صفحات من الماضي القريب : مجلس معارف الموصل : محاضر الجلسات الأربع الاولى1920 – 1922
أ . د . إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث - جامعة الموصل
مقدمة :
دخلت القوات البريطانية مدينة الموصل في 10 تشرين الثاني 1918 ، وعين الكولونيل ( العقيد) جيرارد ليجمن G.E . Leachman حاكما سياسيا وعسكريا فيها . وقد أرسل الميجر ( الرائد) همفري بومان Bowman ناظر المعارف (التربية) العمومية ( مدير عام التربية) الكابتن بيس E . H . Base إلى الموصل في مطلع كانون الأول 1918 . وقد باشر أعماله وكيلا لناظر المعارف فيها . وبيس متخصص بالرياضيات وله ولع شديد بالأدب كما وصفه رئيسه .
وجد الكابتن بيس في الموصل ست مدارس ابتدائية رسمية للبنين وهي : الوطن ، دار العرفان ، جامع خزام ، شمس المعارف ، دار الأدب ، رهبر
( الترقي) . كما وجد ثلاث مدارس للبنات وهي مكتب ( مدرسة) الإناث المركزي ، مكتب تدريس منونة ( نموذجية) ، مكتب هداية العرفان ، وكان هناك مدرسة إعدادية للبنين ، ومدرسة للصنائع ، ودار المعلمين ، ومدرسة تطبيقات ملحقة بها ، وبضعة مدارس أهلية للكلدان والسريان واليعاقبة واليهود . وثمة مدارس ابتدائية في بعض القرى المحيطة بمدينة الموصل .. وفي كتابنا الموسوم : ((تطور التعليم الوطني في العراق 1869 ـ 1932 )) ، الذي طبعه مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة سنة 1982 ، تفاصيل كثيرة عن التعليم في الموصل بعد الاحتلال البريطاني وعند تشكيل الدولة العراقية الحديثة ليس هنا مجال لتكرارها وبالإمكان عودة القارئ الكريم إلى الكتاب .
الذي يهمنا هنا الوقوف عند (مجلس المعارف) الذي تأسس في الموصل بهدف العمل على تنظيم شؤون التعليم ، وتوعية الناس لإرسال أولادهم إلى المدارس . ومع أن الموصـل عرفت مثل هذه المجالس في أواخر العهـد
العثماني ، إلا ان هذه المجالس لم تكن فاعلة كثيرا . وكان من ابرز سمات المرحلة التي ابتدأت بانتهاء الحرب العالمية الأولى ، ليس في الموصل وحدها وإنما في العراق كله ، تنامي المطالبة الشعبية بالتعليم ، والتعليم الثانوي بصورة خاصة وذلك بسبب الإهمال الذي عاناه هذا الضرب من التعليم من لدن سلطات الاحتلال . حتى أننا رصدنا بعض المحاولات التي بدأها الأهالي لإنشاء مدارس ثانوية أهلية . لذلك ارتبط التعليم في العراق بالنزوع الوطني والقومي حتى قبل تأسيس الدولة العراقية وتتويج الأمير فيصل ملكا على العراق في 2 آب 1921 .
وبهدف إيقاف القارئ الكريم على البواكير الأولى لوضع التعليم في الموصل ، ونظرا لاطلاعنا على بعض تفاصيل محاضر مجلس المعارف ، أردنا كتابة هذا المقال ، وليعذرنا من يقرأ المقال لإقدامنا على استخدام مصطلحات ذلك الزمان نفسها مع تعريفها عند الحاجة ، وذلك لإعطاء المقال نكهة تاريخية فيها شيء من المعرفة والطرافة في وقت واحد .
ففي عددها الصادر يوم 12 تشرين الثاني 1920 ، أشارت جريدة الموصل إلى أن دائرة المعارف ( التربية) رأت ان الحاجة تدعو إلى تشكيل مجلس معارف من ( مفكري الأهالي ورجال الخبرة والفضل للنظر في المسائل المتعلقة بالتربية والتعليم )) ، فطلبت إلى حضرات الذوات التالية أسمائهم أن يكونوا أعضاء في المجلس ، والذي كانت له صفة استشارية فقط ، وهو :
* سماحة نقيب الأشراف السيد عبد الغني النقيب ( أفندي)
* قاضي الشرع الشريف السيد احمد (أفندي) الفخري ( قاضي الموصل )
* سليمان ( بك) ألجليلي
* محمد علي فاضل ( أفندي) رئيس بلدية الموصل
* فتح الله (أفندي) سرسم احد أعضاء المجلس البلدي
* نامق (افندي) آل قاسم أغا (السعرتي)
* مصطفى ( أفندي) آل الصابونجي
* ناظم (بك) العمري
* الشيخ عبد الله (أفندي) النعمة
* الدكتور ( الطبيب) حنا خياط ( مدير المستشفى الملكي)
* قسطنطين ال بيو ( مدير المصرف العثماني)
* يوسف ( أفندي) آل الحلبي
* سليم ( أفندي) حسون (مفتش المعارف) كاتم أسرار (سكرتير) المجلس .
الجلسة الأولى 13 تشرين الثاني 1920 :
عقد مجلس المعارف جلسته الأولى يوم السبت المصادف لليوم 13 من تشرين الثاني 1920 في دار المدرسة الخضرية ( فتحت بعد إغلاق سلطات الاحتلال عدد من المدارس الابتدائية والمدرسة الإعدادية وتوزيع طلابها بين مدرسة الوطن والمدرسة التي سميت بالخضرية لقربها من جامع الخضر عليه السلام . وكان من ابرز أسباب غلق تلك المدارس اعتقاد الانكليز أنها مدارس حزبية تابعة لجمعية الاتحاد والترقي (العثمانية ) . وكان الاجتماع برئاسة ناظر ( مدير) معارف منطقة الموصل الجديد الذي عينه بومان واسمه الكابتن جيروم فارل Jerom Farrel، إلى ثلاث مناطق تعليمية الأولى في الموصل والثانية في بغداد والثالثة في البصرة ، والكابتن جيروم فارل Jerom Farrel من خريجي جامعة كمبردج ، وقد عمل أستاذا مساعدا في كلية ركبي قبل أن يلتحق بدائرة المخابرات البريطانية ، والتي عهدت إليه نظارة معارف الموصل ومن بعد ذلك أصبح مستشار وزارة المعارف في بغداد وكالة . وقد حضر الاجتماع كل من السيد عبد الغني النقيب ، نقيب أشراف الموصل ، والقاضي احمد الفخري ، ونامق ال قاسم اغا ومصطفى الصابونجي ، وناظم العمري ، وعبد الله النعمة ، وفتح الله سرسم ، والدكتور حنا خياط ،ويوسف الحلبي ، وقسطنطين بيو ، وسليم حسون . وقد وزعت على الأعضاء نسخة من منهج التعليم الابتدائي ، وجداول إحصائيات مدارس الحكومة في الموصل .
ألقى الكابتن فارل كلمة قال فيها : (( في بداية الشغل (العمل) وجدت نظارة المعارف في العراق بقايا طريقة ليست رديئة نظريا ولكنها فاسدة لنقيصتين أساسيتين أعنى أن مدارس المعلمين كانت ناقصة من جهة العلوم ، ومن سبب تسلط اللسان (اللغة) التركي الغريب ، الأقل غنى وسلاسة من اللسان العربي الفصيح ، فان التركي لم يكن مادة درس عادي ، إنما كان لسانا رسميا لتعليم كل الدروس ، فلأجل إصلاح هاتين النقيصتين ، أسست النظارة (المديرية ) في بغداد مدرسة صالحة للمعلمين ، رأينا بعض ثمارها الحسنة ، وعادت اللغة العربية إلى منزلتها اللائقة في المدارس الابتدائية والأولية )) . . وأضاف : (( ان تشكيل وتسمية مدارسنا هما مختلفان قليلا عن ترتيب الترك ،وأما المنهاج فهو مختلف كثيرا ، فبدلا من المدارس التركية شكلنا مدارس في السنتين الأوليتين وفي مكان الرشدية (المتوسطة العثمانية) والإعدادية جعلنا أربع سنين نسميها ابتدائية ولكنها أرقى أكثر من الرشدية ، ومن السنين الأولى الإعدادية . أما السلطانية (العثمانية) فتسمى الآن الثانوية … إن التسمية الجديدة سبب بعض التشكيات (الشكاوي من الأهالي) ، إلا انه لم يفهم أن الابتدائية كانت في الحقيقة رشدية وقسما من الإعدادية ، إنما يفهم أنها كانت مدارس للأطفال .. وقد سمعنا تنقيدا ( نقدا) آخر لا أساس له ، إلا انه يسرنا بأنه ناشئ عن الغيرة عن التعليم والتهذيب وهو اننا لم نشتغل (نهتم) كفاية بالتعليم العالي ، فعلى هذه التهمة نجاوب انه بموجب الترتيب المنطقي ، كان يلزمنا ان نبتديء من البداية ، ونضع أساسات (أسس) قوية قبل أن نسقف البيت ..!!
وختم كلمته بالقول : (( إن المعارف قد تضررت كثيرا أثناء الحرب ، ينقصنا أولا طلاب مهذبون بالكفاية ، حتى يقدروا أن يتلقنوا ( يتعلموا) الدروس العالية ، إلا أن هذا النقص بدأ الآن يزول بالمعالجة وقد شكلنا في الموصل صفين ثانويين ( هما نواة ثانوية الموصل المعروفة فيما بعد بالإعدادية المركزية) .
ثم نظر المجلس في مسالة (التعليم الديني) فأعرب ، باتفاق الآراء ، عن موافقته على المبدأ المقرر من قبل نظارة المعارف العمومية في بغداد ، وهو جعل التعليم الديني ، قسما جوهريا ( جزءا أساسيا) من منهاج المدارس الرسمية .
الجلسة الثانية ( 3كانون الثاني 1921):
عقد مجلس المعارف جلسته الثانية يوم 3 من كانون الثاني 1921 في المدرسة الخضرية برئاسة الكابتن فارل ناظر معارف منطقة الموصل ، وعضوية الذوات سيادة عبد الغني ( أفندي) نقيب الاشراف ، وفضيلة احمد (افندي) الفخري قاضي الشرع الشريف ، وحضرات سليمان ( بك) ألجليلي ونامق افندي آل فاسم أغا ومصطفى ( جلبي) الصابونجي وناظم (أفندي) العمري والاستاذ عبدالله ( أفندي) النعمة وفتح الله (أفندي) سرسم والدكتور حنا(أفندي) خياط وسليم (أفندي) حسون مفتش ( المشرف التربوي ) المعارف ، وغاب (تغيب) عن الجلسة كل من حضرات يوسف ( أفندي) الحلبي وقسطنطين (أفندي) بيو .
افتتح رئيس الجلسة الاجتماع حوالي الساعة الثالثة (إفرنجية) ببيان قال فيه : (( انه جرت مذاكرة بينه وبين سيادة النقيب حول مدارس البنات ، أسفرت عن لزوم جلب مفتشة انكليزية ، ومعلمات مصريات للمدارس المذكورة ، )) . . ثم قال ، وهذ الأمر لا يخلوا من الصعوبات ، ففي مصر مديرات ومفتشات انكليزيات في غاية الاقتدار والأهلية يجرين النظام والانتظام في مدارس البنات على احسن وجه يرام . وهناك ايضا معلمات مصريات مهذبات جدا ، ولكن الحكومة المصرية قد لاقت دائما صعوبات كثيرة في سبيل وجدان ( إيجاد) عدد كاف منهن لمدارس مصر ، فهل تسمح حكومة مصر يا ترى ان تجلب الينا من المعلمات الموظفات عندها ؟!.
وهنا طرح الموضوع للمذاكرة ((للمناقشة)) ، فبين سيادة النقيب أهمية المسالة وضرورتها من كلام بليغ مسهب خلاصته : ((إن رقي البلاد موقوف على تهذيب المرأة )) . وقد صادف (لاقى) كلامه الاستحسان . وبعد أن قدم سائر الأعضاء مطالعاتهم بهذا الخصوص وكلها شائقة (مهمة) وافق المجلس بإجماع الآراء على جلب مفتشة انكليزية لمدارس الإناث في الموصل وعلى القليل ( على الاقل) أربع معلمات مصريات مسلمات ما عدا ما يلزم من المعلمات المسيحيات للمدارس المسيحية ، وعدد من المعلمين المتخرجين من المدارس الراقية ( المتقدمة) للتعليم في مدارس الذكور . وقر (استقر ) الرأي على تكليف المس (الآنسة) مارتن أو غيرها من المقتدرات ان تكون مؤقتا مفتشة لمدارس الإناث الرسمية ريثما تدبر مسالة الحصول على مفتشة انكليزية ، وكانت المس مارتن تعمل آنذاك مديرة لمدرسة البنات البروتستانتية في الموصل ، كما حصلت الموافقة على جلب معلمين بناء على اقتراح حضرات نامق أفندي ومصطفى جلبي وفتح الله أفندي .
وبناء على طلب فضيلة القاضي ( السيد احمد الفخري) ، وعد نائب رئيس المجلس أن ينبه مديري المدارس في الاجتماع الذي يعقد لهم في 5 الجاري ( 5 كانون الثاني 1921 ) ، إلى أن الصلاة هي أمر إلزامي يجب إجراؤه في المدارس .
وبعد ذلك انصرف المجلس إلى النظر في موضوعه الأساسي فتكلم جناب الرئيس عن إرسال طلاب ( بعثات) إلى أهم المعاهد العلمية في البلاد الراقية على نفقة الحكومة ، وطلب رأي المجلس في الأمر ، فقوبل طلب رئيس المجلس بالاتفاق على مسالة إرسال طلاب إلى أهم المعاهد العلمية في البلاد الراقية واشترطوا أن يعلن أن الذين يعدون للإرسال يجب أن يكونوا من الذين يحسنون اللغة العربية تكلما وتحريرا مع الإلمام بلغة أجنبية . وقد أشارت جريدة الموصل في عددها الصادر يوم 5 كانون الثاني 1921 ((إلى أن رئيس مجلس المعارف اقترح أن يكون الطلاب العراقيون أثناء تهذبهم ( دراستهم) في البلاد الأجنبية تحت مراقبة خصوصية (خاصة) من قبل أفاضل يتولون العناية بهم، والمحافظة على صبغتهم(هويتهم) الوطنية وحسن الأخلاق من أي وجه كان)) ، فقوبل اقتراحه بالاستحسان ، وشكره المجلس على ذلك ، وقد ختمت الجلسة في الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر .
الجلسة الثالثة 4 كانون الثاني 1922 :
عقد مجلس المعارف جلسته الرابعة يوم 4 من كانون الثاني 1922 . وقد كرست الجلسة للاطلاع على تقرير مفصل عن حالة مدارس الموصل آنذاك مع مقارنتها بالحالة التي كانت عليها في كانون الثاني 1919. ومما جاء في التقرير ان مدارس الموصل كانت على النحو الذي جاء في الجدول التالي :
أ. الذكور كانون الثاني1919 تشرين الثاني 1921
اسم المدرسة عدد الصفوف عدد المعلمين عدد الطلاب عدد الصفوف عدد المعلمين عدد الطلاب
مدرسة الوطن الثانوية 0 0 0 3 7 102
مدرسة الوطن الابتدائية 6 8 115 0 0 0
مدرسة الخضرية 6 9 160 6 11 258
مدرسة الخزرجية 2 4 40 4 7 102
مدرسة القحطانية 0 0 0 4 8 161
مدرسة العراقية 0 0 2 0 5 72
مدرسة دار النجاح 0 0 0 5 9 186
المجموع 14 21 317 22 47 881
ب . للإناث
كانون الثاني 1919 تشرين الثاني 1921
اسم المدرسة عدد الصفوف عدد المعلمات عدد الطالبات عدد الصفوف عدد المعلمات عدد الطالبات
الخزامية 5 5 86 6 9 209
حديقة المعرفة 3 4 4 6 150
المجموع 9 86 15 359
ولم يشمل المجموع المعلمون والمعلمات المحاضرون والمحاضرات السيارون حسب تعبير ذلك الزمان ومفردها معلم سيار ) بالمعلمين والمعلمات .
أما المدارس غير الرسمية التي تأخذ تخصيصات مالية من دائرة المعارف كالمدرسة غير الرسمية وعشر مدارس في الجوامع ، فيبلغ عدد طلابها ما يقارب أل (500) طالب فيكون مجموع الطلاب المسلمين في المدارس الابتدائية وفي مدينة الموصل لوحدها (1638) طالبا ( لم يدخل بعد في هذا المجموع عدد طلاب مديرية دار الصلاح المتجاوز60 طالبا) .
أما مدارس قضاء الموصل فالجدول التالي يوضح عدد صفوفها وعدد معلميها خلال الفترتين (آذار 1919) و(تشرين الثاني 1921)
آذار 1919 تشرين الثاني 1921
اسم
المدرسة عدد الصفوف عدد المعلمين عدد الطلاب عدد الصفوف عدد المعلمين عدد الطلاب
نينوى 2 1 16 2 2 49
يارمجة 2 1 18 2 2 51
قره قوينلي 2 1 14 2 2 51
بعشيقة 3 1 25 2 1 17
كوكجلي 2 1 10 2 1 29
الرشيدية 0 0 0 1 1 35
المجموع 11 5 83 11 9 232
ومما جاء في التقرير كذلك ،إن الإحصائيات السابقة تبين أن المدارس أنشأت أو أعيدت ، بالرغم من ظروف وخسائر الحرب والمصاعب المالية والسياسية و((بينما نتوسم المستقبل الحسن نرغب أولا في التعليم الإجباري ( الإلزامي). إما إذا كانت الحكومة المركزية لا تراه ممكنا في الوقت الحاضر ، فان فكر (فلسفة) المعارف الحكومية أن تقضي مآربها ( أهدافها) بالوسائل التالية وهي :
1 . فتح مدرسة للصنائع
2 . فتح دار المعلمين الابتدائية وكلتا المدرستين يمكن ان تداوما في بناية دار الصنائع (العثمانية) في باب سنجار اذا انسحبت منها القوات العسكرية واعادتها الى المعارف
3 . فتح مدرسة للبنات في باب الجديد
4 . استحصال محل مركزي على الجادة الكبيرة (راس الجادة) لمدرسة أولية وابتدائية .
5 . ان تزداد في السنة الاتية التخصيصات المعينة في ميزانية هذه السنة للمدرسة الإسلامية وللمدارس الموجودة في المساجد والمساجد ( الكتاتيب) .
وبعد أن اطلع المجلس على تلك البيانات ، دارت المناقشات حولها وقدمت اقتراحات عديدة ثم قرر المجلس قبولها باتفاق الآراء وكما يلي :
القرار الاول :
بناء على اقتراح ناظر المعارف لمنطقة الموصل يطلب مجلس معارف الموصل إلى معالي وزير المعارف 0 وكان آنذاك السيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني) ، استعادة دار الصنائع من السلطة العسكرية واشتراء ( شراء ) المستشفى الذي يقع قبالتها وذلك لفتح مدرسة الصنائع ودار المعلمين بأسرع ما يمكن .
القرار الثاني :
بناء على اقتراح ناظر المعارف ونظرا الى سعة وكثرة إشغال مفتش المنطقة كلها وازدياد عدد المدارس قرر الرأي بالاتفاق على أن يعين معه مفتش آخر للمركز ، وكان المفتش آنذاك هو سليم حسون الذي ترك الموصل فيما بعد واصدر في بغداد جريدة العالم العربي المعروفة
القرار الثالث :
بناء على اقتراح ناظر المعارف قر الرأي بالاتفاق على المواد الثلاث التالية :
اولا :
فتح مدرسة أولية ابتدائية للذكور في جامع جمشيد ، إن أمكن ، وإلا في محل مجاور يؤخذ بالإيجار .
ثانيا :
فتح مدرسة للإناث في باب الجديد في محل مدرسة الذكور المعروفة بالمدرسة العراقية المنتقلة إلى بناء أوسع
ثالثا :
اخذ عرصة الحاج عبد القادر القزاز من البلدية مجانا حسب وعدها السابق وإنشاؤها مدرسة أولية ابتدائية على نفقة المعارف .
الجلسة الرابعة (2 نيسان 1922) :
في 2 نيسان 1922 عقد مجلس معارف الموصل جلسته الرابعة ولكن هذه المرة برئاسة مدير معارف عراقي هو الأستاذ عاصم ألجلبي مدير معارف منطقة الموصل ( عين في كانون الثاني 1922) وقد قرر المجلس ما يلي :
1 . فتح صف للبنات في الموصل
2 . التعاقد مع مفتشة اختصاصية من مصر
3 . إسعاف طلب الأهالي بفتح مدرستين واحدة للذكور والأخرى للإناث في مكان يتوسط (المشاهدة) و(الشيخ فتحي) و(حمام المنقوشة) ومدرسة ثالثة للذكور في محلة الجو لاق ( الأوس)
4 . الموافقة على دعوة الأهالي في قرية الجرن لكشف الموقع المحدد لفتح مدرسة والاستجابة كذلك إلى طلب احد سكان قرية (العمرلاني) السيد محمود لفتح مدرسة فيها .
5 . فتح خمس مدارس سيارة لقبائل شمر .
خاتمة :
في حزيران 1922 صدر قرار بإلغاء مجلس معارف الموصل وذلك بعد صدور قانون جديد باسم ( قانون مجالس المعارف في الألوية بتاريخ 6 حزيران 1922) وقد تضمن القانون الجديد نقاطا عديدة تتعلق بتأليف المجلس ومهامه منها ان المجلس يجتمع برئاسة المتصرف ( المحافظ) وأعضاؤه . من مجلس إدارة اللواء ، والمجلس البلدي ، ومفتش المعارف ومدير المعارف ومدير المدرسة الثانوية وممثل عن المدارس الابتدائية الرسمية وآخر عن المدارس الأهلية. وللمجلس الحق في الاستفادة من خبرة المتخصصين في شؤون المعارف وعليه أن يسعى لرفع مستوى التعليم ونشره وعلى مدير المعارف ان يقدم للمجلس في كل ثلاث اشهر تقرير يبين فيه سير التعليم في منطقته ، وقد قرر مجلس الوزراء في 9 نيسان 1927 قبول لائحة جديدة لقانون تأليف مجالس المعارف وبموجب هذه اللائحة ، الغي قانون مجالس المعارف في الألوية لسنة 1922 .
نص القانون الجديد على تأليف مجالس المعارف في مراكز الألوية والاقضية وذلك لاتخاذ الوسائل اللازمة لتعميم المعارف وتقديم الاقتراحات بخصوص سير التعليم ولهذه المجالس الحق في إرسال احد أعضائها لتفقد حالة المدارس والاطلاع على التقارير والشكاوى الموجهة وتقديم الاقتراحات بشأنها . ويمثل في هذه المجالس ممثلون عن المعارف والصحة والبلدية والأهالي ويشترط فيهم ان يكونوا ((من الذين لهم إلمام او خدمات في أمور المعارف أو من ذوي اليسار والوجاهة )) ولهذه المجالس الحق في الإشراف على توزيع تبرعات الأهالي في مجال المعارف وبناء المدارس أو إصلاحها . وعندئذ بدأت رحلة جديدة في تاريخ مجالس المعارف ليس في الموصل وحسب ، بل وفي العراق كله .
* صورة لبناية مديرية التربية في الموصل وكانت سابقا في الدواسة ابان الستينات من القرن الماضي والصورة بعدسة الفنان كوفاديس تلميذ الفنان مراد الداغستاني
**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق