الشيخ سالم حمدون الملاعلو أ.د.ابراهيم خليل العلاف

الشيخ سالم حمدون الملاعلو
أ.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل 
كما أقول دائما ؛ فإن تاريخ الموصل ليس إلا تاريخ أسر وبيوتات ، وفي كثير من الاحيان ترتبط هذه الاسر والبيوتات بروابط المصاهرة ..وقد برزت في الموصل أسر وعوائل كان لها دور مهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والادارية والقضائية والثقافية للمدينة . ومن هذه الاسر اسرة (الملا علو رؤساء الحمدانيين ) وكان عميدها الشيخ سالم حمدون الملا علو صديقا لوالدي خليل احمد الحامد العلاف فهم من جيل واحد . وكثيرا ما كان والدي (رحمه الله ) يحدثني عن صديقه الشيخ سالم حمدون الملا علو وشاءت الصدف ان اكون مديرا لمتوسطة فتح في الشورة في الستينات واذا بشقيقه الاستاذ كمال حمدون الملا علو مديرا لناحية الشورة كما عرفت من الاسرة الدكتور سعد بن الاستاذ سالم والاخ فارس بن حازم الملا علو ومن قبل عرفت ايضا الاخ صلاح حمدون الملا علو .
اسرة الملا علو أسرة نبيلة، ومن بيوتات الموصل العريقة التي سكنت في بداية امرها - كما يقول الصديق الاستاذ عماد غانم الربيعي في كتابه :"بيوتات موصلية " في محلة حمام المنقوشة القريبة من الجامع النوري الكبير . وأسرة آل الملا علو هم اعقاب جدهم القريب (ملا علي بن سلطان بن محمد بن ذياب بن علو ) الذي أعقب حمدون ، ومحمود، وحامد وقد اعقب حمدون سالم وغانم (رحمه الله ) وحازم وعامر (رحمه الله ) وكمال ، وصلاح .اما اعقاب محمود فكانوا من الاناث واعقب حامد يونس .
وممن برزوا من هذه الاسرة الشيخ سالم حمدون الملا علو ، وهو من مواليد سنة 1929 وكأبناء جيله دخل الكًتاب ، وتعلم فيه بعضا من سور القرآن الكريم والحديث النبوي وشيئا من الحساب ..اكمل الدراسة الثانوية وثقف نفسه بنفسه وقد كون في داره العامرة مكتبة كبيرة تحتوي على أمهات الكتب وكان يفضل كتب التاريخ الاسلامي والعربي ويهوى الشعر جدا وقد علمت بأنه يحب كثيرا معلقة عمر بن كلثوم التغلبي .
الشيخ سالم الملا علو رجل وطني عروبي اسهم في الكثير من التظاهرات المناوئة للسلطة الملكية وما بعدها .. ومنذ تظاهرات الموصل ومقتل القنصل البريطاني فيها في 4 نيسان 1939 احتجاجا على مقتل الملك غازي ..كما اسهم في تظاهرات وثبة كانون الثاني 1948 احتجاجا على عقد معاهدة بورتسموث الجائرة بين العراق وبريطانيا وكذلك في تظاهرات 1956 احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر وقد لوحق وكاد ان يعتقل لولا التجاءه الى سوريا وقد عاد الى العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 ولكنه عاد مرة اخرى للصدام مع الشيوعيين اثناء وبعد ثورة الشواف سنة 1959 وقد اضطر ثانية للهروب الى سوريا ثم عاد بعد انقلاب 1963 وغادر الموصل ثالثة الى سوريا بعد انقلاب تشرين الذي قاده الرئيس العراقي الاسبق عبد السلام محمد عارف وتعرض لكثير من العنت بسبب تقلب الحياة السياسية وصراعات الاحزاب والقوى في العراق .
عاش الشيخ سالم الملا علو وهو الان يقترب من ال90  من عمره امد الله بعمره ومتعه بالعافية - في بيئه محافظه جبلت على حب الخير للناس .. وكما سبق ان قدمت فالرجل عاصر الاحداث المنصرمة في العراق وكان له العديد من المواقف والاراء فيها تميز الشيخ سالم في حبه لكل مكونات المدينه واستطاع =بالكلمة والموقف - ان يجمع كافة اطياف المجتمع الموصلي واشتهر في الدعوة الى اصلاح الناس وحل المشاكل المعقده عن طريق العرف الاجتماعي وله في هذا المجال الخبره والباع الطويل.
ومما عرفته عنه انه استطاع ان يستوعب الجميع على كلمة الخير والوحدة وكان مهموما بهموم الناس ولايزال يدافع عن عراقة مدينته وتوجهاتها الاسلامية العروبية .
وقد سمعته يردد مقولة لها الف مغزى ومغزى وهي ان "كل طيب كرابتك " اي ان كل انسان طيب وشريف ومستقيم هو من اقرباءك وعشيرتك .
ادعو للشيخ سالم حمدون الملا علو وقد بلغ من العمر 86 عاما بالشفاء والصحة والعمر المديد وقد قام بما يجب ان يقوم به كل رجل مخلص لدينه وبلده ومدينته فتحية له ويقينا ان التاريخ لايمكن ان يغفل ما قام به والرجال كما يقال مواقف وبالمواقف تُعرف الرجال .