الشاعر والأديب والمناضل العراقي عبد السلام حلمي (1913-1969) و(ندوة الخميلة العذراء)ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في مثل هذا اليوم ، وبالتحديد في 5 من كانون الاول - ديسمبر سنة 1969 توفي في بغداد الشاعر والاديب العراقي الاستاذ عبد السلام حلمي . وللاسف لم احصل على صورة شخصية له ، لكني حصلت على بعض المعلومات المبتسرة عن حياته ومنها ان الاستاذ عبد السلام حلمي 1913-1969 ، من المثقفين العراقيين الرواد ، وانه كان مع عدد من المثقفين قد اسهم في تأسيس ما سمي في حينه (ندوة الخميلة العذراء) .أسسها هو وعدد من الادباء والشعراء العراقيين هم الاساتذة حسن العبيدي، حسين الهورماني، حمزة الباقري، ، عدنان البدري، وعلي الجميلي، ومحمد ناجي طاهر، وناهدة الحلبي.
وثمة ما يشير الى ان الاستاذ عبد السلام حلمي له باع طويل في الشعر والأدب العربي وشعره رومانسي ، كما أن له إسهامات في البحث والتاريخ، لكنه يُعرف أكثر كأديب وشاعر ، وله أعمال أدبية مهمة، وقد عاش في فترة مهمة من تاريخ العراق المعاصر .
كان من اصدقاءه الاستاذ عبد اللطيف الشهابي 1918-1989 ، وهوايضا اديب وشاعر عراقي بغدادي وكان من الاعضاء المؤسسين ل(ندوة الخميلة العذراء) .ومن اعماله كتابه (دمعة فاجر ) صدر عن مطبعة دار الكتب - بيروت 1974 .وله كتاب (زهرة الجولان) .
في موقع (مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية) معلومات طيبة عن الاستاذ عبد السلام حلمي ، والرابط هو التالي :http://www.almoajam.org/lists/inner/3908
ومما جاء في هذه المعلومات ان الاستاذ عبد السلام حلمي 1389-1332هجرية - 1969-1913 ميلادية ولد ببغداد 1969
وتوفي فيها.أتم تعليمه الابتدائي وجانبًا من الثانوي، ثم اعتمد على نفسه في دراسة الأدب العربي وقرأ الشعر والتراث العربي والإسلامي.
نهل من شعر أعلام عصره في العراق ومصر، فنضجت شاعريته، كما أفاد ثقافيًا وشعريًا من ثمرات المطابع في مصر وسورية ولبنان.
تنقل بين وظائف صغيرة في مديرية انحصار التبغ في مدينتي كركوك وبغداد، كان آخرها وظيفة ( مدقق) في مديرية الإحصاء والنشر.
نشط في الحياة الثقافية والسياسية، فشارك في تحرير مجلة ( التبوغ ) البغدادية، كما انضم لأسرة تحرير جريدة ( الهاتف) النجفية لصاحبها الاستاذ جعفر الخليلي بعد انتقالها إلى بغداد،وكانت له مواقف ضد الاحتلال والانتداب البريطانيين في العراق والوطن العربي لذلك وقف مع الحركة التحررية في العراق للسنة 1941 وكتب قصيدة اودع بسببها السجن .
له قصائد نشرت في كتابه ( ساعات وأيام) ، وصدر عن دار التضامن ببغداد سنة 1960 ويقع في (128) صفحة وذكره الاستاذ عبد الجبار عبد الرحمن في (فهرست المطبوعات العراقية) الجزء الثاني وصدر عن دار الرشيد -وزارة الثقافة والاعلام ببغداد سنة 1979 الصفحة (176) .
كما أن له قصائد منشورة في الصحف والمجلات منها: «طبيب ليلى المريضة» و«أيها البلبل المعلق» - و«رفيف أمنية» و«ساعات وأيام» - و«وحي الماضي» و«موكب الجمال» وجميعها نشرت في أعداد من مجلة (الهاتف) ، ثم «مصايف ومباهج»، «مفاتن الوطن» ونشرت في مجلة أهل النفط - العدد «61، 65» - 1956، و«النار في المسجد الأقصى» - مجلة التبوغ - العدد الثالث - 1956 - مديرية انحصار التبغ - بغداد، وله ديوان مخطوط عند أسرته.
للاستاذ عبد السلام حلمي كتاب الفه مع الاستاذ عبد المجيد لطفي بعنوان (نظرات في الأدب الكردي) صدر عن مطبعة الصباح - بغداد 1945وكتابه (ساعات وأيام) يضم مجموعة من المقالات والقصائد فيها لمحات مما عاناه في السجن . وله رواية مخطوطة بعنوان: ( عبير الفردوس) .
مما اكده نقاده ان الشاعر عبدالسلام حلمي حافظ على البناء التقليدي للقصيدة العربية، لكنه جدد في موضوعاته وصوره، ويظهر في لغته أثر الثقافة العربية وعشقه للتراث الإسلامي، وفي شعره روح وطنية
ثائرة كما في قصيدة ( النار في المسجد الأقصى) ، ورغم معاناته التي ظهرت في تجربته الشعرية والحياتية بسبب سجنه إلا أن نهايات قصائده - عادة - تبدي روحًا متفائلة، آملة في المستقبل.
كتب عنه الاستاذ كوركيس عواد في : معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين - مطبعة الإرشاد - بغداد 1969 .كما نشر عنه الاستاذ
إبراهيم باجلان مقالة في جريدة ( العراق) البغدادية - وفي العدد الصادر يوم13 من كانون الثاني -يناير سنة 1978 .وممن كتب عنه ايضا الدكتور محسن جمال الدين في ( جريدة العراق) البغدادية وفي حلقتين نشرتا يومي 22 و24 من كانونالاول - ديسمبر سنة 1987 .
من قصائده المشهورة قصيدته الموسومة ( أيها البلبلُ المعلَّق) جاء فيها :
أيها البلبلُ المعلَّقُ في السِّجْـ
ـنِ سلامٌ ما ظَلْتَ تشكو بحزنِ
حرموك الحياةَ من كل روضٍ
كنت فيها على الغصون تغنِّي
بجمال الكروم، بالنور يَسْري
في حواشي الآفاقِ، في كلِّ لون
أودعوك السجون واهًا لظلمٍ
في طوايا نفوسِهم مستكِنّ
أيها البلبلُ المغرِّدُ في السِّجْـ
ـنِ سلامٌ ما لاح دجلةُ يجري
في ظلال النخيل والنور هَوْنًا
كلُجينٍ تارًا وتارًا كتِبْر
فتخال الأمواجَ فيه سيوفًا
في جِلادٍ مَعْ كلِّ جرْفٍ وصخر
صاحِ هذي الأمواج للبحر تمضي
حاملاتٍ في جوفها كلَّ خير
أيها البلبل المعلَّقُ في السجـ
ـن سلامٌ أرَّقْتَني بالنشيدِ
إن تعانِ يا بلبلي ضيقَ سجنٍ
صنعوه من سَعْفةٍ أو حديد
وتُقاسِ في السجن ليلاً طويلاً
ربَّ صبحٍ بالإنطلاق [جديد]
لا تَهنَّا من رام ظلمَ نفوسٍ
وأَذلَّ الإلهُ نفسَ الحسود
أيها البلبل المغرِّدُ في السجـ
ـنِ سلامٌ أرَّثْتَ جمرًا بقلبي
كاد يخبو ويستحيل رمادًا
في الحنايا مخلِّفًا حَرَّ كَرْب
ما أمرَّ الأيامَ وهي قصارٌ
تنقضي من غير قربٍ وحبّ
لو غرسنا الوداد في كل نفسٍ
واجتثَثْنا الأشواك من كلِّ درب
لوجدنا الحياة تحلو وتسمو
وحصدنا الصفاءَ من دون َريْب
ومن قصيدتة الموسومة ( صلاح الدين الأيوبي) يقول :
ألا حيِّ أهلَ الفضل في كل حقبةِ * وحيِّ «صلاحَ الدينِ» خير تحيّةِ
رحم الله الاستاذ عبدالسلام حلمي ، وطيب ثراه وجزاه خيرا على ما قدم وبالامكان انجاز رسالة جامعية عنه فهو يستحق ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق