السبت، 16 مايو 2015

" بين العراق ومصر في القرن 19 "مقال للاستاذ الدكتور عبد العزيزسليمان نوار في مجلة "الهلال "المصرية عدد اول لغسطس -اب 1964

" بين العراق ومصر في القرن 19 "مقال للاستاذ الدكتور عبد العزيزسليمان نوار في مجلة "الهلال "المصرية عدد اول لغسطس -اب 1964 
يقول الاستاذ الدكتور عبد العزيز سليمان نوار في مقاله الموسوم :" بين العراق ومصر في القرن 19 :" يطلق مؤرخو التاريخ العربي الحديث على القرن التاسع عشر قرن الحركة ؛ فخلال ذلك القرن ، نمت روح الكراهية للحكم العثماني المستبد ، وتطلع العرب الى يوم يُخلصون فيه ارضهم من سيطرة العثمانيين أو على الاقل ان يكون لهم الكلمة الحاسمة في من يتولى امورهم .. وكانت هذهالحركة رد فعل للتدهور العام الذي اصاب البلدان العربية خلال الحكم العثماني .
وقد سجل التاريخ حركات قومية في العراق منها تلك الحركة التي كان مقرها إقليم الجزيرة في شمال العراق وكان قائدها فارس عربي هو (صفوك ) الذي تولى مشيخة عشائر شمر الجربا خلال القرن التاسع عشر .

وقد سجل التاريخ حركات قومية في العراق منها تلك الحركة التي كان مقرها إقليم الجزيرة في شمال العراق وكان قائدها فارس عربي هو (صفوك ) الذي تولى مشيخة عشائر شمر الجربا خلال القرن التاسع عشر .
وكانت شمر -آنذاك - اكبر قوة عربية في العراق ، وكانت ذات نفوذ واسع " .
ثم يستعرض الدكتور نوار نشأة الشيخ صفوك ، والصراع بين شمر وعنزة وكيف ان الشيخ صفوك رأى ان الفرصة للتخلص من العثمانيين قد اقتربت بعد الانتصارات التي حققتها القوات المصرية في الشام والاناضول 1821-1822 .. وكتب الشيخ صفوك الى القيادة المصرية في الشام معلنا انضمامه للمشروع المصري الوحدوي فوعدوه بالتأييد وبدأ الشيخ صفوك نشاطه اولا في الموصل فحررها من الحكم العثماني ثم زحف صوب بغداد التي اعلنت الثورة على العثمانيين واعلنت انضمامها الى مصر وادى هذا النشاط من جانب صفوك ومن جانب عرب العراق ،فضلا عن تزايد مخاوف العثمانيين ، من قيام وحدة عربية تقضي على الحكم العثماني ، وتقضي على المطامع الاستعمارية البريطانية فتعاون العثمانيين مع الانكليز وبدأ الضغط على محمد علي باشا والي مصر حتى ارغموه على عدم التدخل في امور العراق ومنع اية مساعدة الى الثوار العراقيين " ويواصل الدكتور نوار مقاله فيقول : ان تجربة الشيخ صفوك مع العثمانيين كانت قاسية وان العثمانيين يستندون الى بريطانيا لكبح جماع الحركات المسلحة ضدهم ومنها حركة قادها ( بدرخان ) احد الامراء الاكراد فتعاون الشيخ صفوك معه ضاربا بذلك مثلا رائعا من امثلة التعاون العربي الكردي ضد الاستبداد العثماني .
ولما كان الانكليز يرون ان الحركات الثورية في العراق تستهدف العثمانيين وتستهدفهم فقد تعاونوا للقضاء على حركة الامير بدرخان ولجأوا الى الخديعة وسياسة فرق تسد " واتصلوا بأحد المشايخ واغروه بإسناد المشيخة اليه فوقعت الفتنة في عشائر شمر وتم الاتفاق ان يتولى ( فرحان بن صفوك) المشيخة بدلا من ابيه وقام الجيش العثماني بمهاجمة شمر واعتقلوا الشيخ صفوك وفصلوا رأسه عن جسده انتقاما منه واخذوا رأسه معهم الى بغداد وطافوا بها في بغداد ثم طافوا بها في الاستانة .
وكان العثمانيون يعتقدون انهم بذلك قد تخلصوا من ثائر عنيد ولكنهم في الحقيقة بخيانتهم وبتشهيرهم الوحشي بذلك الزعيم العربي اثاروا في نقس العرب روح التخلص منهم ولايكاد يمضي وقت طويل حتى حمل ابنه الشيخ ( عبد الكريم ) راية العصيان ضد العثمانيين ولثورة الشيخ عبد الكريم وامه ( عمشة ) ضد العثمانيين قصة تضحية تُشرف تاريخ الكفاح العربي كما شرفها من قبل الشيخ صفوك الفارس الجربا " ...........ابراهيم العلاف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...