزب الوطني الديموقراطى الحاكم.
• أمين عام المجلس الاستشارى للسياسة الخارجية.
• أمين معهد الدراسات الدبوماسية.
• سفير مصر بجمهورية النمسا.
• سفير غير مقيم بجمهورية سلوفاكيا وسلوفينيا.
• مندوب مصر بالمنظمات الدولية في فينا.
• عمل سكرتيرا للرئيس محمد حسني مبارك للمعلومات بين عامي 1985 ،1992
• قام بالتدريس في الجامعة الأمريكية، واشرف على عدد من الرسائل العلمية.
• أحد المتحدثين في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الدولي في "دافوس " بسويسرا في يناير سنة 1995.
• كان متفوقا منذ أن كان طالبا وقد حصل على كأس الخطابة في أسبوع شباب الجامعات المصرية عام 1965 . كما حصل على الجائزة الأولى في مسابقة المقال السياسي للشباب من المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب سنة 1966. وفي سنة 1990حصل على جائزة أفضل كتاب في الفكر السياسي من معرض القاهرة الدولي للكتاب كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1994. ونال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من حكومة النمسا عام 1998 وحصل على أعلى وسام نمساوي يعطى للسفراء الأجانب ..
حصل مؤخرا على جائزة مبارك في العلوم الاجتماعية.وقد خصص نصف قيمة الجائزة المادية لمستشفي سرطان الأطفال، ولإنشاء جائزة سنوية تقدم لأفضل بحث في قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ينصرف لترسيخ مفهوم العلاقة بين المسلمين والاقباط في مصر أو موضوع التصور العصري للنظرية القومية‏، حيث جاهد طوال مسيرته في هذين المجالين مشيراً إلى أنه يزمع أن يستكمل مسيرته في هذا الاتجاه‏.
وقال الفقي أن الجائزة تتويج لمسيرة حياته علي امتداد نصف قرن كامل سواء في الحياة السياسية أو الأكاديمية أو الدبلوماسية أو البرلمانية أو الإعلامية وأنه يهدي الجائزة للوطن الذي ينتمي إليه ويرتبط به‏.‏
ألف الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي قرابة 25 كتابا منها : كتابه الأول عن الأقباط في السياسة المصرية و"تجديد الفكر القومي"، "ليالي الفكر في فيينا"، و"محنة أمة"، و "الرؤية العصرية للدولة المصرية"، كما ترجم عددا اخر من الكتب الى اللغة العربية منها بالانكليزية ومنها بالفرنسية ..
ولمصطفى الفقي آراء مهمة منها أن مصر في عهد الرئيس حسني مبارك تشهد عصرا ذهبيا في حرية التعبير عن الرأي لم تشهده منذ فترات بعيدة.
وأضاف بأن ثمة محاولات من بعض الدول لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار داخل مجتمعات الوطن العربي لكنها ستبوء بالفشل . واضاف بأن الإضرابات والمظاهرات التي يشهدها الشارع المصري تعبر عن مدى الديمقراطية التي يتمتع بها المجتمع خلال الفترة الحالية، منوها إلى أن تلك الظاهرة صاحبها توسع من الصحف القومية في التعبير عنها بما يعكس وعى الحكومة وحرصها على حرية التعبير.
ويؤكد الدكتور مصطفى ألفقي دائما أن التطورات التي تشهدها المنطقة حاليا وردود الأفعال الإقليمية على عملية القرصنة الدولية التي قامت بها القوات الإسرائيلية على أسطول الحرية كشفت عن صعود القوى غير العربية في المنطقة، وأن دول الجوار أصبح لها كلمة في المنطقة. وفي هذا الصدد فهو يقول : «في الوقت الذي احتلت فيه المواقف العربية.. المراتب التالية في المواقف إزاء تلك القرصنة الإسرائيلية.. تصدر الموقف التركي المشهد.. وقد يعود ذلك إلى أن معظم الضحايا من الأتراك.. لكن هذا لا يمنع من أن الموقف التركي تصدر المشهد على الإطلاق». وأوضح أن لدى الأتراك أجندة واضحة جدا، مشيرا إلى أنهم يريدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ويسعون إلى تقديم أوراقهم إلى الاتحاد ب»سيطرة شرق أوسطية» أو «استخدام العثمانية بشكل مختلف»، لافتا إلى العلمانية لا تزال مترسخة في تركيا ولكن قوتها متوقفة الآن لأن أي تحرك عسكري من جانب الجيش (حامي العلمانية) يعرقل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وهو حلم قوي جدا يداعب أنقرة رغم معارضة قوى أوروبية لذلك. ورغم ذلك قال الدكتور مصطفى الفقي إنه يعارض من يقومون بانتقاد الموقف التركي مشددا على ضرورة تشجيع أي صوت يدعم القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين.
وشدد على أن موضوع الحوار الإيراني - العربي فيه تقصير
وحذر من اختزال القضية الفلسطينية في معبر رفح موضحا أن مشكلة المعبر بدأت بالانقسام الفلسطيني. كما يحذر الدكتور مصطفى الفقي من وجود مخطط لتقزيم وتحجيم كل من مصر والسعودية ونقل ثقل العالم العربي من المركز إلى الأطراف لخدمة إسرائيل في المقام الأول. وهو يؤكد بأن قضية رفع الحصار عن قطاع غزة هي التي لابد وأن تحظى باهتمامنا داعيا العرب إلى اتخاذ موقف أقوى تجاه تلك المسألة مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة طالب صراحة بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، وكذلك بعض الدول الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا، وقال «إن الموقف الشاذ الوحيد في هذا الصدد كان الموقف الأمريكي»، مشيرا إلى أن نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن اعتبر الاعتداء على أسطول الحرية حالة دفاع عن النفس، وهو أمر مخالف للحقيقة والقانون الدولي ووصف الفقي هذا الاعتداء بأنه تجسيد لشهوة التخويف وحب الإرهاب والرغبة في إشعار الآخرين بأن إسرائيل تعمل ما تريد بغض النظر في أي وقت بالطريقة التي تشاء، مؤكدا أن هذا الأمر لم يعد مقبولا أو مفهوما الآن.
وأكد أن إسرائيل خارجة على كل الأطر والقوانين.. دولة ليس لها حدود سواء على الأرض أو في عقول الإسرائيليين أنفسهم»، وقال «نحن أمام وضع يحتاج إلى تفكير غير تقليدي»، معتبرا أن كل أنواع المقاومة التي توصل إليها العرب لم تصل حتى الآن إلى ما يجب أن تكون عليه داعيا إلى البحث عن سياسات جديدة تكون قادرة على مخاطبة العالم بلغة أخرى معتبرا أن رد القضية الفلسطينية إلى مجلس الأمن هو عودة إلى المربع رقم واحد.

