ومجموعة شعرية جديدة للاستاذ سعدالعبيدي بعنوان (دائرة الالوان)
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وجميل جدا ، أن تتسارع الحركة الشعرية العراقية في محافظة نينوى وفي مدينة الموصل مركزها .والاجمل ان عددا من شعراء الموصل ، إحتلوا في زماننا هذا مكانة مرموقة في المشهد الشعري العراقي ، ومن هؤلاء الاخ والصديق الاستاذ سعد العبيدي الذي اصدر قبل ايام مجموعة شعرية جديدة بعنوان ( دائرة الالوان)، صدرت بمراجعة وتقديم الفنان المرهف الاخ والصديق الاستاذ طارق الشبلي عن دار نون للنشر ومن خلال مطبعة نركال في المجموعة الثقافية بالموصل 2025 .
وحقا الاخراج جميل ، والحجم رشيق ، والعنوان رومانسي كيف لا والاخ الشاعر سعد العبيدي شاعر الحب والجمال والرومانسية في الموصل ، هكذا انا اقرأ شعره .
حتى ما يحزن نجد الشاعر سعد العبيدي يتجاوز الحزن ويُعبّر عنه بحالة انسانية ملائمة ، وهذا ما يعجبني فيه منذ زمن طويل وعندما كنت اكتب عن نصوصه الشعرية الاخاذة من قبيل ( لمن يعزف الرباب؟ ) و (احتضار) ، و(دمعتان في الجحيم) ، و(الحب في زمن الحرب) ، و(موت الاماني ) ، و(اجابات خاطئة) كان هذا بين سنتي 2017 و2024 وما زال يغذ السير ويحث الخطى بإتجاه ان يكون له مقعد متميز في الساحة الشعرية العراقية المعاصرة في الموصل واعتقد انه نجح وليس فقط نجح بل تمّيز ، وعلى النقاد اقصد نقاد الأدب ان يقفوا طويلا عند تجربته الشعرية .
نعم هو يعاني ، لكنه صبور ، ومعاناته تبرز من خلال نصوصه الشعرية ، وأي نص شعري له ، هو حياة ، هو تجربة ، هو مواجهة .
ودائرة الالوان التي يعنيها ؛ هي كينونتنا وشكل الارض التي نعيش عليها تحتوينا ، ومن ثم نتحرك ضمنها لنصبح جزءا منها .. نمارس دورنا الفاعل من على مسرحها لكننا في نهاية الامر نعود لنمتزج بأديمها وما يبقى منا هو الذكرى الجميلة .
والمجموعة الشعرية هذه تضم ( 41) نصا ، بعناوين مذهلة تعبر عن مكنوناتها ومفرداتها وتفاصيلها الفنية والتعبيرية ..طقوس -أرصفة الوداع- تابوت حزني - حديث الصمت - تقودني خطاي -ضرب تحت الحزام - موت بالمجان - على الجسر القديم - محرقة العصر - المعزوفة الاخيرة و و .
بمن ابتدأ واين اقف ؟
ما يغريني في أن اقرأ أية قصيدة لسعد العبيدي هو (رشاقتها) اولا ، وما تحمله من مضمون وافكار ثانيا .
اقف عند نصه الشعري الرائع (العمر خريف اصفر) :
لو نصحوا
على لقمة خبز
مغمسة ٍ
بالتعب والعرق والدموع
لن تجوع
الاطفال في مدينتي
ولن يشعر الفقير بالبؤس
وهو يتوضأ ...
قبل اطلالة ِ الفجر ِ
وشروق الشمس ،
تحت سقيفة بيته القديم ..
------------
لو نصحوا
من مخالب حلم مخيف
ذات ليلة
على جمرات الشوق
وحزن شفيف
نسترجع الذكريات والاماسي ..
التي تلت ايام الحرب ،
لن نصحوا أبدا ..
فالعمر ُخريف ... !
أقول ، أنا كاتب هذه السطور : نعم العمر خريف ، وكربه كرب ، والانسان بحاجة الى الربيع ، والربيع بعيد المنال ..قد يأتي الربيع ، ولكن متى يأتي الربيع ؟
تمنياتي للاخ العزيز الشاعر سعد العبيدي بالتألق الدائم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق