الدكتورة عاتكة الخزرجي والعباس بن الاحنف
- ابراهيم العلاف
في يوم 9 من تشرين الثاني -نوفمبر سنة 1997 اي في مثل هذا اليوم قبل (25) سنة توفيت قيثارة العراق الشاعرة الكبيرة الدكتورة عاتكة وهبي الخزرجي ومرة كتبت عنها مقالة منشورة في مدونتي مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها التالي :
وبعنوان (الدكتورة عاتكة الخزرجي والعباس بن الاحنف ) قلت فيها : " ومنذ أن كنتُ في قسم التاريخ بكلية التربية - جامعة بغداد قبل 56 سنة ، اقرأ للشاعر العباس بن الاحنف .. وهو شاعر عباسي وكانت استاذتنا في الكلية وكنا نراها في قسم اللغة العربية المرحومة الاستاذة الدكتورة عاتكة الخزرجي عاشقة للعباس بن الاحنف وقد كتبتْ اطروحتها عنه ونشرت ديوانه في (دار الكتب المصرية ) بالقاهرة سنة 1954 . وكانت تتغزل به ومما كانت تقوله :
أُحبك فوق الهوى والظنون ***وفوق الذي يحسب العاشقون
اليوم وانا اقرأ في كتاب (تاريخ الادب العربي) للاستاذ عمر فروخ ،بيروت 1968 عرجتُ على العباس بن الاحنف ، ورحت أستعيد ذكرياتي معه ، ووقفت عند سر اعجاب الدكتورة عاتكة الخزرجي به ومن ذلك أنه كان جميلا ، مقبولا ، فصيح اللسان ، ظريف الحديث ، ظاهر النعمة ، وله كرم ، ومحاسن اخلاق وكان لاُيليقُ درهما أي لايدخر ، ولايحبس ما يملك .ونال حظوة عند الرشيد ، وتوفي ببغداد سنة 814 ميلادية وعمره نحو ستين سنة وله قصائد منها في الوفاء يقول :
إن الهوى لو كان ينفذ *** فيه حكمي أو قضائي
لطلبته وجمعته *** من كل أرض وسماءِ
فقسمته بيني وبين *** حبيب نفسي بالسواء
فنعيشُ ما عشنا على *** مَحض المودة والصفاء
حتى اذا متنا جميعا *** والامور الى انقضاء
ماتَ الهوى من بعدنا *** أو عاش في اهل الوفاءِ !
كان شعر العباس بن الاحنف ككلام عمر بن ابي ربيعة مشاكلا لكلام النساء ، وموافقا لطباعهن . وكان في غزله غزير الفكر واسع الكلام كثير التصرف اثر في شعر شعراء التروبادور الذين نشأوا في جنوب فرنسا ونظموا شعرا كان الاصل للشعر الحديث في اللغات الاوربية الحديثة .
رحم الله شاعرنا العباسي العباس بن الاحنف ورحم الله قيثارة العراق الدكتورة عاتكة وهبي الخزرجي ومن الطريف ان اقول ان والدها المرحوم وهبي الخزرجي الامين كان متصرفا في لواء الموصل خلال العهد الملكي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق