السبت، 22 مارس 2025

اللواء الركن سيد حميد سيد حسين الحصونة قائد الفرقة الأولى 1959 وقضية احتلال الكويت





 
                                سيد حميد الحصونة وزوجته السيدة زينب عمران خلال عقد قرآن ولدهما الطبيب 



اللواء الركن سيد حميد سيد حسين الحصونة قائد الفرقة الأولى 1959 وقضية احتلال الكويت
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
سألني أحد طلبة الدراسات العليا عنه ، واراد تعريفا له فقلت ان اللواء الركن سيد حميد سيد حسين الحصونه كان سنة 1959 قائدا للفرقة الأولى ، وان إشاعة انتشرت تقول انه امتنع عن تنفيذ غزو الكويت وضمها الى العراق اثر الدعوة التي اطلقها الزعيم عبدالكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بإعادة ضم "قضاء الكويت لما اسماه الوطن الام وهو العراق " .كان ذلك عبر مؤتمر صحفي عقده يوم 25 حزيران سنة 1961 وعين فيه امير الكويت آنذاك قائمقاما تابعا لمتصرف البصرة .
اللواء سيد حميد سيد حسين الحصونة من الضباط العراقيين المعروفين بالكفاءة ، وكان يعد من المع رموز المدرسة العسكرية العراقية ومن الشخصيات المعروفة بوطنيتها واعتزازها بعروبتها شارك في حرب فلسطين سنة 1948 ، وشغل العديد من المناصب العسكرية . وفي سنة 1959 تقلد منصب قائد الفرقة الأولى ومقرها مدينة الديوانية (محافظة القادسية) وكان موقع عملها مناطق الفرات الأوسط ، وجنوب العراق وعشيرة السادة الحصونة الموسوية الرضوية عشيرة كبيرة تقطع ريف لواء الناصرية (المنتفك –محافظة ذي قار حاليا في محيط ناحية الإصلاح .
وعرف عن اللواء الركن سيد حميد سيد حسين الحصونة تدينه ، وعلاقته الحميمية بالمرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم وكان يعده والده الروحي . وعندما اصدر السيد محسن الحكيم فتواه بتحريم الشيوعية وعدها كفرا والحادا، قام سيد حميد سيد حسين الحصونة بغلق مقرات الحزب الشيوعي ضمن مناطق سيطرة الفرقة الأولى. كما منع تداول صحف الحزب الشيوعي ومنها جريدة (اتحاد الشعب) وسد مكتبات الشيوعيين.
بعد انقلاب 8 شباط 1963 ، لجأ اللواء سيد حميد سيد حسين الحصونة الى القاهرة وعاش في كنف الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان يحبه ويحترمه وبعد انقلاب 17 تموز 1968 راجع السفارة العراقية في القاهرة لأمور تتعلق بتقاعده لكنه أُحتجز داخل السفارة أسبوعا تمهيدا لتسفيره الى بغداد ، لكن الرئيس عبد الناصر سمع بالأمر وطلب اطلاق سراحه . سافر الى لندن بعد ذلك وتوفي هناك سنة 1987 ونقل جثمانه الى النجف الاشرف وجرى له في بغداد تشييع رسمي عسكري شارك فيه وزير الدفاع آنذاك الفريق الركن الطيار عدنان خير الله .
ما يهمنا الإشارة اليه هو هل انه فعلا رفض تنفيذ أوامر الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة باحتلال الكويت سنة 1961؟ والجواب على هذا الامر ان ما قيل ليس الا إشاعة اطلقت لأسباب سياسية وطائفية وليس لها أي جانب من الصحة فسيد حميد سيد حسين الحصونة كذب الشائعة بنفسه وحسبما جاء في كتاب الأستاذ مرتضى الشيخ حسين والموسوم (عبد الكريم قاسم اسوة بمصدق_بين المطرقة والسندان السوفيتي ) ، والتفاصيل كتبها أحد اقرباءه وهو الدكتور حيدر مجيد رستم الحصونة في موقع براثا والرابط :
https://burathanews.com/arabic/articles/22188 ، فإن ما أُشيع ان عبد الكريم قاسم اراد احتلال الكويت ، وأمر اللواء السيد حميد الحصونة ، بأن يزحف على الكويت ويحتلها فامتنع حميد الحصونة عن اداء هذه المهمة . هذا القول أصبح ومايزال شأئعاً لدى الشعب العراقي ، ولدى كثير من الاوساط السياسية والثقافية والصحافية . اما حقيقة عزم عبد الكريم قاسم على احتلال الكويت واناطة امر هذا الاحتلال باللواء حميد الحصونة وامتناعه عن تنفيذ الامر فمجرد فكرة استغلها خصوم قاسم من جميع اطرافهم لتأليب الاحقاد ضده. وما كان عبد الكريم ليغامر في تنفيذ هذه الفكرة خاصة وان مشاكل العراق التي شغلته الى أقصى واعنف حد تحول دون تحقيق هذه الفكرة . كما ان الانكليز استغلوها لإعادة سيطرتهم على الكويت بحجة حمايتها من عدوان عبد الكريم قاسم المزعوم . واثباتاً لهذه الحقيقة فقد كانت لي صلة صداقة باللواء سيد حميد الحصونة ، وقد زار برلين حيث اقيم عدة مرات وكنا معاً نسافر الى عدة مدن المانية ونلتقي مرات مستمرة في برلين فسألته وكان معنا الشاعر العراقي كاظم جواد عن صحة امتناعه عن تنفيذ امر عبد الكريم قاسم باحتلال الكويت فأجابني بما يلي :" لم تكن هناك خطة من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم لاحتلال الكويت .. كما انه لا صحة ابداً لما يقال بانه أمرني باحتلال الكويت وما يقال اني امتنعت عن تنفيذ مهمة الاحتلال. فلو فرضنا من ناحية المنطق انه اراد فعلاً احتلال الكويت أو أنه امرني بذلك فامتنعت لكان من السهل أن يعزلني من منصبي إذ أنه رئيسي الاعلى وهو القائد العام للقوات المسلحة ومن السهل عليه عند مخالفتي امره ان ينيط امر الاحتلال بغيري من القادة العسكريين ليقوم بالتنفيذ، فما أنا إلا ضابط تحت إمرته وقيادته ، فقضية محاولة احتلال الكويت واناطة مهمة الاحتلال بي وامتناعي عن الاحتلال مجرد اكاذيب واشاعات باطلة غرضها الاساءة لعبد الكريم قاسم ولي كذلك واثارة الاحقاد ضد سياسة العراق آنذاك " .
اضاف الاخ والصديق الاستاذ نبيل عبد الكريم الحمد الحسيناوي الى ما نعرفه عن اللواء الركن سيد حميد سيد حسين الحصونة بعض ما لديه من معلومات فقال في رسالة خاصة :" كانت علاقة السيد حميد الحصونة وثيقه مع الوزير السيد احمد الحبوبي ومنها المصاهرة التي تمت بالقاهرة إذ تزوج احد أبناءه وكان طبيبا من السيدة سهى كبرى كريمات السيد الحبوبي ..."
*صورة اللواء الركن سيد حميد سيد حسين الحصونة مع السيد محسن الحكيم رحمهما الله وصورته مع عشيرة السادة الحصونة وهم يقابلون الزعيم عبد الكريم قاسم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساحة الميدان ببغداد 1964

  ساحة الميدان ببغداد 1964 صورة تاريخية لساحة الميدان في جانب الرصافة بالعاصمة العراقية بغداد سنة 1964 وكنت طالبا في الصف الاول في قسم ال...