الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

حياد الإعلام واستقلاليته بقلم :الاستاذ سامي مهدي

حياد الإعلام واستقلاليته*
بقلم :الاستاذ سامي مهدي
الصديق الشاعر والكاتب محمد غازي الأخرس لم يكن راضياً عن أداء الإعلام المصري في تغطية عملية فض اعتصامات الأخوان المسلمين في بعض مساجد القاهرة وساحاتها . أخذ على هذا الإعلام أنه لم يكن موضوعياً ولا حيادياً ، بل كان تحريضياً ، يحث أجهزة السلطة والناس على التصدي للمعتصمين بروح انتقامية ، وهذا أمر خطير يتنافى والدعوة إلى إقامة نظام ديمقراطي مدني في مصر ، ذي دستور يضمن لكل مواطن حريات المواطنة وحقوقها الكاملة ، ويتم تداول السلطة في هديه تداولاً سلمياً ، بلا تفرد ولا استئثار .
الصديق الأخرس محق في ما قال ، وإن فاته التذكير بما قام به الأخوان المسلمون حين استحوذوا على السلطة على صعيد ( أخونة ) مؤسسات الدولة ، وقمع المعارضين وتهميشهم . ولكن ما كتبه عن لا حيادية الإعلام المصري ، ولا موضوعيته ، أثار فيّ فضول التساؤل : أثمة في المطلق إعلام حيادي وموضوعي ؟
تجربة عقود أربعة علمتني أن الإعلام منحاز بطبيعته ، ولا وجود لجهاز إعلامي ، أو مصدر إخباري ، أو محلل للأحداث ، محايد حياداً مطلقاً ، فالإعلام صناعة بشرية والبشر مصالح وميول ورغبات تفرض نفسها عليهم وتحيد بهم عن جادة الحياد في صياغة الخبر ونقله والتعبير عن الرأي ونشره . وأجهزة الإعلام تملكها حكومات أو أحزاب أو شركات أو أِشخاص ، ولهؤلاء مصالح خاصة ، وحسابات خاصة ، وأهواء خاصة ، تجردهم من كل حياد وكل موضوعية ، وإن ادعوا خلاف ذلك .
وما من جهاز إعلامي ( قناة فضائية ، أو إذاعة ، أو صحيفة ) مستقل استقلالاً تاماً ما دام ثمة من يموّله ، أو يقدم له المنح والإعانات ، أو يتكرم عليه بالإعلانات ، أو يهدده ويضغط عليه ويحاصره .
إن كان ثمة حياد فهو نسبي جداً ، وسرعان ما يسقط عند أول اختبار .
وإن كان ثمة استقلال فهو في المظهر وفي الادعاء فقط .
الإعلام منحاز دائماً !
*المقال منشور في صفحته الفيسبوكية ولاهميته أعدت نشره في صفحتي .
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المؤرخ العراقي الدكتور صلاح الدين أمين طه ...........مؤرخ الحياة في ارمينيا

  المؤرخ العراقي الدكتور صلاح الدين أمين طه ...........مؤرخ الحياة في ارمينيا ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ...