الخميس، 7 مايو 2015

قبلة تائهة بقلم : ثبات نايف سلطان

قصة قصيرة جدا
قبلة تائهة
بقلم : ثبات نايف سلطان 
المرأة التي أحبها كانت زوجة جارهم الملاصق داره لدارهم وصديقة حميمة لوالدته. كانت سيدة جميلة ...وهي تعرف أنها أجمل نساء الزقاق ، ولذا تتقي نظرات الرجال المتزوجين منهم وغير المتزوجين الذين يختلسون النظر إليها بحذر شديد ، وتحرص على أن تبدو بمظهر يليق بامراة تحرص على سمعتها ، فهي زوجة مخلصة لزوجها وأم نموذجية لولدين مهذبين عرفا في المحلة بسمعة طيبة .
لكنه وهو الفتى المراهق ، إبن الثالثة عشرة ، لا يعرف كيف سلبته عقله .
نادته ذات صباح وهو في طريقه الى المدرسة وطلبت منه إيصال بطاقة زوجها الشخصية التي نسيها حين خرج إلى عمله . ناولته البطاقة وهي بملابس نومها الشفافة وقالت له :
- بسرعة أدركه يا ولدي قبل أن يصل الشارع العام .
هو في نظرها الطفل الذي كانت تحمله بين يديها وتقبله وتطيّب خاطره عندما كان ولدها الأكبر منه يعتدي عليه .
في لحظة أفلتت من زمنه أخذ منها البطاقة وفاجأها بقبلة سريعة على خدها ثم أطلق قدميه للريح كي يلحق بزوجها .
خبأ صورتها في ذاكرته وراح يستحضرها ويطبعها في خياله على مشاهد في الأفلام السينمائية بعد أن يزيح صورة البطل ويضع صورته بدلا عنها .
في ما تلا ذلك من سنين بدأت مرحلة جديدة من حياته فقد تحول مع نفسه من طفل صغير إلى مشروع رجل يحلم بامرأة يقبلها ، ولكنه لا يجد غير الصورة التي كان خبأها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...