الثلاثاء، 9 يناير 2024

عامر يونس ...................عندليب الموصل


 

عامر يونس .............عندليب الموصل

                             تقديم لكتاب الاخ الاستاذ موفق الطائي : عامر يونس ايقونة الطرب الموصلي الأصيل

                                        بقلم: الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

                                   أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 

حين ألف كتابه عن الغناء والموسيقى في الموصل، وجد الاخ الأستاذ موفق الطائي ان بعض ممن عرفتهم الموصل في ميدان الغناء والموسيقى لابد ان يأخذوا مساحة اكبر مما أخذوها في هذا الكتاب. وحسنا فعل عندما وقف عند الفنان الصديق الأستاذ عامر يونس ومعرفتي به قديمة وتقديري لدوره في الحركة الغنائية والموسيقية العراقية في الموصل كبير.

لو لم اكن اعرفه واعرف قدراته وما احتله من مساحة في عالم الموسيقى في العراق ما كتبت سطرا واحدا عنه لكن من يكتب تاريخ الغناء في الموصل وتاريخ المقام في الموصل وتاريخ التنزيلات في الموصل لا يستطيع تجاوزه بأي حال من الأحوال فهو قد حفر لنفسه موقعا ومكانة ليس من السهولة تجاوزها .فهو أي الأخ الأستاذ عامر يونس فنان اصيل يتمتع بقدرات في الصوت والشكل والحركة واسعة واتذكر انني كتبت عنه اكثر من مرة كتبت عن سيرته ودوره في تشكيل (فرقة الملا عثمان الموصلي) وما قدمه على صعيد المهرجانات الغنائية العراقية والعربية .

كتب عنه كثيرون واشير في هذا الصدد الى ما كتبه الأخ والصديق الباحث المعروف الأستاذ بلاوي فتحي حمودي الحمدوني في كتابه ( أساطين الموصل المعاصرون )وصدر عن (دار نون للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل سنة 2019 .ومما قاله وهو يسرد جانبا من سيرته الذاتية والعملية انه مطرب وانه من مواليد الموصل سنة 1954 وان بداياته الفنية كانت سنة 1973 وان اول عمل تلفزيوني له هو تأديته اغنية (انا في انتظارك) وهي من الأغاني الصعبة لكوكب الشرق السيدة ام كلثوم وقدمها في تلفزيون الموصل من اخراج وتصوير المخرج الأستاذ غازي فيصل .

وما زلت أتذكر انه كان يقدم في تلفزيون الموصل بعد ذلك حفلات غنائية تتضمن اداءه للتنزيلات الموصلية والقدود الحلبية والموشحات الدينية.

وأريد وانا اقدم لهذا الكتاب المخصص للفنان الأستاذ عامر يونس ان اقف عند محطة مهمة من محطات حياته وهي التحاقه بالفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية ببغداد سنة 1980 ومشاركته مطربا مع الفرقة في كثير من الاعمال داخل العراق وخارجه .هذا فضلا عن انه سجل لتلفزيون العراق الكثير الكثير من الاعمال منها موشحات واغان وتنزيلات والجميل في كل هذا مشاركته وتمثيله العراق في مهرجان الاغنية العربية الذي أقيم في دار الاوبرا بالقاهرة – جمهورية مصر العربية وشارك معه الملحن الفنان الأستاذ طالب القره غولي والمايسترو الدكتور فتح الله احمد والمطربة امل خضير .

وكما سبق ان قلت آنفا انه لم يكن في كل هذا بعيدا عن مدينته التي يعشقها وهي الموصل اذ أسس أو أسهم في تأسيس فرقة الملا عثمان الموصلي وهذه الفرقة شاركت في مهرجانات فنية غنائية داخل العراق وخارجه.

لا أنسى أيضا ان أقول انه كرم كثيرا ومنح جوائز واوسمة فقد كرم من دائرة الإذاعة والتلفزيون ببغداد وكرم في دار الاوبرا في مصر وفي العاصمة القطرية الدوحة ورشح نائبا لرئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين سنة 2015 ومن ثم رئيس لجمعية الموسيقيين العراقيين وله تسجيلات متوفرة في الانترنت ضمن اليوتيوب كما ان لديه قصاصات عن مقابلات أجرتها معه فضائيات واذاعات وصحف ومجلات عراقية وعربية كثيرة.

الكتاب الذي اقدم له وعنوانه ( عامر يونس ايقونة الطرب الموصلي الأصيل) ، يتألف من مقدمة ، ومدخل ، ومباحث تناولت تأثير البيئة في تكوين شخصية من نكتب عنه ، وتتبع الخطوات الأولى نحو انطلاقته الفنية ، ومن ثم الانطلاقة الأولى والعلاقة بين (مطرب القدود الحلبية ) و(مطرب التنزيلات الموصلية) ،  ودور عامر يونس في الفرقة القومية للفنون الشعبية ، وفرقة الملا عثمان  الموصلي ، ودوره في تأسيسها ، والمسيرة الغنائية الطويلة للفنان عامر يونس ومشاركاته داخل العراق وخارجه وتقديم ما قاله عنه معارفه وزملاؤه ومحبيه وكل ذلك ( ُمطّعم ) بالصور والذكريات ، وما حصل عليه من دروع وشهادات تعطينا صورة شاملة عن هذا المطرب الموصلي  الأصيل والكبير والذي يعد امتدادا لمدرسة إسحاق الموصلي العريقة .

الفنان عامر يونس يمتلك ثقافة موسيقية رفيعة .لديه حس موسيقي نادر يتحسس الصوت ويعرف طبقاته واراه عندما يؤدي على المسرح متمكنا من أدوات عمله فهو يتفاعل مع فنه من جهة وجمهوره من جهة أخرى يُحسن الحركة ويعطي لمخارج الحروف قوتها من الاتساع واستطيع القول وانا قد حضرت له عددا من الفعاليات انه كان متميزا بين اقرانه وبالإمكان وانت تسمع صوته ودون ان تراه ان تقول انه عامر يونس ويحلو لي ان اسميه عامر بن ملا يونس فقد كان والده انسانا متدينا معروفا في مجتمعه والاخ الأستاذ موفق الطائي – كعادته –  لا يترك صغيرة وكبيرة في حياة من يكتب عنه الا ويحصيها ويقدمها موجزة الى القارئ فبارك الله بجهده وانا سعيد وممتن منه واقدر عاليا ما قدمه من قبل في مجالات التوثيق للمسرح وللفرق المسرحية وللغناء والموسيقى وللفنون التشكيلية في الموصل وفقه الله وزاده ابداعا .

*8-1-2024


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة

  الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - ج...