واعتبر أن المقولة التي رددها الرئيس المصري الراحل أنور السادات بأن أوراق اللعبة كلها بين أيدي الولايات المتحدة.. قول غير دقيق»، مؤكدا إمكانية أن يحدث الاتحاد الأوروبي نوعا من التوازن في الضغط على القرار الأمريكي. وقال: يتعين علينا أن نقف مع شعب غزة اقتصاديا وإنسانيا .
وكما هو معروف فأن الدكتور مصطفى . ، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب يتمتع بقدرات خاصة فى التحليل السياسي والتعبير عن أفكاره التي تأتى انعكاساً لمعلومات غزيرة وقراءة عميقة لما بين الأحداث راهنها وماضيها، فضلاً عن جرأة تصل أحياناً إلى حد المغامرة.
وحول ما قاله الفقي من : " إن اختيار الرئيس القادم فى مصر يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل». عقب الأستاذ مصطفي الفقي على تعليق هيكل الذي اكد فيه ان الفقي يعد شاهد ملك أي انها صادرة كما يقول المثل من أهل مكة وأهل مكة أدرى بشعابها قائلا : "

اطلعت فى الصفحة الأولى من «المصري اليوم» بتاريخ ١٣ يناير ٢٠١٠ على تعليق الأستاذ «محمد حسنين هيكل» على فقرة وردت فى الحديث الذى كنت قد أدليت به منذ عدة أسابيع للكاتب الصحفي الأستاذ «محمود مسلم»، ويهمنى أن أوضح النقاط التالية:

أولاً: إنني تركت موقعى فى مؤسسة الرئاسة منذ ثمانية عشر عاماً، وبذلك فلست، بأى حال من الأحوال، مصدراً لمعلومات أو أخبار عنها، كما أن موقعى الآن هو دور برلمانى، ولا يتجاوز ذلك، لهذا فلست أنا «شاهد ملك» ولا «شاهد رئيس» فى وضعى الحالى!

ثانياً: إن ما ذكرته عن اهتمام «الولايات المتحدة الأمريكية» ـ القوة الأعظم فى عالمنا المعاصر اتفقنا معها أو اختلفنا ـ لأن لها مصالح كثيفة بالشرق الأوسط، فمن الطبيعي أن تكون مهتمة ومعنية بمسألة انتقال السلطة في أكبر دولة عربية فيه وهى «مصر» ـ ...ومن الطبيعى أيضاً أن تكون «إسرائيل» الدولة العدوانية التى مازالت تستهدف «مصر» وتتطلع إلى «سيناء» فى حقد دفين وطمع واضح، من الطبيعى أن ترقب هى الأخرى ما يجرى على الساحة المصرية بشهية مفتوحة ورصد لا يتوقف، وليس فى الأمرين معاً ـ اهتمام «الولايات المتحدة» أو متابعة «إسرائيل» ـ ما يخالف الأعراف الدولية وطبيعة العلاقات المعاصرة على المستويين الدولي والإقليمي.

ثالثاً: تناول الأستاذ «هيكل» الأمر باعتباره خبراً، وهو فى واقع الأمر اجتهاد منى كمحلل سياسي قد يخطئ وقد يصيب، ولكن لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالسياسة والحكم فى «مصر»، والفارق بين «التحليل السياسي» و«الخبر الرئاسي» فارق ضخم لا يحتاج إلى تفسير.

رابعاً: إن طبيعة العلاقات الدولية المعاصرة تقوم على التشابك والتداخل، ولا تقبل منطق العزلة والاستبعاد، بل وتتجه أحياناً إلى التوافق الدولي والإقليمي من أجل الاستقرار المشترك فى بعض المناطق، ومن هذا المنطلق فإنه يكون طبيعياً ومتوقعاً أن تهتم الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تتابع إسرائيل احتمالات مستقبل انتقال السلطة فى مصر، وهذا أمر يدرك معناه الأستاذ محمد حسنين هيكل أكثر من غيره بحكم خبرته الطويلة وتجاربه المتعددة.

إن «مصر» دولة مركزية محورية يتأثر بها الشرق الأوسط كله، لذلك فإنه من الطبيعي أن تكون «الولايات المتحدة الأمريكية» و«إسرائيل» معنيتين بالترقب عن كثب لتطورات الأوضاع الداخلية فيها واستشراف المستقبل لها، وليس فى ذلك ما يوحى بأن هناك من يطلب موافقة «الولايات المتحدة» أو رضا «إسرائيل»، لأن الوطنية المصرية هى صاحبة القول الفصل في النهاية.
*الصورة المرفقة تجمع من اليمين الى اليسار الاستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح اسماعيل والاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف والاستاذ الدكتور مصطفى الفقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومساؤكم خير وعز

  ومساؤكم خير وعز والصورة في الشارع المؤدي الى دورة البكر وجامع محمد طاهر زيناوة-الجانب الايسر من مدينة الموصل التقطتها لكم ظهر اليوم الاثن...