الأحد، 17 مايو 2015

" ثورة 1832 في العراق " مقال للاستاذ الدكتور عبد العزيز نوار

" ثورة 1832 في العراق " مقال للاستاذ الدكتور عبد العزيز نوار في مجلة " الهلال " المصرية عدد اول فبراير 1965
يقول الاستاذ الدكتور عبد العزيز سليمان نوار في مقالته :" الثورات الكبرى الناجحة لها قوة جاذبية كبيرة تستقطب انتباه وعناية الكتاب والمؤرخين والقصصين.. وهذه الثورات ماكانت تحقق نجاحها واهدافها المنشودة إلا بعد ارهاصات وتضحيات فردية وثورات صغيرة متفرقة تمهد لها وتبشر بمقدمها . وليس من شك ان القاء الاضواء على الثورات الكبرى في تاريخ الانسانية والثورات العربية بخاصة يتطلب ازاحة الستار عن شموع صغيرة انارت الطريق وهيأت الاذهان وهذا الكلام ينطبق على العراق .
ففي النصف الاول من القرن التاسع عشر ، فامت عدة ثورات منها ثورة بغداد التي قامت في عام 1832 بقيادة عبد الغني جميل وهي الارهاص الاول للحركة العربية في العراق " .
ثم يقدم الدكتور نوار صورة تفصيلية للتطورات التي شهدها العراق في القرن 18 والصراع الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا حوله .ويقف عند الحكم الذي كان يديره المماليك وكيف ان عهد آخر الحكام المماليك داؤود باشا شهد صراعات سياسية عنيفة وان العراق شهد حركة نهوض فكري ، وان العثمانيين قضوا على المماليك واعادوا الحكم المباشر وعينوا علي رضا باشا واليا على بغداد الذي حاول أول الامر كسب عبد الغني جميل احد رجالات العراق البارزين ، وقد اسند علي رضا باشا الى عبد الغني جميل منصب الافتاء وكان هذا يسعى من اجل ان تستعيد بغداد مكانتها لكنه سرعان ما احس بأن جند علي رضا لم يكونوا في القسوة والعنف وانتهاكات حقوق الناس اقل من غيرهم فثار وتعاون مع الشيخ صفوك شيخ مشايخ شمر الذي وضع سيفه وعشائره تحت تصرف ثورة بغداد .
ولكن علي رضا باشا استغل الصراعات بين شمر وعنزة فغذاها وهكذا فقدت بغداد قوة شمر المنشغلة بالصراع مع عنزة وهكذا تفرغ الوالي علي رضا باشا لضرب الثورة وقامت مدفعيته بدك احياء بغداد الثائرة وخاصة محلة قنبر علي ومحلة باب الشيخ وتم تدمير بيت قائد الثورة عبد الغني جميل ابشع تخريب وعادت سيطرة العثمانيين مرة اخرى على بغداد وغدت بغداد قاعدة لتقويض الوحدة بين مصر والشام في عهد محمد علي وتعاون العثمانيين والانكليز في هذا المجال .
وقد انكفأ عبد الغني جميل على نفسه بعيدا عن أي نشاط ويروي الدكتور نوار كيف أنه قدم تضحيات من أجل بغداد وقال :
وما المجد الا دولة وحفاظها
سليل المواضي البيض والسمر اللدنا
وان قام سوق العرب إني اشدهم
لاعدائهم باسا واكثرهم طعنا
ثم يقول :
أجول بطرفي في العراق فلا أرى
من الناس إلا مظهر البغض والشحنا
فخيرهم للاجنبي وقبحهم
على بعضهم بعضا يعدونه حسنا
ويقول :
وبنات أفكار لنا عربية
رخصت لدى الاعجام وهي غوالي
يقول الدكتور نوار : " ان ثورة عبد الغني جميل الفاشلة تعد شمعة اضاءت الطريق الى الثورة العربية الكبرى 1916 " ............ابراهيم العلاف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...