الجمعة، 4 نوفمبر 2022

اصدارات ابراهيم العلاف ترسخ لثقافة معرفية مهمة بقلم : سامر الياس سعيد


 

 اصدارات ابراهيم العلاف  ترسخ لثقافة معرفية مهمة

مطبوعات توثيقية تتوقف عند محطات التاريخ وتسهم بتنوير الاجيال  لما اسهم به  الاجداد

الموصل –سامر الياس سعيد

 لايقتصر الدور التنويري  الذي يضطلع به الكاتب والمؤرخ العراقي المعروف الدكتور ابراهيم العلاف  على ما يسهم  به من منشورات  تطالعها على موقعه التواصلي (الفيس بوك ) حيث ينشط من خلال هذا الموقع بمدوناته التي تتباين  بين مقالات مطولة او  اسطر قليلة وكلها تسهم بتنوير الاجيال وتخلق ثقافة معرفية مهمة  تتناسب مع ما تبرزه مواقع السوشيال ميديا في معرفة موقف المؤرخ ازاء ما يشهده الحاضر من احداث فضلا عن استقراءات مستقبلية يستشرف من خلالها المؤرخ لافكار  تناولها في محطات سابقة ليستعين بها وهو يحلل ويتابع ما يجري  من احداث على واقع المشهد العراقي او العربي او العالمي على مختلف الاصعدة .. وتتميز منشورات العلاف  بتناولها لكل ما يتعلق بتاريخ مدينة الموصل او الاطلالة على الواقع العراقي من خلال التطرق الى محطات تاريخية مستقاة من سنواته  او بما يتعلق بما تشهده البلاد العربية  من احداث ووقائع ..وقد نشطت خلال هذا العام  حركة النشر الخاصة بالدكتور ابراهيم العلاف فجس\ت مطبوعات مهمة يترك  من خلالها الكاتب انطبعاته ورؤيته وقراءته لمختلف تلك المجالات التي يتيح فيها قلمه وفكره من التجول في اروقتها وحواضرها وكان به يحافظ على تلك المكنونات التي يسهم باضاءة التاريخ والتوثيق ازائها من خلال ما تحفل به تلك الاصدارات التي عني بنشرها  وتفضل مشكورا باهدائي نسخ منها لكي اسهم  باضاءتها للقاري وابراز ما تحتويه من مكنونات فكرية ومعرفية  ترسخ لثقافة ماذا سنترك للاجيال اللاحقة وكيف سيتعرفون على تاريخهم بالالتفات الى حاضرنا والاحداث التي عشناها بناءا على ذلك  الواقع  وحقيقة فقد اختلفت تلك الاصدارات  بين ما هو محلي  بحث يتعلق بمدينة الموصل فحسب او بشكل عام من خلال تناوله لقراءات موسعة لشخصيات فكرية وثقافية  عامة .. ونستهل استعراضنا لتلك المطبوعات  بكتاب  اوراق  مسرحية موصلية  الذي صدر عن دار ماشكي  ب128 صفحة من القطع الكبير  وفيه يتناول العلاف جوانب موسعة  من حركة المسرح الموصلي وانطلاقاتها  ويستهل الكتاب المذكور تقديم بقلم المسرحي والموثق للحركة المسرحية الموصلية بيات مرعي حيث يشير الاخير الى ان الكتاب المذكور ومن خلال كاتبه يسهم  بفرش مساحة واسعة  من الجهد المسرحي  الطويل  بدءا بالحقيقة  القائلة بان  المسرح دخل  العراق من بوابة مدينة الموصل  مضيفا بان حرص الدكتور العلاف  على المسك  بالبعد التاريخي  للمسرح في مدينة الموصل بشكل خاص اسهم ببلورة هذا المطبوع  بينما يقول كاتب الكتاب الدكتور ابراهيم العلاف في سياق مقدمته  بان هدفه وراء اصدار الكتاب ياتي  لاثارة اهتمام  جيل الشباب من ابناء وبنات  مدينة الموصل بالمسرح  وجمع ما  يتيسر عنه  مشددا بان الموضوع الذي يطرقه يصلح لان يكون  موضوعا محددا خاصا  بالدراسات الاكاديمية  المستقبلية وتتمحور  مواضيع الكتاب في مقالات وقراءات نقدية خاصة بعروض المسرح التي جسدت على قاعات المدينة  وينطلق العلاف في جولته بين حواضر المسرح الموصلي  بين  خصائص محمد بن دانيال  الموصلي وجهوده في ارساء  اسس المسرح العربي كما يسلط الكاتب الضوء على  فرقة التمثيل  العربي في الموصل  التي انطلقت في المدينة عام 1923 كما يفصح عن شخصية رائد المسرح الشعري في العراق متحدثا باسهاب عن  الدكتور سليمان غزالة  اضافة لتناوله لشخصية اخرى بالحديث والاسهاب عن منجزها المسرحي وهو الرائد المسرحي الكبير  طارق فاضل كما يتناول في مقالة لاحقة الفرق المسرحية الموصلية بينما يخصص الصفحات التالية لاستعراضات نقدية يتناول فيها  رؤيته تجاه بعض المسرحيات التي قدمت على خشبات المسرح الموصلي ومنها  مسرحية المفتاح وطائر  التم كما يخصص مقالة اخرى لتناول المسرح المدرسي في المدينة وما زخر به تاريخ هذا المسرح من عروض واسماء لنخب جسدت شخصيات في سبيل تلك العروض المقدمة  كما يتابع ببوصلته المعرفية الاطلالة لبعض الشخصيات الفنية كتناوله  للفنان المسرحي الاكاديمي  طلال الحسيني  ومحمد الزهيري بوصفه واحدا من رواد المسرح العراقي في الموصل  اضافة لاستذكارات تابينية يطلقها على سبيل المثال  في ذكرى رحيل  الفنان المسرحي الرائد علي احسان الجراح  اضافة لما يكتبه بحق المخرج المسرحي العراقي عبد الوهاب ارملة كما يضيء برؤيته المعرفية العميقة  لمحطات من حياة  الرائد الاعلامي غازي فيصل من خلال ما حفلته به  حياته الفنية  والثقافية  والاعلامية كما يبرز وثيقة تاريخية  عما انجزته  فرقة  مسرح الرواد الموصلية  اضافة لما تم تقديمه من قبل فرقة  المسرح الريفي  ولايكتفي العلاف في سياق الكتاب بالاشارة والاستعراض لتاريخ النخب الفنية  ومحطات الفرق المسرحية الرائدة فحسب بل يتناول بشي من التوسع  لتاريخ معهد الفنون الجميلة  كمؤسسة علمية  اسهمت بتخريج الاسماء المهمة بتاريخ الفن والمسرح في مدينة الموصل  الى جانب ما اسهمت  به فرقة دار المعلمين  الابتدائية  وفرقة مسرح جامعة الموصل كما تضم الصفحات اللاحقة اضاءات بحق كلا  من المسرحي الرائد مجيد البياتي وصبحي صبري  اضافة لاسهامة المؤرخ والموثق ادمون لاسو  بما كتبه عن المسرح في ناحية القوش  واسهامات ميثاق الحسن  في العمل المسرحي  وعصام عبد الرحمن من خلال ما اسهم به في محطات عمله  المسرحي وبوصفه من رواد المسرح في مدينة الموصل كما يتوقف عند قامة مهمة في المسرح الموصلي حينما يترك الاسطر تودع المخرج المسرحي شفاء العمري  اضافة للاطلالة على عوالم  الفنان عبد الله جدعان وتنوع اشتغالاته في الكتابة والتمثيل  والاخراج كما يبرز دور  المؤرخ الاكاديمي عمر الطالب واشتغالاته الرائدة بتوثيق المسرحية التاريخية في العراق فيما تضي الصفحات الاخيرة من الكتاب لنخب مسرحية اخرى  نتوقف ازاء كلا منها وهي  محمد العمر وسوسن سيف الله و راكان العلاف وبيات  محمد حسين مرعي  ومروان ياسين الدليمي واللقطة التي كانت تبث من على تلفزيون العراق حيث اجاد بتجسيدها كلا من فناني الموصل الراحل حسن فاشل مع ثنائيه الاكاديمي المعروف نجم الدين  عبد الله سليم  ويصف الفنان المسرحي المعروف  عبد الواحد اسماعيل بفنان الشعب  اضافة لما يسطره بحق الفنان الراحل يوسف سواس  وكل تلك المقالات التي احتواها كتاب  اوراق مسرحية موصلية بمثابة مداخل وعتبات فكرية  تبرز الجهد المسرحي المقدم في المدينة  وتسهم  بتشجيع الباحثين والاكاديمين من المهتمين بدراسة فن المسرح الموصلي لاعتبار تلك المقالات  كمداخل بحثية  للتعمق واعداد الدراسات الموسعة للمواضيع التي طرحها العلاف في سياق كتابه  المذكور .وناتي لاحقا للاطلالة على كتاب اخر  من كتب العلاف  التي تخصصت بواقع مدينة الموصل  والتي  اسهمت جامعة الحمدانية  بنشره  وهو كتاب  اماكن ورموز من محافظة نينوى والكتاب المعرفي المهم ياتي  بنحو اكثر من 230 صفحة من القطع الكبير  ومن خلاله يسهم العلاف بالتعريف والاضاءة لحواضر  مختلفة  من مدينة الموصل  ويستهل الكتاب تقديم  رئيس جامعة الحمدانية  الاستاذ الدكتور عقيل  يحيى هاشم الاعرجي  ليفصح عن تبني الجامعة المذكورة  لمشروع يسهم بتوثيق واقع مدينة نينوى  كونه ياتي  في اطار التجارب التي تضطله بها الجامعات والمؤسسات الاكاديمية  من خلال ريادتها بقيادة  مجتمعاتها  لاسيما في البلدان التي اصبحت اليوم تقود الحضارة  العالمية  اما كاتب الكتاب الدكتور ابراهيم العلاففاشار في سياق مقدمة يسيرة الى  سعادته بتبني طبع الكتاب المذكور من جانب  جامعة  الحمدانية  حيث يتضمن الكتاب المذكور وفق العلاف تاريخية بعض الاماكن  والرموز في محافظة نينوى  اضافة لقسم من الموايع التي تطرق لها برنامج موصليات التي كان العلاف يعده ويقدمه من على شاشة الفضائية الموصلية  اضافة لقسم اخر تم نشره في عدد من الصحف ومواقع الشبكة العنكبوتية ويرتكز الكتاب على  قسمين اولهم يتعلق بالاماكن التي يستعرضها العلاف وفق نبذ تاريخية وميدانية ومنها  ما يتعلق  بمرقد الامام  عون الدين  وانتشار الكثلكة  في الموصل  ومجلة اكليل الورود كونها اول مجلة عراقية  تصدر في مدينةالموصل  والفنون التشكيلية  والمشهد الثقافي  خلال السبيعينات  وجماعة  رواد الادب والحياة  ومجلس معارف الموصل  ونادي الفتوة  واشتغالات الصحفيين الموصليين في بغداد  ومطبعة الاباء الدومنيكان  وحاوي الكنيسة ومنطقتها المشهورة  اضافة لمكتبة الاوقاف وحمام القمرية  ومزرارات لنساء من بنات الحسين في المدينة  ورحلة الخوري الياس حنا الموصلي الى  امريكا ومقالات اخرى منوعة قبل ان يلتفت الى القسم الثاني الذي يخصصه  للرموز ومن خلالها يستعرض جانبا من المحطات الحياتية لكلا من  عز الدين  بن الاثير  الموصلي الكبير  وسعيد الديوةجي و البطريرك  يوسف عمانوئيل  الثاني  وجهود جاسم محمد جرجيس  وكتاب معجم  امثال الموصل من خلال ما اسهم به مؤلفه  عبد الخالق خليل الدباغ  وشهادة مؤرخ بحق القاص الراحل انور عبد العزيز  وكتاب الطبيخ  للدكتور داؤد الجلبي و المربي الفاضل عبد الله عزيز الطائي وجهود المترجم قحطان فؤاد الخطيب في  خدمة حركة الترجمة  وزها حديد وما اسهمت به المعمارية العراقية  في الفن المعماري العالمي  ومع عشرات المقالات التي تتنوع وتتلون في بستان معرفي مهم  يقدمه المؤرخ ابراهيم العلاف  لناتي لاحقا للاطلالة على مطبوع اخر  ينطلق منه العلاف نحو  قراءة ( صفحات  في الفكر والثقافة والتاريخ ) وهذا هو عنوان الكتاب  الذي صدر عن دار ماشكي ب183صفحة من القطع الكبير  والذي يستهله كاتبه باهدائه لروح ابنته الشهيدة المهندسة المدنية  هبة ابراهيم العلاف التي غادرت هذه الحياة  ولم يزد عمرها على ال34 عاما كما يفصح العلاف بكون هذا الكتاب يضم مدوناته التي نشرها على شبكة الانترنت  منذ عام 2002 حيث يقدم هذا الكتاب بدافع  الخشية من سطو البعض على ما ينشره فضلا عن الحفاظ على  تلك المقالات من الضياع معربا عن امنيته بكون قري الكتاب سيستفيد مما تناوله العلاف من تلك الصفحات  التي يستهلها بالاطلالة على ما دونه الاعلامي العراقي المعروف امير الحلو من مذكرات كما تضم الصفحة التالية استذكارا  لمحطات المفكر  النهضوي  العروبي الاسلامي  عبد الرحمن الكواكبي  بذكرى رحيله ال120كما يخصص مقالة اخرى  لاستذكار انطلاق جريدة زوراء وما تمثله صدور اول صحيفة عراقية كمصدر  لتاريخ العراق الحديثكما يخصص مقالة اخرى لاستذكار  شاعر الموصل الراحل  مجيد سعدون كما يلتفت الى ما انجزه المهدي  المنجرة من دراسات حضارية  ومستقبلية كما يخصص لاحقا جانب من استعراضاته بحق المفكر والفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي حيث يطلق تلك الاستذكارات في  خضم الذكرى العاشرة لرحيل  الاخير  كما يكتب العلاف في سياق الصفحات التالية عن كلا من البهائية والتقرير السياسي للحزب الشيوعي  العراقي والذي اصدره بخصوص الاوضاع الخاصة التي يمر بها العراق كما يتوقف العلاف عند تساؤل ليتيح الاجابة بخصوص هل ثمة  حاجة لسؤال  المنهج وكيفيتهكما يستعرض لاحقا جانبا مما تركه الكاتب والصحفي الراحل فائق بطي  في سياق موسوعته الصحفية  العراقية كما يستذكر العلاف في صفحة تالية  ذكرى رحيل  وزير خارجية مصر محمود فوزي اضافة لذكرى اخرى يخصصها لتناول  الثورة العربية  الكبرى اما الصفحات الاخرى قيتوقف بينهما لاستعراض بعض الامكنة ومنها حمام العليل  خصوصا من خلال ورودها بكتاب  اصول اسماء  المدن والوقائع العراقية للمحامي جمال بابان  وبيت التحافيات ببغداد لصاحبه محمد علي طاهر  الجزراوي الالماني البغدادي فيما ينطلق في صفحات اخرى للوقوف عند لبعض الشخصيات واثرها في تنمية الوعي مثلما هو الحال مع الشخصية الرياضية المعروفة  مؤيد البدري كما يتناول مطبوعات صدرت في العراق كمجلة الاجيالومجاميع شعرية للشاعر الاكاديمي المعروف فارس رحاوي  الى جانب عشرات من المقالات والاستعراضات التي تتعلق بشخصيات موصلية وعراقية  في ابراز مواقف جايلها الكاتب  او مذكرات قراها ليترك انطباعاته ازائها  بينما يحوي  الكتاب الرابع الذي صدر ايضا هذا العام للعلاف عن مجموعة كبيرة  من الشخصيات  سواء  العربية او  الاجنبية حيث يشدك غلاف الكتاب الاول بتوع شخوصه وعنوانها الملفت  الجاذب (شخصيات عربية واجنبية ) الذي صدر ايضا عن دار ماشكي ويضم بين دفتيه نحو 228 صفحة من القطع الكبير وهي مخصصة لاستعراض جوانب ومحطات من حياة مشاهير منهم على سبيل المثال  ارنولد توينبي والدكتور لويس عوض والدكتور  محمد عبد العاطي  محمد وشكيب ارسلان  والدكتور سهيل زكار  ورجل القانون  المدني الكبير  عبد الرزاق السنهوري  وفاطمة اليوسف  رائدة الصحافة  النسوية العربية واخرون ..والكتاب يمثل  اطلالة مهمة في حياة  نخب اسهمت بالتوثيق والارخنة  في الوطن العربي والعالم  ويمثل جولة فكرية مهمة يتطلبها القاري للاطلالبة من خلالها على  دوران الاحداث والمعطيات الحافلة ..

هذه الكتب الاربعة تمثل جولة فكرية في عوالم الكاتب والمؤرخ  الاكاديمي ابراهيم العلاف  وسبق وان  اطلقت عليه لقبا بكونه فنار للاجيال القادمة  من خلال ما يسهم به من ابراز حركة المعرفة والوقوف  بالعرفان والاشادة لبصمات الاجداد وتشكل كل تلك الكتب التي قدمها العلاف بحد ذاتها  مؤسسة تعنى بالنشر والفكر وتتيح لقرائها  التجول بكل اريحية في عوالم الكلمة دون  الوقوع في فخ التطرف او السقوط بحفرة  الطائفية لكن كل تلك المقالات والافكار التي انجزها العلاف انطلقت من خلال فكر منفتح على الاخر متقبل للتعايش ومنسجم مع فكرة الدين لله والوطن للجميع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...