الكاتب والصحفي والمؤرخ الاستاذ خضر العباسي 1924 -1992 وجريدة (بغداد)
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ولازلت اتذكر كيف ان جريدة ( بغداد) البغدادية لصاحبها ومدير تحريرها الاستاذ خضر العباسي ورئيس تحريرها الاستاذ علي حسين ، تباع في مكتبات الموصل بعد فشل الحركة المسلحة في الموصل 1959 ضد نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 ـ وكنت في حينها تلميذا في المدرسة الابتدائية لكن صدى باعة الجرائد وهم يلهجون بإسم جريدة (بغداد) لايزال يرن بإذني وانا اتوجه الى شارع النجفي لاشتري نسخة منها او من جريدة ( الفجر الجديد ) للحاج محمد طه الفياض رحمهما الله كانتا جريدتان عروبيتان مضادتان للشيوعيين .
اليوم سأقف قليلا عند صاحب جريدة (بغداد) الموصلي الاستاذ خضر العباسي الكاتب والمؤرخ والاديب والصحفي و خضر بك العباسي الاديب والصحافي القديم صاحب جريدتي بغداد والمستنصرية وهو عضو عامل قديم في نقابة الصحفيين التي كان يرأسها شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري رحمه الله ورقم هوية الاستاذ خضر العباسي كان (314) وقد قيل لي انه يمتلك مكتبة شخصية كبيرة في بغداد يصل عدد كتبها (9000 ) كتابا ومجلدا .
الاستاذ خضر العباسي من مواليد محلة حمام المنقوشة قرب الجامع النوري الكبير سنة 1924 وبعد ان اكمل دراسته الثانوية في الموصل مدينته سافر الى بغداد سنة 1942 ودخل دار المعلمين وتخرج سنة 1945 ومن ثم اكمل دراسة الحقوق ونال شهادتها 1949 والاستاذ خضر العباسي ينتمي الى اسرة كريمة علمية ودينية معروفة بعائلة الشيخ علي بك العباسي .كان والده الشيخ احمد بك حجة وخبيرا في الانساب وكان للاستاذ خضر شقيقان هما الاستاذ محفوظ بك العباسي والاستاذ نذير بك العباسي . أما جده الشيخ علي بك فكان من تجار الخيول الموصليين المعروفين مثله مثل ال الطالب الكرام وال كشمولة الكرام وكان سنويا يسافر ليسابق خيوله في الهند .وفي سنة 1907 نفي جده الشيخ علي بك بأمر من الباب العالي ووضع تحت الاقامة الجبرية في منطقة ويران شهر (السويداء) قرب الحدود السورية حيث كانت مقر الامارة الملًية ثم ابتاع احد قصري ابراهيم باشا الملي رئيس عشائر الملًية في تركيا وسوريا مع قريتين بمبلغ (2000 ليرة ذهبية) من اولاده لضائقة مالية حلت بهم عند اعلان الجمهورية التركية و زوال امارتهم و نزوحهم الى سوريا .واسرته تعود الى الاسرة العباسية
كان المرحوم الاستاذ خضر العباسي مولعا بالصحافة والتاريخ وكان ينشر مقالاته في عدد من الصحف والمجلات ومنها مجلتي الاعتدال والغري النجفية سنة 1945 ومن مؤلفاته المنشورة :
1- العباسة اخت الرشيد.
2- شاعر نكبة بغداد.
3- رابعة العباسية.
4- العباس عم النبي (صلى الله عليه وسلم).
5- عبد الله بن العباس حبر الامة ( رضي الله عنهما).
6- تاريخ بلدة زاخو والجسر العباسي.
7- صفحات خالدة من تاريخ الامارة العباسية.
8- حديث الصحافة.
9- الكرد والكردية فرع من العرب والعربية.
10- المستنصريات.
11- المرأة بين الشاعرين الزهاوي والرصافي.
12- شعراء الثورة العراقية في عهد الاحتلال البريطاني.
13- القبائل القحطانية.
توفي خضر بك العباسي سنة 1992م ودفن في مدينته مدينة الموصل.وقد اهدى شقيقه الشيخ نذير احمد بك العباسي عميد اسرة البيكات العباسيين الاعداد من (45) الى (157) من جريدة (بغداد ) وهي جريدة يومية سياسية الى المكتبة المركزية العامة في الموصل .ومما يجب الاشارة اليه ان الاستاذ خضر العباسي كان يحرص على كتابة افتتاحية لكل عدد ومن هذه الافتتاحيات افتتاحية بعنوان ( الاستقرار الداخلي وعلاقته بسلامة الجمهورية ) و(حول المفاوضات مع شركات النفط ) الاحتكارية دعا فيها الى الانتباه لزيغ المفاوضين والسعي باتجاه تأسيس شركة لنقل النفط العراقي وطبعا كان هذا قبل تأسيس شركة النفط الوطنية . ومن مقالاته الافتتاحية واحدة بعنوان (سبيلنا نحو اهدافنا ) دعا فيها الى رفع مستوى الشعب والامة وتحقيق الاستقلال الناجز والتعامل الحر وتحقيق مبادئ التضامن العربي المحايد كدعامة عظمى للسلام .
رحم الله الاستاذ خضر العباسي وطيب ثراه وجزاه حيرا على ماقدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق