هاشم الحاج يونس والوطنية الاقتصادية *
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
حينما كتبت عن مصطفى الصابونجي وعبد الحميد شومان ونوري فتاح وطلعت حرب ، وجدت ان الضرورة العلمية والوطنية تقتضي ان اكتب عن هاشم الحاج يونس .. فهو من الوطنيين الاقتصاديين الموصليين والعراقيين الذين خدموا بلدهم خاصة في مجال تأسيس المشاريع الاقتصادية التي تساعد في الاستغناء عن المنتجات الاجنبية ، وتسهم في تكوين قاعدة اقتصادية وطنية . وهاشم الحاج يونس من التجار والصناعيين الموصليين البارزين ، وقد كانت له اسهامات تجارية وخيرية كثيرة ، عمل من اجل رفعة بلده فهو من بناة غرفة تجارة الموصل ، ومن مؤسسي معامل الدباغة والنسيج والاسمنت . كان تاجرا وصناعيا ومصرفيا وعاملا في مجال ترسيخ دور شركات التأمين . هذا فضلا عن انه كان ذا حس وطني ، وتوجه قومي عربي .
ولد في مدينة الموصل سنة 1902 ومع انه لم يكمل دراسته الا ان توجهه نحو العمل التجاري والصناعي والمصرفي كان كبيرا . وقد أدرك منذ بدايات حياته العملية ان لابد من النضال ضد المستعمرين الانكليز فاختار الميدان الاقتصادي ساحة للمواجهة ومما ساعده على ذلك ثراء اسرته وسعة يد والده ، ففي سنة 1950 أسس معملا للدباغة ، وفي سنة 1952 أسس محلجا للقطن ومعملا للنسيج وكان واحدا من مؤسسي شركة إسمنت الرافدين . وخلال الحرب العالمية الثانية ، وعندما عجزت الحكومة عن السيطرة على شؤون التموين ، وتوفير المواد الغذائية للناس ظهرت الحاجة الى تاسيس شركة خاصة تأخذ على عاتقها توزيع المواد الخاضعة لنظام التوزيع بالبطاقات ، وتخفيف اعباء التموين عن الحكومة لذلك اقدمت غرفة تجارة الموصل على انشاء شركة نينوى التجارية المحدودة سنة 1944 . وقد اشارت المصادر العلمية المعتمدة ان الشركة قدمت خدمات كبيرة للفئات الفقيرة واختير هاشم الحاج يونس مديرا مفوضا لهذه الشركة وكان الى جانب ذلك عضوا في مجلس ادارة مصرف الرافدين وعضوا في البنك المركزي . وفي سنة 1956 كان عضوا في المصرف الصناعي ويعد من مؤسسي اول شركة للتأمين في العراق كما كان عضوا في الهيئة الادارية لغرفة تجارة الموصل . انتقل سنة 1947 للعيش في بغداد وحضر مؤتمرات اقتصادية عديدة منها مؤتمر الغرف التجارية الاسلامية في طهران سنة 1970 .
قرأت في مذكرات الصحفي والمذيع والسائح الموصلي الشهير يونس بحري كيف ان الدنيا ضاقت به وهو في بغداد فإتجه الى مكتب المرحوم هاشم الحاج يونس زميله في الدراسة وقابله وقام الحاج هاشم الحاج يونس بتخصيص راتب شهري له ودون ان يكلفه بالدوام في شركته ساعة واحدة وهكذا كان المرحوم هاشم الحاج يونس معطاء مع الكثيرين ودون ان تحده اية حدود .
توفي ببغداد سنة 1992 رحمه الله فقد كان عاملا من اجل استقلال العراق وبناء الصناعة الوطنية فيه وكم نحن اليوم بحاجة الى امثاله .
________________________________________
** نشرت في فتى العراق العدد(72) في8 حزيران2005 وكذلك في كتابي :" شخصيات موصلية "، دار ابن الاثير للطباعة والنشر -الموصل ،2007
*** https://www.facebook.com/photo/?fbid=10221148631642365&set=a.1661700019326
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق