السبت، 22 مارس 2025

أنيس منصور 1925-2011 والثقافةالعربية المعاصرة

                                                                     الاستاذ أنيس منصور



أنيس منصور 1925-2011 والثقافةالعربية المعاصرة
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
لا اكتمكم سرا ، اذا قلت أنني ، ومنذ سنوات ، وفي مكتبتي الشخصية بعضا من كتبه . كنت اقرأ لانيس منصور ، واشعر بحضوره في الساحة الثقافية العربية المعاصرة ويتمثل هذا في مؤلفاته ومقالاته وحواراته .
وانيس محمد منصور ( 1925 - 2011) ، وهذا اسمه الكامل كاتب صحفي ، وفيلسوف ، وأديب مصري. اشتهر بالكتابة الادبية الفلسفية عبر ما ألّفه من إصدارت جمع فيها بين الادب والفلسفة وهو من قرية كفر الباز -مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية سنة 1925 ، ووالده الشيخ محمدمنصور ، كان يعمل مأمورا لعزبة عدلي يكن باشا احد السياسيين المصريين المعروفين في العهد الملكي .
وانيس منصور ، خريج قسم الفلسفة بكلية الاداب - جامعة عين شمس ، وكان متميزا ، وكان الاول على دفعته ، وبعد تخرجه توجه نحو الادب والصحافة وعمل محررا في بعض الصحف والمجلات ، وقد تولى رئاسة تحرير مجلة ( آخر ساعة) ومن بعدها مجلة (اكتوبر) .
وقد وجدتُ له حوارا جميلا مع الاعلامي الاستاذ مجدي ابراهيم من مركز اعلام الوطن العربي في القاهرة منشورا في مجلة ( آفاق عربية) البغدادية عدد شباط -فبراير 1988 . ومما جاء في تقديم الاستاذ مجدي ابراهيم ان هناك من كتب عن الاستاذ انيس منصور
منهم الاستاذ مأمون غريب في كتابه : (انيس منصور في حياته وادبه) ، والاستاذ حازم فودة في كتابه ( نجوم شارع الصحافة) ، والاستاذ محمد محمود رضوان في كتابه( السندباد الطائر انيس منصور) ، وان انيس منصور نفسه قدم للمكتبة العربية عشرات الكتب .
كان انيس منصور ، يرى في الاديب الحقيقي مواصفات وخصائص ؛ فالاديب " هو الانسان المثقف المشتغل بقضايا الفكر ولديه القدرة على التعبير عن ذلك بشكل جميل " .
واضاف ان لكل كاتب اسلوب ، وان اسلوبه هو -ضيّق- كالفساتين الملتصقة على الجسد ، وانه يجد نفسه في كل ما يكتب ، وليس ثمة تعارض بين ممارسة الابداع والعمل الصحفي .. هو نفسه يقول يعتبر نفسه اديبا مشتغلا بالصحافة ، ولاتعارض بين العمل الادبي والعمل الصحفي .
أجاب على سؤال يتعلق بواقع الثقافة العربية المعاصرة ، ومنها الثقافة المصرية قائلا :"اننا نبالغ في نواقصنا وسلبياتنا ... فهذه المبالغة تفقدنا الحماس ، وتصيبنا بالاحباط وليس من الصحيح البكاء دوما على الماضي أو الحاضر ...الثقافة العربية بخير ، وليس ثمة قصور او عجز بل هناك روافد كثيرة للثقافة العربية ، وهناك ابداع ، ويوجد شباب يريد ان يصل ، وثمة من يرفع رأسنا في المحافل الادبية .. هناك ثقافة ، وادب ، وفكر قد لايعطي ثماره فورا ، ولكن ربما ظهرت الثمار بعد 10 سنوات او 20 سنة وهذه السنوات ليست شيئا يذكر في عمر الشعوب .
ويمكن - يقول الاستاذ انيس منصور - للادب العربي والثقافة العربية من ان تصل الى العالم كله بشرطين هما اولا : الارتقاء بهذين اللونين وثانيا : الترجمة .
وعن موقفه من الصحافة العربية يؤكد وجود الحرية لكي تزدهر الصحافة وتتطور شكلا وموضوعا ويختتم حواره بالقول انه كتب رحلته في (86) كتابا منشورا وقسم من اعماله تحولت الى افلام ومسلسلات ومن اعماله :عاشوا في حياتي - الكبار يضحكون ايضا - في صالون العقاد كانت لنا ايام - الذين هبطوا من السماء- الذين عادوا الى السماء - حول العالم في 200 يوم - يا صبر ايوب - الحب والفلوس والموت وانا - شارع التنهدات - ثم ضاع الطريق - قل لي يا استاذ - وداعا ايها الملل- عبد الناصر المفتى عليه والمفتري علينا - ساعات بلا عقارب - الخالدون المئة - معنى الكلام .
رحم الله انيسا .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساحة الميدان ببغداد 1964

  ساحة الميدان ببغداد 1964 صورة تاريخية لساحة الميدان في جانب الرصافة بالعاصمة العراقية بغداد سنة 1964 وكنت طالبا في الصف الاول في قسم ال...