الجمعة، 21 مارس 2025

علي الجارم 188- -1949 الشاعر المصري الكبير وقصيدته ( بغداد يا بلد الرشيد )


 

علي الجارم 188- -1949 الشاعر المصري الكبير وقصيدته ( بغداد يا بلد الرشيد )
- ابراهيم العلاف
المرحوم الاستاذ علي الجارم شاعر مصري كبير ، جاء بغداد والقى قصيدته الرائعة (بغداد يابلد الرشيد) ، في اليوم التاسع من شباط - فبراير سنة 1938 حيث انعقد ببغداد المؤتمر الطبي العربي الأول بمشاركة عدد كبير من الأطباء والأدباء العرب ، وأعدت (الجمعية الطبية العراقية) درعا خاص وصورة لرجلين عربي وفرعوني ، وألقى في المؤتمر الشاعر المصري الكبير الاستاذ علي الجارم رحمه الله قصيدته الرائعة ( بغداد يابلد الرشيد ) ، وقد لحنها الموسيقار الكبير الاستاذ رياض البندك وغناها الفنان عبد الغني السيد..كانت بغداد قلعة العروبة وستعود بغداد الى بغداد ولمحيطها العربي وقد عادت . وتقول القصيدة :
بَغْدَادُ، يَا بَلَد الرَشِيدِ! وَمَنَارَةَ الْمَجْدِ التَّلِيدِ!
يَا بَسْمةً لَمَّا تَزَلْ زَهْرَاءَ في ثَغْرِ الْخُلُودِ
يَا مَوْطنَ الْحُبِّ الْمُقِيـ ـمِ وَمَضْرِبَ الْمَثَلِ الشَّرُودِ
يَا سَطْرَ مَجْدٍ لِلْعُرُو بَةِ خُطَّ في لَوْحِ الْوُجُودِ
يَا رَايَةَ الإسْلامِ، وَالـ إسْلَامُ خَفَّاقُ الْبُنُود
يَا مَغْرِبَ الْأَمَلِ الْقَديـ ـمِ، وَمَشْرِقَ الْأَمَلِ الْجَدِيد
يَا بِنْتَ دِجْلَةَ، قَدْ ظَمِئـ ـتُ لِرَشْفِ مَبْسِمِك الْبَرُودِ
يَا زَهْرَةَ الصحْراءِ، رُدِّ ي بَهْجَةَ الدنْيَا وزِيدِي
يَا جَنَّة الأَحْلَامِ، طَا لَ بِقَوْمِنَا عَهْدُ الرُّقُودِ
يَا بُهْرَةَ الْمُلْكِ الْفَسِيـ ـحِ، وَصَخْرَةَ الْمُلْكِ الْوَطِيدَ
يَا زَوْرَةً تُحْيِي الْمُنَى إنْ كُنْتِ صَادِقَةً فَعُودِي!
•••
بغْدَادُ، يا دَارَ النهَى وَالْفَنِّ، يا بَيْتَ الْقَصِيدِ
نبتَ الْقَرِيضُ عَلَى ضِفَا فِكِ بَيْنَ أفْنَانِ الْوُرُودِ
سَرَقَ التَدَلُّلَ مْن «عِنَا نٍ» والتَّفَنُّن مِنْ «وَحِيدِ»
يَشْدُو كَأَنَّ لَهَاتهُ شُدَّتْ عَلَى أوْتارِ عُودِ
بَغْدَادُ، أيْنَ الْبُحْتُرِيُّ؟ وَأَيْنَ أَيْنَ ابْنُ الْوَلِيدِ؟
ومَجَالِسُ الشُعَرَاء في بَيْتِ ابْنِ يَحْيَى وَالرَّشِيد؟
أَيْنَ الْقِيَانُ الضَاحِكَا تُ يَمِسْنَ في وَشْيِ الْبُرُودِ؟
السَاحِرَاتُ الْفَاتِنا تُ النُّجْلُ مِنْ هِيفٍ وَغيدِ
السَاهِرَاتُ مَعَ النجُو مِ الآنِفَاتُ مِنَ الْهُجُودِ
مِنْ كُلِّ بَيْضَاء الطلَى مَهْضُومَةِ الْكَشْحَيْنِ رُودِ
يَخْطِرْنَ حَتَّى تَعْجَبَ الـ أَغْصَانُ مِنْ لِينِ الْقُدُودِ
وَإذا سَفَرْنَ فَأَيْنَ ضَوْ ءُ الشَّمْسِ مِنْ شَفَقِ الْخُدُودِ؟
يَعْبَثْنَ بِالأَيَّامِ، وَالـ أَيَّامُ أَعْبَثُ مِنْ وَليدِ!
خَبَأَ الْجَمَالُ لَهُنَّ كَنْزًا بَيْنَ سالِفَةٍ وَجِيدِ
•••
كَمْ جَاشَ جَيْشُك بِالْفَوَا رِسِ مِنْ أَسَاوِرَةٍ وَصِيدِ!
لِلنصْرِ فِي أَعْلَامِهِمْ صِلَةٌ بِأَبْنَاء الْغُمُود
مُلْكٌ إذَا صَوَّرْتَهُ عَجَزَ الْخَيَالُ عَنِ الصُعُودِ
وَجُهُودُ جَبَّارِينَ تَصـ ـغُرُ دُونَهَا شُمُّ الْجُهُودِ
الرُّسْل تَتْلُو الرسْلَ مِنْ بِيضٍ صَقَالِبَةٍ وَسُودِ
سَارُوا «لِقَصْرِ الْخُلدِ» يُعـ ـشِي طَرْفَهُمْ وَهَجُ الحَديدِ
يَتَعَثَّرُونَ، كَأَنَّهُمْ يَمْشُونَ في حَلَقِ الْقُيُودِ
الجَوُّ يَسْطَعُ بالظبَا وَالأَرْضُ تَزْخَرُ بِالْجُنُودِ
حتَّى إذَا رَجَعُوا بَدَا بِجِبَاهِهِمْ أَثَرُ السجُودِ
•••
الْفَلْسَفَاتُ عَرَفْتِها وَالْعِلْمُ طِفْلٌ فِي الْمُهُودِ
وَالْغَرْبُ يَنْظُرُ فِي خُمُودٍ نَحْوَ قاتِلَةِ الْخُمُودِ
كَمْ مَوْئِلٍ لِلْمُستَجِيـ ـرِ، وَمَنْهَلٍ لِلْمُستَفِيدِ
وَ«الْجَاحِظُ» الْمَرِحُ اللَّعُو بُ يَغُوصُ لِلدُّرِّ الْفَرِيدِ
بَغْدَادُ، يا وَطَنَ الْأَدِيبِ، وَأَيْكَةَ الشعْر الْغَرِيدِ
جَدَّدْتِ أَحْلَامِي، وَكُنْتُ صَحَوْتُ مِنْ عَهْدٍ عَهِيدِ
جَمَعَ الْخَيَالُ فَمَا اطْمَأَنَّ، وَلا اسْتَقَرَّ إلَى خُلُودِ
جَازَ الْقُرونَ النَّائِيَا تِ، وَفَكَّ أَسْرَارَ الْعُقُودِ
ذَكَرَ الْعُهُودَ فَأَنَّ لِلذِّ كْرَى، وَحَنَّ إلَى الْعُهُودِ
وَاهْتَاجَهُ الطيْفُ الْبَعِيدُ، فَجُنَّ لِلطيْفِ الْبَعِيد
وَصَبَا إلَى ظِلِّ الْعُرُو بَةِ في حِمَى الْمُلْكِ الْعَتِيد
•••
يَا أُمَّةَ الْعَرَبِ ارْكُضِي مِلءَ الْعِنَانِ، وَلَا تَهِيدِي
سُودِي، فَآمَالُ الْمُنَى وَالْعَبْقَرِيَّةِ أَنْ تَسُودِي
هَذَا أَوَانُ الْعَدْوِ لَا الـ إِبْطَاءِ وَالْمَشْيِ الْوَئِيدِ
الْمَجْدُ أَنْ تَتَوَثَّبِي وَإِذَا وَثَبْتِ فَلَا تَحِيدِي
وَتُحَلِّقِي فَوْقَ النُّجُو مِ بلَا شَبِيهٍ أَوْ نَدِيدِ
وَإذَا شَدَا الْكَوْنُ الْمَفَا خِرَ كُنْتِ عُنْوَانَ النَشِيدِ
لَا تخْطِئي حَدَّ الْعُلَا مَا لِلْمَعَالِي مِنْ حُدُودِ!
مَنْ يَصْطَدِ النمِرَ الْوَثُو بَ يَعِفُّ عَنْ صَيْدِ الْفُهُودِ
•••
هَذِي طَلَائِعُ نَهْضَةٍ ذَهَبَتْ بِآثَارِ الركُودِ
بَغْدَادُ أَشْرَقَ نَجْمُهَا وَبَدَا بِهَا سَعْدُ السعُودِ
سَلَكَتْ إلَى الْمَجْدِ الْقَدِيـ ـمِ مَحَجَّةَ النَهْجِ السدِيدِ
وَزَهَتْ بِأَقْمَارِ الْهُدَى وسَطَتْ بِأَظْفَارِ الْأُسُودِ
بَغْدَادُ، إنَّا — وَفْدَ مِصـ ـرَ — نَفيضُ بالشوْقِ الأَكِيد
جِئْنَا نُحَيِّي الْعِلْمَ وَالـ آدَابَ فِي الْعَدَدِ الْعَدِيدِ
مَرْآكِ عِيدٌ لِلْمُنَى فُزْنَا بِهِ فِي يَوْمِ عِيد
أَهْلُوك أَهْلُونَا، وَأبْنَا ءُ الْعَشِيرةِ وَالْحُدُودِ
بَيْنَ القُلُوبِ تَشَوُّفٌ كَتَشَوُّفِ الصبِّ العَمِيدِ
حَتَّى يَكَادَ يُحِبُّ نَخلَكِ نَخْلُ أَهْلِي فِي «رَشِيدِ»
شَطَّتْ مَنَازِلُنَا، وَمَا احْتَاجَ الفُؤَادُ إلَى بَرِيدِ
الرَافِدَانِ تَمازَجَا فِي الْحُبِّ بِالنِّيل السعِيدِ
وَتَعَانَقَ الظِّلانِ: ظِلُّ الطـ ـطَاقِ وَالْهَرَمِ الْمَشِيد
جِئْنَاكِ نَسْتَبِقُ الْخُطَا أَنْضَاءَ أَوْدِيَةٍ وَبِيد
طَالَتْ بِنَا الصَّحْرَاءُ حَتـ ـتَى خِلْتُهَا أَبَدَ الْأَبِيدِ
يَتَخَلَّص الْمَرْمَى المَدِيـ ـدُ بِهَا إلَى مَرْمًى مَدِيدِ
كَتَخَلُّصِ الْحَسْنَاء مِنْ وَعْدٍ طَوَتْهُ إلَى وُعُودِ
بَحْرٌ بِلَا شَطَّيْنِ يَزْ خَرُ بالتَّنَائِفِ وَالنُّجُودِ
وَسَفِينَتِي «نَرْنٌ» بِهَا مَا فِي فُؤَادِي مِنْ وُقُودِ
جِئْنا إلَى الْغَازِي سَلِيـ ـلِ الْعُرْبِ وَالْحَسَبِ الْمَجِيدِ
نَخْتَالُ بَيْنَ هِبَاتِهِ فِي ظِلِّ إحْسَانٍ وَجُودِ
أَحْيَا الْمُنى بِالْعَزْمِ وَالتَّدْ بِيرِ والسَعْيِ الْحَمِيدِ
وَغَدَتْ بِهِ سُوحُ الْعُرو بَةِ مَنْهلًا عَذْبَ الْوُرُودِ
فِي نَهْضَةِ «الْفَارُوقِ» وَالـ ـغازي غِنًى لِلْمُسْتَزِيدِ
«فَارُوقُ» مُنْبَثَقُ الرجَا ء ومُلْتَقَى الرُّكْنِ الشَديدِ
عَاشَا وَعَاشَ الشَّرْقُ فِي عِزٍّ وَفي عَيْشٍ رَغِيدِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساحة الميدان ببغداد 1964

  ساحة الميدان ببغداد 1964 صورة تاريخية لساحة الميدان في جانب الرصافة بالعاصمة العراقية بغداد سنة 1964 وكنت طالبا في الصف الاول في قسم ال...