سرداب الاستاذ أحمد الديري
- ابراهيم العلاف
لي عنه مقال وكتبت اكثر من مرة عن بعض جوانب حياته وتدريسه اللغة الانكليزية .استاذ اللغة الانكليزية القدير رحمة الله عليه توفي يوم 23 اب سنة 2020 وقد خصني ببعض ذكرياته التي كتبها في حياته .كان من اوائل مدرسي اللغة الانكليزية هو ورفيق حياته ومجايله الاستاذ حميد فصولة من اوائل المدرسين الذين تخصصوا في تدريس الطلبة الانكليزية دروسا خصوصيا وكثيرا ما كان يبلغ الطلبة الفقراء سرا ان لايدفعوا شيئا وقد حدثني بذلك كثيرين من هؤلاء .
قال :" أجرت سردابا واسعا في محلة خزرج (موطني الغالي) وزودته بالمقاعد المريحة والتبريد ولوحة كبيرة للطلاب الذين قل دخلهم وشح رزق معيليهم بمبلغ زهيد (5) دنانير ولمدة اكثر من شهر دراسة متواصلة حتى ايام الجمع بينما كان مدرس الدروس الخصوصية (دينار واحد للساعة ) انهالت عليّ المادة بشكل لم كنت اتوقع .الدورة الاولى قبل الامتحان الوزاري والدورة الثانية بداية الشهر الثامن مستمرة حتى ليلة الامتحان ..علا اسمي فوق المجرة وراحت السنة الطلبة واولياء امورهم يقدمون الاحترام والتقدير لاخلاصي وتكرار شرح المادة مرات عديدة حتى اتقنها اضعف الطلاب واثنى الكل على طول مدة الدراسة واجرتها الضئيلة .كان النجاح في الدورة قد بلغ الاوج وانتشرت اخبار عني لا اساس لها من الصحة : ( ان الديري هو الذي يضع اسئلة الامتحان النهائي ويدرس اجوبتها للطلاب ) ولكني كنت بريئا من هذه الاشاعات التي يروجها الاساتذة الفاشلين .قال البرت اينشتاين (العبقرية 1% هبة من الطبيعة و99% جهود فردية جبارة ) وكنتُ ادرس (72) حصة في عدة مدارس في الاسبوع الواحد (5) دروس صباحا يوميا في متوسطة الكفاح وثلاثة دروس في متوسطة ام الربيعين بعد الظهر ثلاثة يوميا في اعدادية الاماني المسائية واربعة دروس في الاعدادية في الايام الاربعة الباقية من الاسبوع وبعد انتهائي من التدريس الساعة الثامنة مساء اتجه بسيارتي نحو الدروس الخصوصية في تلك الدور وبعدها تكون عودتي الى داري الساعة العاشرة مساء وبقيت على هذه الحالة اكثر من عشر سنوات ثم تضاءلت الى النصف بعدها كفاح مستمر واندفاع هائل وجهود عظيمة يكللها نجاح فريد مضمون ..عندي العمل عبادة والاخلاص صلاة وطاعة وكأن الله معي لان عملي حر وشريف وليس فيه اي غش او خداع ادرس الكل بالتساوي الغني والفقير في الميزان على حد سواء ... كانت اللغة الانكليزية هوايتي المفضلة وحبي لكتّاب قصصها القصيرة والروايات حبا لاشبيه له ...كان نشاطي كعيون الجبال الدافئة التي ترفدها المياه الجوفية والثلوج المتراكمة ..." .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق