الاثنين، 7 أغسطس 2023

طاغور في بغداد منذ (92) سنة ..............لمناسبة ذكرى رحيله


 طاغور في بغداد منذ (92) سنة ..............لمناسبة ذكرى رحيله

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
رابندرانات طاغور ، شاعر ، و مسرحي ، و روائي هندي ...كاتب ، وفيلسوف ، ومسرحي ( 1861-1941 ) خريج كلية لندن الجامعة، وحائز على جائزة نوبل في الآداب سنة 1913 .اليوم 7 من آب -اغسطس 2023 الذكرى ال ( 82) لرحيلة فقد توفي يوم 7/8/ 1941 . زار بغداد يوم 22-5 سنة 1931 وقد قوبل طاغور بحفاوة منقطعة النظير ، وجاءت الزيارة تلبية لدعوة وجهها ملك العراق ومؤسس الدولة العراقية الحديثة المرحوم الملك فيصل الاول 1921-1933 وقد أشرفت ْ وزارة المعارف (التربية ) في عهد وزيرها السيد عبد الحسين الجلبي على تنظيم الاستقبال .
وكانت هناك لجنة للاستقبال مؤلفة - كما يقول الاستاذ سالم الالوسي في مقالة له في مجلة (الرافدين )البغدادية 1992 - من الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاي ، والدكتور محمد فاضل الجمالي ، والاستاذ محمد بهجت الاثري ، والاستاذ عبد المسيح وزير.
وقد توجهت اللجنة الى الحدود العراقية -الايرانية والى خانقين بالذات لأستقبال الضيف القادم من ايران الشاعر والفيلسوف الهندي الكبير طاغور ومرافقته الى العاصمة بغداد وكان مع هيئة الاستقبال المصور الكبير ارشاك الذي وثق الزيارة وكما ترون في الصورة المرفقة الى جانب هذه السطور .
في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم 22-5-1931 وصل الفيلسوف والشاعر والروائي الهندي البنغالي رابندرانات طاغور ، الى الحدود العراقية لمدينة خانقين وقد استقبل من قبل عدد من السياسيين والكتاب والادباء والشعراء يتقدمهم السيد محمد الصدر ، وجعفر العسكري ، ونوري السعيد ، وجميل صدقي الزهاوي ،ومعروف الرصافي، واخرين وكان يوما استثنائيا في العاصمة بغداد حيث اقيمت فيها مراسيم التكريم والاحتفال بالزائر المهم في الشرق انذاك،الحاصل على جائزة نوبل للاداب في السنة 1913 كأول شرقي يحصل عليها من خلال مؤلفاته المهمة في الشعر والمسرح والرواية وكان معروفا بأنه فيلسوف الحب والجمال والحقيقة.
اقيمت للشاعر والفيلسوف الضيف عدة حفلات ، وولائم احتفاء به وتقديرا لمنزلته ، حضرها الشعراء والادباء والاساتذة ورجال الصحافة انذاك . وكان الشاعر الزهاوي في المقدمة وقد القى الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي قصيدة كما القى الشاعر الاستاذ محمد بهجت الاثري قصيدة ومما قاله الشاعر الزهاوي :
كنت طاغور ماثلا في خيالي
حيثما التفت اجدك حيالي
عن يميني اذا نظرت يميني
وشمالي اذا نظرت شمالي
مثل نجم يهدي ابتساما جميلا
في دجى الليل من مكان عالٍ
وقال الاستاذ الاثري :
بسمت لبغداد وبغداد ثاكلة
فلم ترَ الا ان تهش مجاملة
وبغداد ثغر صاغه الله باسما
لكل اديب حط فيها رواحله
في ربيع سنة 1960 ، نظم المستشار الثقافي الهندي في السفارة الهندية في بغداد المستر مابترا ، دعوة شاي لعدد من الشعراء والادباء والمثقفين العراقيين في داره بالعطيفية ، والقى كلمة عن ( رابندرات طاغور ومكانته العالمية في الادب والمسرح والشعر) .
وفي خريف تلك السنة 1960 ، دعا الشاعر الكبير الاستاذ حافظ جميل الى وليمة عشاء في داره تكريما للملحق الثقافي الهندي، حضرها عدد من الشخصيات الثقافية والفكرية العراقية منهم الدكتور مصطفى جواد ، والاستاذ محمد سليم الراضي سفير العراق الاسبق في الهند ، والاستاذ حقي الشبلي ، والاستاذ جعفر الخليلي ، والاستاذ صبيح الغافقي ، والاستاذ مشكور الاسدي ، والاستاذ سالم الالوسي ، والاستاذ طلعت شوكت، والاستاذ فؤاد عباس ، والاستاذ احمد حامد الصراف . وسرعان ما تحولت الدعوة الى امسية شعرية ودار الحديث عن طاغور وزيارته التاريخية للعراق وكونه شاعرا للحب والسلام .
هكذا كانت بغداد قبلة شعراء ومؤرخي ومفكري وفناني العالم .. فهل تعود بغداد لتكون كما كانت ؟ أقول لابد ان تعود بغداد دارا للسلام ودارا للحب ..
*https://www.facebook.com/photo/?fbid=10225457456040282&set=a.1661700019326

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة

  الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - ج...