الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

هل قتل الاستفتاء حلم الاكراد بالاستقلال ؟ ترجمة/ الغد برس: المصدر: صحيفة لوس انجلس تايم ترجمة: حيدر الخزعلي

هل قتل الاستفتاء حلم الاكراد بالاستقلال ؟
ترجمة/ الغد برس:
المصدر: صحيفة لوس انجلس تايم
ترجمة: حيدر الخزعلي

الاكراد يرون حلمهم بالاستقلال تحول الى صراع من اجل البقاء قبل هذا الشهر، كان من الصعب تصور لحظة أفضل في النضال الذي دام قرن من الزمان لأكراد العراق للحصول على دولتهم.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، أصبحوا حليفا حيويا للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، ويبدو أن المناطق التي سيطروا عليها بعد المعركة ضد تنظيم داعش كان نجاحا نادرا في منطقة كانت سياسات واشنطن لا تحترم في كثير من الأحيان، وعلى سبيل المكافئة، كان لديهم اليد العليا في المناطق التي لا تزال في نزاع مع بغداد، بما في ذلك كركوك، المدينة متعددة الأعراق والتي ينظر لها الاكراد كأنها القدس بالنسبة لهم التي سيطروا عليها أثناء محاربتهم لتنظيم داعش في عام 2014.
لذلك عندما دفع مسعود بارزاني بالاستفتاء حول الاستقلال في أيلول الماضي2017 ، توقع أن ينفصل عن بغداد بودية وبمباركة الغرب، لكن ما حصل عليه هو معركة يائسة للحفاظ على المكاسب التي فاز بها على مدى عقود مبنية على سفك الدماء.
خلال الأسبوع الماضي، شاهد الأكراد القوات المسلحة العراقية استعادة ما لا يقل عن 8،900 ميل مربع من الأراضي، وهي منطقة تقريبا تعادل حجم ولاية نيو جيرسي، وكانت تلك الأراضي منذ فترة طويلة محل خلاف بين بغداد وقيادة المنطقة الكردية.
وكانت لهم هزيمة قاتلة بشكل خاص كانت في كركوك حيث اضطرت البيشمركة، القوة المقاتلة الكردية، للانسحاب بعد أن توصل أفراد من عائلة طالباني، التي ترأس حزب المعارضة الرئيسي لبارزاني في كردستان، إلى اتفاق مع بغداد، بدعم إيران وهذا ما اغضب بارزاني واتهمهم بالخيانة.
الخسائر حتى الآن مذهلة: المطارات ومحطات الطاقة والبنية التحتية الحيوية واحتياطيات النفط التي تشكل ما يقرب 50٪ من عائدات النفط للأكراد.
وقال  لقمان  الفيلي، السفير العراقي السابق لدى واشنطن، في مقابلة هاتفية مع الصحافيين "انها ليست اقل من نكبة للأكراد الذين يريدون اقامة دولة".
كما شكلت الأحداث ضربة قوية للوحدة الكردية، حيث قام الحزبان الكرديان الرئيسان، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني المعارض، بتجريم الاتهامات حول من هو المسؤول عن النكسات التي وضعت التساؤلات على تلك المناطق المذكورة.
تنشر القنوات الإعلامية التابعة لحزب مسعود بارزاني، مزاعم عن تعرض السكان الأكراد للمضايقات على يد المجموعات شبه العسكرية المدعومة من إيران والتي يقول الأكراد إنها شاركت في هجمات طائفية، السياسيون والناشطون على وسائل الاعلام الاجتماعية وصفوا خصومهم ب(الخونة )  للقضية الكردية.
وقال كمال جوماني، الزميل في مركز البحوث الاقليمي التابع لمعهد التحرير لسياسة الشرق الاوسط، ان "الحكومة الكردية على شفا الانهيار وانهت انتخابات المنطقة التي كان مقررا عقدها الشهر المقبل، وهو تناقض صارخ مع الأيام المزدهرة التي أعقبت استفتاء استقلال 25 أيلول 2017 ، عندما فضل أكثر من 92٪ من الناخبين الانفصال عن العراق.
وقال الدكتور برهم صالح، رئيس الوزراء السابق لحكومة كردستان، "يشعر الناس أنهم قد خدعوا، لقد اتحد الأكراد تاريخيا في السعي لتحقيق الاستقلال"، مؤكداً ان "الطبقة الحاكمة تهدر هذه القضية الموحدة من خلال عدم الكفاءة والفساد والمحسوبية".
ويوجه الكثيرون اللوم إلى بارزاني في مواجهة المعارضة الإقليمية للاستفتاء، وخاصة من الجيران مثل إيران وتركيا مع أقلياتهم الكردية المضطربة.
يتهم النقاد، بارزاني، بالمضي قدما في التصويت لإحراق إرثه، وتمديد قبضته على السلطة (على الرغم من تجاوزه بالفعل حدود ولاية رئاسته لمدة سنتين)، والانتباه بعيدا عن المشاكل الاقتصادية للحكومة الإقليمية الكردية.
البعض الآخر، مثل ( إيما سكاي ) ، الزميلة البارزة في معهد جاكسون للشؤون العالمية في جامعة ييل، التي عملت كمنسق في محافظة كركوك في عام 2003، تقول إن "خطأ بارزاني انه مد يده ابعد مما يمكن".
وتضيف سكاي، "لم يكن هناك شيء جديد في هذا الاستفتاء مقارنة مع الماضي، واذا كان بارزاني قد استقر على كردستان بدون كركوك وتفاوض على ادارة مشتركة لتلك المدينة مع بغداد كان بإمكانه ان يفعل ذلك".
وتابعت "لكن وقاحته في ضم كركوك كانت حركة تحتوي الكثير من الاستفزاز".
وقال شخوان عبد الله العضو الكردي في البرلمان مع حزب بارزاني ان "بغداد سترفض الاستفتاء مهما كانت نتائجه".
أما بالنسبة إلى ايما سكاي، فإن "صفقة كركوك كانت جزءا من التنافس منذ فترة طويلة بين بارزاني وخصومه في الاتحاد الوطني الكردستاني".
وقالت "لقد فعلوا ذلك لبعضهم البعض مرارا وتكرارا". واشارت الى ان "بارزاني دعا في عام 1996 صدام حسين الى طرد قوات  الاتحاد الوطني في اربيل".
بيد ان مسؤولي الاتحاد الوطني يصرون على ان الخطوة الاخيرة للتخلص من كركوك تهدف الى الحد من اراقة الدماء.
وكان ما بين 65،000 إلى 70،000 شخص قد بدأ بالفعل في الفرار من كركوك، وفقدنا العشرات من البيشمركة. وقال رانج طالباني، وهو مسؤول أمني كردي وعضو في الاتحاد الوطني، في مقابلة عبر الهاتف: "أردنا أن نتجنب كارثة إنسانية". واضاف ان "دور ايران مبالغ فيه كثيرا".
بارزاني، في الوقت نفسه، قد ذهب بعيدا عن الأنظار وسط دعوات من بعض الجهات أن يتنحى. ولا يزال الاتحاد الوطني يحسبه كخط الصدع داخل صفوفه.
وقال جوماني، وهو زميل في مركز الأبحاث، إنه "من الناحية الاجتماعية والسياسية وحتى الآن من الناحية الإدارية، فإن المنطقة الكردية على وشك الانقسام إلى كيانين، الأمر الذي سيزيد من تقسيم الثقافة الكردية". مضيفاً ان "الاستفتاء قد يقتل حلم الاستقلال".
وكان الفائز في هذه الفوضى رئيس الوزراء العراقي  الدكتور حيدر العبادي، وقد حظي نهجه الحازم، والذى كان له العديد من الفضل بمنع تفكك البلاد الى كانتونات طائفية ، بموافقة العديد من العراقيين، ومن المرجح أن يخدمه جيدا في الانتخابات الوطنية التي ستجرى في نيسان المقبل.
وقال السفير  لقمان الفيلي، ان "المناورة التي وجهها العبادي بين الحكومة الاقليمية الكردية وبغداد هي العودة الى رسم الحدود الاصلية".
لكن الأكراد لديهم مخاوف أكثر إلحاحا حيث قال احد المسؤولين في حزب الاتحاد الوطني، "كنا بالكاد قادرين على دفع أجور المدرسين والموظفين المدنيين نصف أجر مع عائدات النفط لدينا، وإذا كانت الحكومة قد فقدت كل هذه العائدات، فكيف ستدفع الرواتب؟".

المصدر: صحيفة لوس انجلس تايم
ترجمة: حيدر الخزعلي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....