الاثنين، 9 مايو 2016

هادي باشا العمري كان مرشحا ليكون ملكا على العراق ابراهيم العلاف



هادي باشا العمري كان مرشحا ليكون ملكا على العراق 
ابراهيم العلاف
بعد ثورة 1920 الكبرى في العراق اضطر الانكليز المحتلين الى تغيير سياستهم والتفكير في اقامة حكومة وطنية او كما كانوا يسمونها هم حكومة أهلية .وقد رشحت اسماء كثيرة لتولي عرش العراق فكان من المرشحين الامير العثماني برهان الدين واحد ابناء الاسرة الحاكمة في مصر وامير المحمرة الشيخ خزعل ومن العراق السيد عبد الرحمن الكيلاني نقيب اشراف بغداد والسيد طالب النقيب نقيب اشراف البصرة ومن الموصل أمير اللواء هادي باشا العمري .وهادي باشا العمري كما ترونه في الصورة الى جانب هذه السطور التقطت له سنة 1912 اثناء الحرب في البلقان .هادي باشا العمري كتب عنه المستشار القانوني والمؤرخ الاستاذ خيري محمد امين العمري في كتابه :" شخصيات عراقية " الجزء الاول 1955 وقال انه من الشخصيات العراقية التي برزت في العهد العثماني وتألق نجمها في ميدان الحرب والعلوم العسكرية وهو ابن خالة بطل الحرية الفريق الركن محمود شوكت باشا .
وهادي باشا العمري موصلي من مواليد محلة العاقولية في بغداد سنة 1860 وكان والده محمد امين العمري يعمل نائبا (كهيا او كتخدا ) لوالي بغداد وعندما اكمل دراسته الاعدادية دخل الكلية الحربية في استنبول وتخرج سنة 1885 .وقد اوفد الى المانيا لاستكمال دراسته العسكرية وكان هو اول عراقي يتلقى علومه في المانيا وبعد ان اكمل دراسته وتدريبه عاد وعين استاذ في كلية الاركان .ساهم في الحرب اليونانية سنة 1897 ووصل الى رتبة امير لواء ومنح لقب باشا وعين قائد فرقة في اليمن ووصل الى رتبة فريق ركن وفي سنة 1908 كان قائدا للفيق الثالث العثماني وفي سنة 1912 تولى رئاسة اركان الجيش العثماني واشترك في حرب البلقان .كان عسكريا محترفا ولم يشتغل في السياسة وكان يعارض تدخل الجيش في السياسة .كان استاذا كبيرا في العلوم العسكرية وقد شهد له تلاميذه بذلك وقال الاستاذ الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه :" القضية العراقية " ان هادي العمري كان يعطف على القضية العربية .بعد سقوط الدولة العثمانية توجه الى البانيا حيث كانت تقيم هناك اسرة زوجته وقد رشح ليكون ملكا على العراق وكانت المس بل السكرتيرة الشرقية لدار المندوب السامي البريطاني تعرفه وتعرف قدره لكن ترشيح الامير فيصل بن الشريف حسين كان الاقوى فتمت مبايعة فيصل ملكا على العراق وعاد الفريق الركن هادي باشا العمري الى العراق سنة 1925 بعد ان تغرب عنه قرابة 40 سنة وقد رحب الملك فيصل الاول به واراده ان يكون عضوا في مجلس الاعيان لكنه اعتذر بسبب كبره ومرضه بتصلب الشرايين فعاد الى اوربا للاستشفاء وفي برات بالبانيا توفي في 27 نيسان سنة 1932 وقد نعاه الكاتب التركي الكبير خالد ضياء بقوله :" انه شخصية متمكنة بين اقرانه بإنصرافه انصرافا جديا الى الاعمال العسكرية بحيث تتمثل فيه كل معاني الجندية الحقة "
اما الكاتب والفيلسوف التركي رضا توفيق فقال ان هادي باشا العمري "يتميز بقابلية ونزاهة ويحسن اللغة الالمانية قراءة وتابة وهو الى جانب كونه عسكريا عرف بلين الجانب والنزاهة والاستقامة في الاعمال التي نهض بأعبائها بحيث لم يعط مجالا لمؤاخذته .كما انه يكشف في اول التعرف به عن جوهر شخصيته وبما تتسم به من صراحة وصدق " .
نسأل الله الرحمة له وجزاه خيرا فقد خدم امته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...