الجمعة، 21 مارس 2025

على ذمة المؤرخ السيد عبد الرزاق الحسني : عندما توفي حكمت سليمان رئيس وزراء العراق الاسبق !!


 


على ذمة المؤرخ السيد عبد الرزاق الحسني : عندما توفي حكمت سليمان رئيس وزراء العراق الاسبق !!
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ومنذ اليوم 20 من آذار الجاري 2025 ، سأبدأ بنشر بعض الحكايات التاريخية المعاصرة ، واشير الى من كتبها او تحدث عنها . وابتدأ بما قاله السيد عبد الرزاق الحسني المؤرخ العراقي (1903- 1997 ) ، وصاحب كتاب (تاريخ الوزارات العراقية ) والمؤلفات الاخرى الكثيرة .
كتب عن وفاة السيد حكمت سليمان ( 1889- 1964) رئيس وزراء العراق بعد انقلاب بكر صدقي 1936 ، وقال انه بالصدفة والسيد رشيد عالي الكيلاني ذهبا الى مجلس عزاء في السفارة الهندية في حزيران 1964 ، وكان يوم جمعة ويضيف :" وبعدها قصدنا دار السيد حكمت سليمان في الصليخ للزيارة وسأل عن العزاء واراد ان يذهب هو ايضا فقد كان لمناسبة وفاة الزعيم الهندي الكبير جواهر لال نهرو رئيس الوزراء الهندي السابق ، فقلت له انا مستعد ان اذهب معك ، وجاء السائق صباح السبت السادس عشر من حزيران -يونيو سنة 1964 ، وصحبني الى دار حكمت سليمان ، وكان يتناول فطوره حين دخلت عليه وجلستُ امامه ، وبعد تناول القهوة دخل حمام غرفته ليغسل يديه ، وما كاد يخرج ، وبيده المنديل حتى سقط بين الحمام وغرفته وانتقلت روحه الى خالقها فتعاونت مع النادل ياسين التلعفري وكان يعمل عنده ، ونقلناه الى فراشه ثم انصرفت الى نعيه .
وفي عصر يوم الوفاة كان الناس ينتظرون الفراغ من تغسيله لتشييعه الى مقبرة الامام الاعظم ، واذا بالشيخلي وهو احد المُغسلين يخرج من الحمام ليقول ان الكفن لايكفي لتكفين المتوفي ، وكان حكمت سليمان طويل القامة فدنوت من العلامة نجم الدين الواعظ ونقلت له ماقاله الشيخلي فوضع قبضة يده على لحيته وقال : ولدي ! ان الكفن المستحضر هو كل ما يستحقه المتوفى من حطام الدنيا ، فلا يمكن اضافة شئ اليه ..فقلت له : ياعم وما التدبير ؟ايجوز ابقاء القدمين خارج الكفن ؟ فمسك لحيته ثانية وقال : ان العادة جرت ان يكون الكفن من الخام ذي الاربع طيات فخذوا من العرض ، واضيفوه الى الطول بعد ربط الاضافة بسلي النخل اذ لايجوز الخياطة بالابرة والخيط " .
ويستطرد السيد عبد الرزاق الحسني ليقول :" كان المرحوم حكمت سليمان قد قدم عرضا الى متصرفية بغداد لزراعة أرض تجاور داره في الصليخ .وقد كلفته العريضة نصف روبية فقط (الروبية 75 فلسا وكانت هي العملة المتداولة في العراق بعد الاحتلال البريطاني ) ، ثم امتدت ارضه حتى بلغت "خشوم كدري " القريبة من منتصف طريق بغداد - بعقوبة .ولما صدر قانون بتمليك نصف ما يملكونه من الارض لقاء تنازلهم عن النصف الاخر للدولة ، باع السيد حكمت سليمان أرضه بوساطة الدكتور يوسف عبود بما يزيد على المليون دينار لينشأ عليها فيما بعد (حي جميلة ) الحالي !! ..اعرفوا وتعلموا واتعظوا يا اولي الالباب . رحم الله الجميع ورحمنا .
* حوار السيد عبد الرزاق الحسني مع الصحفي الاستاذ حمزة مصطفى ، مجلة (آفاق عربية) عدد شباط 1988
**الصورة الاولى للسيد حكمت سليمان والصورة الثانية للسيد عبد الرزاق الحسني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساحة الميدان ببغداد 1964

  ساحة الميدان ببغداد 1964 صورة تاريخية لساحة الميدان في جانب الرصافة بالعاصمة العراقية بغداد سنة 1964 وكنت طالبا في الصف الاول في قسم ال...