الاثنين، 14 أغسطس 2023

انقلاب سامي الحناوي في سوريا 1949

                                                      اللواء سامي الحناوي قائد انقلاب 1949 في سوريا 




انقلاب سامي الحناوي في سوريا 1949
- ابراهيم العلاف
شهد الوطن العربي في تاريخه المعاصر اول انقلاب عسكري وهو انقلاب بكر صدقي في 29 تشرين الاول - اكتوبر سنة 1936 في العراق . وبعد هذا الانقلاب تتالت انقلابات العراق .
في سوريا ؛ كانت ظاهرة الانقلابات واضحة وظاهرة للعيان ومؤثرة . في يوم 14 من آب -اغسطس 1949 ، وقع انقلاب عسكري في العاصمة السورية دمشق بقيادة اللواء سامي الحناوي 1898- 1950 ، وقع في مثل هذا اليوم قبل (74) سنة ، وكان الانقلاب مضاد لانقلاب سابق قام به حسني الزعيم وقد قام قائد الانقلاب سامي الحناوي بإعدام الزعيم حسني الزعيم .
وال الحناوي ، أُسرة من حلب معروفة .. وسامي الحناوي منهم وهو خريج الكلية العسكرية السورية ، والتحق بالعمل بعد تخرجه في وحدات للدرك في لواء الاسكندرونة (الان محافظة هاتاي التركية) .اشترك في حرب فلسطين 1948 ، وبعدها حمل رتبة عقيد .
في يوم 14 من آب سنة 1949 قاد الانقلاب ، وكان قائد الجيش حسني الزعيم ورئيس الوزراء محسن البرازي واجريت لهما محاكمة عسكرية واعدما في نفس يوم الانقلاب وقد اختير هاشم الاتاسي ليكون رئيسا للجمهورية السورية ووضع دستور مؤقت ، لكن المفاجأة كانت وقوع انقلاب جديدة بقيادة العقيد اديب الشيشكلي يوم 19 كانون الاول -ديسمبر سنة 1949 بمعنى ان حكم الحناوي الذي شغل منصب رئيس الحكومة لم يدم طويلا .
اعتقل سامي الحناوي ومن تعاون معه وخاصة عديله السيد أسعد طلس في يوم 16 من كانون الاول 1949 . وكان السبب في حدوث الانقلاب التقارب الذي اعلن عنه الحناوي مع العراق ، وتسلسل انقلاب الشيشكلي في تاريخ سوريا المعاصر ، كان الثالث وقد اطلق سراح الحناوي في 5 ايلول -سبتمر سنة 1950 بمعنى ان اعتقاله دام قرابة 9 اشهر .
، وكان هذا الانقلاب الثالث بقيادة أديب الشيشكلي.في يوم 30 تشرين الاول -اكتوبر سنة 1950 اغتيل سامي الحناوي في بيروت وقد نقلت جثته الى بلدته حلب ، ودفن فيها .
قيل ان اللواء سامي الحناوي كان ينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي ، وذكرت جريدة (الخبر) التي كانت تصدر في مدينة اللاذقية في عددها الصادر في 24 تشرين الثاني -نوفمبر سنة 1950 ان اللواء سامي سامي الحناوي كانت لديه مذكرات انتهى منها قبيل اغتياله وان عديله ومساعده في الانقلاب السيد محمد اسعد طلس قام بترتيبها واعدادها للنشر ولتفاصيل ذلك ولكل ما يتعلق بهذا الانقلاب ومواقفه يمكن لمن يريد ان يعود الى الموقع الخاص بالتاريخ السوري المعاصر ورابطه التالي :https://syrmh.com.
ومن الغريب ان سوريا - وقد تخصص بالكتابة عن تاريخها الكاتب والمؤرخ البريطاني باتريك سيل - لم تستقر حتى لحظة كتابة هذه السطور ؛ فثمة صراعات اقليمية ودولية حولها ليست جديدة بل قديمة قدم التاريخ وهذا ما يميز تاريخها في كل الازمنة التاريخية وهذا يعود الى موقعها الاستراتيجي الذي يجعل منها حالها حال العراق ساحة للصراع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة

  الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - ج...