ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
بين الحين والآخر يخرج علينا قارئ أو معقب لانعرف ما الذي يريده وماالذي يبتغيه من تعليقه القاسي على مقالة أو متابعة لنشاط ثقافي أو علمي ينظم أو يعقد في الجامعة أو في خارجها ويبدأ بالتفوه بعبارات تدل على انه إما لايقرأ بشكل جيد أو لايعرف الهدف من الموقع ،أو انه يريد أن ينفث سما أو يشفى غليله تجاه من لايحب والمحبة من الله .
ومن المعروف أن الإخوة في إدارة الموقع -وهم بالمناسبة متطوعون -لايحجبون أي تعليق حتى وان كانوا يدركون إدراكا يقينيا أن صاحبه أو كاتبه أو من دفع لكتابته غير جاد . أو أن لديه غرض معين. وعندما نتعاتب على ذلك يقولون أنهم يفٌعلون التعقيب بقصد الرد عليه من قبلهم أو من قبل صاحب المادة .
أنا شخصيا لست ضد من يريد أن يعقب .وثقوا بأنني لااضيق ذرعا بما أراه أحيانا من تعقيبات لاتصب في الصالح العام ومع هذا فالموقع خسر كتابا بسبب أن هناك من لايعجبه العجب ولا الصوم في رجب .
نحن الذين نكتب في موقع ملتقى أبناء الموصل متطوعون لانبغي من وراء كتاباتنا إلا إعلاء شأن مدينتنا سياسة واقتصادا وثقافة وتاريخا وتراثا وفنا وعمرانا .وننطلق من فكرة بسيطة وهي أن الذي يجمعنا هو "حب الموصل ".
أنا شخصيا أستاذ وقد مضى على وجودي في الجامعة 40 عاما ولدي أكثر من 40 كتابا منشورا والمئات من المقالات والبحوث وقد خرجت 70 أستاذا يحملون الماجستير والدكتوراه وآلاف من الطلبة ممن يحملون البكالوريوس وتبؤأت مناصب علمية وإدارية ولدى مدونة وصفحة على الفسبوك ومواقع الكترونية وأنا عضو مؤسس لاتحاد كتاب الانترنت العرب وأنا نائب رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين وقد الفت كتب التاريخ المدرسية للصفين الثالث والسادس الإعدادي منذ مايقارب ال34 سنة ولاتزال تدرس حتى هذه اللحظة ..لاابغي من وراء الكتابة الا تعميق المعرفة وتنوير القراء وتوسيع قاعدة المهتمين بالتاريخ والتراث والفكر والثقافة في مدينتي ووطني وأمتي .ومع هذا يمكن للمرء أن يقول ولماذا يكتب الدكتور إبراهيم ولماذا ينشر .إن شعاري هو أن زكاة العلم نشره وكما قال الرسول الكريم : "فأن من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار"..هذا هو الدافع الحقيقي الذي يجعلنا نكتب وننشر. فضلا عن انفنا نريد أن ننشر ثقافة المحبة فما الذي جنيناه من الصراعات والتنافسات .
ليفهم من يريد أن يضع العصي في العجلة أن ما يفعله ليس مجديا وان الأحجار الذي يرميها على الأشجار المثمرة لاتجدي نفعا وان عليه أن يراجع نفسه ويبدأ أولا بالإفصاح عن نفسه لا أن يتخفى وراء أسماء أو ألقاب فنطازية وأنا مستعد أن التقي به واشرح له هدفي من الكتابة وإذا كان شجاعا فليقل أنني فلان بن فلان وهذا بريدي الالكتروني وأنا مستعد للحوار .
ليعرف هذا أن الهدم سهل والبناء صعب.. نحن نربي أولادنا وأحفادنا على الكلمة الطيبة والكلمة الطيبة صدقة وعلى الإنسان أن يقول خيرا أو ليصمت .أما الجلوس على التل وانتقاد الآخرين وتثبيط عزائمهم فهو الخطأ بعينه . وأرجو ان لايكون هذا مثل "رجب الذي لايعجبه العجب او الصوم في رجب " أو مثل ابن جحا الذي نزل السوق فعاد لامه وقال لها انه لم يرض أحدا فقالت له أيها الخائب وأنت من رضي عنك .
دعوا مائة ألف زهرة تتفتح ، وشجعوا أولادكم واصدقائكم على قول الكلمة الطيبة وفي البدء كانت الكلمة وان كان لابد من القول فليكن قولا لينا ...اذهبوا إلى فرعون وقولوا له كلاما لينا وقديما قيل الكلمة الطيبة تخرج الأفعى من غارها .كما أن على الكاتب أن يكون قارئا للفلسفة وهو يكتب .. " فالذي يقرأ الفلسفة يرى الغابة والذي لايقرأ فلسفة لايرى إلا شجرة " ، وان يتعلم أن يمسك أكثر من رمانة بيد واحدة أي أن يكون كاتبا شاملا يؤمن بمعطيات العلم وقواعد الوطنية الحقة . والله من وراء القصد .اللهم اجعلنا ممن يستمعون إلى الحق فيتبعون أحسنه .وآنا آسف لان ألج في مثل هذا الموضوع ومن المؤكد أن لدي أسبابي الخاصة أو انني عبرت عن ما يجيش في نفوس زملائي من رواد الملتقى كتابا وقراء ومعقبين ومشجعين اصلاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق