الاثنين، 7 نوفمبر 2022

الاحزاب السياسية العراقية والنزاع العراقي – الكويتي 1938-1990



الاحزاب السياسية العراقية والنزاع العراقي – الكويتي 1938-1990

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

وسألني أحد  طلبة الدراسات العليا عن هذا الموضوع ، وقال ان يكتب عنه رسالة ماجستير  في كلية التربية للعلوم الانسانية –جامعة الموصل ، وقلت له انني سأكتب لك مقالة موجزة اوضح لك فيها بعض المحطات في مسيرة العلاقات بين البلدين الشقيقين وقلت له  ان هذا الموضوع ليس سهلا ، فهو يحتاج الى ان نعود الى برامج الاحزاب العراقية في العهدين الملكي والجمهورية ونطلع على برامجها ، ومواقفها ، وصحفها وتصريحات قادتها ، واذا كنا قد ابتدأنا بالسنة 1938 فلابد لنا ان نعرف ماهي الاحزاب العراقية التي كانت قائمة بين سنتي 1938 و1946 ، وبين 1946 و1958 ، وبين 1958 الى 1968 ، وبين 1968 الى السنة 1990 حين اجتاحت قطعات من الجيش العراقي ارض الكويت في الثاني من آب سنة 1990 واسقطت النظام القائم واعلنت فيما بعد ضم الكويت كمحافظة رقم (19) الى جمهورية العراق .

كما يتوجب العودة الى الاتفاقيات ، والمعاهدات التي عقدت خلال الفترة موضوعة البحث ، وخاصة في ما يتعلق بالحدود بين العراق والكويت ، واعتراف العراق بدولة الكويت سنة 1963 ، وما اعقب ذلك .

ويقينا اننا نحتاج الى الوثائق المتوفرة في دور الارشيف العراقي ، والكويتي والبريطاني فضلا عن ما اصدرته الحكومتان من بينات ، ومراسيم ، وتصريحات تتعلق بالمشاكل بين البلدين ، ولابد من العودة الى الصحف ، وكل الكتب والمصادر التي صدرت عن النزاع العراقي – الكويتي ، وهي كثيرة ومعروفة ، ولكنها مبعثرة ، ومتناثرة والهدف من كل ذلك الوقوف على موضوع المقال او الرسالة والمتعلق برؤية الاحزاب السياسية العراقية للنزاع بين العراق والكويت بين سنتي 1938 و1990 .

خلال سنوات العشرينات من القرن الماضي أي القرن العشرين كانت هناك احزاب انصرفت للدعوة الى الاستقلال العراقي عن بريطانيا منها حزب (الحزب الوطني العراقي ) ، و(حزب النهضة العراقي ) ، وفي سنوات  الثلاثينات من القرن الماضي كان في العراق عدد من الاحزاب منها (حزب الاخاء الوطني ) بزعامة ياسين الهاشمي تأسس في اوائل الثلاثينات  من القرن الماضي ، وشكل الحزب حكومة في اذار 1933 وهي وزارة رشيد عالي الكيلاني الاولى ، وقد كان لهذا الحزب موقف قومي كما يقول الدكتور محمد عبد المطلب البكاء في  الصفحة (137) من كتابه ( من مبارك الى جابر الرمال المتحركة دراسة في تاريخ مدينة الكويت السياسي) ، وصدر ببغداد سنة 1992 ومن ذلك انه جسد الحركة الوطنية العراقية والرأي العام العراقي والكويتي في حينه .وقد نشرت جريدته جريدة (الاخاء الوطني ) في عددها الصادر في 15 مايس ايار 1933 تحت عنوان (في سبيل الوحدة بين العراق والكويت ) .وذهبت جريدة (الاستقلال) لسان حال العروبيين من القوميين آنذاك المذهب نفسه ودعت في 25-9-1936 الى "ضرورة ان يلعب العراق الدور المطلوب منه في ارشاد الامارة المجاورة الكويت الى سبل الصواب "ودعا الجريدة الى معاونة الكويت ثقافيا ، وصحيا ، وعلميا ، وجددت دعوتها الى ضم الكويت الى العراق لما فيه خيرها وتمتعها بحياة جديدة ومركز ممتاز مرموق والتخلص من الانحطاط والتدهور " .

لا استطيع الدخول في تفاصيل هذا الموضوع ، فالوقت لا يسمح والصحة لا تساعد ، لكن اقول ان كتاب الدكتور مصطفى عبد القادر النجار الموسوم (التاريخ السياسي لعلاقات العراق الدولية بالخليج العربي ..دراسة في التاريخ الدولي ) وهو منشورات مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة 1975 ، والكتاب بالأصل اطروحته للدكتوراه في كلية الآداب – جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية  ، هذا الكتاب هو المفتاح للموضوع حيث ان فيه فصلا بعنوان ( المسألة الكويتية وصلات العراق بالخليج العربي)  وفي هذا الفصل وقف عند دعوة الملك غازي ملك العراق السابق 1933-1939 لضم الكويت الى العراق  . ومما يجدر ملاحظته ان القوى العربية القومية في العراق وحتى في الكويت انسجمت مع دعوة الملك غازي خاصة ، وان فريقا من احرار الكويت المقيمين في العراق قدموا في ايار سنة 1938 مضبطة اشترك في التوقيع عليها وجهاء الكويت واشرافها وشبابها يبسطون فيها رغبتهم في الحاق امارة الكويت بالمملكة العراقية  ، ويمكن متابعة كل هذا في جريدة (الاستقلال ) القومية العربية في العراق وكيف انها نقلت اخبار ونشاطات القوى القومية ومنها (لجنة التحرير القومي ) 1939 وهذه اللجنة اصدرت بيانا دعت فيه شباب وشيوخ الكويت الى التجنس بالجنسية العراقية تخلصا من مظالم الامير وانقاذا للكويت .

واقول ان هناك ايضا ( جمعية انقاذ الكويت )  تأسست سنة 1938  ضمت كما  جاء في مجلة ( آفاق عربية ) العدد (12) 1990 سبعة اشخاص ثلاثة من الكويت واربعة من العراق فمن الكويتيين عبد الله الصقر – عبد الله الفلاح – محمد البراك ومن العراقيين حازم المفتي – قاسم حمودي – عبد المحسن الدوري – عبد الباقي السعيدي وقد مثل هؤلاء حلقة وصل بين (جمعية انقاذ الكويت ) وبين الاوساط القومية العراقية  ( مجلة آفاق عربية العدد 12 -1990 ص 75) .

يقول المؤرخ السيد عبد الرزاق الحسني رحمه الله في كتابه (تاريخ الوزارات العراقية ) الجزء الخامس الصفحة 59 انه "في مفتتح سنة 1939 اشتدت الدعوة لربط مشيخة الكويت بالعراق واخذ شباب الكويت يهرب الى ارض الرافدين ويبث الدعاية ضد مشايخ الكويت / وسرعان ما تكون حزب سري في الكويت ضم نخبة من شباب الكويت المتحمس ومن المؤمنين بالوحدة العربية لهذا الغرض .وكان للملك غازي محطة اذاعة خاصة به يقال لها (محطة قصر الزهور ) فكان القوميون والشباب المتحمسون من الكويتيين وغيرهم يلجأون الى هذه المحطة لترويج الدعاية لالحاق الكويت بالعراق ) .

ومن الطريف ان الاستاذ فائق السامرائي وهو من الشباب القومي العربي ومن مؤسسي حزب الاستقلال فيما بعد سنة 1946 كان مديرا للدعاية والنشر والاذاعة سنة 1939 .كما يمكن ملاحظة موقف القوميين العراقيين من النزاع العراقي – الكويتي في مذكرات مؤسس حزب الاستقلال الشيخ محمد مهدي كبة وعنوان مذكراته ( مذكراتي في صميم الاحداث) الصفحة 95 . كما يجد ذلك في مذكرات الاستاذ ساطع الحصري (مذكراتي في العراق) الجزء الثاني الصفحة 586 .ولا ننسى مذكرات الاستاذ طالب مشتاق (اوراق ايامي) الجزء الاول الصفحة 322

في سنوات الاربعينات ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 تشكلت في العراق سنة 1946 عدة احزاب لابد من مراجعة تاريخها وادبياتها وصحفها لمعرفة موقفها من النزاع العراقي – الكويتي حول قضايا كثيرة ومنها قضايا الحدود والتهريب وما شاكل ذلك .

ومن هذه الاحزاب الحزب الوطني الديموقراطي – حزب الاستقلال – حزب الاحرار – حزب الشعب – حزب الاتحاد الوطني – حزب الاتحاد الدستوري- حزب الامة الاشتراكي-حزب الاصلاح – الحزب الشيوعي – حزب التحرر الوطني – الحزب الوطني التقدمي – الحزب الجمهوري – جماعة الاخوان المسلمين – حركة القوميين العرب   وغيرها  من الاحزاب  ، ولم نجد في مناهج وبرامج هذه الاحزاب ومنها علنية وبرلمانية ومنها سرية ايديولوجية عقائدية ، ما يتعلق بموضوع ( النزاع العراقي – الكويتي) ،  لكن ثمة مواد في مناهج بعض هذه الاحزاب تؤكد على دعم استقلال البلدان العربية والتعاون معها وتمكينها من المحافظة على مصالحها الحيوية .

 

في الموقع الالكتروني (مقاتل ) ورابطه التالي : http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/IraqKwit/3/sec01.doc_cvt.htmنجد موضوعا مهما بعنوان : (استقلال الكويت وازمة الحدود العراقية – الكويتية 1961)  نجد مبحثا عن (موقف الاحزاب العراقية من دعوة الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 ) وفيه نجد ان موقف الاحزاب  العراقية كان متباينا ازاء قضية ضم الكويت الى العراق . فقد ايد  (الحزب الوطني الديموقراطي ) المؤسس منذ سنة 1946 مطالبة الزعيم عبد الكريم قاسم بضم الكويت الى العراق ،على اساس انها جزء من العراق ،فصلها الاستعمار البريطاني لم تستوف مقومات الدولة وانها مرتبطة اجتماعيا واقتصاديا بالعراق عن طريق البصرة .غير ان الحزب لم يؤيد ضمها من دون موافقة الدولة العربية الاخرى ورأى الحزب في تهديد الزعيم عبد الكريم قاسم بقطع العلاقات الدبلوماسية بأي دولة تعترف بالكويت سياسة غير مجدية ومتهورة لأنها تؤدي الى عزل العراق سياسيا واقتصاديا .

اما الحزب الشيوعي العراقي المؤسس منذ سنة 1934 فكان يعارض الطريقة التي حاول الزعيم عبد الكريم قاسم اتباعها لضم الكويت واكد الحزب ان المسألة الاساسية آنذاك هي مسألة تحرير الكويت من الاستعمار وهي جزء من قضية العرب الكبرى قضية التحرر العربي وان كان الامر اكثر مساسا بالعراق نظرا للعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذا رأى انه ينبغي التركيز في هذا الهدف المباشر وهي جمع القوى العربية تحت لواء واحد ضد الاستعمار ومن اجل التضامن العربي .

ولم يصدر حزب البعث العربي الاشتراكي بيانا حول الموضوع .وقد فسر موقفه علي صالح السعدي نائب امين سر الحزب بقوله :" ان اسلوب قاسم الدعائي في المطالبة بالكويت جعل القوى والاحزاب القومية ترى في دعوته هذه انها مجرد ضم اقليمي ،ولأن الوحدة لا تتحقق الا بالأسلوب الشعبي وبالاستناد الى الجماهير " .

واصدرت (حركة القوميين العرب ) في العراق بيانا في العاشر من تموز سنة 1961 في هذا الشأن جاء فيه :" ان لهذه الدعوة في جوهرها دوافع اقليمية وشخصية كان النضال العربي  قد لفظها منذ زمن طويل وان هذا الادعاء لا يمت الى دعوة الوحدة العربية بصلة " .

أما ( الرابطة القومية في العراق) ، فإنها اصدرت بيانا اكدت فيه ان عبد الكريم قاسم في دعوته هذه ،قد نفذ رغبة الاستعمار الانكليزي وعبر عن امانيه واطماعه اصدق تعبير عند مناداته بضم الكويت ، جبرا وبالقوة الى العراق حتى يمكننا ان نقول ان السفير البريطاني في العراق قد  لقنه حتى الكلمات التي قالها في المؤتمر الصحفي الذي عقده في وزارة الدفاع .واضاف في بيان (الرابطة القومية) ان الاثار المترتبة على ذلك هي :

·       عودة القوات البريطانية الى الخليج العربي ووقوفها في وجه تيار التحرر العربي في المنطقة

·       تخوف جميع مشايخ وامراء الخليج العربي من المطالبة بالاستقلال والسيادة ذلك لإن  تخليهم عن الاستعمار سيؤدي في النهاية الى ابتلاعهم بالقوة من قبيل اي دولة عربية مجاورة

·       تجديد الخلافات وتوسيع شقة الخلافات بين الدول العربية نتيجة لهذه المشكلة

·       محاولة عبد الكريم قاسم ان يشغل بدعوة شعب العراق عن جرائمه في الداخل

هنا لابد لي – كمؤرخ- ان استفيد مما قاله المؤرخ والكاتب واستاذ العلوم السياسية الكويتي الكبير الاخ الاستاذ عبد الله النفيسي عن لقاء اجراه مع السفير البريطاني في العراق  ( السير همفري تريفليان )  حول هذه المسألة في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم  1958-1963  وكان موفدا من تلفزيون الكويت  ويقدم (برنامج المائدة المستديرة )  وكيف ان السفير اراه البوما للصور فيها صور له مع الزعيم عبد الكريم قاسم  في حوض السباحة واخرى وهو يلعب التنس وسأله النفيسي كيف هذا وانتم  قلتم انكم تدعمون  الكويت  فرد عليه السفير همفري تريفليان صاحب كتاب (الشرق الاوسط في ثورة ) وهو بالإنكليزية "ان الزعيم رجلنا  في العراق "

  he is our man in IRAQ"  

وانهم  اي الانكليز ارادوا " ان يفركوا إذن الكويتيين ويخيفونهم حتى لايذهبوا  بعيدا في افكار الحرية والتقدم مع عبد الناصر " ورابط الكلام في الموقع التالي : https://video.twimg.com/amplify_video/1282873880428843008/vid/320x240/lg49QQ9ifBCkboP1.mp4?tag=13

في كتاب الدكتور عادل تقي عبد محمد البلداوي الموسوم ( الحزب الوطني التقدمي في العراق في العهد الجمهوري الاول وقد صدر ببغداد سنة 2000 والكتاب بالأصل رسالة جامعية هناك مبحث بعنوان ( موقف الحزب الوطني التقدمي في العراق من قضية الكويت ) الصفحات 158- 163 والحزب كما هو معروف بزعامة محمد حديد وزير المالية السابق في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963  تأسس في 29 تموز سنة 1960  ، وفي هذا المبحث اشارة الى ان الحزب ايد قرارات عبد الكريم قاسم بشأن ضم الكويت بحرارة وحاول اقطابه تنظير القرارات واضفاء الشرعية التاريخية عليها وقد رفع زعيم الحزب برقية تأييد الى الزعيم عد تصريحاته بشأن الكويت (خطوة جبارة) و(مكسبا جديدا) يضاف الى (مكاسب ثورة 14 تموز المجيدة خصوصا لان تلك التصريحات اقرت (الحقيقة التاريخية الثابتة) وفضحت ( الخطط الاستعمارية الرامية الى اقامة الكيانات العربية المجزأة ،خلافا لوقائع التاريخ الماثل ولاتجاهات العصر الحاضر ).وهذا كله جاء في العدد (336) من جريدة الحزب واسمها (البيان) والصادر في 27 حزيران 1961 .

كما جعلت جريدة (البيان ) وهي لسان حال الحزب تصريح الزعيم عبد الكريم قاسم عنوانا بارزا لمقال افتتاحي لها اكدت فيه ( حق العراق في الكويت ) لذا لابد ان (يكتب للقرار الظفر والنجاح لأنه موقف رصين ) جاء تعبيرا عن (ارادة الشعب ) ونشرت جريدة (البيان ) في اعدادها (347 و367 في 1ن تموز و14 اب 1961 ) وثائق تاريخية تبرر قرارات الزعيم .

وادلى عراك الزكم عضو اللجنة الادارية المركزية للحزب ورئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية بدلوه في هذا المجال وقال ان دعوة الزعيم بضم الكويت هي دعوة الشعب العراقي منذ ان انقطع هذا الجزء الذي لا يتجزأ من العراق والامر لم يكن ضما بل اعادة حق سليب وجاءت هذه التصريحات لوسائل اعلام بريطانية خلال زيارته الى لندن في ايلول 1961 (مقتبس من جريدة البيان العدد 396 في 8 ايلول 1961) .

وظل الحزب يواصل اهتمامه بقضية الكويت حتى انه رفع في مؤتمره الثاني الذي عقد في السابع والعشرين من كانون الاول سنة 1961 شعارا اساسيا عنوانه ( الكويت جزء لا يتجزأ من الوطن العراقي) وقرر في المؤتمر دعم مساعي الحكومة الهادفة الى ( عودة هذا الجزء السليب الى الوطن ) .

وقبل اسبوعين فقط من ايقاف نشاطه السياسي (حزيران 1962) دعا الحكومة  (انظر جريدة البيان العدد 622 في 19 حزيران 1962) الى وضع خطة عملية وسياسة حكيمة لمقاومة الاستعمار ومحاولاته الرامية الى ( تثبيت كيان الكويت المصطنع ) وذلك من خلال (تعبئة الرأي العام العربي) و( القيام بنشاط دبلوماسي في جميع الاوساط الدولية ) لتأييد ما اسماه الحزب (حق العراق في الكويت ) .

في ما يخص موقف الاحزاب الكردية وخاصة ( الحزب الديموقراطي الكردستاني) المؤسس سنة 1946 فلابد من العودة الى أدبيات هذا الحزب  ومنها صحفه وبياناته ، لمعرفة موقفه من النزاع العراقي – الكويتي  1938-1990 واغلب الظن ان هذا الحزب لم يكن يؤيد مطالبة الزعيم عبد الكريم قاسم بضم الكويت وتعيين شيخ الكويت قائمقاما عليها .

كما لابد من معرفة موقف الاحزاب من مشروع نوري السعيد رئيس وزراء العراق اثناء قيام الاتحاد العربي الهاشمي بين العراق والاردن في سنة 1958 لضم الكويت الى الاتحاد العربي الهاشمي .

الاستاذ الدكتور محمود علي الداؤود في كتابه (الخليج العربي والعمل العربي المشترك) وهو من منشورات مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة وطبع بمطبعة الارشاد ببغداد 1980 وقف عند الفترة من 1961 وما بعدها وتحدث عن التطورات التي حدثت في الكويت وقال على الصفحة 133 وما بعدها انه في 19 حزيران 1961 تم تبادل المذكرات بين الشيخ عبد الله السالم الصباح حاكم الكويت وبين المعتمد البريطاني في الخليج العربي وليم لوس وانتهت المباحثات بإنهاء اتفاقية 23 كانون الثاني 1899 والاعتراف باستقلال الكويت وقد اعترض العراق في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم على الاتفاق البريطاني الكويتي وحدثت مشكلة الكويت عند مطالبة الزعيم  بضم الكويت الى العراق لكن بعد ان نجح حزب البعث العربي الاشتراكي في اسقاط نظام حكم الزعيم عبد الكريم في 8 شباط 1963  وقد جرت محادثات اخوية بين العراق والكويت ونجحت المحادثات ووافق مجلس الامن في 7 ايار 1963 على طلب الكويت لعضوية الامم المتحدة وقد تم لها ذلك نتيجة لعدم معارضة العراق لهذه الخطوة وفي بداية تشرين الاول 1963 قام وفد عراقي برئاسة اللواء احمد حسن البكر رئيس الوزراء بزيارة رسمية للكويت واعلن بعد الزيارة  في 4 تشرين الاول على محضر متفق عليه بين البلدين العربيين تضمن اعتراف جمهورية العراق باستقلال دولة الكويت ولابد من الوقوف عند بنود هذه الاتفاقية التي تطرق اليها الدكتور الداؤود في الصفحة 135 وفي مواد هذه الاتفاقية ما ينص على ان  :"تعترف جمهورية العراق باستقلال دولة الكويت وسيادتها التامة بحدودها المبينة بكتاب رئيس وزراء العراق [نوري السعيد ٍ] بتاريخ 21 تموز 1932 والذي وافق عليه حاكم الكويت بكتابه المؤرخ في 10 آب 1932  وتعمل الحكومتان على توطيد العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين يحدوهما الواجب القومي والمصالح المشتركة والتطلع الى وحدة عربية شاملة وتعمل الحومتان على اقامة تعاون ثقافي وتجاري واقتصادي بين البلدين ويتم فورا تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء " .

ظلت العلاقات جيدة ومرت سنوات ومنها سنوات الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988  ولكن في السنوات التي تلت انتهاء الحرب حدثت مشاكل ومنها اقتصادية تتعلق بديون الكويت على العراق وتأزم الموقف ودخل الجيش العراقي الاراضي الكويتية في 2 اب سنة 1990 .

لابد من معرفة موقف حزب البعث العربي الاشتراكي بعد اجتياح الجيش العراقي للكويت في 2-8-1990 والذي تغير عن ما كان سنة 1961 و1963 من خلال موقفه وبيناته وما جاء في صحفه وكلها تؤيد ما حدث في آب 1990 وقد سمي في ادبيات الحزب واعلامه   (يوم النداء)   وتبرر ذلك .

 

 

 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...