الأربعاء، 6 مايو 2020

صالح عبد الله سرية واول رسالة ماجستير في التربية من جامعة بغداد 1966-1967

                                غلاف كتاب ( تطوير التعليم الصناعي في العراق ) للدكتور صالح عبد الله سرية
                                                    الدكتور صالح عبد الله سرية 1936-1976

صالح عبد الله سرية واول رسالة ماجستير في التربية من جامعة بغداد
1966-1967
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
من سخريات القدر ان اول من قدم رسالة ماجستير في التربية في جامعة بغداد نهاية السنة الدراسية 1966-1967 هو (صالح عبد الله سرية ) وهو نفسه الرجل الذي أُعدم في القاهرة بتهمة الاشتراك في انقلاب عسكري ضد نظام الحكم في مصر والذي عرف بحادث ( الكلية الفنية العسكرية ).وقال في اعترافاته انه اراد اعتقال الرئيس انور السادات يوم الخميس 18-4-1974 واجباره على التنحي وانه هو قائد التنظيم .
وصالح عبد الله سرية 1936-1976 ، فلسطيني وهو  أحد مؤسسي جبهة التحرير الفلسطينية وغير توجهه من التوجه (العروبي القومي ) الى (التوجه الاسلامي) وسافر الى مصر تاركا بغداد ليكون جماعة مناوئة للحكم في مصر السادات عرفت بجماعة الكلية الفنية العسكرية ..كانت زوجته عراقية هي السيدة بشرى النعيمي وقد انجبت له ست بنات وثلاثة بنين .
جاء بغداد لاجئا سنة 1948 وهو بالاصل من مواليد قرية في قضاء حيفا اسمها أجزم وكان عمره عندما جاء مع اسرته الى بغداد (12) سنة وكان  من التلاميذ الاذكياء درس واكمل دراسته ودخل قسم التربية وعلم النفس بكلية التربية –جامعة بغداد وكان متفوقا .وبعد ذلك التحق ضمن الوجبة الاولى في الدراسات العليا في قسم التربية وعلم النفس وكان عنوان رسالته ( تطوير التعليم الصناعي في العراق) .وقد نوقشت الرسالة التي قدمت الى الدائرة العلمية للتربية وعلم النفس في جامعة بغداد في نهاية السنة الدراسية 1966-1967 وبعد ان ارسلت للخارج لتقييمها من قبل ممتحن خارجي نوقشت من قبل لجنة مؤلفة من الاساتذة الدكتور نوري الحافظ رئيس الدائرة العلمية للتربية وعلم النفس في جامعة بغداد  ومدير التعليم العام والدكتور ناجي عبد القادر عميد كلية الهندسة عضوا والدكتور أحمد ابو العباس الاستاذ في جامعة عين شمس –مصر والمنتدب لمركز البحوث التربوية والنفسية في جامعة بغداد والاستاذ شيت نعمان رئيس قسم الكيمياء في كلية التربية ومدير الصناعات العام الاسبق عضوا .وقد حصلت الرسالة على تقدير جيدا جدا وطبعت في مطبعة دار الجاحظ ببغداد  سنة 1967 وظهرت ككتاب يقع في (408) صفحة من القطع الوزيري . وكانت الرسالة من اول وافضل ما كتب عن التعليم الصناعي في العراق .
كان صالح عبد الله سرية وبعد ان غير توجهه قد حظي بإهتمام واحترام ودعم الشيخ محمد محمود الصواف مؤسس جماعة الاخوان المسلمين في العراق وقد درس على يد الشيخ عبد الكريم بن السيد عباس ال الوزير الحسني الشيخلي الازجي وكان هذا من شيوخ السلفة في العراق ويلقب ب( أبي الصاعقة ) كما ورد في انسكلوبيديا ويكيبيديا .
وقد التحق بعدد من الرفاق الفلسطينيين الذين نجحوا في تأسيس (جبهة التحرير الفلسطينية ) في سنة 1959 وقبلها الف صالح عبد الله سرية كتابا سنة 1956 بعنوان (بين الاتباع والتقليد) .وكما هو معروف فإن جبهة التحرير الفلسطينية انضمت الى حركة ( فتح) وقد انضم صالح عبد الله سرية الى تنظيم الاخوان المسلمين في العراق وكان قائدا في جناح التنظيم العسكري وعندما الف الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء  والقائد العام للقوات المسلحة في العراق 1958-1963 (فوج التحرير الفلسطيني ) سنة 1961 دخل فيه واعطي رتبة (نقيب) .وهذا الفوج اصبح نواة للواء القادسية التابع لجيش التحرير الفلسطيني . ومع ان صالح عبد الله سرية كان صديقا لتقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير الاسلامي ابن قريته الشيخ تقي الدين النبهاني الا انه لم يكن عضوا في حزب التحرير .
وقعت بعض الاحداث في العراق جعلته ينتقل الى مصر التي كان يعرفها جيدا من خلال حضوره اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني وكان عضوا فيه ومن ذلك اكتشاف محاولة لاغتيال المهيب احمد حسن البكر سنة 1968 اي بعد انقلاب 1963 وازاحة الفريق عبد الرحمن محمد عارف رئيس الجمهورية .
في القاهرة التحق بجامعة عين شمس ودرس وحصل على الدكتوراه سنة 1971 عن اطروحته الموسومة ( تعليم العرب في إسرائيل ) وقد طبعها مركز الابحاث الفلسطيني وطبعت ببيروت سنة 1973 والتي تعد من افضل المراجع في هذا الميدان .
ومن الغريب ان يحصل الدكتور صالح عبد الله سرية على عمل رفيع في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – الكسو واصبح خبيرا تربويا ويبدو ان لتميزه وثقافته العالية وعلاقاته الاجتماعية دور في هذا الاختيار .
كان على علاقة وثيقة بتنظيم الاخوان المسلمين في مصر وكانت له اجتماعاته المنتظمة مع رموز التنظيم فلقد تعرف على السيدة زينب الغزالي عن طريق طريقها الشيخ حافظ التيجاني وكان مع اسرته ضيفا عليها في منزلها وهي من قدمته للمرشد العام المستشار حسن الهضيبي وهي من عرفته بمجموعة من قيادات ما كان يعرف في مصر ب( حركة الجهاد الاسلامي) من امثال طلال الانصاري ويحيى هاشم واسماعيل الطنطاوي وهم من تبنى فكرة الاطاحة بالرئيس انور السادات والانطلاق من الكلية العسكرية الفنية وقد فشلت الحركة واعدم .
كل من كتب عن الدكتور صالح عبد الله سرية اشاد به وكلهم اتفقوا على انه متحدث لبق يقنع من حوله يمتلك شخصية كارزمية وكانت له القدرة على تبسيط القضايا وعرضها بإسلوب سلس .
يستند فكر الدكتور صالح عبد الله سرية الى ما كتبته في كراس صغير بعنوان ( رسالة الايمان ) . ومما يلحظ ان كان يرى ان الجهاد هو الطريق للخلاص وقد كفر الحكام العرب وكان متأثرا بمقولات سيد قطب في قضايا التكفير تكفير الحكام وجاهلية المجتمع .
نأتي الى كتابه الموسوم ( تطوير التعليم الصناعي في العراق) وهو موضوعنا الاساس واقول انه دراسة علمية فريدة مستندة الى الوثائق وتقارير الخبراء والكتب والدراسات .كان مشرفه الاستاذ الدكتور خالد الهاشمي رئيس جامعة بغداد وقبلها عميد كلية التربية من رموز التربية ليس في العراق بل في العالم . والكتاب يقع في ثلاثة ابواب الباب الاول متابعة لتاريخ الصناعة والتعليم الصناعي في العراق والباب الثاني الوقوف عند انواع التعليم الصناعي في العراق والباب الثالث في كيفية تطوير التعليم الصناعي في العراق .وضمن هذه الابواب هناك متابعة لكل مؤسسات التعليم الصناعي في العراق من قبيل المعهد الصناعي العالي وكلية الهندسة في جامعتي بغداد والحكمة وكلية الهندسة في الموصل والبصرة .هذا فضلا عن مراكز التدريب  والمعاهد الفنية والمناهج والكتب والمدرسون وثانويات الصناعة في العراقواعد الفنيين والاختصاصيين والمدارس الحرفية وتطوير التعليم الصناعي وتطوير اهدافه والياته .
أنا اقول الرجل راح ضحية لتوجهات فكرية خاطئة ، ولاادري كيف سار بهذا الاتجاه ، وهو الذي كما قلنا يتمتع بشخصية متفردة  أهو اليأس من الحياة ؟ أهو الصحبة ؟ أهو التأثر بالافكار ؟ لكن كل هذا لايبرر اتجاه الانسان بهذا الشكل .
]
·        
·         .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....