تاريخ تلفزيون نينوى 1968 -2003
ا.د. ابراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ الحديث
المتمرس - جامعة الموصل
ولتلفزيون الموصل
ولتلفزيون نينوى ، قصة والقصة ممتعة رويتها اكثر من مرة ، واليوم اكتب لكم مقالة
موجزة عنها وعن ابطالها الذين عرفت الكثير منهم ، وزاملت قسما منهم وكثير منهم من
اصدقائي ومعارفي وزملائي وانا لم اكن بعيدا عن تلفزيون الموصل وعن بعض برامجه ،
وعن بعض ما كان يسجله ، ومقر جمعية المؤرخين والآثاريين في الموصل وتشرفت برئاستها
كان ملاصقا لفترة لمقر دائرة التلفزيون في بناية المتحف القديم والذي هو اليوم
البهو الملكي وكان قبل ذلك مقرا للجنة الاستشارية للثقافة والفنون في محافظة نينوى
وكنت انا احد اعضائها قبل الاحتلال الامريكي في 9 نيسان 2003 .
اعود الى التاريخ لكي
اتحدث عن (مديرية تلفزيون الموصل) واقول انها اي مديرية تلفزيون الموصل كانت تابعة
الى (المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ) .. وقد بدأ تلفزيون الموصل البث رسميا
يوم 26 شباط سنة 1968 وجُعلت للمديرية اهداف عند التأسيس منها :" رفع المستوى التثقيفي والوعي بين صفوف المواطنين وبصورة خاصة في
الجوانب السياسية والثقافية وغير ذلك من مجالات المعرفة .
وكان من اهداف مديرية
تلفزيون الموصل ان يكون التلفزيون الموصلي أداة من ادوات الترفيه والتسلية للأسرة
الموصلية من خلال ما يقدمه التلفزيون من برامج متنوعة وخلال مدة البث اليومي .
وقد كان لمديرية
تلفزيون الموصل دور كبير في احتضان ورعاية الحركة الثقافية والفنية في محافظة
نينوى والسعي باتجاه تشجيع الفرق المسرحية والتمثيلية والغنائية ورعاية الندوات
الثقافية وتغطية كل نشاطات المحافظة في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والثقافية .
ومن المناسب القول ان
تلفزيون الموصل لم يكن يتابع ويغطي اخبار وفعاليات مدينة الموصل ومحافظات نينوى
وانما كان يتابع اخبار ونشاطات المحافظات الشمالية في اقليم كردستان الحالي فكانت
ثمة فرق للتصوير تزور تلك المحافظات وتسجل نشاطاتها اولا بأول وتعرضها ضمن برامج
تلفزيون الموصل بما في ذلك الاغاني والدبكات الكردية في المناسبات الوطنية
والدينية
.
كانت في تلفزيون
الموصل برامج وثمة نشرات للأخبار وقراءة للقرآن الكريم وبرامج تتعلق بمتابعة شؤون
المواطنين وقد تحدث لي المرحوم الاستاذ نورالدين حسين وكان يعمل مصورا ومخرجا في
التلفزيون انه كان يقدم برنامج انت تسأل والمسؤول يجيب وكيف ان ذلك البرنامج احدث
حركة في المحافظة وكان حرا في طرح موضوعاته وعلى الهواء مباشرة ولا ننسى (جريدة ام الربيعين التلفزيونية ) التي كانت تقدم من تلفزيون نينوى
والمجمع الاذاعي والتلفزيوني كان المجمع بإدارة الصديق شاعر الموصل الكبير المرحوم
الاستاذ معد الجبوري وقد تسلم الاستاذ معد الجبوري ادارة المجمع سنة 1989 ..وقد كتب مقالا استذكاريا جميلا نشره في جريدة (الزمان) اللندنية وفي
العدد الصادر يوم 13-5-2012بعنوان
:(ذكريات من ملف الايام الساخنة ..الابواب الخلفية في المجمع الاذاعي والتلفزيوني
في نينوى :تجربة تلفزيونية عراقية تحت القصف ) ، ونشر هذه الصورة الجميلة التي ترونها الى جانب هذه السطور ويظهر
فيها الجالسون من اليمين : السادة ابراهيم الحلو -السيدة فرقد ملكو -الاستاذ معد الجبوري
-طارق فاضل السنجري (رحمه الله ) .الواقفون من اليمين محب حسام الدين -محمد المهدي -خليل ابراهيم -صباح
ابراهيم -امجد كريم ..
لا أنسى ادارة
التلفزيون في بداياتها الاولى والمدير المرحوم الاستاذ عبد الجبار احمد ابو رفعت
وما كان يوجه به من حيث متابعة نشاطات الفرق المسرحية وخاصة (فرقة مسرح الرواد) التي كان هو احد اعضائها وكتبت عنها في كتابي (اوراق مسرحية موصلية) .
كانت قوة ارسال محطة
تلفزيون الموصل ، كما يذكر ذلك الحاج عبد الجبار محمد جرجيس في كتابه (دليل الموصل
العام ) وصدر سنة 1975 ، (10 كيلومترات ) في البدء ووكان مجال البث اكثر من (100)
كيلومتر وكان يوجد محطة تقوية للإرسال التلفزيوني في قضاء زاخو وفي قضاء سنجار
وكان البث يبدأ في الساعة السادسة مساء وبمعدل ست ساعات فضلا عن البث ايام العطل
الرسمية والجمع والاعياد حيث يستمر البث الصباحي بمعدل ست ساعات اضافية وبعد
افتتاح المجمع الاذاعي والتلفزيوني في اواسط السبعينات اصبحت هناك ستوديوهات انتجت
فيها اعمال محلية وعراقية وعربية منها (حرب البسوس) و(النعمان الاخير ) و(عيونها
والنجوم) ومما ساعد على ذلك اجواء الموصل الخلابة وتوفر اماكن رائعة للتصوير .
ومن المحطات المهمة
في تاريخ تلفزيون الموصل ان البث كان بالأسود والابيض وفي بداية التسعينات ارتبط
تلفزيون نينوى وهكذا صار يسمى بالبث المركزي لتلفزيون العراق وقد تعرض المجمع
الاذاعي والتلفزيوني في محلة الفيصلية للقصف خلال حرب الخليج الثانية 1991 ودمرت
البناية وانتقلت المديرية الى بناية المتحف واستطاع المخلصون بعد ذلك من تعمير
المجمع اواخر التسعينات واقتصر تلفزيون نينوى بعد التدمير على متابعة الاخبار
المحلية وتصويرها ومتابعة جولات المحافظين وطبيعي تلفزيون الموصل منذ تأسيسه كان
مرآة صادقة لنشاطات المحافظة ومن الطريف ان جريدة ام الربيعين وقد بلغ عدد ما قدم
منها (525) عددا كانت تبث من تلفزيون بغداد ظهيرة يوم الجمعة فاكتسبت جماهيرية
واسعة وخاصة ان ما كان يقدم فيها متنوع ومنها لقطة التي اشترك فيها نخبة من
الممثلين منهم حسن فاشل ونجم الدين عبد الله وعبد الواحد اسماعيل ومحمد الزهيري
وواثق الامين وعبد الله جدعان ومثنى ابراهيم وجسام فاضل ورائد معد وجمال عذاب وعدد
من المصورين والمهندسين .
وكان المرحوم الشاعر
الاستاذ معد الجبوري مدير المجمع هو من يشرف على الجريدة وكانت فيها بعض جوانب
النقد لمظاهر الحياة آنذاك وكان من يخرجها المرحوم الاستاذ طارق فاضل والمذيع كان
الاستاذ ابراهيم الحلو والمخرج والمصور كان الاستاذ صباح ابراهيم والمخرج الاستاذ
محمد المهدي والمونيتير الاستاذ امجد كريم والمذيعة الاستاذة فرقد ملكو .
تولى ادارة تلفزيون
الموصل عدد من المدراء اولهم الاستاذ محمد كريم رمضان وكلف في شباط 1968 وفي زمنه
ابتدأ البث وقد خلفه سنة 1974 وبعده تولى الادارة المرحوم الاستاذ عبد الجبار احمد
ابو رفعت من تموز 1968 الى 1974 ثم تولى الادارة الاستاذ ابراهيم الدوري من سنة
1974 وبقي حتى 1979 وبعدها تولى الادارة الاستاذ طارق علوان من 1979 الى 1985 ثم
تولى الاستاذ امجد محمد سعيد الشاعر المعروف رحمه الله ادارة التلفزيون بين سنتي
1985و1989 وبعده تولى الادارة المرحوم الاستاذ معد الجبوري 1989 حتى 9 نيسان 2003 .
تاريخ تلفزيون نينوى
يعد جزءا فاعلا من تاريخ محافظة نينوى ذلك انه جسد فعاليات ونشاطات المحافظة في
مجال الاعلام المرئي ولعل من علامات وآثار نجاح هذه الاداة الاعلامية هو التفاف
الموصليين حولها وانشدادهم الى ما تقدمه من برامج ومسلسلات وتمثيليات ومسرحيات
واغان واناشيد واوبريتات واخبار ومتابعات للندوات والمؤتمرات العلمية ومنها ندوات
مركز الدراسات التركية بجامعة الموصل وندوات جمعية المؤرخين والآثاريين وندوات
الاتحاد العام للأدباء والكتاب فرع نينوى وندوات وزارة الاعلام ومنها ندوة حصار
الموصل وفعاليات مهرجانات الربيع التي شهدتها محافظة نينوى عبر السنوات من 1969
وحتى سنة 2003 حين توقفت .
الرحمة لمن غادرنا من
كادر تلفزيون نينوى والعافية والصحة الدائمة والبركة لمن هم معنا اليوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق