التوحيد والادلة والتدبير ................كتاب الامام جعفر الصادق عليه السلام ورضي الله عنه
- ابراهيم العلاف
كثيرا ما اعود الى هذا الكتاب لاهميته ومنذ سنين وجدت هذا الكتاب وقد طبع اكثر من مرة وبعناوين مختلفة والكتاب املاه الامام جعفر الصادق عليه السلام ورضي الله عنه على المفضل بن عمر الجعفي حتى نشر الكتاب مرة على انه كتاب (توحيد المفضل) . والكتاب لدي نسخة منه وعنوانه (كتاب التوحيد والادلة والتدبير المروي عن الفضل بن عمرو عن الامام جعفر الصادق عليه السلام ) بتقديم الاستاذ جميل ابراهيم حبيب ونشر ببغدادفي (دار التربية للطباعة والنشر) 1989 واشتريت نسخة منه من مكتبات دمشق الحبيبة قبل سنوات .
وقبل ان اتحدث عن قيمة الكتاب اقول ان ابا عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد (زين العابدين) بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ورضوان الله عليهم أجمعين وامه فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنه وكان من سادات اهل البيت ومن اجلاء التابعين وكان فاضلا عالما عابدا سمحا صدوقا متأدبا وكانت ولادته سنة 80 هجرية ووفاته 148 هجرية (700-766) ميلادية بالمدينة المنورة ودفن بالبقيه وكان عمره يوم توفي ست وستون سنة وله اثار علمية كثيرة في الفقه واللغة والتاريخ والعلوم وله كلام في الكيمياء والطبيعة واسرارها والحيوان والحشرات والطيور ويعد من رموز ( المدرسة العلمية العملية في الاسلام ) وكان ثاني من اشتغل بالكيمياء من العرب بعد خالد بن يزيد .
لو استعرضنا فهرس الكتاب الذي ذكرت لكم عنوانه لوجدتم انه تطرق الى كل العلوم الصرف والتطبيقية السماء والظواهر الجوية والفلك وما في المجموعة الشمسية الشمس والكواكب القمر وتأثير كل ذلك على الحياة ثم عرض في الكتاب جملة واسعة من التفسيرات العلمية ومنها مايتعلق بالمناخ والجنس والمعادن والجبال والافات والمعلومات العلمية الواردة في الكتاب ابهرتني حقا بدقتها والكتاب بدا لي وكأنه كتاب في الطبيعة وعلم الفيزياء والكيمياء والبيولوجي .
ومما جاء في مقدمته هذا الكتاب يشتمل على حكمة الباري جل وعلا في خلق العالم ومواليده ..تصوروا قرأت فيه اهمية وفائدة صراخ الطفل عند ولادته وقرأت فيه عن الجنس والزواج ووظيفة الاعضاء التناسلية للرجل والمرأة وتركيبتها وآلية الجماع وما شاكل .
الكتاب يتناول ما كان يذهب اليه الدهريين ويدحض افكارهم في الخلق والكون والامام جعفر الصادق عليه السلام كان يلتقي مفضل كل يوم ويعطيه الدرس ومفضل يسجل كل صغيرة وكبيرة قال له :يامفضل لالقين عليك من حكمة الباري جل وعلا وتقدس اسمه في خلق العالم والسباع والبهائم والطير والهوام وكل ذي روح من الانعام ومن الشجر المثمر والحبوب والبقول ..يامفضل ان الله تعالى كان ولاشيء قبله وهو باق ولانهاية له ...قد خصنا من العلوم بأعلاها ومن المقال باسناها واصطفانا على جميع الخلق بعلمه وجعلنا مهيمنين عليهم بحكمه " وهكذا ابتدأت الدروس من عبارة :" نبدأ يامفضل بذكر خلق الانسان فاعتبر به فأول ذلك تدبير الجنين في الرحم وهو محجوب في ظلمات ثلاث هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشبمة حيث لاحيلة للجنين في طلب غذا ولادفع اذى ولا استجلاب منفعة ولادفع مضرة فإنه يجري اليه من دم الحيض ما يغذوه كما يغذو الماء النبات فلا يزال ذلك غذاءه حتى اذا كمل خلقه واستحكم بدنه وقوي اديمه على مباشرة الهواء وبصره على ملاقاة الضياء هاج الطلق بأمه " .وايم الحق قبل نصف قرن قرأت في منهج علم نفس الطفل او علم النفس التكويني هذا .كتاب جدير بالجميع ان يقرأوه ولااريد ان اطيل عليكم واكتفي بهذا المقال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق