الاثنين، 14 نوفمبر 2022


 تاريخ وكالة الانباء العراقية ( واع) 1959-2022

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في 24 من ايلول سنة 1959 أُعلن ان مجلس الوزراء العراقي قد أقر (لائحة قانون تأسيس وكالة الانباء العراقية) ، والتي باتت تعرف اختصارا ب(واع) ..وقانون وكالة الانباء العراقية رقم (185) لسنة 1959 وصدر تعديل لهذا القانون بالقانون المرقم (164) لسنة 1959 ونشر بجريدة الوقائع العراقية رقم 257 في 10-11-1959 ومعنى هذا ان عمرها اليوم 24 ايلول 2022 (63) عاما .وهي ثاني وكالة انباء في الشرق الاوسط ، بعد وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية
وفي التاسع من تشرين الثاني - نوفمبر الجاري 1959 ، وقبل (63 ) عاما بدأت وكالة الانباء العراقية (واع) بالعربية وبالانكليزية ( INA ) ، عملها فأطلقت - كما يقول احد ابرز مؤسسيها وهو الصحفي والاعلامي المخضرم الكبير الاستاذ محسن حسين - اولى أخبارها لتستمر( 44 ) عاما لحين استشهادها على ايدي المحتل الامريكي عام 2003 ، وقد اعيدت اليوم والحمد لله .
وقد استذكر الاخ الاستاذ محسن حسين اسماء الرواد ممن عمل فيها معه وقال انهم كلا من :
* علي عبيدة ، الذي أسهم في تاسيس القسم الفني
* اديب راجي غريب ، المحاسب الشهم الذي كان سندا لكل محتاج لحين موعد الراتب
* هناء العمري، يعجز القلم عن ذكر شخصيتها المحببة للجميع
* بولص حنا ، المصور البارع الذي فقدناه شابا اثر مرض عضال
* فؤاد الخليل ، من ابناء البصرة العزيزة كان صحفيا رائعا
* عيسى العيسى ، كان لولب الاخبار الداخلية
* احمد حمدي ، موظف الارشيف الذي لا يكل ولا يمل في عمله
* هدى عبد الرحمن ، الزميلة والاخت الشاعرة الرقيقة
وقد تحدث الاستاذ محسن حسين عن بدايات تأسيس نواة وكالة الانباء الرسمية في سنة 1959 وقال في برنامج ( خطى ) الذي يقدمه الدكتور علاء حطاب على العراقية الإخبارية،انه "تم استدعائه إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون برفقة الصحفي الراحل حميد رشيد وتمت مقابلتهما من قبل مدير الإذاعة في أوائل آذار عام 1959"، مؤكدا ان "مدير الإذاعة انذاك ابلغهما بانه تم اختيارهما لتكوين نواة لتأسيس وكالة انباء رسمية".واضاف، انه "تم تخصيص غرفة خاصة في واجهة الاذاعة وطلبوا منهما عداد نشرة اخبارية يومية بإسم ( مكتب الارتباط ) على أن ترسل هذه النشرة الى الصحف وتقدم الى المذيعين"، مبينا انه "تم تعيين عدد من المندوبين للحصول على الاخبار والمعلومات فضلا عن الاستعانة بالهاتف".
وفي موقع وكالة الانباء العراقية الحالي ورابطه :
تحدث مرة اخرى الاستاذ محسن حسين وقال :"في 9 تشرين الثاني تمر ذكرى تاسيس وكالة الانباء العراقية واع قبل 63 عاما وهي ثاني وكالة انباء في الدول العربية بعد مصر.وقال :"ليس سهلا تأسيس وكالة أنباء في بلد لم يعرف هذا النوع من العمل الصحفي. واضاف :" في عام 1959 بعد عام من قيام ثورة 14 تموز 1958 التي اسست جمهورية العراق واسقطت النظام الملكي 1921-1958 ، تأسست وكالة الأنباء العراقية (واع) كوكالة رسمية بقرار من حكومة الثورة التي يراسها الزعيم عبد الكريم قاسم وكان وزير الارشاد (الاعلام) في ذلك الوقت الدكتور فيصل السامر الذي كان له الدور الرئيسي في تنفيذ القرار ومتابعته اليومية. ولم يكن في العراق من له خبرة في عمل وكالات الأنباء وأسلوب عملها والأجهزة الفنية التي تستخدمها.
ولهذا فقد كان المؤسسون روادا في هذا الميدان وأنا افخر بدوري في تأسيس هذه الوكالة مع اثنين من الزملاء هما المرحومان الاستاذ احمد حبيب القطان (أول مدير لوكالة الانباء العراقية 1959) والاستاذ حميد رشيد . وقد لا يعرف الكثيرون ممن بعملون في واع ويستذكرون ذكرى تأسيسها في 9 تشرين الثاني 1959 ان هذا التاريخ ليس تاريخ قرار الحكومة العراقية بتأسيس الوكالة (القرار أتخذ في أوائل آذار) وهو ليس تاريخ صدور قانون الوكالة رقم 158 لسنة 1959 (القانون صدر في 28 أيلول 1959 ) وليس تاريخ تنفيذه (تاريخ التنفيذ هو تاريخ نشر القانون في الجريدة الرسمية وهو 6 تشرين الأول 1959) ولا حتى تاريخ تعيين أول مدير عام لها وهو الاستاذ احمد حبيب القطان 1959 . إنما في يوم 9 تشرين الثاني 1959 صدرت اول نشرة إخبارية مطبوعة على الورق تحمل اسم (وكالة الأنباء العراقية) .وكانت فترة الأشهر التسعة التي سبقت المولد هي فترة الحمل التي تسبق ولادة المخلوقة الجديدة في الصحافة العراقية. يقول ايضا :" في عام 1959 وبالتحديد في الأيام الأولى من شهر آذار وكنت أعمل في صحيفة (البلاد) استدعيت أنا والمرحوم حميد رشيد لمقابلة مدير الإذاعة آنذاك الرائد (سليم الفخري) [وهو من الموصل وكان يساري التفكير وتقدمي النظرة ]. وأبلغنا الرجل أن الحكومة قررت تأسيس وكالة أنباء رسمية على غرار وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ.ش.أ) ، وأنه قد تم اختيارنا لإنشاء نواة لهذه الوكالة. وقال إن هذه النواة سترتبط بالإذاعة لحين إكمال الإجراءات القانونية اللازمة لتأسيس الوكالة.ان حميد رشيد من أبرز الصحفيين في ذلك الوقت. كان يمارس شتى صنوف العمل الصحفي بكفاءة مثل العمود والتحقيق والمقال السياسي والخبر.
أما أنا فقد كنت هاويا للصحافة قبل أن أحترفها عام 1956 وقد عرفني القراء والوسط الصحفي كمحرر تحقيقات ومندوب أخبار إضافة إلى بداية متواضعة في كتابة القصة القصيرة وكنت قد عملت في صحيفة الشعب وملحقها مجلة (الأسبوع) في العهد الملكي ثم في صحيفة الجمهورية بعد ثورة 14 تموز عام 1958 ثم في صحيفة البلاد لعدة أشهر وعملت لفترة مراسلا لمجلة (صباح الخير) المصرية. كنت ما أزال شابا لا يتجاوز عمري الخامسة والعشرين.
وفي غرفة تقع في الجهة اليمنى من مدخل الإذاعة في الصالحية بدأنا العمل تحت أسم (مكتب الارتباط). وانضم إلينا لفترة من الزمن الزميل إسماعيل الربيعي في بداية عمله الصحفي، والزميل مفيد الجزائري الذي تولى منصب وزير الثقافة عام 2003.
كنا نقوم بجولات يومية على الوزارات والمنظمات لجمع الأخبار ونعود إلى الإذاعة عند الظهر لتحريرها وطبعها واستنساخها في صفحتين أو ثلاث نسلم نسخة منها إلى المذيعين لإذاعتها الساعة الخامسة مساء بعنوان نشرة الاخبار المحلية وتوزيع البقية على الصحف المحلية لنشرها في اليوم التالي. وكانت ترد إلينا بيانات الوزارات وتصريحات رسمية من هذا الوزير أو ذاك لكي ندرجها في النشرة، وكذلك بيانات مجلس الوزراء ومقابلات كبار المسؤولين.وفي تشرين الأول 1959 عين أحمد قطان مديرا عاما للوكالة.
وفي اوائل تشرين الثاني أغلق مكتب الارتباط وانتقلنا إلى مبنى قريب من الإذاعة اتخذ مقرا للوكالة لكن زميلي حميد رشيد رفض العمل في مقر الوكالة كان يعتقد انه سيكون مدير الوكالة. ثم جرى نقل قسمي الأخبار الخارجية والإنصات من الإذاعة إلى مبنى الوكالة وبدأنا العمل في 9 تشرين الثاني 1959 ووضعنا على النشرة الإخبارية اسم وكالة الأنباء العراقية بدلا من مكتب الارتباط في الإذاعة والتلفزيون . اما رمز (واع) فلم نستخدمه الا في عام 1963 بعد مفاوضات طويلة مع وكالة (رويترز) التي تسخدمه رمزا لوكالة الانباء العربية التي تصدرها في ذلك الوقت وتغيير اسمها الى وكالة الانباء الاقليمية.
وكل عام والاحياء من ابناء (واع ) بخير والرحمة والغفران لمن فارقونا وشكرا لك اخي الاستاذ محسن حسين وجهودك الكبيرة في تأسيس واع لايمكن ان ينساها أحد وخاصة من المؤرخين المنصفين ادامك الله وحفظك ورعاك وزادك حنكة وحكمة وعزا وابداعا وتوفيقا .
الاستاذ سيف الدين الدوري ، وقد كان من الذين عملوا فيها (30) سنة كتب عنها وقال : ان العاملين فيها كانوا وكأنهم عائلة واحدة وقال انه عين فيها سنة 1962 وتقاعد في 2 شباط 1992واستذكر اسماء الذين رحلوا عن الدنيا من العاملين فيها ومن الذين تذكرهم رحمهم الله الاساتذة احمد قطان ، وشاذل طاقة ، ودريد الدملوجي ، وبهجت شاكر ، وعامر السامرائي ، ومدحت الجادر ، وطه البصري، واحمد فوزي عبد الجبار ، ونعيم العزاوي ، وغالب صخريا ، ومنصور أبرم منصور ، وهادي الساعاتي وابراهيم اسماعيل وابراهيم العيدان وآمال الزهاوي واناهيد كريكور وانترانيك اوكيليان واحمد حمدي وهادي الفكيكي وفؤاد الخليل وزهير السمان وهاشم محمد صادق وهاشم خزعل ، وهناء العمري ووليد الجنابي وموفق عسكر ، يونس شناوي ، مهدي عبد جواد ومحسن خضير ومحمد جاسم الامين الذي عمل مديرا لمكتب الوكالة ببيروت ( وكيل وزارة الاعلام فيما بعد) ومحمد فخري رزوقي ومحمد مولود الخالدي ومحيي الدين اسماعيل الذي عمل مديرا لمكتب الوكالة في القاهرة عقب حركة 18 تشرين الثاني 1963 وكاتبة الطابعة ماركريت زوجة المصور فاروق باك ومنسي سلامة وناظم سهيم ونعمة عبد الصاحب وبولص حنا وفاضل الشاهر وفاضل اللامي وفاضل قلمجي وفوزي الحيالي وقاسم السماوي وقتيبة الالوسي وقحطان الجبوري وقحطان محجوب (مدير مكتب نينوى ) وكاظم السماوي وكاظم بحر وكريم شنتاف الذي عمل مديرا لمكتب الوكالة ببيروت( وزير الثقافة فيما بعد) ولطيف نصيف جاسم الدليمي ولميعة احمد والمصورة ليلى. وماجدة سعيد وعبد الوهاب جدوع وعبد نور عبود وعدنان الدوري وعصام سالم وعلي البلداوي وعلي جابر البيضاني الذي عمل مراسلا للوكالة في الرباط والمهندس علي عبيدة والمهندس عبد الامير علوان وعبد الجبار الشطب وعزيز المشهداني وعيسى العيسى ، وغزي الشيخلي وغازي مجدي وغالب صخريا وغالي نعمة ارخيص وغسان الهنداوي وسلمان العاني وصالح السلامي وصالح وتوت وصباح احمد صالح وصفاء رشيد ، والمصور حسن معجون وحسين السامرائي وخالد ماجد والدكتور خلدون ساطع الحصري الذي شغل مدير مكتب الوكالة ببيروت عقب حركة 18 تشرين الثاني 1963 ودحام الجبوري ، وخليل محمد هندي ورجاء جواد ورضا الحلي ورعد محيي عارف ورياض الويس وزكي الحبة وزهير احمد القيسي وزهير السمان وسعاد الخوري وسعاد الهرمزي وسعاد فاضل وسعدون فاضل وبدر عبد الله عداي( مدير عام قصر المؤتمرات فيما بعد) وبداي عبد الزهرة وثابت نعمان السعدي وجميل صبري وحارث طاقة وحميد العطو وعدنان عبد الرزاق وكمال عبد الكريم والمصور محمد علي حسن والفني محمد ياسين وبخيت حنتوش وحسن الدوري وفؤاد العزاوي غالي نعيمة رخيص وعبد الجبار الوائل- ابو ربيع – وثابت نعمان السعدي.وممن عمل في وكالة الانباء العراقية لعقود الاخ الصحفي والكاتب والشاعر الاستاذ لؤي الزهيري وكان آخر عناوينه الوظيفية فيها (محرر اقدم ) .
ولايمكن ان انسى ان الاخ والصديق العزيز المرحوم الاستاذ أحمد سامي الجلبي كان مديرا لمكتب وكالة الانباء العراقية في نينوى .
ويمكن لمن عمل فيها ممن لم يرد اسمه التعليق حتى تتم اضافته الى النص خدمة للتاريخ وللتاريخ وحده .
في (دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960) الرسمي مبحث عن نشأة وكالة الانباء العراقية واول مدير للوكالة هو الاستاذ احمد حبيب القطان وهو من مواليد البصرة سنة 1924 تخرج في كلية الحقوق سنة 1949 التحق بالخدمة العامة فتقلب في عدة وظائف حتى عين معاونا لمدير اتحاد الصناعات العراقي وعند تأسيس وكالة الانباء العراقية سنة 1959 عيد مديرا لها .
وقد حدد قانون وكالة الانباء العراقية اعمالها بما يلي : 1- استقاء وتوزيع الانباء بصورة عامة داخل العراق وخارجه بجميع الوسائل الممكنة 2- عرض انجازات العراق في الداخل والخارج 3- تزويد المعلومات والتقارير التي تطلب منها 4- اصدار النشرات والمطبوعات وتوزيعها .
وكان يدير الوكالة مجلس ادارة مستقل في الشؤون المالية والادارية يتألف من سبعة اعضاء بضمنهم المدير العام الذي يكون رئيسا للمجلس ويعين الاخرون على الوجه الآتي : 1- ممثل عن وزارة الدفاع 2- ممثل عن وزارة الخارجية 3- ممثل عن وزارة الارشاد 4- ممثل عن وزارة التخطيط 5- ممثل عن وزارة الداخلية . ويضم اليهم ممثل عن نقابة الصحفيين عند بحث شؤون الصحافة المحلية وعلاقتها بالوكالة .ويعين المدير العام وراتبه ومخصصاته ومدة خدمته بقرار من مجلس الوزراء وهو مسؤول امام وزير الارشاد ويتولى تنفيذ قرارات المجلس وتنظيم العمل في المؤسسات التابعة للوكالة والاتصال بالجهات الرسمية وغير الرسمية وتقديم التقارير الشهرية والسنوية وغيرها حسبما تقتضيه الحاجة الى وزير الارشاد .
*صورة بناية الوكالة وصورة الاستاذ احمد حبيب القطان اول مدير لوكالة الانباء العراقية
      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...