إقالة رئيس جهاز الامن العام - الشاباك : أزمة نتنياهو أم ازمة اسرائيل ؟!
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل -العراق
من يتابع الشأن الاسرائيلي الداخلي منذ حادث 7 اكتوبر -تشرين الاول 2023
وملخصه ان الحركة الاسلامية الفلسطينية هاجمت (22) مستوطنة و( 11) قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة ، يدرك كم هي الازمات البنيوية التي تواجهها اسرائيل داخليا .فتظاهرات اهالي الاسرى ومؤيدوهم تزداد وتتوسع بإتجاه التنديد بسياسات رئيس الوزراء الحالي ( بنيامين نتنياهو) وتهربه من اجراء تحقيق عن ما جرى في 7 اكتوبر على غرار ما تم بعد حرب تشرين 1973 والتقرير المهم عنها والمعروف ب(المحدال ) أي التقصير .
الكل بات يعرف ان نتنياهو ، لايفكر الا بإستمرارية حكومته خوفا من سقوطها ، ومن ثم التعرض للمحاسبة .كثيرون أكدوا ان نتنياهو يواجه ازمة سياسية خانقة ، لا بل ذهب بعضهم ومنهم (يائير لابيد ) زعيم المعارضة الى القول ان نتنياهو فقد أعصابه وأُصيب بالهستيريا .
اليوم قرر اقالة رئيس الشاباك ( رونين بار ) ، ومن قبل ذلك اقال رئيس الاركان (هرتسي هاليفي) ، ووزير الدفاع ( يوآف غالانت) ومن قبل ذلك استقال الوزيران في مجلس الحرب الإسرائيلي ( بيني غانتس) و ( غادي آيزنكوت) وهو يفكر فقط بالمتطرفين ويحرص على ابقائهم في حكومته مهما كان الثمن واصبح لايرفض طلبا (لبن غفير) او ( سموتريش) وهذا ما دفع زعيم حزب الديموقراطيين (يائير غولان) لأن يقول ان نتنياهو اعلن الحرب على اسرائيل نفسها ! أما بيني غانتس ، عضو الكنيست فصرح يقول ان قرار الإقالة سيضر بوحدة المجتمع الاسرائيلي ويعرضه للانقسام وقد يتطورالامر لتزايد الاحتجاجات .هم وصحفهم يتحدثون عن ازمة وجودية تهز اسرائيل ونتنياهو هو العلامة الاكبر لهذه الازمة .... ازمة بنيوية وجودية تؤكد انعدام الثقة بين الاطراف الحاكمة وصناع القرار وعلى أعلى المستويات والا كيف نفسر رفض نتنياهو اجراء التحقيق ، وهونفسه أحد ابرز المسؤولين عن ما جرى . ثم ان اسرائيل لم تحقق اهدافها من الحرب في غزة ولبنان ما فعلته هو تدمير البنى التحتية وقتل الناس وعددا من القادة ، والرياح جرت بعكس ما ارادت ؛ فالمنطقة تغيرت وستتغير بعد حادث 7 اكتوبر بحكم التطور التاريخي وفقدان كثير من بريق العناصر المؤثرة وعلى الجانبين العربي والاسرائيلي والاقليمي كله وحتى الدولي ، ومجيء الرئيس الامريكي الجمهوري دونالد ترمب وسياساته المعروفة في وقف الحروب والتوجه نحو التنمية والاعمار ، وما سيحدث من تطورات ستعطي صورة جديدة للمنطقة تحتاج الى (لاعبين) جدد يعون طبيعةما يجري ويتصرفون وفق المعايير الجديدة الفاعلة .اقول ما يحدث ستكون له تداعيات جديدة سوف لن تقف لا عند اسرائيل ونتنياهو بل ستشمل المنطة (منطقة الشرق الاوسط ) كلها .17 -3-2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق