خارطة التيارات والكُتل السياسية التي ستخوض الانتخابات النيابية القادمة 2025
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
والانتخابات النيابية التي ستجري في العراق يوم 11 من تشرين الثاني -نوفمبر سنة 2025 ستكون مهمة ، وحاسمة ، وتقريبا سوف تعكس طبيعة التوجهات السياسية الحقيقية في العراق الى حد ما .
والانتخابات هذه - كما هو معروف - ستحدد من هم أعضاء مجلس النواب العراقي القادم وعددهم ( 329 ) عضوًا، وهم من سينتخب رئيس الجمهورية وهم من سيمنح الثقة للوزارة القادمة رئيسا واعضاء . وهذه الانتخابات ستجري استنادا الى التعديل الثالث لقانون الانتخابات لسنة 2018 المعدل سنة 2023، على طريقة القائمة المفتوحة وبالتمثيل النسبي للكيانات المشاركة.
ومع انني اعرف حقيقتان مهمتان ؛ وهما غياب التيار الصدري عن الانتخابات ، وعزوف المواطنين عن تفعيل مشاركتهم في هذه الانتخابات لفقدهم الثقة بنتائجها وشعورهم ان مجلس النواب القادم سيكون مثل المجالس السابقة .
طبعا انا لا اؤيد ذلك واقول لابد من المشاركة الفاعلة لاحداث تغيير والتغيير يبدأ من الانتخابات والمشاركة فيها بفعالية واختيار دقيق لمن يرى فيه المواطنين الخير .
وهناك مسألة اخرى وهي ان قانون الانتخابات المعموم به لايمكن ان يؤدي الى برلمانوتمثيل قوي للناس لاسباب لامجال الان لاثارتها .وتبقى نقطة اخرى ان هناك متغيرات في خارطة القوى التي ستتوجه للانتخابات وهي قليلة جدا وابرزها ان السيد رئيس مجلس الوزراء الحالي المهندس محمد شياع السوداني دخل الانتخابات بقائمة تحمل عنوان ( إئتلاف الاعمار والتنمية) بمعنى ان من يرى في قيادته للمرحلة السابقة خيرا فسيكون معه ويعطيه ما يستحقه من اصوات .وقد يكون من المناسب الاشارة الى ان هذا الائتلاف (ائتلاف الاعمار والتنمية ) يضم ( تيار الفراتين) بزعامةالسيد السوداني و(حركة عطاء) بزعامة السيد فالح الفياض و( جند الإمام) بزعامة السيد أحمد الأسدي و(إبداع كربلاء ) بزعامة محافظ كربلاء السيد نصيف الخطابي، و( ائتلاف الوطنية ) بزعامة الدكتور أياد علاوي، و( تجمع أجيال ) بزعامة السيد محمد الصيهود، و( تحالف حلول ) بزعامة السيد محمد صاحب الدراجي.
وهناك المخضرمون من السياسيين الذي عرفهم العراقيون منذ سنة 2003 اي منذ الاحتلال الامريكي وقبل قرابة ربع قرن ستكون لهم مشاركة والمشاركة اعتيادية ولا ادري كم سيحصلون على اصوات في حال قام العراقيون بتقييم حضورهم منذ 20 سنة اي منذ سنة 2005 . من هؤلاء السيد نوري المالكي (دولة القانون) والسيد هادي العامري (كتلة بدر) والدكتور همام حمودي (تحالف ابشر ياعراق) والسيد عمار الحكيم (تحالف قوى الدولة الوطنية) وطبعا معهم الدكتور حيدر العبادي وائتلاف النصر . وهناك تحالفات ليست قديمة كقدم المجموعة الاولى ومنهم السيد محمد الحلبوس (تقدم) والسيد ثابت العباسي (تحالف الحسم الوطني ) والسيد خميس الخنجر (تحالف السيادة) والسيد عدنان الزرفي (تحالف البديل) والذي يتألف من الوفاء العراقية والحزب الشيوعي وحزب البيت بزعامة حسين الغرابي الوطني وحزب الاستقلال بزعامة سجاد سالم وعدد من الأحزاب المدنية الصغيرة والقوى المدنية والتشرينية.
والدكتور نعيم العبودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي (كتلة صادقون) ،وللعلم فإن هذه الكتلة بالاصل تمثل (عصائب أهل الحق التابعة للشيخ قيس الخزعلي ومن يؤيدها .
فيما يتعلق بالتيارات السياسية الكوردية فلدينا تياران مهما يمثل الاول السيد مسرور بارزاني (الحزب الديموقراطي الكوردستاني) والسيد بافل طالباني (الاتحاد الوطني الكردستاني) .
وهناك تحالف موحد باسم ( التحالف المسيحي) و الذي يضم كلًّا من المجلس القومي الكلداني، وحركة تجمع السريان، والاتحاد الديمقراطي الكلداني، والجمعية الأرمنية، والرابطة الكلدانية العالمية، وتيار شلاما، والهيئة الإداريّة لطائفة الأرمن الأرثوذكس. وهذا يقف في مقابل ( حركة بابليون) التي يتزعمها الشيخ ريان الكلداني.
طبعا هذه هي القوى الرئيسية وهناك قوى اخرى سياسية واجتماعية تدخل حلبة الصراع الانتخابي ومنهم من يمثل التيار المدني الديموقراطي وابرزهم الشيوعيون واليساريون ومن يمثل تيار التمدن والتحضر والتقدم .
فقط كملاحظة اقول ان مفوضية الانتخابات سبق ان اعلنت أنه حتى 5 أيار - مايو سنة 2025 فإن هناك ( 331 ) حزبًا مسجلاً، و70 حزبًا قيد التسجيل وقد سجلت المفوضية خلال فترة فتح باب تسجيل التحالفات تكوين نحو ( 70) تحالفًا انتخابيًا.
الكرة الان في ملعب المواطنين ......في ملعب الشعب ..........في ملعب الناس ومن ينتخب يتحمل نتيجة انتخابه وهنا لابد من ان اذكر بأن من يريد ان يُغيّر تغييرا حقيقيا فعليه أن يُحسن الاختيار والا فسوف لن يلوم الا نفسه .
انا كاتب هذا السطور اقول اننا يجب ان ننتخب التيار الذي نأمل في ان يجعل من العراق بلدا عظيما وان يعمل من اجل التنمية والاعمار والتطوير وان يؤكد استقلالية القرار السياسي العراقي وان يضع ستراتيجيات للنهوض في قطاعات التعليم والتربيةوالصحة والاقتصاد والثقافةوالاجتماع وان لاتتلوث يداه بمال الدولة وان يكون هدفه الخدمة خدمة العراق وشعبه والعراقيون اذكياء ومتمرسون ويريدون لبلدهم ان يأخذ مكانته تحت الشمس من جديد فهل هم فاعلون ؟ نأمل في ذلك والله من وراء القصد .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق