السبت، 14 أغسطس 2010

الدكتور صبري مسلم حمادي وصورة البطل الشعبي في العراق



الدكتور صبري مسلم حمادي وصورة البطل الشعبي في العراق

ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل

لاأعرف أستاذا وديعا ،هادئا ،ورصينا في علمه ،وأخلاقه، مثل صديقنا الأستاذ الدكتور صبري مسلم حمادي. ومع أني لم أكن على احتكاك مباشر به عندما عمل معي وزاملني أستاذا في كلية التربية –جامعة الموصل ولسنوات طويلة ،إلا أني كنت معجبا به، وبأخلاقه ،وعلميته .وكثيرا ما صرحت برأيي هذا أمام اثنين من أعز أصدقائي ومن الذين عملوا معه بشكل مباشر وهما الأستاذ الدكتور محمد قاسم مصطفى ،والأستاذ الدكتور عبد الوهاب العدواني، وكلاهما ترأس قسم اللغة العربية إن كان ذلك في كلية الآداب أو كلية التربية. ومن حسن الحظ أنهما كانا يوافقاني في نظرتي إلى هذا الرجل الفارس حقا . وقد علمت ،وهو بيننا انه تزوج من ابنة الأخ الكبير الأستاذ الدكتور عبد الإله الصائغ الأخت الأستاذة الدكتورة وجدان وهي اليوم ناقدة متميزة لها دور كبير في إثراء المشهد الثقافي ليس في اليمن وحده وإنما في الوطن العربي كله . وثمة وصف دقيق للأستاذ الدكتور صبري وجدته في بعض كتابات عمه الصائغ أي والد زوجته يقول فيه أن الدكتور صبري إنسان يتسم بالبساطة، والطيبة المتناهية، وهو رجل نبيل ،وشريف، وعلى خلق قويم، صبور، وحريص على الصداقة. وقد ظل الأستاذ الدكتور صبري حمادي مسلم يعمل أستاذا في كلية التربية بجامعة الموصل حتى سنة 1998 ومن المناسب الإشارة إلى انه حصل الأستاذية من جامعة الموصل منذ 27 حزيران سنة 1995 .ثم ترك العراق مضطرا بسبب الظروف المعيشية إبان الحصار القاسي على العراق .
ولد الدكتور صبري مسلم حمادي عبد الحسني سنة 1949 في قرية السادة بمحافظة بابل –الحلة ، وأنهى دراسته للبكالوريوس في قسم اللغة العربية / الجامعة المستنصرية عام 1973 بتقدير جيد جداً ، وكان الأول على دورته ، وبعد تخرجه عمل مدرسا في معهد المعلمين المركزي ببغداد ،لكنه لم يقف عند هذا الحد بل قرر إكمال دراسته وقد سافر إلى القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية ، وحصل على درجة الماجستير في موضوع (اثر التراث الشعبي في الرواية العراقية ) من جامعة القاهرة 1978 بتقدير جيد جداً وحصل على درجة الدكتوراه في موضوع : (صورة البطل في الرواية العراقية 1928 – 1980 ) من جامعة بغداد عام 1984 بتقدير امتياز . التحق بكلية التربية بجامعة الموصل بتاريخ 25 تشرين الثاني 1986 ، ومكث هناك اثنتي عشرة سنة ولغاية عام 1998 حين طلب إحالته على التقاعد والسماح له بالعمل خارج العراق وقد حصلت الموافقة . وبين سنتي 1999-2000 عمل أستاذا زائراً بكلية التربية- أرحب ثم عين رئيساً لقسم اللغة العربية في كلية الآداب / جامعة ذمار ثم نائباً لعميد الكلية ثم عميداً للكلية نفسها منذ عام 2000ولغاية 2004.وبين 2004 و2009 عاد إلى عمله أستاذا في القسم والكلية ذاتها وبقي حتى مغادرته اليمن في كانون الثاني 2009 وذهابه الى الولايات المتحدة الاميركية ليستقر هناك ..
قام بتدريس مواد متعددة لطلبة الدراسات الأوّلية والدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه ) منها : الأدب العربي الحديث (النثر والشعر) والنقد الأدبي الحديث والأدب المقارن ومنهج البحث الأدبي ، ومناهج النقد الأدبي ، والأسلوبية ، وعلم العروض. كما ناقش الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات بغداد والموصل وتكريت وعدن وحضرموت ، و أشرف على رسائل ماجستير منها :(عناصر القصة في شعر عبد الرزاق عبد الواحد ) ، (بنية القصة العراقية القصيرة 1967- 1980) و(رسم الشخصية في قصص عبد الرحمن الربيعي) و (عناصر القصة في شعر البردوني ) و ( أثر التراث الشعبي في الفن الروائي اليمني ) و (المنظور الروائي في روايات علي أحمد باكثير ) و ( المفارقة في قصص عبد الله سالم باوزير ) ورسائل دكتوراه آخرها ( البناء السردي لقصص محمود جنداري) ومن الرسائل والأطروحات التي اشرف عليها كذلك : ( الشخصية التراثية في القصيدة اليمنية المعاصرة ) و ( صورة المرأة في الفن الروائي اليمني ) و ( عبد العزيز المقالح ناقدا ) و ( التراث في شعر محمد عبد السلام منصور ) و ( البنية السردية في شعر محمد حسين هيثم) .
حازت دراساته النقدية على تكريمات منها:
• درع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق –فرع نينوى – ، الموصل 1996
• درع مؤسسة منتدى المثقف العربي ، القاهرة ‏2004‏
• رأس لجنة تحكيم القصة والرواية في جائزة رئيس الجمهورية اليمنية / فرع ذمار ثلاث مرات وللأعوام 2004 و2005 و2006
• عضو لجنة تحكيم السيرة القصصية لجائزة الشيخة سلامة بن زايد ال نهيان ، ابوظبي 2004
• شهادات تقديرية من جامعة ذمار ومن وزارة الثقافة اليمنية ومن اتحاد أدباء اليمن
صدرت له الكتب التالية :
• اثر التراث الشعبي في الرواية العراقية ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت 1980
• قصص شعبية عراقية ،(بالاشتراك) مع الدكتور داؤود سلوم ، جزءان ، مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية ، الدوحة 1988
• البطل المصلح في الرواية العراقية ، دائرة الشؤون الثقافية ، بغداد 1988.
* الآفاق والجذور ( فضاءات الأدب اليمني المعاصر ) ، إصدارات اتحاد أدباء اليمن ، مركز عبادي للدراسات والنشر 2004
• النقد الأسطوري والأنساق السردية والشعرية والمسرحية ، وزارة الثقافة ، صنعاء 2004
• السرد وهاجس الصوت الخاص ، رؤى وتقنيات ، الهيئة العامة للكتاب صنعاء 2006
• النقش المسحور ، إضاءات على السحر والأسطورة والفولكلور ، ، مركز عبادي للدراسات والنشر ، صنعاء 2007
• متون يمانية – دراسات في القصيدة والسرد ، صنعاء 2008
نشرت له عدة دراسات وبحوث منها :
• التوظيف الشعبي والأسطوري في رواية ليس ثمة أمل لكلكامش ، مجلة الطليعة الأدبية عدد شباط ، بغداد 1979
• توظيف التراث الشعبي في رواية أم إيشين ، مجلة التراث الشعبي ( محكمة )، العدد الرابع ، السنة الثالثة عشرة ، بغداد 1982
• القصص الشعبي والتحليل المورفولوجي ، مجلة التراث الشعبي (محكمة ) ، العدد الثالث ، بغداد 1985
• المعتقدات الشعبية في مروج الذهب ، مجلة المأثورات الشعبية (محكمة) ، العدد الاول ،الدوحة 1986 .
• توظيف القصص الشعبي في الرواية العربية ، مجلة المأثورات الشعبية (محكمة) ، العدد الحادي عشر ،الدوحة 1988 .
• نقد الفن الروائي والتراث الشعبي ، مجلة دراسات عربية (محكمة ) ، العدد العاشر ، بيروت 1988

•ألاتجاه التاريخي في ثلاث روايات ، مجلة دراسات عربية (محكمة) ، العدد الثاني ، بيروت 1989

• الوحدات الوظيفية لمنهج بروب في الفن الروائي ، المجلة العربية للعلوم الإنسانية ( محكمة) العدد 33 ، الكويت 1989

• دراسة تحليلية لرواية الشاهدة والزنجي ، مجلة دراسات عربية (محكمة) ، العدد التاسع ، بيروت 1990

• المنهج الأسطوري في دراسة الفن القصصي ونقده ، مجلة الأقلام ، العدد 11و 12 ، بغداد ، 1992

• المونتاج في الفن الروائي ، مجلة دراسات عربية ، ( محكمة ) الأعداد 7، 8، 9 بيروت 3 199

• المأثورات الشعبية في شعر شاذل طاقة، مجلة دراسات عربية ، ( محكمة ) العدد 9 ، 10 بيروت 1994

• التراث الشعبي في مجموعة آثار على نافذة ، مجلة الفن والتراث الشعبي ، (محكمة ) ، العدد الرابع ، رأس الخيمة 1997

• الحوار في نص شعري معاصر ، مجموعة بانتظار الشمس أنموذجا ، مجلة المنتدى ، عدد يونيو ، دبي 1998

• الحوار في الحكاية الشعبية ، مجلة المأثورات الشعبية (محكمة) ، العددان51/ 52،الدوحة 1998 .

• السحر بين المعتقد الشعبي والمنظور العلمي ، مجلة الفن والتراث الشعبي (محكمة ) ، العدد السابع ، رأس الخيمة 1999

• صورة البطل في ملحمة جلجامش ، مجلة المأثورات الشعبية (محكمة) ، العدد58،الدوحة 2000 .

• رسم الشخصية في رواية موسم الهجرة الى الشمال ، مجلة المنهل السعودية ، العدد 570 ، جدة 2000

• التراث الاسطوري منهجاً نقدياً ، مجلة تراث ، العدد 27، أبو ظبي 2001

• الفن القصصي في اليمن ، مجلة اوان ، العدد2 ، البحرين 2002

• تقنية العنوان في القصيدة القطرية ، مجلة الجسرة ، العدد15، الدوحة 2003

• فن الطرفة عند الجاحظ ، مجلة تراث ، العدد 56، أبو ظبي 2003

• المنهج الاجتماعي في الخطاب النقدي البحريني ، مجلة ثقافات ، العدد 5 ، جامعة البحرين ‏2003‏‏

• المهاد الشعبي لفضاء السرد القصصي , مجلة الفن والتراث الشعبي ، ( محكمة ) العدد 16 السنة 8 ذو القعدة 1424 ، يناير 2004

• جذور النقد الاجتماعي في عيار الشعر لابن طباطبا ، مجلة جذور ، العدد 16 ، السنة السابعة ، جدة محرم 1425 ، مارس 2004

• النسق الحكائي في القصة الخليجية المعاصرة ، مجلة الرافد ، العدد 82 ، الشارقة يونيو 2004

• السرد بوصفه حاملا لشعرية النص ، مجلة الرافد ، العدد 86 ، أكتوبر ، الشارقة 2004

• الحوار في شعر البردوني ، مجلة الثقافة ، عدد 76 ، صنعاء ديسمبر 2004

• وجهة نظر الراوي في مجموعة الغرفة المغلقة ، مجلة الرافد ، العدد 89 ، الشارقة يناير 2005

• حي بن يقظان بين الفضاء السردي والإهاب الشعري ، مجلة الفن والتراث الشعبي ( محكمة) ، عدد 18 ، رأس الخيمة يناير 2005

• الإيقاع في مجموعة أوتار للشميري ، مجلة الفن والتراث الشعبي ، العدد 19 ، السنة العاشرة ، رأس الخيمة يوليو 2005

• خالد الرويشان والوردة المتوحشة ، مجلة دبي الثقافية ، عدد 7 ، دبي ديسمبر 2005

• قراءة في كتاب حركة اللغة الشعرية ، مجلة علامات ، المجلد 15 الجزء 57 ، جدة رجب 1426 ، سبتمبر 2006

• هاجس التجريب ووعي المغايرة في القصيدة التسعينية اليمنية ، مجلة الرافد ، العدد 97 ، الشارقة ، ديسمبر 2005

• السندباد والمسرح اليمني ، مجلة دبي الثقافية ، العدد 8 ، دبي يناير 2006

• محاكمة ليلى العثمان سيرة ذاتية أم رواية ؟ ، مجلة الكويت ، العدد 268 ، الكويت فبراير 2006

• إسماعيل فهد إسماعيل وريادة أسلوب تيار الوعي ، مجلة الكويت ، العدد 275 ، الكويت سبتمبر 2006

• السومري وتقنية الوصف ، مجلة دبي الثقافية ، العدد 9 ، دبي فبراير 2006

• حورية العاشق والمنظور الشعري ، مجلة دبي الثقافية ، العدد 10 ، دبي مارس 2006

• رؤية للفن المسرحي في الإمارات ، مجلة دبي الثقافية ، عدد13 ، دبي يونيو2006

• حز القيد للروائي العماني محمد العريمي وثقافة التغيير ، مجلة دبي الثقافية ، العدد 16 سبتمبر 2006

• الرؤيا وآفاقها الترميزية في الخطاب السردي ، مجلة ثقافات ، العدد 18 ، جامعة البحرين ، خريف 2006
أسهم في ندوات ومؤتمرات عديدة عربية وعالمية .كما حضر ملتقيات ثقافية دولية مشهورة تهتم بالنص والمنهج منها الملتقى الدولي الثاني للنص والمنهج الذي نظم في مدينة البويرة الجزائرية بين 21 -23 نيسان 2008 وفيه ترأس الجلسة الثانية وألقى بحثه الموسوم : " الرمز الأسطوري في السرد العراقي " .
كتب عنه كثيرون منهم الأستاذ الموسوعي والباحث المدقق حميد المطبعي في موسوعته : " موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين " ، فقال : " انه باحث في التراث الشعبي الروائي العربي والعراقي ،بدأ يكتب الشعر منذ كان طالبا في الكلية سنة 1968 .ويعد تخصصه بالأدب الشعبي والرواية من التخصصات المهمة والنادرة. وكان يكتب المقالات والدراسات وينشر في مجلات عديدة كالأقلام والتراث الشعبي، وله إسهامات عديدة في محاولات توثيق التراث الشعبي العربي" ،لذلك أختير عضوا في الهيئة الاستشارية لمجلة التراث الشعبي (العراقية ) التي تتمتع بسمعة علمية وثقافية وإعلامية كبيرة .

للأستاذ الدكتور صبري مسلم حمادي دور كبير في إثراء المشهد الثقافي في اليمن المعاصر .ويقر بهذه الحقيقة الكثيرون من المتابعين .ولهذا تحظى كتاباته بالاهتمام وتتابع كتبه من خلال المراجعات النقدية فعلى سبيل كتب الأستاذ خالد محمد حمود الشامي دراسة عن كتاب الدكتور حمادي الجديد : "متون يمانية –دراسات في القصيدة والسرد " قال فيه أن هذا الكتاب يقع ضمن سلسلة طويلة من الكتب التي أصدرها أثناء إقامته في اليمن. والكتاب يدرس متون شعرية وسردية لشعراء وأدباء يمنيين معاصرين منهم الدكتور عبد العزيز المقالح والشاعر الكبير عبد الله البردوني وعبد الولي الشميري ومحمد عبد السلام منصور وإبراهيم الحضراني ونورا زيلع وأروى عبده عثمان ومها ناجي صلاح وخالد الرويشان وعباس الديلمي واحمد العواضي وغيرهم .ويقف الدكتور حمادي في متابعاته للأدب والحركة الفكرية والثقافية اليمنية المعاصرة عند الآفاق والجذور والفضاءات الأدبية والأنساق السردية والشعرية والإيقاع المسرحي والفني والأسطورة ويفعل مثلما فعل في العراق عندما وثق اثر التراث الشعبي في الرواية والأدب العراقيين .
والأستاذ الدكتور صبري مسلم حمادي شاعر كبير وله
قصائد مهمة منها قصيدته الموسومة :" التوهج والرماد " يقول فيها :

أفلا تَرَيْن توهُّجي ورمادي؟ _________________________ رانَ الحِداد على ذُرَى إنشادي _________________________
أُصغي وفي سمعي نشيجُ كآبةٍ _________________________ وأرى وفي عينيَّ طيفُ.. سواد _________________________
بزغتْ تذرُّ النورَ شمسُ حقيقتي _________________________ فوجدتُ حبي غائم.. الأَبعاد _________________________
أفرغتُ في شعري ثقيلَ متاعبي _________________________ ونسيتُ أيامي, نسيتُ رقادي _________________________
دُفِنتْ رياضي ثم أُنكِر رملها _________________________ هل تدرك الصحراء قصة عاد? _________________________
أم هل يجفُّ من الفرات مَعِينه _________________________ إن متُّ في عطشي شهيدَ عِنادي? _________________________
أم هل تصدَّعتِ السماء وفي الدُّنى _________________________ مليون مأساةٍ وألفُ جهاد? _________________________
قدَّمتُ زادي وهْو فكْر غضارتي _________________________ وحصاد أيامي أيُرفض زادي? _________________________
نضجتْ حقولي وهْي تنبض بالسنا _________________________ فلمن تكون سنابلي وحصادي _________________________
إني وهبت الشوق فيض مشاعري _________________________ ووجدتُ فيه مطامحي ومرادي _________________________
وثقتْ بك الآمال أيّ حقيقة _________________________ سحرية ملكتْ عليَّ قيادي _________________________
وتطاولتْ فيك الظنون وأعشبتْ _________________________ جدْب الأماني واستفاق مدادي _________________________
حلمٌ هي الآداب بات يطوف بي _________________________ كاللحن يأسرني كنغمة شاد _________________________
في كل منعطف يغصُّ تلهُّفٌ _________________________ وتجيش خاطرةٌ لقلبٍ صاد _________________________
أفهمتِ من شوقي وفيض محاجري _________________________ أن الهوى والشوقَ محْضُ مَزاد _________________________
فوضى المغول أبحتِ دجلة عنوةً _________________________ ورميتِ في أمواجه أمجادي _________________________
شتَّانَ مابيني وبينكِ في الهوى _________________________ قد كنتِ في وادٍ وكنتُ بواد _________________________
أوجدتِ بي جسراً رصيفاً آمناً _________________________ وقدِ انقضى دَوري ورَثَّ ودادي _________________________
جمدتْ أهازيجي وأنكرها فمي _________________________ وتحطمتْ أُطري وضاع سَدادي _________________________
وتهشَّمتْ كأسي فأين زجاجُها? _________________________ أحشو به رئتي شغاف فؤادي _________________________
فُقِئتْ مصابيحي أأُفرِغَ زيتُها _________________________ في مقلتيَّ فلا أرى جلاّدي? _________________________
النصل في رئتي يغوص وفي دمي _________________________ سمُّ الأراقم لا يُطاق جهادي _________________________
قام بيت الشعر اليمني صباح اليوم الخامس من كانون الثاني 2009 ولمناسبة قرب انتهاء عمله في اليمن بتكريمه وزوجته الدكتورة وجدان .وقد أكد المسؤولون في البيت بان الدكتور صيري مسلم حمادي له الدور الريادي في بلورة ملامح المشهد الإبداعي و متابعة المراحل و الاتجاهات الحداثية من خلال كتاباته المنشورة في الصحف و الدوريات المحلية و العربية و من خلال الكتب التي أصدرها فيما يتعلق بدراسة المشهد الشعري و الأدبي ككل .كما كان له دور فاعل في تحريك المشهد الثقافي اليمني وخلال عقد من السنين مليئة بالإسهامات الإبداعية والنقدية وقد تضمن بيان بيت الشعر اليمني ما يلي : " تقديراً له كمثقف, وناقد , وكاتب وباحث أكاديمي, واعترافاً له بالجميل لمساهمته كتابة ً, ونقداً , وبحثاً في الحراك النوعي الذي يشهده المشهد الثقافي اليمني المعاصر .ولما أظهره من روح التفاني والمسؤولية أثناء عمله أستاذا ً زائرا ً بكلية التربية ,أرحب 99_2000 , ورئيساً لقسم اللغة العربية بكلية الآداب/جامعة ذمار ,ونائباً لعميد الكلية ثم عميدا ً للكلية نفسها منذ2004 ... ,بما يمتلكه من رؤية مؤثرة ومقنعة,وخبرة إدارية وأكاديمية. ولنجاحه في تدريس مواد متعددة لطلبة الدراسات الأولية , والدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه), مثل:الأدب العربي الحديث,والنقد الأدبي الحديث ,والأدب المقارن,ومنهج البحث الأدبي, ومناهج النقد الأدبي,، والأسلوبية ,وعلم العروض , ونجاحه في الإشراف على الكثير من الرسائل والأطروحات الجامعية ومناقشتها بجامعات :بغداد والموصل,وتكريت,عدن , وحضرموت,وصنعاء,وذمار.ونجاحه في كل مشاركاته في عدد مهم من المؤتمرات والندوات العلمية والثقافية الأدبية الإبداعية على الصعيد المحلي والعربي والعالمي .ولما يتسم به نتاجه الثقافي من موضوعية في المنهج, وعمق في التحليل لأكثر من 9 كتب , و 51 من الدراسات والبحوث المنشورة بالجرائد والدوريات,والمجلات المحكمة في شتى الضروب , من أدب ونقد, وتنظير, وشعر ,ومسرح,وأساطير,وفولكلور,وعقائد , وقص , ومناهج , وملاحم , ومقارن وريادات , علاوةً على دوره كأستاذ جامعي في تنمية المجتمع بالعلم والمعرفة" . كما أقام قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة ذمار وفي سابقة لم يحض بها أكاديمي عربي من قبل، حفلاً توديعياً لاثنين من أبرز الكوادر العراقية المبدعة التي عملت في الجامعة منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي ، ومثلت اليمن في العديد من المحافل الدولية، وطبعت بصماتها بقوة في الساحة الأدبية اليمنية.
وبحسب اللجنة المنظمة لـ"نبأ نيوز"، فإن الحفل أقيم عرفاناً بجميل كلاً من الدكتور صبري مسلم حمادي والدكتورة وجدان الصائغ- زوجته- اللذان بذلا جهوداً عظيمة في تأهيل الكوادر اليمنية المبدعة، وتنشيط ساحة النقد الأدبي، والإسهام في إثراء مناهج الأدب والثقافة اليمنية على امتداد فترة خدمتهما في اليمن.وقالت اللجنة: أن جميع العاملين في الجامعة، ومسئولين في المحافظة، وشخصيات اجتماعية وثقافية أبدوا أسفاً كبيراً لعزم الدكتور مسلم والدكتورة الصائغ الرحيل من اليمن، لكونهما مثلا ثروة ثقافية وفكرية لليمن، وعملا بتفاني، وأخلصا لليمن وشعبها بضمير حي ،وإنسانية عظيمة وإصرار على العطاء المجزل، وهو الأمر الذي حرص أساتذة وطلاب الجامعة على ترجمته بحفاوة غير مسبوقة تليق بجهودهما الكبيرة.
أما جامعة ذمار فقد كرمتهما تقديراً لجهودهما في إثراء المشهد الثقافي اليمني من خلال العديد من الدراسات والأبحاث والإصدارات المختلفة في مجالات الأدب والشعر والقصة والنقد الأدبي، والإشراف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، والمشاركة في تنظيم المهرجانات الثقافية والأدبية التي نظمتها الجامعة، والإشراف على الإصدارات من المجلات العلمية والثقافية.
وفي حفل التكريم أكد رئيس جامعة ذمار الدكتور أحمد محمد الحضراني اهتمام الجامعة بتكريم المبدعين ورموز الأدب والثقافة تقديراً لما يبذلونه في خدمة المجتمع.. وأشاد بالجهود التي بُذلت من قبل المكرمين في خدمة الثقافة والأدب في اليمن وإسهاماتهم الإبداعية والفكرية والتاريخية والإنسانية المتميزة
وأخيرا ومثلما هو البطل في الأسطورة العراقية، يمثل خلاصة التجربة الإنسانية ،فأن الأستاذ الدكتور صبري مسلم حمادي، وهو يكتب، وينقد ،ويحاضر، ويناقش، ويحلل، ويوثق ،إنما يروم ليس إلى تخليد نفسه وحسب، وإنما هو يبتغي من خلال سعيه ونشاطه العلمي والثقافي إلى تنمية الذوق لدى قارئه، وتوسيع دائرة تفكيره، وتطوير حسه وإدراكه، ومساعدته في تكوين موقف متميز من الحياة والكون والمجتمع .ولعمري انه هدف كبير يمكن تلخيصه بلغة التراث الأسطوري الشعبي العراقي ،بأنه محاولة كلكامشية لإنقاذ الإنسانية من وهدة الخوف والجهل والحماقة فأي هدف آخر أسمى من هذا الهدف ؟ .
*نشر ملخص المقال في ميدل ايست اون لاين يوم السبت 14 آب –أغسطس 2010 ويرجى كذلك زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها التالي :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot
.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....