الدكتور عدنان رؤوف الاكاديمي والقاص والروائي والاستاذ في كلية الادارة والاقتصاد - جامعة الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلافاستذكرناه انا واخي وصديقي ورفيق دربي وعمري الاستاذ الدكتور عماد الجواهري وقلت انه كان يكتب في مجلة (الجامعة ) التي كانت تصدرها جامعة الموصل وقد قرأت له قصصا وكان متأثرا بالفلسفة الوجودية واول ما كتب مجموعة قصصية طبعت في الموصل بعنوان ( الشخص الثاني ) وبحثت ولم اجدله صورة على شبكة المعلومات العالمية -الانترنت لكني وجدت ان الاخ المرحوم الاستاذ باسم عبد الحميدحمودي كتب عنه في جريدة ( الصباح) وميزه عن كاتب من اعضاء جماعة الجيل الضائع ) اسمه ايضا عدنان رؤوف وعدنان رؤوف هذا قاص وكاتب ودبلوماسي عراقي توفي في قبرص سنة 1998 .
والدكتور عدنان رؤوف من ابناء محلة باب الشيخ ببغداد واغلب الظن ان كلمة الشيخلي تلحق بإسمه وهو ايضا من مواليد سنة 1941 ولا اعرف متى توفي واين ، لكن اخباره انقطعت منذ سنة 1979 وهو يحمل الدكتوراه في الاقتصاد السياسي من جامعة ليبزغ بألمانيا الديموقراطية كما كانت تسمى .
الدكتور عدنان رؤوف استاذ الاقتصاد السياسي اصدر مجموعته القصصية ( الشخص الثاني) سنة 1961 ويقول المرحوم الاستاذ باسم عبد الحميدحمودي ان الدكتور عدنان رؤوف كان آنذاك يعيش تجربة الاستلاب الوجودي من الواقع متضامنا مع قول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر (الجحيم هم الآخرون ) واضعا تجربته الحياتية الخاصة مع المجموعة التي يتعايش معها وظيفيا كأستاذ ,فبعضهم يطالبه بالأنتماء السياسي قسرا الى احدى التنظيمات دون استيعاب لقدرة الانسان على الحرية الفردية الرافضة لارادة القطيع في وقت يعاني هو فيه من رغبة الام الشخصية بزواجه السريع .
أن بطل( الشخص الثاني) شخصية واحدة تتكرر في معظم التجربة ,شخصية تصر على الحرية التي عايشها بطل عدنان رؤوف وهو يصدر روايته الموسومة ( أفكار الرجل الطويل) وقد صدرت عن دار الكتب في جامعة الموصل سنة 1978 وله مجموعة قصصية بعنوان ( الحدث الثاني) طبعت في دار الكتب بجامعة الموصل سنة 1976 .
عند عودته الى الوطن بعد هجرة قسرية الى المانيا أكمل خلالها دراسته الجامعية العليا في التخطيط والاقتصاد السياسي. الدير والعيش الانفرادي يقابله وجود غابة تتداخل مع رهافة الروح التي استكانت الى عتمة قسرية اجتماعيا ضاع فيها ذلك الأحساس بالهفة الانسانية والانصياع الى قلق داخلي مستمر توجته صرخة امرأة عجوز في وجه بطل أحدى قصصه وهي تنهره وتصفق الباب بوجهه فيقرر العودة الى حيث ولد وقد أرهقه جفاف الغرب ...
آنذاك يقول الناقد الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي في ص68 من كتابه الموسوم : (رحلة مع القصة العراقية) الصادر سنة 1980 قال عن رواية الدكتور عدنان رؤوف استاذ الاقتصاد ، الاولى(يوميات السيد علي سعيد) التي كانت قد صدرت عن وزارة الثقافة والفنون ببغداد سنة 1979 : " هو يشعر بالفجيعة من هذا العالم الذي يطرده بكل تفاصيله, من زوجته الى الدائرة الاجتماعية التي تحيط به وحين يحاول أن يغامر متخذا لكنة الغرب يحس أنهم يفهمون حركته فيتراجع ويحزم حقائبه راحلا نحوالوطن"
أن علي سعيد هنا في غربته كان يحمل تاريخه الاجتماعي الذي ظل يصارع مجتمعه الجديد الذي أضطر للتخلي عنه لأنه لفظه تماما .
يقول الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي :" أن هذا التوحد الذي مرت به شخوص عدنان رؤوف عبر قصصه القصيرة وروايته يظل صارخا واضحا في معظم تجارب شخوصه ,فهو أبن الحرية الفردية الدائم الذي لايأمن المجتمع ولا يتعايش معه بسهولة. بذلك يظهر واضحا بعد الرجلين عن بعضهما زمنا وتوجها وأن تشابهت الاسماء ، وأغفلهما النقد العراقي دوما !" .
ومن المناسب القول، انني كاتب هذه السطور ابراهيم خليل العلاف كتبت اقول :" ان الاستاذ الدكتور عمر الطالب رحمة الله عليه وهو شيخي واستاذي كتب في مجلة (الجامعة ) الموصلية عن واحدة من الروايات التي تناولت الصراع بين الشرق والغرب واقصد رواية الدكتور عدنان رؤوف الكاتب العراقي الموسومة ( يوميات السيد سعيد) وصدرت 1980 وقال انها تدور حول تجربة انسان شرقي هو السيد علي سعيد يعيش في بلد اوربي عشر سنوات يعمل ويدرس ويحب ويتزوج (مايا) الفتاة التي احبها رغم معارضة والدها وينجب منها ولدا سماه احمد، لكن والدها الضابط العنصري ينغص عليها عيشتهما ويشوه سمعة زوج ابنته في الجامعة التي يدرس فيها وتهرب الزوجة وتطلب الطلاق واخذ ولدها من زوجها ويحس البطل بالصراع وتضعف مقاومته ويحس ان الغرب كله يقف ضده ، فيهرب ويستقل قطار الشرق السريع ويعود الى بلده وينتهي الصراع .
اصدر الدكتور عدنان رؤوف ضمن الموسوعة الصغيرة كتابا بعنوان :"نظرات في التاريخ الاقتصادي " - دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 1986 .كما ان له كتاب مترجم عن الالمانية الفه جماعة من الاقتصاديين الالمان بعنوان (الاجور والانتاجية ) طبع في مطبعة جامعة الموصل سنة 1978 .
ومن مؤلفاته كتاب بعنوان ( حول انظمة العمل في النوبات ..طبيعتها واشكالها واهميتها للاقتصاد القومي ) وهذا الكتاب طبعته (مؤسسة الثقافة العمالية) ببغداد 1981 . وله ايضا كتاب طبع في دار الكتب بجامعة الموصل بعنوان ( دراسات في اقتصاد العمل) ، صدر سنة 1978 .طبعا الاستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك ذكر جانبا من نتاجه المعرفي في الجزء الخامس من معجمه (معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000) وصدر عن مؤسسة بيت الحكمة ببغداد سنة 2002 .
الاخ الاستاذ نايف عبوش وهو احد طلبته علق على ما كتبته وقال :"رحم الله تعالى أستاذنا الدكتور عدنان رؤوف أستاذ مادة الاقتصاد في كلية الادارة والاقتصاد بجامعة الموصل في سبعينات القرن الماضي..كان انسانا فاضلا وصادقا ونبيلا.." . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق